علم المملكة السورية العربية، الذي رفع للمرة الأولى يوم 8 lhvs 1920.

إعلان استقلال سورية

إعلان استقلال سورية

في تاريخ سورية الحديث، تلحظ مناسبين أعلن فيهما عن سورية مستقلة. الأولى من قبل  المؤتمر السوري يوم 8 آذار 1920 بعيد سقوط الدولة العثمانية ، وتمت خلالها مبايعة  فيصل بن الحسين ملكًا وإعلان  المملكة السورية العربية بشكل رسمي. والثانية، تمت يوم 28 ايلول 1941 بعد استعادة  الحلفاء سيطرتهم على سورية خلال الحرب العالمية الثانية، وأعلن في إثرها  تاج الدين الحسني “كأول رئيس لسورية المستقلة”. خلافًا للإستقلال الأول، فإن الاستقلال الثاني استقبل ببرود في سورية، لاسيّما مع استمرار قسط وافر من الأجهزة تابعًا للمفوضية الفرنسية، وقد صرّح رجال المفوضية “بعدم وجود أية نية لتغير فعلي قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية”. لا يعتبر إعلان الاستقلال  عطلة رسمية أو اليوم الوطني لسورية، بل إن تمام جلاء القوات الفرنسية عن سوريا، بعيد انتفاضة الاستقلال في 17  نيسان 1946، يعتبر  عيد الجلاء واليوم الوطني السوري.

اعلان الاستقلال الاول

بحلول نهاية ايلول 1920 انسحبت الدولة العثمانية من سورية بشكل نهائي، وقامت  حكومة وطنية مؤقتة؛ ولعب الأمير فيصل بن الحسين دورًا بارزًا في العمل السياسي السوري، كما تشكل في  حزيران 1919 المؤتمر السوري العام كهيئة تأسيسية – تشريعية “للأمة السورية” انتخبها ناخبو الدرجة الأولى في أغلب المناطق ووقعت عرائض انتخابية في بعض المناطق الأخرى. كان العمل يرتكز على وحدة البلاد السورية وتكاملها مع  العراق والحجازواستقلالها، غير أنه في وقت لاحق قبلاتفاق فيصل – كليمنصو  بمبدأ الانتداب الفرنسي.

الملك فيصل
الملك فيصل

أواخر  شباط 1920 دعت الحكومة المؤتمر السوري العام للانعقاد والبت في القضايا العالقة وحالة المراوحة السياسية بانتظار مؤتمر الصلح، غلب الرأي القائل بأن إعلان الاستقلال يضغط على مؤتمر الصلح ويحمي مصالح السوريين، وقد استشار فيصل ضباطًا فرنسيين وإنكليز في دمشق ولم يبدون ممانعتهم للأمر. وفي 6  آذار 1920 خطب فيصل في المؤتمر السوري العام حول “استحقاق الحرية والاستقلال”، وفي اليوم التالي، 7  آذار، قرر المؤتمر بالإجماع “استقلال سورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تامًا مع الاحتفاظ بالحكم الذاتي للبنان”؛ واعتماد اللامركزية الإدارية،و العمل على صياغة دستور للبلاد على قاعدة الملكية الدستورية ومبايعة فيصل بن الحسين ملكًا، وإعلان الاستقلال في دار البلدية في ساحة الشهداء (المرجة) يوم 8 آذار 1920.

وفي  17 نيسان 1946، تم جلاء آخر  قوة فرنسية عن  سورية، التي  حصلت على استقلالها عن فرنسا في24 تشرين الاول 1945

خريطة سورية 8 آذار 1920
خريطة سورية 8 آذار 1920

الحفل

في يوم الاثنين 8 آذار 1920، زيّنت دمشق، ووضعت على الأبنية أعلام  المملكة العربية السورية، وفي صدر دار البلدية خصصت مقاعد للملك والحاشية؛ وإلى اليمين من صدر القاعة أعضاء الحكومة والدبلوماسيين باستثناء ممثلي بريطانيا الذين غادروا دمشق إلى حيفا ولم يحضروا الحفل، وقاضي العاصمة ومفتي المملكة ونقيب الأشراف والبطاركة وأساقفة العاصمة وحاخامها، وإلى اليسار أعضاء المؤتمر السوري العام وممثلين من العراق وخصص في القاعة أماكن للوجهاء ورجال الصحافة.

في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر، وصل الملك فيصل مع الحاشية، وبدأ الحفل بالهتاف بحياة  المملكة العربية السورية المستقلة والملك، ثم تلا أمين سر المؤتمر  محمد عزة دروزة قرار المؤتمر بالاستقلال والتتويج من على شرفة المبنى أمام الحشود في ساحة المرجة؛ تلاه بيان غريغوريوس حداد بطريرك الروم الأرثوذكس، باسم الطوائف المسيحية واليهودية حول النقاط السبعة المتفق عليها مع الملك وهي:

بعد الكلمة رفع العلم الجديد وتعالت الهتافات، بينما أطلقت المدفعية مائة طلقة وطلقة وتلقى فيصل التهاني، وتشكلت في أعقاب الإعلان  حكومة جديدة.

اعلان الاستقلال الثانيلا يعتبر الانتداب من الناحية القانونية إلغاءً لاستقلال البلد أو احتلاله، بل هو حالة تقييد الاستقلال بالشؤون الخارجية والعسكرية على وجه الخصوص. كانت سورية قد خضعت للانتداب الفرنسي منذ 1920؛ وإذ تمكنت قوى وطنية من تحقيق إنجازات نتيجة أحداث هامة مثلالثورة السورية الكبرى 1925-1927،  والاضراب الستيني 1936، فإنها لم تصل حد “الاستقلال التام والناجز” رغم أن المعاهدة السورية -الفرنسية لعام 1936 نصّت على ذلك إلا أن البرلمان الفرنسي رفض إقراها.

في عام 1940 وقعت سورية تحت سيطرة حكومة فيشي الموالية  لألمانبة النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

في نيسان 1940 أعلن الجنرال دانتز بأن: “فرنسا لم تغفل مطلقًا تطلعات الشعب السوري نحو استقلال بلاده، ولن تألو جهدًا في سبيل تحقيق هذه الرغبة، ولكن فرنسا لم تستطع ولن تستطع تحقيق ذلك ما لم تستقر الأوضاع في العالم”.

في حزيران1941 تمكنت قوات الحلفاء وقوات فرنسا الحرة من السيطرة على سورية وطرد دول المحور منها. في 8  حزيران 1941 حلقت طائرات فرنسية تابعة لقوات فرنسا الحرة، وألقت مناشر على السكان بأن “فرنسا بصوت أبنائها تعلن استقلالكم”. في 20 تموز 1941 عقد المندوب الفرنسي السامي الجديد الجنرال كاترو اجتماعًا مع الطبقة السياسية في مدرج  الجامعة السورية أعلن فيه: “رأينا أن الوقت قد حان لنضع بالاتفاق معكم، نصّ نهاية الانتداب، ونتفاوض معكم في الشروط التي تحقق سيادتكم التامة واستقلالكم الناجز”.

في 12ايلول أعيد العمل بالدستور واختير  الشيخ تاج الدين الحسني رئيسًا للجمهورية  الى حين سماح الظروف بإجراء انتخابات.

الإعلان وما تلاه

الشيخ تاج الدين الحسني رئيسا لسورية
الشيخ تاج الدين الحسني رئيسا لسورية

ملف:اعلان استقلال سوريا 22 أيلول 1941.

في 28 ايلول 1941 عقد حفل إعلان الاستقلال في دار البلدية في  ساحة المرجة بحضور أعضاء الحكومة والطبقة السياسية ورؤساء الطوائف، وقّع خلاله  الجنرال كاترو مع رئيسي الجمهورية والحكومة على إعلان الاستقلال الذي ختم بعبارة:

فلتحيا سورية المستقلة، فلتحيا فرنسا

في أعقاب إعلان الاستقلال أصبح المندوب السامي يدعى «ممثل فرنسا العام»، وبإعلان الاستقلال، تكون سورية أول دولة انتدبت عليها فرنسا وتنال استقلالها، رغم ذلك فقد مال بعض المؤرخين لاعتبار إعلان الاستقلال “مناورة فرنسية”، وحذر  ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ديغول بأن موقفًا كهذا سيؤدي إلى أعمال تضر بمصالح فرنسا وقوات الحلفاء في الحرب. وقد كانت  بريطانيا ومصر، أول دول معترفة بالاستقلال الثاني، في حين رفضت  المملكة العراقية  الاعتراف به، حتى 1943 حين اعترف به وتم تبادل البعثات الدبلوماسية بعيد انتخاب  شكري القوتلي رئيسًا للجمهورية. بكل الأحوال، فخلافًا للاستقلال الأول، فإن الاستقلال الثاني استقبل ببرود في سورية، لاسيّما مع استمرار الأجهزة التابعة للمفوضية الفرنسية في الإشراف على الشرطة، والقوات الخاصة، والمواصلات، والحدود، وشؤون البدو؛ وقد صرّج رجال المفوضية صراحة “بعدم وجود أية نية لتغيير فعلي قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية”؛ واضطرت فرنسا تحت ضغط بريطانيا لإجراء  انتخابات 1943، وقبلها في  ايلول 1942 كان  شارل ديغول قد صرّح بأنّ “سورية ولبنان غير جاهزتين للاستقلال”؛وهو ما أدى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لاندلاع  انتفاضة الاستقلال، والتي أفضت لعيد الجلاء يوم 17 نيسان 1946، ليتبعه إعلان الحكومة السورية في 25 نيسان 1946، إعلان تمام الاستقلال الشامل.

العلاقة السيئة بين الطبقة السياسية وفرنسا خلال المرحلة الأخيرة من مراحل الانتداب، قد أفضت بعد الجلاء، لخطوات “فك ارتباط” مع فرنسا، خلافًا لرغبتها، فأقرّ البرلمان السوري قانونًا بالسماح بتدريس إحدى اللغتين الفرنسية أو الإنكليزية في المرحلة الثانوية، وإلغاء اللغة الفرنسية من المرحلة الإبتدائية، واعتماد اللغة العربية وحدها لغة رسمية في جميع المواد؛ وأقرّ قانونًا آخر بمصادرة أملاك الجهات الفرنسية في سورية، والتي كان أغلبها ملكًا لبعثات أو رهبنات، على أن المصادرة تمت بناءً على تعويض عادل؛ ثم انسحبت سورية عام 1948 من “كتلة الفرنك” بمباركة من شكري القوتلي، وأخيرًا ألغت عام 1952 خلال عهد  اديب الشيشكلي، امتياز بنك سورية ولبنان ومقره في باريس، والذي من حقه لحصري إصدار العملة، وأسست مصرف سورية المركزي، وهو ما أنهى جميع أشكال الروابط القوية مع فرنسا، ولتكون سورية بالتالي من الدول القليلة التي وقعت تحت الانتداب أو الحماية الفرنسية، وفي الوقت نفسه لم تستمر فيها أي عنصر من عناصر الثقافة الفرنكوفونية، بعد زوال الحماية أو الانتداب.

الجلاء

وفي16 ايلول 1946 خرج آخر جندي فرنسي من سورية، وانجز جلاء القوات الافرنسية عن سورية  التي  كانت حصلت على استقلالها بمعاهدة 1936 ثم وفقا لوثيقة كاترو بعد دخول القوات البريطانية وقوات فرنسا الحرة ثم بعد مجزرة البرلمان السوري في 29 ايار 1945  وكان التأكيد على الاستقلال في 24 تشرين الاول 1945.

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature