الدكتور جورج نحاس المؤرخ والباحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث

الدكتور جورج نحاس المؤرخ والباحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث

الدكتور جورج نحاس المؤرخ والباحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث

الدكتور جورج نحاس المؤرخ والباحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث

البطاقة الذاتية

من مواليد حمص1939 نشأ وعاش في حماه توجه منذ صغره إلى تعلم الصناعات بإشراف والده  الفنان فائق وابدع في حبه للفن متأثرا بوالدته وأعمالها وإشغالها اليدوية وبطبيعة حماة الساحرة ونواعيرها وطبيعتها الخلابة.

لم يدرس الرسم في مدارس ومعاهد خاصة كبقية الفنانين والمختصين، وانما بداية تعلم الصناعات على يد والده فائق، ثم تعلم فن الصياغة عند الصائغ الحموي الشهير جميل جبيلي وهو أشهر صائغ ومخترع لبعض لوازم المهنة في حماة. وفي أوقات الفراغ كان جبيلي يعلمه الرسم والنقش والحفر الفني وصقل المجوهرات وتشذيبها وقصها والتعريف بخصائصها ونوعياتها وهذا أثَّر فيه لاكتساب المهارات والتفتيش عن أسرارها وتسجيلها والشغف بالفن والتعلق به.

هو مؤرخ وباحث في الفنون والآثار والتاريخ والتراث مؤلفاته تُدَّرسْ في خمس كليات في جامعة الكسليك بلبنان، وهي كليات هندسة العمارة والآثار والتاريخ والفنون والتعليم الديني وهو ابن مدينة حماة الخبير بآثارها وكنائسها وجوامعها ومتحفها الذي بادلته مدينة النواعير الحب بتخليد اسمه وفنه وعلمه درس نحاس الفن بشكل حر ثم تابع دراسته في روما وحصل على اجازة في الفلسفة وتخصص في ترميم الآثار وبعدها درس الفن لمدة 14عاماً في مركز الفنون التشكيلية بحماة ليحوز على دكتوراه في تاريخ الفن وعلم الآثار 1999من جامعة الكسليك بلبنان.
دراسته الجامعية
– درس الفن بصورة حرّة، ثم تابعه في أكاديمية روما للفنون الجميلة بدورة خاصة للفنانين خاصة للفنانين التشكيليين ( بعد اجتياز فحص قبول)1977-1978.

حماة الجميلة التي اثرت في فن الدكتور جورج نحاس
حماة الجميلة التي اثرت في فن الدكتور جورج نحاس

– حاز ليسانس فلسفة من جامعة دمشق 1976 .
– حازدبلوم فلسفة من جامعة القديس يوسف – بيروت، لبنان -1984 .
-حاز ليسانس تاريخ فن وعلم آثار: من الجامعة اللبنانية – بيروت 1988.
– دبلوم تاريخ فن وعلم آثار: من الجامعة اللبنانية 1991.
– ماجستير تاريخ فن وعلم آثار: من الجامعة اللبنانية 1993.
– دكتوراه تاريخ فن وعلم آثار: من جامعة الكسليك ( الروح القدس) بيروت – جونيه1999.
– دورة ترميم آثار في اليونسكو iccrom بروما / 1977- 1978/ تخصص بالترميم، ومرخص من المديرية العامة للآثار والمتاحف.
– أقام العديد من المعارض الفردية، واشترك في معارض جماعية: داخل سورية وخارجها منذ عام 1959. وبقي يمارس عمله الفني في الرسم والتصوير والنحت والحفر الى حين وفاته في بيته بحماة بتاريخ 27 تموز 2017

الفن في حياته

كان لطبيعة حماة الساحرة بنواعيرها وأقبيتها وأزقتها وبيوتها الاثرية كالجامع الكبير في حماة والجامع النوري عشق وأثر ومحبة طبعت موهبته وأثرت فيه كثيراً.
وعندما افتتح مركز الفنون التشكيلية في حماة سنة 1961 كان نحاس أحد رواده الدائمين وفي عام 1962 تأثر بالفنان “محمود حوا” الذي بقى لسنوات كظل لا يفارق صاحبه فاقتبس منه الأفكار والرؤى والتوجيهات القريبة والبعيدة التي بدأت تنمو مع أعماله الفنية والثقافية وأثر حوا في نظرته نحو حضارات بلاده.

حماة الجميلة التي اثرت في فن الدكتور جورج نحاس
حماة الجميلة التي اثرت في فن الدكتور جورج نحاس

محمود حوا هو الذي وجه نحاس لاعتماد فن النحت كمرافق اساسي للرسم والتصوير لصقل موهبته وتنميتها وهنا بدأ العمل بالصلصال والجبس لرفع مستوى الرسم لديه حيث بدأت شخصيته الفنية تتبلور أكثر وتظهر فيها ملامح جديدة بتأثيرات نحتية وبائت أعماله تتسم بالنور والحركة وقوة اللون وفي عام 1963 بدأت مرحلة جديدة تحاول الجمع بين عدة أساليب فنية.

أعماله

– عضو مؤسس في اتحاد الفنانين التشكيليين بسورية
– عضو مؤسس في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب .
– عضو مؤسس في جمعية الآثاريين العرب بالقاهرة .
– عضو مؤسس في العاديات بحماه.
– دَرََّسَ في مركز الفنون التشكيلية بحماه لمدة /14/ عاماً – من عام 1962- المواد التالية:
الرسم والتصوير – الحفر – النحت – التشريح – علم الجمال – المنظور- تاريخ الفن.
( كان موظفاً مشرفاً فنياً ورئيساً للمركز حتى تقاعده عام 1982).– مثـَّل المديرية  العامة للآثار والمتاحف في مناسبات: منها فحص الكنز الذهبي المصري للأميرات الثلاث الموجود في متحف المتروبوليتان – نيويورك -1986- 1987.(بدعوة من المتحف).
– استخرج ورمّم فسيفساء كنائس: الجيّة – ورمّم فسيفساء كنيستي: أنصار – والأوزاعي. كما نظَّم عرضها في متحف بيت الدين – لبنان، بتكليف من وزارة السياحة اللبنانية.مابين عامي 1987-1989.
– شارك في العديد من المؤتمرات الأثرية و التاريخية و العلمية والفنية – بأبحاث خاصة بكلٍ منها- داخل سورية وخارجها.
– خبير في الفنون والآثار والمجوهرات والصناعات الشعبية والتراث .

مؤلفاته

– العيد سفين عائم (دمشق: وزارة الثقافة 2004).
– أساطير الخصب الإنباتي (دمشق: وزارة الثقافة 2006)
– مكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى– الثانية، حماه عبر التاريخ 1 ( دمشق: دار الفرقد 2007 ).
– الرموز التاريخية المسيحية وجذورها في حضارات الشرق الأدنى الآسيوي – من الألف 6 ق.م. لنهاية القرن 7 م .
– مكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى ,جزء2 , حماه عبر التاريخ 2.
– المسكوكات الإسلامية (مع دراسة لدنانير نادرة- غير منشورة -).
– مسكوكات القدس .
– المسكوكات الأيوبية والأليخائية والمملوكية في دار الضرب الحموية.
– الأيقونة السورية: تاريخها ومدارسها .
– فسيفساء محلة المدينة في حماه .
– كتب مخطوطة: الفن والأسطورة . الأختام الأسطوانية السورية. خزف حماه المتأثر بالصيني عن طريق الحرير. الترميم . الفسيفساء السورية.الفسيفساء وترميمها . الصناعات الشعبية. التراث (الأزياء- الحلي ..). التصوير الجداري السوري.

معرضه الفني
كان آخر معرض فردي أقامه الدكتور جورج نحاس في عام 2011في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق بعد انقطاع أكثر من 35سنة عن إقامة المعارض الشخصية (كان آخر معرض فردي له في العاصمة الايطالية روما سنة 1975) لقد حاول علمنا أن يقدّم في معارضه عدداً من المنحوتات ومنها ما جاءت بأحجار كريمة ثمينة وكذلك الأعمال التشكيلية التي حرص نحاس على تقديمها متنوعة مختزلة للعديد من الحضارات القديمة التي مرّت على سورية حيث استلهم من أساطير وقصص الفينيقيين والسومريين والآشوريين وغيرهم أعماله النحتية والتشكيلية التي نالت اهتمام الزوار والنقاد والمتابعين والمتلقين، كما حاول في معارضه أن يلخص جميع المراحل التي مرّت فيها تجربته الفنية في العقود الماضية إن كان في مجال النحت أو التشكيل… في معرضه الأخير 2011 عرض العديد من اللوحات الفنية التي تمثل الأرض والخصب ومنها لوحة الشهيد المقاتل التي عبر عنها بروح طائر له أجنحة ملائكية ومن خلال هذه الأجنحة تسير خطوط العمل الفني ففي الوسط وأعلى اللوحة يمتشق الشهيد حسامه بيد والبندقية باليد الأخرى وفي الثالثة تحتها يقبض على قرص الشمس ليوقف حركتها وتكلل رأسه هالة من نور.

في معرضه الأخير 2011 لوحة الشهيد
في معرضه الأخير 2011 لوحة الشهيد

وعن اللوحة التي حملت اسم “بعد الحمام” قال إن هذا العمل وضع على جذع شجرة وهذه اشارة إلى الإله تموز وولادته على جذع شجرة في بداية الألف الثالث قبل الميلاد ونزوله إلى العالم السفلي لافتداء عشتار فقبض عليه وعذب وصلب على جذع شجرة.
وقال: “إن للفنون الشعبية والحرفية والزخرفة العربية تأثيراً واضحاً على الفن التشكيلي العالمي المعاصر فالفنانين الغربيين تاثروا بحضارتنا عبر رسوماتهم ولوحاتهم، كرسم اطباق القش عند الفنان ماتيس. أما الزجاج المعشق فهو مأخوذ من الحضارة العربية، مثلما لجأ الفنان العالمي بول كريه لرسم الشبابيك وصور أطباق القش.

أما المرأة ودورها في ابداعاته فقد بيَّن  بأن “للمرأة حضوراً واضحاً في حياتي ولوحاتي فهي ملهمتي الأولى” وكانت  والدته هي حبيبته ومعشوقته  ولها الحب الأول…وقد تأثر بفنها وأعمالها ومنسوجاتها واشغالها التي أ أنمت في وجدانه الدقة والإبداع والجمال وحب الفن.

وفي جواب للصحافة ردا على سؤال حول دوره في إصدار التقويم السنوي لعام 2015 عن الآثار في وسط سورية “محافظتي حمص وحماة” قال علمنا “أعددت التقويم لصالح بنك الشرق بدمشق من خلال تقديمي لصور للمواقع الأثرية وكافة المعلومات التاريخية والعلمية عن الآثار في هاتين المحافظتين ووضع صور ملونة لكل موقع أثري مع أهم اللقى منه بمعدل صورتين في بداية التقويم لكل شهر…” معتبرا أن هذه المبادرة جميلة وفريدة كونها تروي فصولا من حضارة هذا البلد الموغلة في القدم وطباعة ألف نسخة وزعت مجانا.

وعن آخر أعماله قال وقتها:” إنه يحضر حالياً للوحة فسيفساء لوالده ووالدته بأحجار نصف  كريمة مع اطار فضي تخليداً لذكراهما وعرفاناً بدورهما في مسيرة حياته كما أنه يحضر لكتاب عن حماة تحت اسم ” حماة.أثر .حضارة. تراث” يتحدث فيه عن العصور ما قبل الحجرية بحماة وعن اللباس وأصوله وارتباطه بالحضارات القديمة وكل ما ورد فيه موثق بمجموعة من الصور النادرة”.
ووقتها ختم  حديثه بالتاكيد على “أن الحياة عطاء وكل ما لايعطى يضيع ويندثر ويغيب…”

لعلمنا المبدع العديد من المعارض الفردية والجماعية وهو عضو مؤسس في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وعضو مؤسس في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، (وكما اسلفنا اعلاه) هو عضو مؤسس في جمعية الآثاريين العرب في القاهرة وكذلك عضو مؤسس في جمعية العاديات في مدينة حماة ودرّس الرسم والتصوير والحفر وعلم الجمال في مركز سهيل الأحدب للفنون التشكيلية في حماة التابع لوزارة الثقافة كما ترأس المركز حتى تقاعده عام 1982. له العديد من الإنجازات في مجال ترميم واستخراج لوحات فسيفسائية أثرية…وبحسب الكاتب السوري محمد مخلص حمشو “فان الدكتور نحاس نجم لامع في سماء الفن التشكيلي والنحت السوري ومرجعي في تقييم قيمة الأثر، وباحث في تاريخ الفن، فجميع اعماله من تصوير ونحت تقسيمات رائعة موشحة بغلاف الأساطير والديانات والحضارات، ويسيطر عليها بأناقة الفنان قيمة فنية تعبيرية لها دلالاتها وروعتها.”

في اعماله المتنوعة عكس علمنا  روح فنان سوري استطاع بلغة الأعماق الروحية أن يأخذ معه المتلقى إلى عوالم مجهولة تصل به إلى عوالم الأساطير، وأضفي على أعماله شيئا من روحه ليجعل منها ابداعات هي في الحقيقة أيقونات تسلب الألباب وتحير العقول.
والجدير ذكره ان الدكتور جورج نحاس قدم خدمات جليلة لحماية التراث الثقافي بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ، واهمها اهداء مكتبته الخاصة الى دائرة الآثار بحماه

كما شارك في العديد من المؤتمرات الأثرية والتاريخية والفنية داخل سورية وخارجها, وله العديد من المؤلفات منها: العيد سفين عائم( وزارة الثقافة 2004) وأساطير الخصب الإنباتي( وزارة الثقافة 2006) ومكتشفات أثرية جديدة في سورية الوسطى ـ حماة عبر التاريخ ـ (دار الفرقد 2007) وله العديد من الكتب قيد النشر والمخطوطات ومنها( الأيقونة السورية: تاريخها ومدارسها) و(الفن والأســـطــورة) و(فسيفساء محـــلة المدينة بحمــــــاة) ( الأختام الأسطوانية السورية) وغيرها.
قال
«انطلقت تجربتي الفنية سنة 1958، لقد حرصت دائماً على تقديم أسلوبي الفني وهو التعبيري الغنائي وأقصد بالغنائي هنا أن العمل النحتي والتشكيلي يحمل موسيقا بين طياته وكذلك الألوان تتراقص في اللوحة والمنحوتة وعلم الجمال هنا مرتبط بالأداء والفن والنحت يرتبط بالرقص والمنحوتات عندي هي كتلة وفراغ وحركة.. لقد قدمت أسلوباً جديداً وهو الدمج ما بين التصوير والنحت في عمل واحد وبإيقاع متواز ولذلك يشاهد الناس عملاً فيه حفر على الخشب ونحت ورسم ملون وحتى الرخام حاولت أن ألوّنه ولكن التزمت بالألوان الطبيعية الرمادية النباتية, واستخدمت في الرسم صفار البيض مع التراب وفي الحفر على الخشب استخدمت خشب الجوز وفي النحت استخدمت الحجر الغرانيتي من الصواعد والنوازل وهناك الرخام العادي والحجر الكلسي والبازلت, كما تناولت في أعمالي الفنية العديد من المواضيع هناك الموضوع الأساس وهو الخصب في الحضارات والتراث في الأساطير والحضارات السابقة ورمزية الخصب في المياه والنبات حيث كبار الآلهة والملوك في الحضارات القديمة كان عرشهم على الماء، لقد حاولت، أن أتناول الأدبيات والأساطير وأسقطها على الواقع الحالي، ومن أعمالي أيضاً المجوهرات التي عملت على تصاميمها ومنها: كريستال دوروج ومارو وأميتسيت وهناك أعمال من أحجار نصف كريمة استفدت منها في المنحوتات والرسومات… بقصد ابراز العمل الفني بشكل أكبر وإظهار جمالياته أو دلالاته ومنها تعاويذ كانت تستخدم في الحضارات القديمة ولذلك استخدمت اللولو والخرز وخيوط الفضة والذهب في بعض المنحوتات، كذلك لتقديم العمل كما كان في الحضارات القديمة كالرومانية وغيرها، خذ مثلاً منحوتة الأميرة البازلتية قمت بتعتيق البازلت ونزلت فيه العاج لعينيْ الأميرة وألبستها عقداً من الذهب الحقيقي”.
وجواباً منه عن سبب وضع المرايا خلف معروضاته النحتية: “ببساطة لتظهر التماثيل من كل جوانبها وظهور حركتها من كل الجهات ومنها ظهرها وهذا لا يتم إلاّ إذا كان خلف المنحوتة مرآة تعكس شكل ظهر المنحوتة!”

وفاته

توفي توفي في بيته بحماة 26/07/2017   عن عمر ناهز 78عاماً… وقد حظي تشييعه بحضور لائق روحياً على صعيد الكنيسة الحموية والانطاكية تقديراً لمكانته والمجتمع الحموي واهل الفن في كل المجالات اضافة الى حضور رسمي سوري ولبناني رفيع…
ختاماً
كما نقول في معرض حديثنا عن اعلامنا الذين نستهم الذاكرة السورية، أو كادت…
نتمنى على الجهات ذات الصلة كوزارة الثقافة والتعليم العالي والآثار والمتاحف والاعلام تسليط الضوء على هذا العلم وخاصة محافظة حماة التي عشقها وجسدها في فنياته وكان ابنا باراً لها بالرغم من اصله الحمصي…

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *