الباخرة( الشهباء) تنقل الركاب بين مسكنة والعراق

الباخرة( الشهباء) تنقل الركاب بين مسكنة والعراق

الباخرة( الشهباء) تنقل الركاب بين مسكنة والعراق

الباخرة( الشهباء) تنقل الركاب بين مسكنة والعراق

مااجمل ان تسافر من حلب الى العراق على متن باخرة قوية تمر عبر الفرات فترى على جانبيه الضواري التي تتربص بالغزلان الداوئر، وترى المساحات الخضراء والجنان على طرفي النهر، وتمر بالقرب من جزر تتوسط النهر تسمى حوايج خضراء كثيفة بالقصب.
مسكنة ( بالس ) هي ميناء حلب على نهر الفرات، وكان الناس يصلونها بيومين او ثلاثة على ظهر البعير.
وكان هناك طريقين الى مسكنة
• الاول يمر عبر النيرب ثم الجبول الى مسكنة وهو طريق السيارات الحالي، ولايوجد في هذا الطريق اماكن للمبيت.
• والثاني كان يذهب الى الباب اولا، فيبيتون في الباب ليلة ثم يذهبون الى دير حافر عبر طريق عيشة ومنها الى مسكنة.
وكان اسم مدحت باشا مرتبط بجمعية الاتحاد والترقي سيئة السمعة، والتي تسببت بعنصريتها الى تفتيت الامبراطورية العثمانية الى قوميات متناحرة. ولكن الرجل قام بتطوير الملاحة في الفرات لاهداف اقتصادية وعسكرية، وذلك لأن السفن يمكن حراستها من غارات القبائل اكثر من القوافل.
حاول مدحت باشا انشاء اتصال منتظم بواسطة البواخر بين العراق وحلب عن طريق نهر الفرات، وتوجه بنفسه إلى أعلى الفرات مبتدئاً من رأس قناة الصقلاوية إلى مسكنه على ظهر الباخرة فرات، 

الباخرة( الشهباء) تنقل الركاب بين مسكنة والعراق
الباخرة( الشهباء) تنقل الركاب بين مسكنة والعراق
وعند عودته إلى بغداد أمر بتشكيل لجنة برئاسة”شاكربك”متصرف سنجق بغداد، تألفت من عدد من المهندسين وكان الغرض من هذه اللجنة القيام بمسح شامل لنهر الفرات من الفلوجة حتى مسكنه بالقرب من حلب، للتعرف على أوضاع النهر ومدى صلاحيته للملاحة التجارية،
وخصّصت لهذه اللجنة الباخرة بصرة والباخرة شهباء، التي كانت تقوم بمهمة الدليل.
في تقريره الأول وصف شاكر بك نهر الفرات بين التقاء قناة الكنعانية به إلى الشمال من الفلوجة، وأكد أنه من حيث عمق النهر فإنه كافٍ لسير البواخر.
وفي تقرير آخر اشار إلى قوة جريان النهر في بعض مناطق النهر بين الرقة ودير الزور، وأكد أن البواخر النهرية العثمانية لاتستطيع مقاومة التيار المائي في هذه المناطق، وأوصى ببناء باخرة ذات أربعة دواليب، (عنفات تجديف بخارية).
وتمت صناعة هذه الباخرة في النمسا وهي قادرة على مقاومة التيارات المائية القوية، وقد وصلت هذه الباخرة إلى البصرة في بداية شهر أيار 1872 بعيد انتهاء ولاية مدحت باشا، وأطلق على الباخرة الجديدة اسم مسكنه، والتي بدأت العمل في نهر الفرات بين البصرة ومسكنه، وهي تحمل البضائع والمسافرين ثم العودة من مسكنه إلى دير الزور فالصقلاوية القريبة من بغداد، ثم تواصل الباخرة رحلتها إلى البصرة.
اشتهرت بواخر الإدارة النهرية في عهد مدحت باشا بانتظام أوقات سيرها، إذ اعتادت الإدارة على الاعلان في جريدة الزوراء عن مواعيد سفرات بواخرها واسعار نقل المسافرين والبضائع، كما أخذت تقوم بنقل البريد العثماني بين بغداد والبصرة، وخصّصت لهذا الغرض الباخرتين موصل ومسكنه.
كما فتحت وكالات لها في البصرة والعمارة وكوت الإمارة ودائرة للشحن وتنظيم الملاحة في الناصرية…
أما محطات البواخر العثمانية في طريقها من البصرة إلى بغداد، فهي القرنة وشطرة العمارة ثم العمارة نفسها وعلي الشرقي وعلي الغربي وكوت الإمارة.
الباخرة مسكنة هي افضل البواخر التي سارت في الفرات، وهي نهرية بامتياز لانها لاتملك عنفة سفلية بل لها مايشبه الناعورة على طرفيها وذلك لكي لاتصطدم العنفة السفلية بالمياه الضحلة.
تم تسليح الباخرة مسكنة عام 1914 لمواجهة الانكليز في شط العرب، لكنها كانت هشة وغير مصفحة جيدا فأغرقها الاسطول الانكليزي بسهولة.
.
توقفت الملاحة في الفرات عام 1914 ,واصبحت مستحيلة بعد بناء الجسور والسدود.
(حكايات من حلب)

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *