أسواق مدينة دمشق القديمة
أسواق مدينة دمشق القديمة
أسواق هذه البلدة من أحفل أسواق البلاد وأحسنها انتظاماً وأبدعها وصفاً، لا سيما قيسارياتها، فهي مرتفعة كالفنادق، ولها سوق يُعرف بالسوق الكبير، يصل من باب الجابية إلى باب شرقي وصفه ابن جبير بالسوق الكبير، ويقصد ابن جبير بالسوق الكبير، الشارع المستقيم وما يحيط به من أسواق صغيرة متفرعة.
ظهرت مدينة دمشق كأقدم عاصمة في العالم، وأقدم مدينة مأهولة بالسكان، كانت عاصمة الآراميين، ثم أصبحت فيما بعد قلب الامبراطورية الرومانية، ومركزاً تجارياً هاماً للرومان، لتسويق وتوزيع المنتجات بين أوربة والشرق.
حيث قام الرومان بتجديد بناء مدينة دمشق على حطام البناء القديم، وزاد من شهرتها عندما أصبحت مركزاً للديانة المسيحية في العصرالرومي عام 39م.
وازدادت أهميتها بعد دخول المسلمين، وبدأت الأسواق الدمشقية القديمة في الظهور كظاهرة فريدة الصنع والجمال، وفي زيادة من عددها مع تعدد تخصصاتها، وفي العصر المملوكي والأيوبي والعصر العثماني، حيث أخذت في لفت أنظار السائح العربي والأجنبي على حد سواء.
فأسواق دمشق القديمة، قائمة على أرض قديمة العهد، يفوح منها عبق هذا القدم، ومزينة ببضائع مختلفة الألوان والأغراض تحمل الزائر وتطوف به لكل زمان بنفس المكان، تماماً مثل الحكاية الجميلة.
بدأت هذه الأسواق الظهور في العصر الروماني، مكشوفة السقف مزودة بأروقة جانبية، مثالها الشارع المستقيم، الذي كان يمتد من باب الجابية غرباً إلى باب شرقي شرقاً على طول 1600 متر، بناه القائد الروماني بومبيوس عام 64 ق.م، وسُمي بشارع الأعمدة لبناء الأعمدة الضخمة على جانبية، حيث عُثر على بعضها أثناء مشروع ترميم السوق عام 2008م.
وكان الذي يقف في باب الجابية يرى الباب الشرقي، أخذت ملامح هذه السوق تتغير، بعد الازدهار الاقتصادي وزيادة الطلب لأسواق جديدة، ولا ننسى أن في سوق الشارع المستقيم تتوزع الكنائس الجميلة والعريقة وأشهرها كنيسة مريم (الكاتدرائية المريمية حالياً) وكنيسة حنانيا الرسول، وعلى طرفي الشارع المحلات التجارية المتنوعة البضائع، وهذا السوق داخل السور القديم، والآن قبل المضي في جمال أسواقنا لا بد أن نذكر كلام “مالك بن بني” في تعريف الحضارة حيث قال: “الحضارة تسير كما تسير الشمس، فكأنها تدور حول الأرض مشرقة في أفق هذا الشعب، ثم متحولة إلى أفق شعب آخر”.
فهي محاولات إنسانية للوصول إلى حياة أفضل فهي حصيلة جهود أمم، فالأسواق بدأت غير مسقوفة، وبتصميم يميز الرومان، ثم تتالت عليها بعض التغيرات بعد مجيء الإسلام بعهوده المتعاقبة، وبقدوم الوالي العثماني مدحت باشا 1878 أصبح للسوق الطويل (الشارع المستقيم)، ملامح جديدة، أخذ بتوسيع السوق القديم بإضافة محلات تجارية جديدة وعلى مساحات واسعة وفرعية من السوق الطويل، لدرجة أن الباب الشرقي لم يعد يُرَى من باب الجابية.
فأصبح هذا السوق يسمى سوق مدحت باشا، (الآن عاد الى تسميته الاصيلة ” الشارع المستقيم”) وقالت المصادر أن الأسواق القديمة كان يبلغ عددها خمسين سوقاً، لم يبق منها حالياً إلا بحدود العشرين سوقاً.
وأخذت تُنسب الأسواق إما إلى الحرفة القائمة فيها، أو إلى اسم بانيها، ومعظم الأسواق القديمة داخل السور القديم وحول الجامع الأموي.
فقط سوق السنانية الذي ينسب إلى الوالي العثماني سنان باشا، وسوق الدرويشية نسبة إلى الوالي العثماني درويش باشا 982ه – 1574م ، هذان السوقان يقعان خارج أسوار المدينة من جهة الغرب. وسوق الخيل في منطقة صاروجة وسوق الهال القديم وسوق العتيق والمناخلية وسوق الحدادين وسوق النحاسين…
هذا وسوف نقوم بزيارةٍ لأهم أسواقنا القديمة، التي ما زالت محط أنظار السائح الأجنبي والعربي، للشكل الجمالي التي اكتسبتها، فهي على أرض قديمة، يفوح منها عبق هذا القدم، ومزينة ببضائع مختلفة الألوان والأغراض، تحملنا وتطوف بنا لكل زمان، تماماً كالأساطير والحكايا الجميلة.
الشارع المستقيم ( سوق مدحت باشا)
نعود لسوق مدحت باشا الذي سمي بالسوق الطويل، ثم بسوق جقمق نسبة إلى الأمير سيف الدين جقمق 822هـ / 1419م، ونائب السلطنة في دمشق، ثم أخذت معالم السوق بالتغيير في عهد الوالي مدحت باشا الذي أنشأه عام 1878م.
يمتد فوق سوق الشارع الطويل ( المستقيم ) مع أسواق فرعية تحيط به، وسوق مدحت باشا موازي لسوق الحميدية. وفي نهاية هذا السوق باتجاه الباب الشرقي توجد عديد من الكنائس الجميلة العريقة، وأهمها كنيسة كنيسة مريم عند قوس النصرمنتصف الشارع المستقيم تقريباً وهي الكاتدرائية المريمية ويعود تاريخها الى عام 38م وهي اقدم كنيسة في العالم وكنيسة حناينا وهي بيت حنانيا الرسول اول اسقف لدمشق السنة 38م التي تتزامن معها والكنيستان تعودان إلى العهد الرومي.
سوق مدحت باشا في دمشق و سمي بسوق الطويل أيضاً انشأ عام 1878 في عهد والي دمشق ( مدحت باشا)، يمتد فوق الشارع الروماني المعروف بالمستقيم وهو الشارع الذي يشق قلب دمشق القديمة والموازي لسوق الحميدية الشهير، وهو من أعرق أسواق دمشق القديمة و من الاسواق الشرقية الهامة ، مسقوف في الجزء الاول منه ولمسافة كبيرة و يخترق المدينة القديمة من باب الجابية إلى باب شرقي ويتفرع منه اسواق متخصصة كثيرة مثل سوق الحرير، سوق البزورية، سوق الخياطين، سوق الصوف وغيرهم، و يوجد فيه العديد من الخانات الاثرية القديمة والكنائس والمساجد الاثرية والتفرعات االمليئة من روائع التاريخ مثل قصر النعسان الرائع و مكتب عنبر، وقصر الدحداح.
في الجزء المكشوف من سوق مدحت باشا وقبل باب شرقي الاثري يوجد العديد من الكنائس العريقة والهامة مثل كنيسة حنانيا والتي تعود للعصر البيزنطي ومقدسات تعود لبدايات المسيحية واماكن تاريخية هامة، وفي وسطه تقريباً يقع قوس النصر الروماني وكان يشكل نقطة تقاطع الشارع المستقيم مع الشارع الذي كان يصل بين الباب الصغير جنوباً وباب السلامة والفراديس شمالاً وفيه تقع كنيسة مريم المحكي عنها وبطريركية الروم الارثوذكس والى الغرب من قوس النصرتقع منطقة ( مأذنة الشحم ) والمصلبة وتلة السماكة، وتمتد على جانبي السوق المحلات والحوانيت ذات الاقواس والخانات الاثرية التي تحولت في داخلها حاليا إلى محلات ويشتهر سوق مدحت باشا ببيع الصناعات النسيجية، والعباءات الرجالية المذهبة، والكوفيات، والاقمشة الحريرية، والصناعات المحلية المميزة، والشراشف، والديباج، والمناشف، والستائر ومحلات للبيع بالجملة، وكذلك محلات لصنع وبيع المشغولات النحاسية والموزاييك والمصدفات والسيوف والمصنوعات والمشغولات الشرقية الدمشقية الشهيرة.
يمكن القول إن الشارع المستقيم (سوق مدحت باشا)، أطول أسواق مدينة دمشق القديمة، فهو يشطر مدينة دمشق القديمة شرقاً بغرب، ويوصل بين الباب الشرقي وباب الجابية لمدينة دمشق ويعرف باسم الطريق المستقيم وفي الكتاب المقدس سفر اعمال الرسل اسمه الزقاق المستقيم الذي سار فيه بولس الرسول.
كان عن يمين ويسار هذا السوق رواق بعرض 6.8 أمتار، فيستخدم أحد الرواقين من يتجه شرقاً ويستخدم الرواق الآخر من يتجه غرباً، كما يتخذ هذان الرواقان للبيع والشراء. أما القسم الأوسط من الطريق المستقيم فهو لقضاء الناس حاجاتهم، كما كان هذا الطريق يتباعد عند قوس النصر، الذي لا يزال قائماً بمحلة الخراب من مدينة دمشق، فضلاً عن ذلك فقد كان هذا الطريق المستقيم يتعامد مع طريق آخر يقطع مدينة دمشق من الشمال إلى الجنوب كما اسلفنا.
يعود إنشاء الشارع المستقيم إلى زمن الرومان سنة 64 ق.م وقد جعلوا على جانبي هذا السوق صفين من الأعمدة التي من الطراز الكورنتي وذلك على غرار ما كان لجميع مدنهم.
وقد عرف الجانب الغربي من هذا السوق باسم سوق جقمق زمن المماليك، وذلك نسبة إلى نائب السلطنة المملوكي جقمق، وهو الذي تنسب له المدرسة الجقمقية وخان جقمق في الشارع المستقيم.
أما إطلاق تسمية مدحت باشا على هذا السوق، فهو نسبة إلى الوالي العثماني مدحت باشا، الذي قام بتوسيع السوق، بعد أن قام بإحراق العديد من الدور، التي كانت بموقع التوسعة، ثم قام الوالي العثماني ناظم باشا بتغطية السوق بالحديد والتوتياء سنة 1890 م حماية له من الحريق، بعد أن كان السقف من الخشب زمن المماليك.
لكن ذلك لم يمنع من احتراق سوق مدحت باشا سنة 1925 م بفعل قصف القوات الفرنسية المستعمرة لسورية خلال قصفها منطقة سيدي عامود خلال الثورة السورية الكبرى، فاحترقت سيدي عامود وكل القصور الشامية البديعة التي كانت فيها وتسمت فيما بعد بتسمية الحريقة… وسَلُمَ قصر العظم من الحريق والدمار وأصبح اسمها الحريقة.
ومن جهة أخرى، فإن كلاً من الشارع المستقيم (سوق مدحت باشا) وسوق الحميدية، أقرب إلى التوازي بالاتجاه من الشرق إلى الغرب، إلا أن الشارع المستقيم أكثر طولاً من سوق الحميدية، وتمتد هذه الزيادة من مكان تفرع سوق البزورية وحتى الباب الشرقي. وهي المنطقة غير المغطاة من الشارع المستقيم.
ونجد فيه مشيدات تعود إلى العصر المملوكي، ومشيدات تعود إلى العصر العثماني، ونذكر من مشيدات العصر المملوكي، جامع سيدي هشام الذي يتميز بمئذنته البديعة، وإطلالها على سوق الصدف، وخان الدكة وخان جقمق.
أما مشيدات العصر العثماني، فكان منها: خان سليمان باشا، وخان الزيت الكائن بين خان الدكّة، وخان جقمق المملوكيين، وقد تميزت هذه الخانات، بأبوابها المشرعة وأقواسها البديعة.
يتفرع عن سوق مدحت باشا تفرعات عدة، منها ما كان في الجانب الشمالي من هذا السوق، ومنها ما كان في الجانب الجنوبي منه.
فمن التفرعات التي في الجانب الشمالي منه ما كان منها يوصل إلى الحريقة، كتفرع نزلة حمام القاضي. ثم تفرع سوق الحرير والخياطين الموصلين إلى بداية سوق الحميدية الشرقية وبالاتجاه شرقاً نصل إلى تفرع البزورية، ثم التفرع إلى مكتب عنبر، وهو بزقاق المنكنة من حي الخراب. وتسمية مكتب عنبر هي نسبة لدار يوسف عنبر، وهو أحد أثرياء مدينة دمشق اليهود، وقد شيد الطابق الأول من هذه الدار سنة 1867 م، ثم استملكت الدار لدين عليه لم يقدر على وفائه، وبعد ذلك تحول البناء إلى مدرسة سنة 1886 م، عرفت باسم مكتب عنبر، وكان لهذه المدرسة شأن في الحركة الثقافية والنضوج القومي في أوائل القرن العشرين، ثم تحول البناء إلى مدرسة للفنون النسوية، ثم جعلته وزارة الثقافة قصراً للثقافة. وحاليا يضم مكتب الخدمات العقارية في دمشق القديمة ومكتب الاحوال المدنية المتصل بالمركز الرئيس في شارع الثورة.
وبعد تفرع مكتب عنبر نصل إلى تفرع يمر من جانب الكاتدرائية المريمية شمالاً يوصلنا إلى حارة الخمارات المؤدية إلى حي (آيا ماريا) اي القديسة مريم باليونانية كما كانت تسميته وتحرفت بتمادي الايام الى (القيمرية) وهذه التسمية نسبة الى كنيسة مريم وكانت تسميتها تشتمل على كل المنطقة والزقاق الموصل الى محلة آيا ماريا كان اسمه (زقاق او درب مريم) في العهد الرومي لوجود دير لليتيمات فالراهبات في القرن الرابع ومن ثم حالياً دار جمعية القديس بندلايمون لتربية اليتيمات، وبعد ذلك لا تجد تفرعاً في الجانب الشمالي للشارع المستقيم إلا التفرع الذي عند القشلة، وهو التفرع المؤدي إلى باب توما.
ونجد إلى الشرق من تفرع سوق البزورية موقعاً يعرف باسم مئذنة الشحم، وقد كانت تسميتها نسبة إلى مئذنة الشحم وذلك لما يصنع بها من صناعة يدخل بتركيبها الشحم، كالصابون والشمع وهذا الموقع غرب مسجد صغير يعود إلى العهد المملوكي. وبقبّة الشحم قبة أو مئذنة هي أعلى موقع بمدينة دمشق القديمة وهذا الموقع هو المعروف باسم تلة السمّاكة التي تعتبر شاهداً على تشكل مدينة دمشق منذ آلاف السنين بعد ان قلبتها الزلازل سبع مرات.
وعلى الجانب الجنوبي منه تفرعات نذكر منها تفرع سوق عند البداية الغربية نذكر منها: سوق النسوان عند باب الجابية، وهو يوازي سوق مدحت باشا، بامتداده من الغرب إلى الشرق بين سوق السكرية وسوق القطن، وعن هذا السوق يتفرع سوق البالة عند مدخل زقاق البرغل.
ونجد بهذا الجانب الجنوبي منه تفرعاً يقابل سوق البزورية، وهو تفرع الدقاقين الموصل عبر شارع حسن الخراط إلى الباب الصغير أو باب الحديد الذي يفصل بين قسمي حي الشاغور البراني والجواني..
هذا السوق أصبح مع العصور ثاني أهم أسواق دمشق القديمة بعد سوق الحميدية.
سوق الحميدية
نأتي الآن إلى سوق الحميدية، والذي لا تكتمل رحلة الزائر لدمشق إلا بزيارة هذا السوق فهو اطول مول او مُتَسَوَّقْ في العالم.
وتعود نشأته إلى العهد العثماني، في عهد السلطان عبد الحميد عام 1863م، فنُسب إلى اسمه، يتميز هذا السوق بسقفه من الخشب (سابقاً) ثم من الحجارة تفادياً للحريق.
يمتد سوق الحميدية من باب السعادة القديم عند جنوبي القلعة حتى الجامع الأموي، ويمتد من فوق خندق القلعة.
إذاً بداية سوق الحميدية من نهاية شارع النصر مع شارع الثورة (وهو عند باب النصر سابقاً)، وينتهي عند بوابة معبد جوبتير الدمشقي الإغريقي أشهر المعابد القديمة الإغريقية (القريبة من باب البريد)، حيث نجد أعمدته الرخامية المرتفعة المزينة بكؤوس مزخرفة من الرخام، وأمامه ساحة هي ساحة الكاتدرائية التي امر ببنائها الامبراطور ثيوذوسيوس الكبيرفي عام 387م وصارت كاتدرائية دمشق كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان وكانت تشكل ربع مساحة دمشق القديمة. ومن ثم تم عام 505 م نقل رأس القديس يوحنا المعمدان من القسطنطينية العاصمة، واعتبرشفيعاً لدمشق ولايزال في ضريحه بعد تحويل كاتدرائية المعمدان الى الجامع الاموي بيد الوليد بن عبد الملك، ومن الساحة نجد أنفسنا أمام البوابة الرئيسة للكاتدرائية (الجامع الأموي705م).
قبل أن ندخل سوق الحميدية يجب أن نشير إلى بعض الأوابد الأثرية التاريخية، التي تحيط بهذا السوق، حيث تتوضع قلعة دمشق الشهيرة، التي هي من أهم الآثار العسكرية الأيوبية 599ه، 1202م بناها الملك العادل الأيوبي تتألف من أثني عشر برج، ولها بابان في الجهة الشرقية تفتح على المدينة، والثاني وفي الجهة الشمالية من جهة بردى، محاطة القلعة بخندق مياه، كان في داخلها قصور وحمامات ومساجد، ومقر للسلاطين.
يقف أمامها تمثال صلاح الدين الأيوبي بعد ان ازالت محافظة دمشق سوق الخجا، وضريح الايوبي يقع بين السوق وحي العمارة التاريخي وهو بجوار الأموي من بابه الشمالي، عند المدرسة العزيزية التي بناها الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي 592/1195، وقد تهدمت المدرسة وبقيت التربة.
يتخلل هذا الشارع المكتبة الظاهرية التي بناها الظاهر بيبرس أيام حكمه لدمشق، وهو أشهر سلاطين المماليك، دُفن في المدرسة التي بناها 678/1279، ودفن معه ابنه الملك السعيد. ومقابلها المدرسة العادلية الكبرى والتي دفن بها الملك العادل.
هذا مع وجود مبان ومساجد قديمة تعود للفترة الرومية وذلك بامعان النظر في حجارتها وماعليها من نقوش اتى الحت عليها تقريبا، مع بعض لمسات التحديث عبر التاريخ وخاصة منها المساجد القديمة .
بالعودة الى سوق الحميدية فقد بُني على مرحلتين:
الأولى في عام 1780 عهد السلطان عبد الحميد الأول، بطول 600 متر وعرض 15 متر، مسقوف بالخشب، الذي استُبدل بالحديد والتويتاء لحمايته من الحريق في عهد الوالي حسن ناظم باشا، وعلى حوامل نصف دائرية معدنية، وعلى جانبيه المحلات التجارية، سُمي السوق بالسوق الجديدة، وكان يسمى بسوق الأروام في العهد اليوناني.
أما المرحلة الثانية في عام 1884م عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث قام بتوسيع السوق الجديدة، وسمي بسوق الحميدية نسبة إلى السلطانين، والذي أصبح في القرن التاسع عشر ميلادي من أهم المراكز التجارية في دمشق.
ولا ننسى في هذا السوق وجود البيمارستان النوري الذي أصبح متحف الطب والعلوم عند العرب.
ومن جهة الجنوب في محلة العمارة الجوانية مسجد السيدة رقية، وقيل هي بنت الحسن الصغرى والتي توفيت وهي صغيرة من شدة الحزن وهو مزار للحجيج الشيعي من كل المشرق كمزار السيدة زينب، وضريح الحسين في الجامع الاموي.
وحول سوق الحميدية يوجد أقدم المباني الأثرية: بيت جدي، بيت نظام الدين، قصر نعسان على الباب الشرقي، مكتب عنبر، مقهى النوفرة.
وسوق الحميدية نجده دائماً في حالة نشاط مستمر، فسقفه الجميل قد أعطى للزائر فرصة التسوق بمتعة وراحة، حيث يحميه من شمس الصيف، ومطر الشتاء، مما يتسنى للزوار التسوق دون ملل وتعب، خاصة وأن محلاته التجارية تتنوع فيها البضائع المختلفة الأغراض البديعة الألوان. فهو اطول مول تجاري في العالم.
مصنوعات نحاسية – أقمشة بأنواعها – صناعات تراثية – ملابس جاهزة – أدوات للزينة – أحذية مفروشات – سجاد – سجاد – تحف – هدايا وغيرها.
يمتد سوق الحميدية إلى سوق المسكية أمام الأموي وعند أعمدة جوبتير وهو سوق القرطاسية والكتب وكانت دكاكين الوراقين والمجلدين منتشرة بين صفوف الاعمدة الجوبيتيرية الضخمة.
واشتهرت الحميدية بوجود محلات تبيع البوظة العربية (الآيس كريم المصنوعة بالدق)، أشهرها محل (بكداش) الذي زاره شخصيات كبيرة ورسمية طلباً بالاستمتاع بمذاق هذه البوظة، وهو معروف منذ 125 سنة.
أما الأسواق المتفرغة عن الحميدية والمسماة كلاً بحسب تخصصها.
سوق البزورية
يصل ما بين الشارع المستقيم وقصر العظم، وهو مشهور بحوانيته الصغيرة، يُباع فيه كل ما يتعلق بالأغذية والحبوب، والبهارات، الفواكه المجففة، العطورات، واللوز والفستق والفواكه المجففة والأعشاب الطبية، وحلويات الأعراس، والمناسبات كالسكاكر والشوكولا والملبس.
وكان يسمى بسوق العطارين، هذا السوق مغطى جميعه بساتر معدني، وفي بداية هذا السوق يوجد أشهر قصر دمشقي وهو قصر العظم.
البزورية
هو سوق تاريخي يقع إلى الجنوب من الجامع الاموي في دمشق يضم السوق العديد من الخانات التاريخية والمباني والمتاجر التي تبيع مواد العطارة والزهورات الشامية والأعشاب التي تستخدم في الطب الشعبي العربي ولهذا السوق شهرة عبر التاريخ.
إضافة إلى بيع ا العطارة والتوابل كذلك تباع في السوق أنواع من السكاكر والشوكولا الحلويات المتنوعة والمصنوعات والفواكه المجففة والصابون (صابون زيت الزيتون وصابون الغار السوري الشهير).
تمتد البزورية بين قصر العظم وسوق الصاغة القديم شمالا، إلى سوق مدحت باشا مقابل فتحة حارة مئذنة الشحم جنوباً، ومن ثم ينعطف شرقاً ليضم إليه قسماً من الشارع المستقيم. وهو مغطىً بساتر قوسي معدني من شماله وحتى جنوبه، وهو ما زال منذ تأسيسه تتخصص حوانيته ببيع الأعشاب الطبية والبزورات والفواكه المجففة والتوابل والشموع والسكاكر والشوكولاتة والملبّس الدمشقي الشهير الذي يباع بكثرة في مناسبات الأعراس والموالد النبوية. وقد توارثت هذه الحوانيت عائلات دمشقية قديمة ما زال أحفادها يستثمرون هذه المحلات ويشغلونها بنفس تجارة آبائهم وأجدادهم. ولذا ما زال هذا السوق العريق يجسد مقولة السائح البريطاني بورتر – الذي زار دمشق في القرن التاسع عشر- فقال عن أسواقها: «من الممتع التجول في هذه الأسواق ومشاهدة أنواع البضائع والشيء المميز لهذه الأسواق هو تخصص كل سوق ببيع بضائع خاصة ومتخصصة». هذا السوق عُرف في السابق باسم سوق القمح، ثم سوق الدهيناتية، إذ كانت تصنع فيه سائر الدهون كدهن اللوز، ومن ثم عرف باسم العطارين لأنه كانت تباع فيه العطور المستخرجة من الورود الدمشقية وكذلك الأعشاب العطرية للعلاج الشعبي. في ما بعد أخذ اسمه الحالي.. البزورية. ويضم السوق إلى جانب حوانيته الصغيرة نسبياً أجمل منشأتين معماريتين قديمتين في دمشق هما: خان أسعد باشا، أكبر وأكمل خانات دمشق القديمة وأجمل خانات الشرق الأوسط، وحمام نور الدين الشهيد، أشهر حمام دمشقي ما زال يستقبل الراغبين في الاستحمام بحمامات السوق بتقاليدها المعروفة وبين نظامها العريق من «براني» و«وسطاني» و«جواني»! ولعلّ شهرة سوق البزورية الحالية، خاصة بين سكان دمشق وزوارها العرب بشكل خاص، تأتي من وجود عشرات المحلات المتخصصة بتحضير وبيع الأعشاب الطبية التي تلقى رواجاً كبيراً بين السوريين. ومما يذكر أنه حسب إحصائيات علمية نشرت أخيراً في دمشق هناك 3646 نوعاً من النباتات الطبية موجودة في البيئة السورية. وإذا كان سوق البزورية بواقعه الحالي يضم عشرات التجار العاملين في مجال الأعشاب الطبية، فإن هناك عائلات توارثت هذه المهنة منذ مئات السنين أباً عن جد، ومنها عائلة دركل المعروفة في سوق البزورية. فعلى الرغم من أن أبناءها درسوا في الجامعات وفي اختصاصات متنوعة علمية وأدبية، فإنهم تفرغوا للعمل في مهنة الأجداد وهي تحضير الأعشاب الطبية وبيعها.
سوق الصاغة
هو سوق تاريخي مختص بصياغة وبيع المعادن الثمينة والمجوهرات في مدينة دمشق القديمة ويقع بين البزورية والحميدية.
اسمه القديم هو سوق القوافين، والقواف هو بائع أصناف النعال والأحذية التقليدية وكان يجاوره من جهة الشرق سوق الصاغة القديم الذي احترق عام 1960 وانتقل تجاره إلى هذا السوق بعد إضمحلال مهنة القواف، وهذا هوا السبب لوجود بعض محلات بيع الأحذية في هذا السوق ومجاورة الخشب للذهب في سوق واحد.
يقع سوق الصاغة مقابل باب الجامع الاموي الجنوبي المعروف بـباب الزيادة، وهو سوق نصفه مكشوف والنصف الآخر مغطى، تشغله محلات بيع الذهب والمجوهرات والتحف الشرقية وبضع محلات لبيع الأحذية التقليدية.
ويشار إلى أن جمعية صياغة الذهب في “دمشق” كانت قد قسمت السوق إلى قسمين: “الصاغة الجوانية” وفيها يباع اللؤلؤ والجواهر، و”الصاغة البرانية” وفيها تباع الأساور والخواتم.
يتألف “سوق الصاغة” من مجموعة مصاطب كبيرة يتوزع عليها بائعو المجوهرات، وكشفت اللقى الأثرية في المكان أنه يعود إلى الفترة الأيوبية وقد يكون أقدم من ذلك.
وقد ضم السوق قديماً 72 محلاً، إلا أنه وفي عام 1960 م شب فيه حريق هائل خرب قسماً كبيراً منه وبلغت الخسائر ارقاماً فلكية افقرت معظم الصياغ الذين لهم محلات في السوق الجواني ومن مشاهدات العائلة التي ذهب رجالها منذ فجر ليلة الحريق لاطفاء الحريق في دكان عمي ولانقاذ مايمكن من الذهب بعد انصهاره نتيجة الحريق الشديد وخرج الذهب مصهوراً من تحت بابي السوق،
يحد سوق الصاغة من الشمال مجموعة من الدكاكين، ومن الشرق عدد من البيوت السكنية ومن الجنوب ما تبقى من خان “السفرجلاني.
تاريخ هذا السوق
ذكر المؤرخون أن ” معاوية بن ابي سفيان” عندما كان والياً على دمشق في العصر الراشدي حَّوَّلَ قصر والي دمشق الرومي ليكون قصر ولايته واسماه قصر الخضراء وهو ذاته قصر دار ولاية دمشق في العهد الرومي، وكان والي دمشق الرومي المقيم فيه ويمارس اعمال الولاية منذ 313م وحتى دخول المسلمين الى دمشق السنة 635م يخرج منه يوميا صباحاً قبل ان يبدأ بمهام الولاية ويدخل للصلاة في كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان من بابها الجنوبي( هو اليوم باب الصاغة القديمة) فيصلي الصلاة الباكرية يومياً ثم يخرج منه عائداً الى دار الولاية (قصر العظم حالياً- وقصر الخضراء زمن الوالي معاوية) ليمارس مهامه الرسمية.
وكانت بين عامي 1973-1974م قد تشكلت بعثة وطنية بإدارة الاستاذ “نسيب صليبي” مدير عام الآثار والمتاحف وباشرت أعمالها في الجانب الشرقي ضمن مساحة قدرها 20م طولاً و9م عرضاً، وتركزت الأعمال الأولية بفك المصاطب الواقعة ضمن المساحة المذكورة فظهرت أساسات مغموسة بالحجارة الكلسية القاسية، إضافة إلى أحجار بازلتية وبعض فقرات من أعمدة غرانيتية بلونها الرمادي ورحى طواحي بازلتية مستديرة الشكل وأقنية مائية، وفي عام 1974م اكتشفت البعثة منهل ماء أطلق عليه “معبد حوريات الماء” يتألف من أربع فتحات عرض كل منها 590سم عثر بداخلها على أنابيب مازالت في أماكنها الأساسية».
أول نشوء لسوق “الصاغة” في “دمشق” كان في العهد “الأيوبي” حينما ظهرت سوق الصائغين قبلي الجامع الأموي في قيسارية مستقلة، أما في عهد “المماليك”.
فقد ازدهرت هذه الصناعة كثيراً، وكان للصاغة في أواخر العهد “الأيوبي” سوقان: الصاغة العتيقة وسوق اللؤلؤ عند سوق الحدادين، والصاغة الجديدة في القيسارية التي أنشئت عام 631هـ قبلي النحاسين، وقد جددت شرقي هذه الصاغة الجديدة وسكن فيها الصياغ وتجار الذهب والجواهر»
سوق الحريقة
الحريقة ( سيدي عامود)
هي المنطقة الواقعة جانب سوق الحميدية من جهة الجنوب في دمشق، الشارع المستقيم من جهة الشمال؛ بين جادة الدرويشية غرباً وسوق الخياطين شرقاً. عُرفت بالسابق باسم محلة “سيدي عامود” نسبة للوالي سيدي أحمد عامود الذي كان مدفوناً فيها، وأصبحت تعرف باسم “الحريقة” بعد الحريق الذي شب فيها إبان القصف الوحشي الفرنسي لدمشق عام 1925 وأدى إلى دمار واسع أتى على الكثير من البيوت والآثار المعمارية الهامة. كانت الثورة السورية على أشدها، وكانت فرنسا قد ضاقت ذرعاً بدعم أهالي دمشق للثوار الذين اتخذوا من الغوطة الشرقية معقلاً لهم، وبعد انتشار الاضطرابات إلى داخل دمشق نفسها، ونشوب معارك بين الأهالي والقوات الفرنسية، أصدر الجنرال “ساراي” أوامره بقصف دمشق من البر والجو عقاباً لأهلها وانتقاماً منهم يوم 18 تشرين الأول 1925. وقد بدأت “الحريقة” عندما سقطت قذيفة مدفعية أطلقت من قلعة المزة فوق قبة حمام الملكة في سيدي عامود، فاشتعلت التيران وامتدت إلى البيوت والمحلات المجاورة، فالتهمت فرن جبران وزقاق المبلط وراء سوق الحميدية، ثم زقاق سيدي عامود وبعضاً من الشارع المستقيم.
كانت الخسارة أكبر من أن تعوض، فقد تواجدت في هذه الحريقة بيوتات دمشقية عريقة الطراز، تميزت بغنى زخارفها الداخلية حسب أسلوبي الباروك والركوكو، إلى جانب المشيدات التاريخية الهامة التي لم يسلم منها إلا نذر يسير، ولم يبق لها من أثر سوى الخرائب والأطلال. من هذه البيوت التي خربت دار القوتلي، التي شيّدها مراد افندي بالقوة في زقاق العواميد، وزارها الغراندوق الروسي نقولا عند زيارته لدمشق في تسعينات القرن 19. كما احترق معها في نفس الوقت ضريح سيدي عامود، الذي سميت المنطقة باسمه. وتهدمت أيضاً دار القنصل الألماني “لوتيكة” ومقر القنصلية الألمانية سابقاً. ومن الأماكن التي سلمت سوق الحميدية والبيمارستان النوري (بيمارستان نور الدين الشهيد) الذي يعد من أهم البيمارستانات الباقية في العالم الإسلامي، وهو يقع إلى الجنوب الغربي من الجامع الاموي، ويضم اليوم متحف تاريخ الطب عند العرب.
ونتيجة للخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، أطلق على هذه الحادثة اسم “نكبة دمشق”. وفيها كتب أمير الشعراء احمد شوقي قصيدته الشهيرة “سلام من صبا بردى”
سوق القباقبية
هو أحد أسواق مدينةدمشق القديمة يقع على امتداد الجدار الجنوبي للجامع الاموي، تغير اختصاصه اليوم من صناعة وبيع القباقيب إلى النجارة العربي ومحال للصياغ والعاديات الأثرية وهو المجاور لسوق البزورية وهو سوق صغير، اشتهر بالقباقيب، التي تحدث صوتاً مميز على الأرض، واستغل التجار كثرة الأجانب قاموا بصناعة مميزة وهي مجسمات الكراسي القش، أو قطع تزينية كمزهريات الرمل.
سوق الحرير
يعتبر سوق الحرير من أقدم الأسواق في مدينة دمشق القديمة، حيث يعود تاريخه إلى الزمن الروماني.
أما السوق الموجود اليوم فقد تم تجديده من قبل والي دمشق العثماني درويش باشا في النصف الثاني من القرن السادس عشر.
أطلق على السوق إسمه نسبة إلى تجارة الأقمشة الحريرية والتي ما تزال تتداول في سوق إلى جانب أقمشة شرقية أخرى.
ولا يزال من الممكن رؤية الحجارة الرومانية التي استخدمت في بناء هذا السوق الأثري. ويسمى بسوق النسوان أو سوق (تفضلي يا ست) لكثرة ما ينادي الباعة على المتفرجات، وهو من الأسواق المميزة والمتفرعة عن الحميدية والتي تقع بين مدحت باشا والحميدية، أنشأه درويش باشا عام 1574م ، ويقع مدخله في آخر سوق الحميدية، بالقرب من الجامع الأموي، وعنده باب الحرير أو الحديد، ويؤدي سوق الحرير إلى سوق الخياطين.
يصنف سوق الحرير الواقع في باب الجابية جنوبي سوق الحميدية كأحد أقدم أسواق مدينة دمشق القديمة إذ يعود بناؤه للعهد الروماني.
وجدد السوق الذي يمتد على مسافة 200 متر في النصف الثاني من القرن16م وتعود تسميته (سوق الحرير) إلى تجارة الأقمشة الحريرية والتي ما تزال رائجة فيه حتى يومنا هذا إلى جانب أقمشة شرقية وكل ما يهم المرأة.
ويتفرع من هذا السوق أسواق عديدة لعل أهمها على الإطلاق سوق النساء ويمكن الولوج إليه من سوق مدحت باشا.
• يتخصص السوق بألبسة العرائس وتوابعها ومفروشات البيت من شراشف ومناشف ولوازم الحمام وأغطية الرأس والإكسسوارات ومختلف الألبسة الجاهزة وفي نهاية هذا السوق تباع أعشاب الطب العربي وبذلك تجد المرأة فيه كل ما يهمها شخصياً وما يتطلبه منها بيتها ومطبخها.
• يضم السوق بين حناياه اللباس التقليدي للمرأة الريفية والعباءات الصيفية والشتوية /الفروة/ والعقال والشماخ.
• أطلق عليه سوق النسوان لأنه يحتوي على كل ما تحتاجه النساء من لباس ومكياج وأدوات لها ولمنزلها.
عند اقتراب مناسبات الأعياد والأفراح وهي الفترة التي تقبل فيها النساء على اقتناء ما تحتاجه هذه المناسبات ويبقى لهذا السوق سحره الذي ينبثق من حجارته القديمة وجدرانه العتيقة ورائحته الفريدة التي يصل عبيرها حتى نهاية السوق
سوق الجمرك
يباع فيه الأقمشة الحريرية، الأغباني، وإلى جانبه سوق الصوف يختص ببيع الصوف بأنواعه. خان الجمرك وهو أحد الخانات التاريخية في مدينة دمشق القديمة، بني في العهد العثماني وهو أحد منشآت الوالي مراد باشا سنة 1596م، يختلف خان الجمرك عن باقي خانات دمشق، إذ يمتد على شكل زاوية قائمة من دخلة السليمانية إلى سوق الحرير باتجاه الشرق
سوق الخياطين
أنشأه الوالي العثماني شمس الدين باشا 1553م الذي يتميز بوجود أقدم مدرسة للحديث بناها نور الدين زنكي دار الحديث النورية، ووجود مقام الشهيد نور الدين زنكي -ومقام ابن ابي العيد وبجانبه الشيخ صالح عبد القادر الكيلاني. وفي هذا السوق يُباع لوازم الخياطة والحياكة.
وإذا عدنا إلى سوق المسكية حيث يقع خلفه سوق البريد الذي يضم مطاعم ومحلات لبيع المأكولات الشعبية، إضافة إلى الكتب والقرطاسية.
وإذا تابعنا المسير إلى الشمال نصل إلى سوق النحاسين، وسوق المناخلية،وسوق السروجية المخصص لسروج الخيل والحمير وحيوانات الجر.
أما سوق العصرونية المخصص لبيع مستلزمات البيوت والمطابخ المنزلية، يتخلل هذا السوق المدرسة العادلية الصغرى التي أنشأتها زهرة خانون ابنة السلطان العادل الأيوبي.
والعصرونية جاءت من وجود المدرسة العصرونية التي بناها الإمام شرف الدين عبد الله بن محمد بن أبي عصرون في العهد الأيوبي، حيث يوجد مقامه هناك، في إحدى هذه المكتبات حالياً.
وسوق الجابية– وسوق باب سريجة والمغطى بساتر معدني، مخصص لبيع الخضار والفواكه، والمنتجات الغذائية والأسماك الطازجة.
وسوق مردم بك المغطى أيضاً، مخصص لبيع الألعاب، والأدوات الرياضية والشرقيات.
ويتخلل هذه الأسواق حوانيت للحلاقين، حيث كانوا يدعون المارة للحلاقة.
وهناك أسواق تقع في الساحات العامة والمكشوفة كسوق الجمال في حي الميدان، وسوق الغنم والبقر، بالقرب من قلعة دمشق، سوق الخيل زمن الأمير تنكز.
ساحة سوق الخيل
ساحة من ساحات مدينة دمشق ، تقع جنوب سوق ساروجا، شرق ساحة المرجة، تخصصت بتجارة الخيول وتمويل الخيالة في العهدين الايوبي والسلجوقي في بداية العشرينات انتقل سوق الخيل الى محلة المرج الأخضر حيث تم في بداية الاحتلال الفرنسي لمدينة دمشق عام 1920 تنظيم ارض المرج الاخضر ليكون ملعباً لكرة القدم وملاعب للتنس وساحة لسباق الخيل كمافي الساحات الفرنسية وتسمى بملعب دمشق البلدي في ارض مدينة المعارض في شارع بيروت.
تقع هذه الساحة التي كانت في يوم من الايام سوقاً للخيل الى الشرق المجاور لساحة المرجة، ويفتح فيها من جهة الشرق سوق العتيق، ومن الجنوب سوق التبن على امتداد شارع الملك فيصل، ومن الشمال زقاق جوزة الحدباء الآخذ الى سوق صاروجا.
ورد ذكر هذه الساحة باسم ( سوق الخيل) في مؤلفات العهد المملوكي ككتاب يوسف عبد الهادي ” رسالة نزهة الرفاق في شرح حال الأسواق” التي تتحدث عن اسواق منطقة (تحت القلعة) ممايدل على تواجدها في تلك الحقبة كسوق لتجارة الخيول وربما كانت أقدم من ذلك لأن قلعة دمشق شيدت في العهد السلجوقي سنة 496ه/1076م) ومن الطبيعي ان تنشأ حولها الأسواق ولكننا لانملك الدليل على ذلك.
كما ذكرتها مصادر العهد العثماني كالقساطلي في كتابه “الروضة الغناء في دمشق الفيحاء” باسم سوق الخيل ايضاً، غير ان الاختفاء التدريجي لهذه التجارة في مطلع القرن العشرين نتيجة انتشار المَيكَنة( المكننة الآلية كالسيارات او ماشابه) جعلها تفقد هذا التخصص وتتحول في تلك الحقبة الى مواقف لعربات الركوب والحمير البيض المعدة للنقل والإيجار، ومن الاسواق التي تفتح في ذلك العهد كان سوق( علي باشا) الشهير بالفواكه والحلويات وماشابه.
واشار اليها ولتسينجر بكتاب “الآثار الاسلامية في مدينة دمشق” تعريب قاسم طوير وقسمها الى : سوق الخيل او سوق الحمير، ثم سوق الجمال الى الشرق المجاور لهما، بعد ذلك سوق الخضراوات، وترد تسمية سوق الجمال لسوق آخر متزامن معه الى الجنوب المجاور لسوق الزفتية في محلة الميدان الفوقاني.
هذه الساحة التي كانت في العهد المملوكي سوقاً للخيل والحمير، وسوقاً للجمال والبقر في كل يوم جمعة، وفي العهد العثماني كما اسلفنا سوقاً للخيل والحمير البيض وقد اندثرت هذه الفصيلة وكانت عالية تشابه الخيل والبغال في علوها.
وكانت بالأمس القريب عبارة عن ساحة واسعة لبيع الخضر والفواكه، وقد ورثت تخصصها هذا من سوقي الهال وعلي باشا… وقد اطلق تجار السوق مؤخراً على هذه الساحة اسم سوق علي باشا تخليداً لاسمه وجودة معروضاته من الفواكه التي ميزته عن سائر اسواق المدينة. ومن الحوانيت التراثية المعروفة في هذه الساحة، كان منها حانوت برو العطار ويرجع الى نهايات القرن التاسع عشر وكان صاحبه اسمه ابراهيم ويطلق عليه تدليلاً اسم برو وهو من اشهر من مارس تجارة العطارة في العهد العثماني المتأخر ومن هذه المهنة حمل لقب العطار.
أما الأسواق الحديثة في دمشق فكثيرة منها سوق الصالحية الموازي لسوق الحمراء، سوق القصاع، سوق الجمعة، سوق المزة، سوق حبوبي …. وفي كل حي ثمة سوق جميعها جاءت على شكل جديد.
اترك تعليقاً