الدكتور محمد محفل شيخ المؤرخين السوريين

الدكتور محمد محفل شيخ المؤرخين السوريين

الدكتور محمد محفل شيخ المؤرخين السوريين

الدكتور محمد محفل شيخ المؤرخين السوريين

مؤرخ وعالم آثار واستاذ جامعي ولغوي

مقدمة

تعود معرفتي بهذه القامة العلمية والتاريخية السورية في عام 1990 عند القامة التاريخية الفذه الاستاذ ناظم كلاس رحمه الله في مكتبه المؤقت الكائن وقتئذ في منطقة التجهيز. وكنت قصدت الاستاذ ناظم بتكليف من غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع صديقه ليطلع على مشروع كتابي الذي كنت اعده لاحتفال مدارس الآسية بمناسبة مرور 150 سنة على اعادة تأسيسها المؤرخ 1840ليعطيني من خبراته العلمية والتاريخية…

كان الاستاذ ناظم كلاس رحمه الله  شيخ المؤرخين السوريين ورئيساً لمجلة دراسات تاريخية التي تصدرها جامعة دمشق وكان وقتها عميداً لقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة دمشق… في هذا اللقاء الاول الذي لم يدم لأكثر من نصف ساعة قدمت خلالها مشروع كتابي الأول:” الآسية مسيرة قرن ونصف 1840-1990″ الى الاستاذ كلاس مع شرح بسيط لينظره ويعطيني رأيه وتوجيهاته في لقاء ثان، كان عنده صديقي الموسوعة  في التاريخ  الدكتور عبد الكريم رافق المدرس في جامعة دمشق وفي جامعات اميركا، وكان عنده كل من الدكتور محمد محفل والدكتورة خيرية قاسمية في جلسة تاريخية ولا اروع جمعتني بهم وأسعدتني… وجدت منهم في ذلك اللقاء المعرفي وجهاً بشوشاً ونصائح لا زلت اعمل بها في كل كتاباتي التاريخية حتى بعد حصولي على الدكتوراة  سواء في القانون الدولي العام ولاحقا في تاريخ دمشق المسيحية عام 2004 لأنها اتت من أئمة  ومعلمين بهذا الفن .

استمرت اللقاءات بعد ذلك معهم في كتابي الثاني الموثق والمؤرخ لزيارة غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع عام 1992 الى انطاكية والاسكندرونة وكيليكيا، سيما وان الكتاب يحمل معلومات كاملة عن تاريخ وجغرافية المنطقة عبر التاريخ وخاصة عند سلبها من سورية والحاقها بتركيا المغتصبة بمساعدة الفرنسيين والانكليز…ويحتاج الى ارشاد من المعلم الاستاذ كلاس

واذكر وقتها استحسانات اعتز بها لقيتها من هؤلاء العلماء وكلمة الاستاذ كلاس المؤكد عليها من الدكتور محفل بجدارتي في كتابة التاريخ رغم ان دراستي الجامعية ليست في التاريخ بل كانت دراستي هي في القانون وقاما بالمفاضلة بيني وبين الكثيرين من خريجي قسم التاريخ الجامعي الذين لايمكنهم كتابة مقال في التاريخ بينما انا اكتب بحرفية واعطي رأي وفق اجماعهم…

ولذلك دعوني للكتابة في مجلة دراسات تاريخية التي كان الاستاذ كلاس رئيس تحريرها وارشدوني الى كتابة مقال لم يتم التعرض له في مجلة “دراسات تاريخية” الجامعية  وهو الوجود المسيحي في الجزيرة العربية قبل الاسلام وعنونته” الاصول المسيحية في شبه الجزيرة العربية” وقد نال المقال استحسانه واستحسان الدكتور محفل ولكنهما طلبا مني كتابة مقدمة له لأن الموضوع ثمين ويحتاج الى مقدمة، انجزت الموضوع مع مقدمته وتوجهت الى بيت الاستاذ كلاس في منطقة المزرعة لتسليمه اياه ولكني صدمت  بأن المنية عاجلته بسبب السرطان  رحمه الله  قبل هنيهة وكانت ورقة النعوة على باب البناية فعدت ادراجي آسفاً دامعاً على هذا المعلم وبقي المقال دون نشر الى ان نشرته في مجلة “النشرة” لسان حال بطريركية انطاكية وسائر المشرق، وبعد فترة ادرجته هنا في موقعي…ولم اتمكن من اللقاء بالدكتور محفل بعد ذلك حيث صار رئيساً لتحرير المجلة “دراسات تاريخية”. الا بعد ذلك بزمان…وكان قد نشر فلايمكن نشره في الأخيرة وفق سياسة المجلة.

خلاصة القول ان حباً بالتاريخ فوق حبي الفطري له (رغم تخصصي الجامعي وحتى الدكتوراة كان في الحقوق)  وقد نشأ من تحفيز الاستاذ كلاس لي في المقام الاول مع ارشاداته ولطفه المنقطع النظير وتوجيهاته الداعمة وتزويدي بمايلزم من مقالات ومراجع وكذلك صديقنا الدكتور عبد الكريم رافق، واستحسان الدكتور محفل المبني على استحسان معلمنا الاستاذ كلاس في كل لقاء كان يتم في مكتب الاخير… الامر الذي دفعني بعد اثنتي عشرة سنة الى ان احصل على دكتوراة التاريخ بعد الدكتوراة في الحقوق الدولية…

السيرة الذاتية

ولد الدكتور محمد محفل في حلب عام 1928،

تلقى تعليمه في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في معهد “الإخوة المريميين Les Freres Maristes”بحلب.

وبعد إغلاق المعاهد الفرنسية في سورية عام 1945 ابان الاستقلال، تابع الدراسة الإعدادية والثانوية في مدرسة التجهيز الأولى في حلب (المأمون) وحصل على شهادة الكفاءة والبكالوريا الموحدة 1949/1947. درس في المعهد العالي للمعلمين وكلية الآداب/ قسم التاريخ عام 1949 ونال إجازته في التاريخ ودبلوم علم النفس وعلم التربية في حزيران 1953. ودرّس في ثانويات حلب، 1953/1954. أوفدته وزارة المعارف السورية إلى جامعة باريس Sorbonne لتحضير الدراسات العليا وشهادة الدكتوراه في التاريخ القديم. فدرس اللغة والتاريخ الآراميين وانتسب إلى معهد اللوفر لدراسة هذه اللغة… كما درس اللغتين اللاتينية واليونانية ليغادر فرنسا عام 1956 بعدما طلبت منه السلطات الفرنسية ذلك بسبب تأييده الثورة الجزائرية بوجه الاحتلال الفرنسي. منحته جامعة الدراسات الإسلامية، باكستان درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1999، تقديراً لإنتاجه العلمي.

وتابع الدكتور محفل دراسته في جامعة جنيف في سويسرا وسجل أطروحة الدكتوراه في التاريخ القديم بعنوان “دورالرقيق في انحطاط الإمبراطورية الرومانية” منحته جامعة الدراسات الإسلامية، باكستان درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1999، تقديراً لإنتاجه العلمي.

عودته الى الوطن

عمل أستاذاً في جامعة دمشق لتدريس اللغات الكلاسيكية والآرامية والتاريخ القديم وأستاذاً زائراً في جامعة عمان. ونال عضوية مجمع اللغة العربية بدمشق.

وأسهم الدكتور محفل في تأسيس لجنة كتابة تاريخ العرب وترأس تحرير مجلة “دراسات تاريخية” وأشرف على تنظيم ندوات ومؤتمرات سورية وعربية ودولية… انتخب عام 2008 عضواً في مجمع اللغة العربية حائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وفق المرسوم التشريعي رقم 191 بتاريخ 5حزيران 2012 الصادر عن الرئيس بشار الأسد وقامت السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب الرئيس السوري بتقليده الوسام بتاريخ20 حزيران 2012

من مؤلفاته.. “تاريخ الرومان” و”تاريخ اليونان” و”المدخل إلى اللغة الآرامية” و”تاريخ العمارة” و”الدولة والمجتمع في المغرب ودمشق” وغيرها الكثير.

مؤهلات العلمية

  • دكتوراه في التاريخ – جامعة جنيف سويسرا.
  • ماجستير في التاريخ – جامعة باريس.
  • إجازة في الآداب قسم التاريخ 1953.

العمل الوظيفي

  • أمين سر لجنة كتابة تاريخ العربي ورئيس تحرير مجلة دراسات تاريخية (1994-2003).
  • محاضر في كلية الآداب – جامعة دمشق.
  • محاضر في كلية الفنون الجميلة – جامعة دمشق.
  • محاضر في كلية هندسة العمارة – جامعة دمشق.
  • أستاذ زائر في الجامعة الأردنية – عمان 1968-1971.

وفاته

غيب الموت مساء اليوم الباحث الدكتور محمد محفل عن عمر ناهز 90 عاما بعد مسيرة علمية حافلة قضاها في البحث والتأليف والتدريس.

وفي تصريح لـ سانا قال مدير عام مديرية الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود: “الراحل الكبير هو أحد قامات سورية العلمية… أعطى الكثير وتربت على يديه أجيال كثيرة في الجامعات وكان ضليعاً في اللغات القديمة ومنها الآرامية والإغريقية واللاتينية وقام بتدريسها في قسم التاريخ بجامعة دمشق وله الكثير من المؤلفات والأبحاث ونال احترام كل من عرفه”.

وتابع حمود: تميز الدكتور محفل بعمق علمي فريد وتواضع كبير حتى أنه ظل يعطي حتى آخر لحظة من حياته فقبل رحيله بأسبوع ألقى محاضرته الأسبوعية المعتادة في معهد شايو التابع لكلية العمارة بجامعة دمشق كما كان عضوا في مجلس الآثار ويحضر اجتماعاته الدورية.

وأكد حمود أن رحيل الدكتور محفل خسارة كبيرة للبحث العلمي في مجال التاريخ والآثار في سورية والوطن العربي نظرا لمعارفه الواسعة وقدرته العلمية الكبيرة ومعرفته لعدد من اللغات القديمة والحديثة وقال:”عزاؤنا أن ترك لنا الكثير من الباحثين الذين علمهم وكان مثالا لهم في العلم والأخلاق”.

حائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وفق المرسوم التشريعي رقم 191 بتاريخ 5حزيران 2012 الصادر عن الرئيس بشار الأسد وقامت السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب الرئيس السوري بتقليده الوسام بتاريخ20 حزيران 2012

مؤلفاته

  • تاريخ الرومان 1970.
  • تاريخ اليونان 1971.
  • تاريخ العمارة 1976.
  • مدخل إلى اللغة الآرامية 1971.
  • مدخل إلى اللغة اللاتينية 1972.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *