الحاخام ابراهيم حمرا حاخام دمشق قبل هجرة اليهود

اعياد اليهود في سورية…

 اعياد اليهود في سورية…

 اعياد اليهود في سورية…

تمهيد

العيد اليهودي هو يوم او سلسلة من الايام يحتفل بها اليهود كمناسبة دينية او دنيوية لحدث مهم في تاريخهم.

في العبرية يدعى العيد اليهودي يوم “طوب” وتفسيره  اليوم الجيد أو الصالح، او “حاج” وتفسيره المهرجان. او “تاعنيت” ويعني الاحتفال. ومعظم الأعياد اليهودية ذات طابع ديني، وأكثر الأعياد قداسة عندهم هي تلك المذكورة في كتابهم الديني التوراة في سفري اللاويين والتثنية، ويتم حساب اعياد اليهود عن طريق التقويم اليهودي، وعندهم ان تاريخ خلق العالم هو تقويمهم (1) واعياد اليهود كثيرة جداً، منها مانطقت به التوراة، واغلبها أسست من قبل الحاخامات في الفترة القريبة من التاريخ اليهودي القديم او مانص عليه التلمود، أما الاعياد الحديثة فقد اسست من دولة الكيان الاسرائيلي بعد اغتصاب فلسطين عام1948.

اهم الأعياد اليهودية

يعد يوم السبت أول ايام اليهود المقدسة وهو يوم العطلة الاسبوعية، وتعطل فيه الحياة العامة اي بمعنى يقدسون يوم السبت. اما الخدمات الحيوية للجمهور، فتكون بواسطة كوادر محدودة…ومن أهم اعيادهم الدينية الأخرى:

– عيد يوم الغفران

يسمى ايضاً عيد “الكّبوز”، أو عيد “الصومان” أو “كيبور”. ومناسبته كما يقولون إن الله استجاب فيه لاسترحام موسى وتضرعه بالعفو عن اليهود لعبادتهم العجل الذهبي بقيادة اخيه هرون لما كان موسى يتلقى الشريعة والوصايا العشرمن الله بصومه الاربعيني على جبل سيناء.

ويقولون ايضاً ان الله فرض عليهم صومه ، ويُقتل من لم يصمه، ومدة الصوم خمس وعشرون ساعة كاملة، تبدأ قبيل غروب الشمس في اليوم التاسع من شهر تشري اليهودي (تشرين الاول)، ويشترط للإفطار رؤية ثلاث نجوم، ولايجوز أن يقع هذا العيد أيام الأحد أو الجمعة أو الاربعاء.

وفي السنوات الأخيرة أُضفي على هذا اليوم جو من الحزن على اليهود بسبب ذكريات “حرب تشرين التحريرية” التي قامت يوم السبت 6  تشرين الاول يوم “عيد الغفران” يوم باغتت القوات السورية والمصرية اسرائيل من اجل تحرير الاراضي المحتلة القنيطرة والجولان السوريين وسيناء المصرية، والانتصار الباهر الذي تحقق في هذه الحرب المجيدة والتي يسميها اليهود “حرب يوم الغفران”.

هذا العيد معترف به في دمشق منذ القديم ويعتبر من الاعياد الرسمية فقد حدد القرار رقم 421 تاريخ 10 تشرين الاول عام 1925 الايام التي تعطل بها الدوائر الحكومية والمصالح الرسمية وذكر في مادته الثانية:”يعطل الموظفون الاسرائيليون يوم عيد الغفران عند الطائفة الموسوية”

عيد رأس السنة العبرية

النفخ في الشوفار
النفخ في الشوفار

يصادف هذا العيد والذي يطلق عليه اسم “روش هاشانا” بداية السنة العبرية، وتعود جذوره حسب اعتقاد اليهود الى ماورد في الكتاب المقدس ” اللاويون 23: 25-23 ” او انه اليوم الذي فُدي فيه الولد الذبيح اسحق بن ابراهيم، وهو مناسبة مقدسة يحتفل بها بنفخات قوية للشوفار(2) ، ولذلك  يسمى ايضا عيد الأبواق، وعبارة (روش راهانا) تعني بعرفهم الندم، والتفكير في يوم الدين، والصلاة من أجل سنة مثمرة. ويوافق  عيد الغفران الأول والثاني من شهر “تشري اليهودي” بحسب التقويم العبري، وأهم مظاهر هذا الاحتفال هو النفخ بالشوفار عند منتصف الصلاة المطولة، وفيها تذكار للمقومات الرئيسة للعيد، وبعد ذلك تقدم وجبات احتفالية في البيت، وتضاف الى الصلاة العادية فقرات يعبر فيها المصلي عن الندم، وهذا العيد معترف به في سورية، ويعطل به اليهود وهذا مانص عليه القرار رقم 421 تاريخ 10 تشرين الأول 1925.(3)

عيد العُرش

عيد العرش
عيد العرش

وهذا العيد من أقدم الأعياد اليهودية، ويحل عيد العُرش والذي يسميه اليهود أيضا (سوكوت أو المظال) بعد يوم الغفران بخمسة أيام، وهو اليوم الذي تصفه أسفار العهد القديم ( اللاويون34:23) ب”عيد العرائش”، وهو أحد الأعياد الثلاثة التي كان يحتفل بها، حتى العام 70م، بحج جماعي الى هيكل سليمان الذي خرب مرات عديدة بسبب فساد اليهود الى اندثر نهائيا عام 70م عندما اجتاح الرومان اورشليم ودمروا اسوارها وهيكل سليمان ولم يقم لليهود بعد ذلك كيان سياسي… ويحتفل بهذا العيد على انه عيد الحصاد، ويحتفل بحصاد القمح الثاني من الحنطة وفواكه الخريف، وببداية السنة الزراعية وسقوط الأمطار الأولى.

وخلال الأيام الخمسة بين يوم الغفران وسوكوت، يقيم اليهود عرشاً للاقامة المؤقتة قرب البيت أو على الأسطح أوفي الشرفات المفتوحة، على غرار تلك التي عاش فيها العبرانيون في الصحراء، بعد خروجهم من مصر نحو “ارض الميعاد”، كما تقام مثل هذه العروش أيضاً في أماكن عامة، ويشتري الناس الأصناف الأربعة، التي تباركت ” ارض الميعاد” فيها بحسب التوراة وهي الأترج وسعف النخيل والآس والصفصاف، الأمر الذي يشكل جزءاً من الاحتفال بهذا العيد. ويحتفل باليوم الاول من أيام “سوكرت” على انه يوم مقدس.

عيد الأنوار

شمعدان بثمان شمعات تضاء في عيد الأنوار
شمعدان بثمان شمعات تضاء في عيد الأنوار

ويطلق عليه اسم “حانوكا “ويبدأ في الخامس والعشرين من شهر”كسليف” بحسب التقويم اليهودي، الذي يقع عادةً في كانون الأول، وفي هذه المناسبة، ويتم الاحتفال بانتصار اليهود بزعامة المكابيين على الحكام اليونان (164ق.م) : رغم قلة عددهم.

ويتم الاحتفال بعيد الأنوار لمدة ثمانية أيام، وأهم مظاهر الاحتفال اضاءة شموع ال”حانوكياه” كل مساء: شمعة واحدة في اول مساء، اثنتان في ثاني مساء، وهكذا حتى تكتمل اضاءة ثمانية شموع…

عيد المساخر

هو أشهر أعياد اليهود بالنسبة لأهل دمشق، وهو معروف لديهم تماماً، وتعود جذور هذا العيد الى فترة تفسير التوراة، ويطلق عليه عند اليهود اسم (بوريم) ويحل بداية الربيع، أي في 12 آذار، وفيه يُحتفل بذكرى خلاص اليهود الذين كانوا مهددين بخطر الإبادة في الامبراطورية الفارسية ايام الملك أحشويرش، كما ورد في قصة إستير في التوراة. ويتميز هذا العيد بطابعه المرح. وفيه تعطل الدراسة وتعم الاحتفالات، ومن ابرز مظاهره أن الاطفال وبعض الكبار، يرتدون الأزياء التنكرية، كما يشارك الكثيرون في حفلات تنكرية مرحة، ويحرص المتدينون على تلاوة نص قصة استير كما ورد في التوراة صباحاً ومساءً وتتم اثناء ذلك باثارة الضوضاء بواسطة آلات خاصة كلما ورد ذكر اسم “هامان”، ويتناول اليهود فيه  المشروبات المسكرة ويعدون الحلوى. (4)

عيد المساخر
عيد المساخر

عيد الفصح الناموسي

هو ايضاً عيد الخلاص أو عيد الفطير، يصادف غالباً في شهر نيسان وهو بمناسبة خروج اليهود من مصر في القرن الثالث قبل الميلاد، (الاصحاح 12 سفر الخروج) يحتفلون به في فلسطين المحتلة لمدة ثمانية ايام، وسبعة ايام في دمشق واغلب اليهود الذين يتواجدون بها، ولهم فيها احتفال يسمى “السيدار” وفيه تقرأقصة خروجهم من كتاب اسمه (الحقادا) ويأكلون فيه الخبز الفطير، تذكاراً لخبز الفطير الذي اكلوه حين خروجهم على عجل من ارض مصر كما اوصاهم الرب، اذ ليس من وقت لتخميره، ولايزال اليهود يأكلونه الى اليوم في هذا العيد.

وقبل حلول العيد بعدة اسابيع تبدأ العائلات اليهودية بتنظيف البيوت واخلائها من كل ماهو” حاميتس” اي ماهو مختمراو يحتوي على الخميرة، كما ورد في التوراة “سفر الخروج:12:15-02″ويُكَّرس اليوم الذي يسبق العيد للاستعدادات الأخيرة، وكذلك يفعل اصحاب المحلات. بما فيها  إحراق ماتبقى في البيت من الخبز.

وفي ليلة العيد يلتقي أفراد  العائلة والضيوف حول المائدة ويؤدون صلاة العيد ال”سيدير”، وتتلى قصة العبودية والخلاص. ويتناول المجتمعون المأكولات التقليدية وفي مقدمتها ال” ماتسا” اي الفطير غير المختمر، بدل الخبز. ولهذا الفطير الذي يصنع خصيصاً لعيد الفصح طقوس غريبة عجيبة يدخل في عجينته الدم البشري من الاستنزاف(5) لاتمام قداسة هذا العيد.

هذا وقد احتفل اليهود بدمشق عام 2008 بعيد الفصح في كنيس الافرنج في حارة اليهود فقد ذكرت المصادر الاعلامية بأن يهود دمشق بدؤوا احتفالهم بعيد الفصح يوم الأحد 20/4/2008 بإقامة الصلوات في الكنيس الوحيد الذي يستقبل اليهود(6)، وقالوا انهم يشعرون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية مثل المسلمين والمسيحيين في سورية.

وبقي بضعة عشرات من اليهود لايزالون يقيمون في دمشق، بعدما كان الرئيس الراحل حافظ الاسد  قد سمح لهم بالهجرة من البلاد عام 1992. ومنذ ذاك غادر نحو 3700 يهودي دمشقي الى فلسطين المحتلة ومنها الى الولايات المتحدة. ويتركز اليهود الباقون في دمشق وحلب والقامشلي.

لم يحضر الصلاة التي تمت في كنيس الافرنج في حي اليهود سوى سبعة اشخاص عام 2008.

اليهود في سورية يمارسون طقوسهم من دون حاخام، ذلك ان حاخامهم الكبير غادر البلاد الى الولايات المتحددة عام 1994 وهو ابراهيم حمرا.

عيد الميمونة

يقال ان كلمة “الميمونة” تعود الى كلمة ميمون العربية بمعنى “السعيد”، والميمونة احتفال يقيمه اليهود  العرب في آخر يوم من ايام عيد الفصح، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة ميمون بن يوسف والد المفكر اليهودي الاندلسي موسى بن ميمون  وفي ليلة الاحتفال، لايأكل اليهود سوى منتجات الألبان والبسكويت المصنوع بطريقة خاصة تسمى موفليتا ولايأكلون اي نوع من اللحم(7) كما انهم يزورون بعضهم ويتبادلوون الطعام في يوم الميمونة نفسه.

حواشي البحث

  • في التاريخ المسيحي وعلى اعتبار ان العهد الجديد في الكتاب المقدس جاء مكملاً للعهد القديم ،”انا ماجئت لأنقض بل جئت لأكمل” لذلك نجد ان كُّتاب بعض المخطوطات المسيحية يوردون التقويم العبري باسم التقويم “لآدم او لخلق العالم”، ثم يوردون التقويم المسيحي بتسمية “للتجسد  او للمسيح” ويكمل البعض باضافة التاريخ للهجرة في بعضها للهجرة المحمدية.
  • الشوفار هو من الادوات الدينية عبارة عن بوق من قرن كبش ويعتبر النفخ فيه ابرز مظهر في طقوس العبادة اليهودية وواجبة كما نص عليه في التوراة وقد ينفخ في الشوفار في بعض المعابد مائة مرة، ويستعمل الشوفار في الحقيقة بالحروب والأحداث الخطيرة، وقد استعمل في عدوان 5 حزيران. 1967، وهو ذو صوت مزعج ومع ذلك ولكونه من الرموز المقدسة يستمتع به اليهود.
  • صدر عن رئيس دولة سورية ( اتحاد الدويلات السورية) آنذاك صبحي بركات الخالدي وفيه تحديد للأعياد الرسمية المعمول بها في سورية ومنها اعياد اليهود السوريين والتي يعطل فيها الموظفون اليهود في الادارة السورية.
  • ويقول د. عبد الوهاب المسيري ان”هذا العيد يوافق يوم 25 آذار “عيد النصيب” وهو الاسم العربي لعيد البوريم، و”بوريم” كلمة عبرية مشتقة من كلمة”بور” أو”فبور” الأكادية ومعناها ” قرعة” اي “نصيب”. وقد سمّى العرب هذا العيد عيد”الشجرة”او” عيد المساخر”.
  • الاستنزاف من الضحايا البشرية كذبائح دمشق الشهيرة، وابرزها ذبيحة البادري توما وخادمه ابراهيم عمارة 1840وذبيحة الطفل هنري عبد النور 1892 انظرها هنا في موقعنا بعنوان”دم لفطير صهيون”.
  • باقي الكنس في دمشق مغلقة، ولايفتحها اليهود الا في اوقات معينة.
  • لا يأكل اليهود وفق عقيدتهم دوما من روحين بمعنى لايأكلون اللحم، والألبان معا، في الوجبة الواحدة، اذ يجب ان يأكلوا فقط من روح واحدة.
  • من مصادر البحث

شمس الدين العجلاني كتاب يهود دمشق الشام

استطلاع شخصي وشهادات شفهية

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *