البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس

البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس

البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس

مدخل

البطريرك القسطنطيني جناديوس دخل  التاريخ الحديث بعد ان عاصر سقوط القسطنطينية بيد الاتراك العثمانيين وانتهاء الامبراطورية الرومانية الشرقية / امبراطورية الروم التي امتدت مع قسطنطين الكبير وانتهت مع قسطنطين الحادي عشر السنة 1453 وهو من تربع على عرش البطريركية المسكونية ونال من الفاتح لقب بطريرك ملي باشي مطلقا يده في شؤون المسيحيين في السطنة العثمانية وكأنه بهذا المفهوم سلطانها او ملكها ومن هنا يصف الناس عادة بأن البطريرك هو ملك او بمثابة الملك ونرى في الصورة الفسيفسائية البطريرك جناديوس يتسلم البراءة السلطانية بالمصادقة على بطريركيته بعدما نصبه كما كان يفعل اباطرة الروم بذات الاحتفال وبمراسم تنصيب البطاركة وحتى ان السلطان اخذ لنفسه لقب سلطان الروم…

من هو؟

كاتدرائية الثالوث المقدس في القسطنطينية
كاتدرائية الثالوث المقدس في القسطنطينية
جناديوس الثاني (1400-1473) كان فيلسوفاً رومياً وعالم لاهوت وبطريرك القسطنطينية المسكوني من 1454 حتى 1464. كان مناصرًا قويًا لاستخدام فلسفة ارسطو في الكنيسة الارثوذكسية. اشترك جناديوس مع مرشده ماركوس من  افسس في مجمع  فلورنسا اللاتيني الذي هدف إلى إنهاء الانشقاق بين  القسطنطينية والفاتيكان بشرط خضوع الكنيسة الارثوذكسية الى اولوية البابا ولكنه كان من الرافضين لهذا الاملاء. درس جناديوس وكتب بشكل مستفيض عن علم اللاهوت  اللاتيني. بعد فشل  مجمع فلورنسا وبسقوط القسطنطينية أصبح جناديوس أول بطريرك للقسطنطينية  بعد خضوعها للأمبراطورية العثمانية.جادل سكولاريوس في كتاباته العديد من المواضيع عن الفرق بين اللاهوت الارثوذكسي والكاثوليكي ، والفيليوكه، والدفاع عن الأرسطية ومقتطفات عن شرح (بعنوان اعترافات) عن العقيدة الارثوذكسية موجهة الى السلطان محمد الفاتح.

سيرته الذاتية

فسيفساء لجناديوس الثاني ومحمد الثاني، السلطان العثماني الذي فتح  القسطنطينية.

يُعتقد أن سكولاريوس ولد باسم جرجس في  القسطنطينية في عام 1400. كان معلمه مارك من أفسس (1444). باتباع موجب وصاية جون كورتاسمينوس الشهير، قد يكون مانويل مارك أوصى به للدراسة بإشراف المعلم السابق جرجس جيميستوس بليتو (1452/1456)، 1428. على أي حال، إن دارسته بإشراف بليتو ماهي سوى تخمينات، في كِلا الأحوال من الممكن أن يكون قد حضر محاضرات بليتو في ميستراس. كان سكولاريوس أستاذ في الفلسفة قبل الدخول في خدمة الإمبراطور  يوحنا الثامن باليولوغوس  للعمل كمستشار لاهوتي. في الواقع في 1473-في انتظار مجمع فلورنسا- درس الإمبراطور بشكل رسمي عمل نيلوس كاباسيلاس مع ماركوس من أفسس جناديوس سكولاريوس. من الغريب أن  الثلاثي درسوا أعمال يوحنا دانز سكوطس (1308) بسبب اعتراضه على الفيليوكه في الميتافيزيقية التوماوية، بالإضافة إلى مذهب سكوطس في «التمييز الرسمي» بين شخص وجوهر الله، بالإضافة إلى سمات الله (أو «الطاقة»). ولهذا السبب كتب سكولاريوس رد أكاديمي لعمل ماركوس من أفسس  لأول ثمانية عشر «فصلًا عن القياس المنطقي المعارض للاتينيين». ومن هنا يمكن التلخيص أن سكولاريوس كان على الأغلب يكتب تمرين أكاديمي لإبلاغ معلمه السابق أن رأي توما الأكويني لا يمثل نهجًا لاتينيًا عالميًا للأسئلة المتعلقة بالثالوث.

مجمع فلورنسا

أصبح سكولاريوس مهمًا على المستوى التاريخي عندما كان، قاضي في المحاكم الميدانية تحت سلطة  يوحنا الثامن (1425-1448)، يرافق الإمبراطور إلى مجمع فرارة-فلورنسا، أقُّيم المجمع سنة 1438-1437 في فراره -وفلورنسا. كان الهدف من هذا السعي هو إقامة اتحاد خضوعي  من الكنيسة الارثوذكسية  للكنيسة الكاثوليكية، التي دعمها  الامبراطور في ذلك الوقت. بغية الحصول على دعم البابا وملوك اوربه للامبراطورية الرومية والقسطنطينية المحاصرة أقام أربع خطابات في المجلس، وجميعها توافقية للغاية.

ظهر في المجلس ذاته الأفلاطوني المعروف جيميستوس بليتو، المعارض الأقوى للأرسطية المهيمنة وبالتالي خصم سكولاريوس. كان الاثنان متعارضان في المسائل الكنسية، وفي  الفلسفة، نادى بليتو بدعوة جزئية إلى الوثنية اليونانية على شكل وحدة توفيق بين الأديان بين المسيحية والزرداشتية، بينما كان سكولاريوس أكثر حذرًا، ضغط على ضرورة الاتحاد الكنسي مع رما على أساس عقائدي، وكان له دور رئيسي بإعداد نموذج يمكن أن يُقبل من قبل الطرفين بسبب غموضها والتباسها. كان سكولاريوس معرضًا لخطر الحرمان لكونه من عامة الناس، لم يستطع المشاركة مباشرةً في مناقشات المجلس.

العودة إلى القسطنطينية

البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس
البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس

على الرغم من مناصرته للمجلس (وتوبيخه للعديد من الأساقفة الأرثوذكسية نظرًا لقلة التعليم اللاهوتي)، عندما عاد إلى القسطنطينية مثل معظم المواطنين، غير رأيه. بناءً على طلب معلمه مارك من أفسس الذي حوله إلى  ارثوذكسي معادي للاتينية تمامًا، حتى وفاته، عُرف سكولاريوس ( مع ماركوس من أفسس) بكونهما أكثر خصمين متشددين في الاتحاد. وبحوالي هذا العام (1444) بدأ سكولاريوس بالحصول على بعض الاهتمام من هرطقة أكويني المزعومة «سمو العقل» بين سمات وجوهر الله. أولًا بما ورد في طبعة جوغي أوبرا أمنيا عَلَّق سكولاريوس على الفصول 94–96 من مناقشته «في الوجود والجوهر» لتوما الأكويني واستبدل الشرح التومانيّ بالفلسفة الدراسية لتتوافق أكثر مع بالاماس. على أي حال، هو في البداية قلل الإدانة الكلية  لتوما الاكويني، وبعدها السكولاستية (مثل هيرفيوس ناتاليس) علّق على الأكوينية بضوء ارثوذكسي. تشير هذه النقطة على زيادة سكولاريوس المسافة اللاهوتية عن الأكويني، حيث بدأ يظهر أكثر تدينًا لاهوتيًا منه في أعمال لاحقة (على سبيل المثال، أبحاثه عن الروح المقدسة ومقدمته عن اللاتينية «ثيما ثيولوجيا»). على أي حال، يمكن أن تكون هذه المسافة مبالغ فيها. يلاحظ ماركوس بليستد أن سكولاريوس «استمر في حب واحترام توما خلال حياته المهنية» «على الرغم من أنه زاد من حدة ملاحظاته في التزام الحذر في أعماله اللاحقة». على الرغم من حذره كتب سكولاريوس عن توما «نحب نحب هذا الرجل الحكيم وذو الإلهام الإلهي». كتب العديد من الأعمال للدفاع عن معتقداته الجديدة، التي تختلف بشدة عن معتقداته التوافقية السابقة، اعتقد ألاتيوس أنه لابد من وجود شخصان يحملان ذات الاسم».

بعد موت يوحنا الثامن عام 1448 دخل  جاورجيوس جامع زيرك كلسية  في القسطنطينية تحت حكم قسطنطين الحادي عشر (1448–1453) وأخذ وفقًا للعرف الثابت، اسمًا جديدًا: غيناديوس. وقبل فتح القسطنطينية كان معروفًا بكونه منافس مرّ للاتحاد. كان هو ومارك من أفسس قائدان لحزب المعارضة اللاتينية. في عام 1444، عندما كان مارك من أفسس على فراش موته أثنى على مواقف غيناديوس المتناقضة تجاه اللاتينية والاتحاد. توجهت الحشود الغاضبة إلى غيناديوس بعد رؤية خدمات يونيتا في الكنيسة العظيمة في آيا صوفيا. يُقال إنه خبأ نفسه لكنه ترك ملاحظة على باب حجرته يقول فيها: «أوه يا أيها الرومان التعساء لماذا تنبذون الحقيقة؟ لماذا لا تثقون بالله، بدلًا من ثقتكم بالإيطاليين؟ بسبب فقدانكم لإيمانكم ستفقدون مدينتكم»

اجتياح العثمانيين للقسطنطينية

السلطان محمد الثاني
السلطان محمد الثاني

بعد اجتياح القسطنطينية  أُخذجناديوس كسجين من قبل الأتراك، أثناء التخطيط لغزوات جديدة، رغب السلطان محمد الفاتح ذو الواحد والعشرين عامًا بالتأكد من ولاء السكان الروميين، والأهم من هذا تجنب مناشدتهم للغرب لتحريرهم، ما يؤدي إلى احتمال إشعال جولة جديدة من حملات الفرنجة. ولهذا طلب السلطان محمد أكثر كاهن معادي للغرب يمكن إيجاده كشخصية تدعو إلى الوحدة بين الروميين تحت الحكم التركي، ولأن جناديوس شخصية قائدة مناهضة للاتحاد كان اختياره شيئًا طبيعيًا. في 1 حزيران عام 1453، بعد ثلاثة أيام من فتح القسطنطينية، عبرت مسيرات ومظاهرات البطريرك الجديد في الشوارع حيث استقبل السلطان محمد جناديوس بلباقة. تكرر هذا التنصيب الاحتفالي من قبل جميع السلاطين للبطاركة بعد ذلك.

تحولت الكاتدرائية الشهيرة آجيا صوفيا ( الحكمة الالهية) إلى جامع آيا صوفيا من قبل الغزاة العثمانيين، لذلك أنشأ جناديوس مقعده في كنيسة الرسل المقدسة. بعد ثلاث سنوات تخلى البطريرك عن المبنى الذي كان في حالة متداعية (في 1461م هُدم من قبل العثمانيين لفسح المجال أمام مسجد الفاتح)، الذي انتقل مجددًا إلى  جامع الفاتحية.

قسم العثمانيون دولتهم إلى ملل، وكان الروم الارثوذكس أكثر عددًا وعرفوا باسم الملة الرومية. عُين البطريرك المسؤول الرئيس أو قائد الملة الرومية “بطريرك ملة باشي” او “زعيم الملة الارثوذكسية”، استخدمها العثمانيون مصدرًا لإدارة الإمبراطورية. وبموجبها أصبح لجناديوس سلطة دينية وسلطة سياسية ويتوسطه البطاركة الارثوذكس الاسكندري والانطاكي والاورشليمي، كانوا جميعهم  تحت سلطة العثمانيين.

البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس
البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس

وكما كان طبيعيًا عند رسامة الاكليريكيين بمنصب البطريرك، ان يتدرجوا في الدرجات الكهنوتية لذا قد حصل جناديوس تباعًا عليها، أولًا كشماس، ككاهن، وبعدها وأخيرًا كمطران قبل تعيينه بطريركًا.

جناديوس بطريركا

في ربيع عام 1454 تَقَدّس من قبل  مطران بيرينثوث، لكن عندما أصبحت كُلًا من كاتدرائية آجيا صوفيا  والدار البطريركية بأيدي العثمانيين الغزاة، جعل من مكان سكنه على نحو متتابع في ديرين في المدينة. عند تسميته قائمقام البطريركية وُضع جناديوس على ما يبدو تحت خدمة السلطان محمد كمعترف وموضح للإيمان المسيحي، وتُرجمت إلى التركية من قبل أحمد، قاضي بيرويا (طُبع أولًا من قبل إيه براسيكانوس في  فيينا عام 1530).

عندما كان جناديوس بطريركًا لم يكن سعيدًا وحاول التنازل عن منصبه على الأقل مرتين، في عام 1456 قدم استقالته. السبب الكامل لإقدامه على هذه الخطوة كان بسبب خيبة أمله في طريقة تعامل السلطان مع المسيحيين، رغم أن السلطان محمد حافظ إلى حد ما على تقربه من المسيحيين والامتيازات التي منحهم إياها، لمح العديد من الكتّاب بشكل معتم إلى دوافع أخرى. في نهاية المطاف حدثت توترات بين اليونانيين والعثمانيين بشكل هائل.

البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس
البطريرك القسطنطيني جناديوس سكولاريوس

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *