الاديب والمعلم ميشيل فرح الدمشقي
عشق اللغة العربية باكراً، واحترف تدريسها وهو في سن السابعة عشرة عندما سافر إلى أنطاكيا لتعليمها لأبناء الكرسي في مدينة انطاكية المقر الاساس للكرسي الانطاكي المقدس والبعيدين جغرافيا وفي حمى تتريك الابناء، وخلال مسيرة طويلة في ميدان التدريس أسس ما يسمى “المدير المشرف على المادة” وكان من أوائل من قام بتصحيح امتحانات الثانوية العامة في سورية.
السيرة الذاتية
ولد ميشيل في حي الميدان العريق في حارة الموصلي الارثوذكسية) وكان الابن الرابع لوالديه، في البداية ولفترة محدودة دخل ميشيل إلى (الكتّاب) مدرسة ابتدائية غير مكتملة في الحي وما كان يذكره عن تلك المرحلة يشير الى أن (الكتّاب) المذكور كان مدرسة رسمية .
انتقل بعدئذ إلى مدرسة القديس حنانيا الرسول والتي كانت بادارة الجمعية الامبراطورية الفلسطينية – الروسية الارثوذكسية العائدة للكنيسة الارثوذكسية في كنيسة حنانيا الررسول في حارة القورشي والكنيسة والمدرسة في فنائها الخلفي تصلان بين حارتي القورشي والموصلي حي الميدان.
ولا سيما الأستاذ (خليل الله ويردي)، مدرس اللغة العربية الذي صدف أنه في أواسط الثلاثينيات من القرن 20 تجاورالاستاذ ميشيل في السكن معه في حي القيمرية فتجددت الصلة بينهما وكان ميشيل يعبر عن احترامه وتقديره كلما زار أو التقى معلمه السابق الذي كان قد أصبح شيخاً جليلاً وكان الاستاذ خليل يعبرعن محبته وتقديره الخالصين لتلميذه السابق الذي أصبح استاذاً ذا سمعة عطرة للمادة نفسها (اللغة العربية) .
انتقل ميشيل إلى المدرسة الآسية الارثوذكسية الدمشفية العائدة للبطريركية الارثوذكسية بدمشق ومن المعروف أن مدرسة الأسية المذكورة هي أقدم ثانوية في دمشق وتأسست بيد البطريرك العلامة افتيموس كرمة عام 1635 واستمرت وقد حدثها القديس يوسف الدمشقي ( الشهيد في الكهنة الخوري يوسف مهنا الحداد+1860 وكانت تحظى بعناية النيّرين من البطريركية والمجلس الملي ولجنة تنمية المدارس الارثوذكسية الدمشقية وكل الرعية الارثوذكسية .
نظراً لتفوقه في التخرج من الآسية أوفده صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الرابع (1906-1928) إلى مدينة انطاكية المقر الاساس للبطريركية الانطاكية للتدريس في مدرستها الارثوذكسية العائدة للبطريركية الارثوذكسية بدمشق وتحت رعاية بطاركتها المباشرة، ولم يكن قد أتم 17 من عمره، درس هناك عدة مواد أهمها اللغة العربية وأدابها والرياضيات، استمر بالتدريس أربع سنوات دراسية كاملة رغم ما كان يكتنف مهمته هناك من متاعب، ولكن رجولته وايمانه العميق برسالته التعليمية ساعداه على مواجهة ما يكتنفه من متاعب ولاسيما في المرحلة الاولى من اغترابه وهكذا احتفظ له أهل انطاكيا الاكارم من التلاميذ واهاليهم ومعارفهم كما احتفظ لهم بأطيب الذكريات وكان لمدينتهم بخاصة ولمنطقتهم لواء الاسكندرون بطبيعتها الخيّرة المعطاءة مكانة مميزة في قلبه ووجدانه وكان عزاؤه فيما انتابه من حزن وألم على سلخ اللواء عن الوطن الام تجدّد صلته مع الانطاكيين الذي نزحوا الى دمشق من تلاميذه القدماء وأصدقائه وأبنائهم .
ولكن على التوازي مع ظروف إقامة ميشيل في انطاكية وانشغاله بشكل تلقائي بمهمته التعليمية لا يغيبن عن البال ما اكتنف هذه الحقبة الهامة من حياته من متغيرات على الصعيدين العام والخاص فقد اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 وأصبحت الدولة العثمانية طرفاً أساسياً فيها، مما اثر تاثيراً بالغاً على جميع المواطنين بالإضافة إلى أن الشباب والرجال كانوا مطلوبين إلى الخدمة في الجيش العثماني، إلى جانب ذلك توفي والد ميشيل عام 1915 وكان يعبّرعن ألمه كلما تذكر أنه لم يستطع أن يودعه الوداع الأخير وأن يشترك في تشييعه بسبب وجوده في انطاكية .
كان يترتب على ميشيل أن يشق طريقه ضمن الظروف العامة عقب عودته إلى دمشق، ونظراً لحسه الوطني والقومي المرهف لم يفسح المجال للأوضاع المؤلمة السائدة انذاك أن تنال من ارادته وصموده ….. مارس ميشيل خلال هذه الحقبة التعليم في مدارس حي الميدان كما أسهم بتأمين الرعاية الادارية والمالية لتلك المدارس بالتعاون مع أبناء جيله النيّرين في الحي، فسعى معهم لإحياء جمعية (الراعي الصالح) التي كانت تهدف للعناية بالتربية والتعليم في اطار الحي، وإلى جانب ذلك باشر القيام بنشاطات ثقافية ووطنية عديدة فانتسب للنادي العربي في بداياته، وكان في عداد مؤسسي النادي الأدبي في حي القيمرية الذي كان حيا مسيحيا اورثوذكسيا بامتياز وفيه استقرت كل العائلات الارثوذكسية الميسورة وفيها خاناتها وورش الحرير والنجارة التي كانت تمارسها فيها ، وقبل عام 1922 عضواً في الرابطة الأدبية، وقد اتيح له خلال ذلك أن يلقي العديد من المحاضرات وأن يشترك بالعديد من النشاطات الثقافية والوطنية والاجتماعية .
استمر ميشيل بأعماله العلمية والوطنية وثابرعلى التعليم بشكل دائم في الآسية وتولى ادارتها بضع سنوات خلال هذه الحقبة، كما استمر بالتدريس في المدارس الخاصة وتابع المراقبة والتصحيح في امتحانات الشهادة الثانوية والشهادة الاعدادية السورية، بالإضافه لذلك وبناء على دعوة من زملائه باشر اعتباراً من عام 1937 التدريس في التجهيز الثاني الحلبوني، ثم في التجهيز الأولى ثانوية جودت الهاشمي .
نعم، كل الدلائل تشير إلى أن لمهمة التدريس بالنسبة لميشيل فرح صفة القداسة وقد استحوذت هذه المهمة خلال جميع مراحل حياته الفاعلة على ما يقل عن تسعة أعشار طاقته الحية، فكان خلال أدائه هذه المهمة مسقطا من مخيلته كليا اي ارتباط بما يبذله من جهد ويستهلك من وقت من جهة، وما يتقضاه من أتعاب من جهة أخرى، وقد شهدت الأجيال المتعاقبة من تلاميذه خلال خمسة عقود ونيف على تقيده الدقيق بالدوام وتفادي إضاعة أي دقيقة أثناء الحصة الدراسية والجدية والحزم في ضبط الصف، والدقة المتناهية في تصحيح وظائف الطلاب والعدالة المطلقة في تقديرالدرجات، كما أنه كان متميزاً في أسلوبه التدريسي وإلى جانب ذلك كان ظريفاً لطيف المعشر محبباً لدى معارفه وأصدقائه ..
تحدث عنه تلميذه كاتب الايقونات الدمشقي الشهير والاستاذ الجامعي الفنان الياس زيات(1)
“وما كدنا نصل للمرحلة الثانوية حتى كان الأستاذ “ميشيل فرح” قد استلم إدارة المدرسة وبدأنا نحضر دروسه في اللغة العربية وآدابها، وأذكر أنه كان معجباً بزهير بن أبي سلمى ومن خلال تعريفنا بشعره جعلنا نحب كل الشعر الجاهلي وغدونا نتلذذ بكل ما جاء بعده من شعر، حتى إنه كان يلقب “بأبي زهير” تيمناً بهذا الشاعر، وقد سمى أكبر أولاده باسم “زهير”».
تحدثت عنه ابنته الصديقة الباحثة السيدة هالة فرح
“كان للأستاذ “ميشيل فرح” ذكر عطر بين من عرفه وتتلمذ على يديه، تحدثت عنه ابنته السيدة” هالة فرح” الحاصلة على إجازة في الدراسات العليا في الحقوق بالقول: «ولد ميشيل فرح في حي الميدان “زقاق الموصلي” في 29 كانون الثاني 1896، كان الابن الرابع لوالديه بين إخوته “جميل وفوزي وفرح وشكري، ولأختين توفيت إحداهما أثناء الولادة والثانية في السابعة من العمر، وقد تربى في بيت جده فرح الذي كان يجمع العائلة كلها.
بدأت مسيرة حياته التعليمية بالكتّاب الذي كان المدرسة الرسمية التي درس فيها المرحلة الابتدائية، وانتقل بعد ذلك للمدرسة الروسية العائدة للطائفة الأرثوذكسية في حي الميدان حيث أتيح له أن يلم باللغة الروسية إضافة للفرنسية والعربية والحساب والاجتماعيات وقد ظهر ميله للحساب واللغة العربية.
أما دراسته في المرحلة الإعدادية والثانوية فكانت في مدرسة الآسية في حي القيمرية، وقد ثابر على الدراسة أربع أو خمس سنوات متتالية رغم ما كان يكتنف تلك الحقبة من صعوبات أقلها الانتقال يومياً من زقاق الموصلي في الميدان إلى حي القيمرية ذهاباً وإياباً على الأقدام.
تخرج في مدرسة الآسية بتفوق عام 1912 للمستوى الذي يمكن اعتباره معادلا للثانوية حاليا، كانت رغبته القوية التلقائية بتوسيع آفاقه وتطوير معارفه تدفعه للدأب على المطالعة في مختلف المجالات ولاسيما اللغة العربية وآدابها والمنطق والفلسفة والتاريخ إضافة للغات ولاسيما الفرنسية.
ونظرا لتفوقه العلمي أوفد في الفترة 1912-1916 للتدريس في أنطاكيةولم يكن قد أتم السابعة عشرة من العمر فقد دَرس اللغة العربية وآدابها والرياضيات وكان بعض تلاميذه أكبر منه سنا، لكن رجولته وإيمانه العميق برسالته التعليمية ساعداه على مواجهة ما يكتنف مهمته من متاعب.
وبعد عودته لدمشق مارس مهنة التعليم في مدارس حي الميدان وأسهم بتأمين الرعاية الإدارية والمالية للمدارس بالتعاون مع أبناء جيله النيرين في الحي، فسعى معهم لإحياء “جمعية الراعي الصالح” المنبثقة من مجمع القديس حنانيا الرسول في الميدان التي كانت تهدف للعناية بالتربية والتعليم في إطار الحي، وإلى جانب ذلك باشر نشاطاته الثقافية والوطنية والقومية فانتسب “للنادي العربي” وكان من عداد مؤسسي “النادي الأدبي” في حي القيمرية، وتم قبوله عضوا في الرابطة الأدبية عام 1922.
القى العديد من المحاضرات وأن يشترك بالعديد من النشاطات الثقافية والوطنية والاجتماعية، ومن أشهر محاضراته السياسية التي ألقاها بساحة المرجة بدمشق أثناء حكم “جمال باشا السفاح” قال فيها كلمته المأثورة “شلت يمينك يا جمال”.
في الفترة بين 1922-1925 انتقل سكنه من الميدان إلى تلة الدهمان في حي آيا ماريا ( القيمرية شعبياً) لكنه بقي وثيق الصلة بحيه الأصلي الميدان، وبقي مثابراً على التدريس في مدارسه كما تابع ممارسة نشاطاته المتنوعة فيه بالتعاون مع أقربائه وأصدقائه الذين تأخروا عنه في الانتقال للمدينة.
عين عام 1925 مدرسا للغة العربية وآدابها للصفوف العليا بمدرسة الآسية وفي ذات العام أحدثت الشهادة الثانوية فشارك بامتحاناتها وبالمراقبة والتصحيح، ونظرا لأدائه المتميز في التدريس فقد ذاع صيته واكتسب سمعة عطرة لدى أشهر المدارس الخاصة في دمشق آنذاك.
درس مادة اللغة العربية في مدارس “الآباء العازريين والفرانسيسكان والفرير”، وأصبح مطلوبا للتدريس في الصفوف العليا ولاسيما صف الشهادة الثانوية، وإضافة للتدريس فقد شغل منصب معاون مدير مدرسة الآسية بضع سنوات في عهد مديرها الدكتور “جميل صليبا” الذي ربطته به صداقة استمرت طوال العمر.
كما استلم لفترات متتالية إدارة مدرسة الآسية وكان له بصماته المميزة ومنها تأسيس “مدير مشرف على كل مادة” لقناعته أن الخطأ الذي يرتكبه المدرس لا يمكن أن يكتشفه إلا المدرس نفسه.
كما عمل على إقامة لقاء شهري لمرتين يجمع فيه كافة الأساتذة يستمع لمشاكلهم وللصعوبات التي تعترض عملهم ويقوم بتشكيل لجنة لحل هذه المشاكل، وأسس ندوة أدبية أسبوعية في المدرسة كانت تقام بقاعة الاستعداد الكبير بالمدرسة يقوم هو بإدارتها مع متخصص بموضوع الندوة.
أما عن علاقته بطلابه فقد عُرف أنه عندما ينزعج من طالب كان يقول له “يا سيد فلان” وهذا يعني أن خلف هذه الكلمة عقوبة وتوبيخ.
تولى مسؤولية لجنة تنمية المدارس الارثوذكسية الدمشقية المنبثقة عن المجلس الملي البطريركي الارثوذكسي الدمشقي زمن البطريركين الكبيرين غريغوريوس حداد 1906-1928 والكسندروس طحان 1931-1958 اضافة الى انتخابه عضوا في المجلس الملي المذكور.
واهتم بشدة بالمدارس الارثوذكسية الدمشقية لذا تم تكريمه باطلاق اسمه على قاعة دراسية في مبنى مدارس الآسية، ثم اودعت بها مكتبته الضخمة التي وهبتها العائلة الى المدرسة، وفي عهد البطريرك اغناطيوس هزيم 1979-2012 تم نقلها الى المكتبة البطريركية في دار البطريركية.
جهاده الوطني
كان من عداد مؤسسي جمعية “الشباب الوطني 1928″، وكان هدفها المعلن تحقيق الاستقلال، ومن مؤيدي مشروع الفرنك الفرنسي الذي طرحه فخري البارودي بهدف إحياء التراث الثقافي العربي، كما كان يمتلك مكتبة غنية متميزة تشكل بحد ذاتها مرجعاً ضخماً ضمت أكثر من ألف كتاب من جميع اللغات.
كان يعقد جلسات لقراءة الكتب مع مجموعة من الشخصيات التي لها حضورها الثقافي ومن بينهم “حنين حاصباني وعبد الكريم الكرمي والدكتور جميل صليبا”، ويمكننا أن نذكر أن من أهم آثاره خلال خمس وخمسين سنة من الحياة الفاعلة العديد من المقالات والأبحاث والقصائد في مجالات اللغة العربية والآداب والتربية وغيرها من قضايا الفكر ومن بعض كتاباته التي وجدت بخط اليد في الذكرى الألفية للمتنبي عام 1936 قال:
يا نبياً في حكمة البيــان/ فقت خيـــر الأشباه والأقــران
فتعاظم وزد تيهاً فقد أصـ / ـبحت في الشعر صاحب الصولجان
وفي قصيدة بعنوان “النفس المضطربة” قال:
ماذا أريد وربكــم لا أدري / فقد ضاق عن كل المسالك صدري
أنا عاشق؟ كـلا فلست بعاشق / ولعل عشقي نبتته في صـــخر.
كما كان يعتمد على جهده الشخصي في التحضير لدروس الأدب العربي وقواعد اللغة العربية والبلاغة “البيان، العروض، البديع” فكان ينظم مسبقاً بحثا مسهبا حول كل شاعر أو كاتب ضمن البرامج الدراسية المقررة لصف الشهادة الثانوية، وهنا أود أن أذكر أمراً وهو أن والدي كان يدرسني اللغة العربية في مدرسة الآسية ولم أكن أحب مادة الإعراب وكنت عندما أسأله عن إعراب كلمة يطلب مني إعراب الصفحة كاملة ولا أخفيك سرا أنني كنت وبقيت ضعيفة بالإعراب نتيجة رهبتي من والدي.
أما عن أهم صفاته فقد كان رجلاً حازماً طيباً متواضعاً ناقداً ولكن نقده في مكانه، أحب العلم ورغب أن يعوض ما فاته من العلم ولاسيما للغات بتعليم أولاده لها، كان يحب الموسيقا الشرقية وسماع الموشحات، أنيقاً بلباسه وكان يحب اللباس الرسمي دائما، كان يكره السفر بالطائرة وخلال العطلة الصيفية كان يسافر إلى لبنان ليلتقي مع أصدقائه ولاسيما “يوسف حتي” أما في سورية فقد ربطته خلال فترة التدريس علاقة صداقة مع الدكتور “جميل صليبا، عبد السلام العجيلي، جوزيف وهبة، ميلاد الشايب، عبد الكريم الكرمي، فيصل شيخ الأرض”.
أما صداقته المميزة فكانت مع” أحمد الكرمي” الذي توفي 1929 ويقال حين كان الكرمي مريضاً أنه لم يرض أن يقابل أحداً إلا ميشيل فرح.
رحيله
رحل “ميشيل فرح” بتاريخ 3/11/1969 تاركا نتاجا أدبيا وفكريا متميزاً، يذكر أنه تزوج من “روزا فرح” في 13 أيلول 1925 له شاب وثلاث بنات “زهير وأمة ومهاة وهالة”، والده “جبران” ووالدته “هيلانة”.
كتبت ابنته الاديبة مهاة فرح سيرة والدها بكتاب هام جدا هو ميشيل فرح معلما واديبا
عاشق العلم والتعليم
استمر ميشيل بأعماله العلمية والوطنية وثابرعلى التعليم بشكل دائم في الآسية وتولى ادارتها بضع سنوات خلال هذه الحقبة، كما استمر بالتدريس في المدارس الخاصة وتابع المراقبة والتصحيح في امتحانات الشهادة الثانوية والشهادة الاعدادية السورية، بالإضافه لذلك وبناء على دعوة من زملائه باشر اعتباراً من عام 1937 التدريس في التجهيز الثاني الحلبوني، ثم في التجهيز الأولى ثانوية جودت الهاشمي .
نعم، كل الدلائل تشير إلى أن لمهمة التدريس بالنسبة لميشيل فرح صفة القداسة وقد استحوذت هذه المهمة خلال جميع مراحل حياته الفاعلة على ما يقل عن تسعة أعشار طاقته الحية، فكان خلال أدائه هذه المهمة مسقطا من مخيلته كليا اي ارتباط بما يبذله من جهد ويستهلك من وقت من جهة، وما يتقضاه من أتعاب من جهة أخرى، وقد شهدت الأجيال المتعاقبة من تلاميذه خلال خمسة عقود ونيف على تقيده الدقيق بالدوام وتفادي إضاعة أي دقيقة أثناء الحصة الدراسية والجدية والحزم في ضبط الصف، والدقة المتناهية في تصحيح وظائف الطلاب والعدالة المطلقة في تقديرالدرجات، كما أنه كان متميزاً في أسلوبه التدريسي وإلى جانب ذلك كان ظريفاً لطيف المعشر محبباً لدى معارفه وأصدقائه ..
خلاصه القول
ميشيل فرح مواطن مخلص في كلّ ما يقول ويفعل، رحلة حياته حافلة بالعطاء خلال خمسه عقود ونيف، تنوّع نتاجه الأدبي والفكري بين أجناس عديدة: النثروالشعر والوجدانيات وأدب المناسبات والتجارب الأدبية المستوحاة من الظروف السياسية والاجتماعية والعائلية بما يكتنفها من أفراح وأتراح .
لا شك أن القارئ سيلاحظ أثر تصفحه هذا الكتاب تنوع أسلوب النتاج وتطوره بين سني الشباب الأولى وبين المسيرة التالية امتداداً للأيام الأخيرة من عمر طافح بالعمل والجهد بهدف تحقيق المبادئ والمثل التي نزل المعلم نفسه لأجلها.
مراجع البحث
1- مدونة وطن سمر وعر
2- صحيفة الثورة عمار النعمة
3- الوثائق البطريركية في بطريركية انطاكية الارثوذكسية
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً