السيد عبده يني بابا دوبولس

السيد عبده يني بابا دوبولس

السيد عبده يني بابا دوبولس

السيد عبده يني بابا دوبولس

اصل عائلة يني بابا دوبولس من اليونان تنتسب الى اسرة ارثوذكسية حارة الايمان وتوارثت الكهنوت لذا فهي في كنيتها بابا دوبولس  وكأننا نشير في كنياتنا في بلادنا الى الخوري فلان…

وفد كبيرها يني او ايواني بابادوبولس وتعريب الاسم هو حنا الخوري بولس من اليونان مع العديد من العائلات اليونانية الى الساحل السوري واستقروا في المدن اللاذقية والاسكندرون ومرسين وبيروت وطرابلس والساحل الفلسطيني والى المدن الداخلية دمشق وحلب وانطاكية والقدس… كما لجأوا الى  المدن الساحلية والداخلية في مصر كالقاهرة والاسكندرية… وطرابلس الغرب وتونس والدار البيضاء بشمال افريقيا ابان ثورة الاستقلال اليونانية ضد الاستعمار التركي بحلته العثمانية…

حرب الاستقلال اليونانية والهجرة خارج اليونان 

Ελληνική Επανάσταση إللينكي إباناستاسي أي الثورة اليونانية

هي حرب استقلال مريرة استمرت من عام 1821-1832 واثمرت  باستقلال اليونان عن المستعمر العثماني بدعم كامل من روسيا …وبريطانيا وفرنسا الذين وقفوا الى جانب كفاح اليونانيين المرير ضد الدولة العثمانية وقدم الشعب اليوناني اكثر من 50000 الف شهيد وحوالي 180 من الحلفاء فيم بلغت خسائر العثمانيين وحلفائهم حوالي 115000وقاتل الى جانب الجيوش العثمانية كحلفاء قوات من مصر وتونس وليبيا والجزائر… وخاصة بالاسطول البحري الكبير… الذي اعده والي مصر محمد علي باشا، وقد تم تدمير هذا الاسطول كليا وخرجت اليونان من تحت الاستعمار التركي وتأسست المملكة اليونانية…هذه الحرب التحريرية اليونانية  وماخلفته من دمار وجوع ومآسي للشعب اليوناني طيلة 11 سنة دفعت بالآلاف من اليونانيين الى عبور البحر الابيض المتوسط الى سواحله الشرقية كالساحل السوري- اللبناني- الفلسطيني وساحل شمال افريقيا…

السيد عبده يني بابا دوبولس
السيد عبده يني بابا دوبولس

يني او ايواني بابادوبولس

وقد استقطبت سورية الكبرى وبالذات دمشق العديد منهم ومن كل الهجرات اليونانية اللاحقة لأن  معظم سكانها المسيحيين  من نفس العقيدة الارثوذكسية وكان البطاركة من اليونان… كان من اللاجئين والد علمنا عبده وهو السيد يني او ايواني بابا دوبولس الذي وفد وعائلته الى دمشق  وكان على السدة الانطاكية البطريرك اليوناني سيرافيم (1813-1832) ووضع نفسه بخدمة هذا البطريرك وحاشيته الاكليريكية اليونانية وعمل مع هذه الحاشية كاتبا في القلم اليوناني… ثم عمل بخدمة خليفته البطريرك متوديوس وكان يونانياً ايضاً من 1832-1850…ونشير هنا الى ان البطاركة اليونان جلسوا على السدة الانطاكية منذ عام 1724 مع البطريرك سلفستروس القبرصي الى 1898 مع البطريرك اسبريدون…

كان يني مرتلاً ضليعاً بالموسيقى الرومية وصاحب صوت جميل، فرتل في الخورس اليمين في كنيسة مريم  المخصص للغة اليونانية (وفق النهج الدارج زمن البطاركة اليونان 1724-1898 ولكنه استمر مع المرتل الشهير البروتوبسالتي المريمية ديمتري كابلانس الى حين وفاته منتصف عهد البطريرك اغناطيوس الرابع 1979-2012)، وبالمقابل كان الخورس اليسار يرتل باللغة العربية…فكلفه البطريرك سيرافيم اضافة الى  مهام امانة سره والكتابة في القلم اليوناني في الدار البطريركية، كلفه بتعليم مبادىء اليونانية في كتَّاب الصرح البطريركي الدمشقي…

نبذة في مدرسة الآسية البطريركية الدمشقية

عندما اسس القديس  الخوري يوسف مهنا الحداد الدمشقي ( الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي) المدرسة الارثوذكسية الدمشقية للذكور(الآسية) خارج الصرح البطريركي في عام 1836 بترخيص نظامي اصولي من والي دمشق التابع للحملة المصرية على بلاد الشام (1831-1840)(1) استعان بالمذكور ايواني بمباركة من البطريرك متوديوس ليقوم بتعليم اليونانية لطلاب المدرسة.

وكان الخوري يوسف قد ضم الى هذه المدرسة البطريركية التي دُعيت بمدرسته كل تلاميذه الذين كانوا يتعلمون عنده في بيته قبلاً (سراً)(2).

اما هذه المدرسة ونتيجة للفقر المدقع  فقد كانت حين إحداثها على شاكلة الكتَّاب(3)، عبارة عن غرفة كبيرة في دار عربية بجوار الصرح البطريركي وهذه الغرفة كانت مقسومة الى غرفتين بساتر قماشي، فكان قديس دمشق الخوري يوسف وزميله يني بابادوبولس يقومان بالتدريس في هاتين الغرفتين، فاختص القديس يوسف بتدريس العربية والرياضيات والعلوم الروحية ومبادىء اليونانية والخط للطلاب، بينما اختص يني بتدريس اليونانية بآدابها وكان يتعلم من الخوري يوسف العربية ويعلمه هو اليونانية بآدابها. واستمرا معا في خدمة الكنيسة والمدرسة الدمشقيتين والمقر البطريركي الى حين استشهاد القديس يوسف في 10 تموز 1860 والدمار الشامل.

وانتقل ايواني وعائلته زوجته وولديه عبده ونقولا الى بيروت،  وسكنوا مع بقية المهاجرين الدمشقيين في محلة الاشرفية التي كانت عبارة عن تلة دغلية اقاموا فيها بمخيمات مؤقتة ثم اعمروها ببيوت صغيرة واوجدوا بها مدارسهم، وربما كان قد تولى التدريس في مدرسة الدكتوريوسف عربيلي(4) التي اسسها وانتسب الى اخوية العائلات الارثوذكسية الدمشقية في بيروت التي تتولى شؤون العائلات الدمشقية المحتاجة وتزويج البنات الفقيرات…

وتولى في بيروت وكالة البطريرك الأنطاكي لادارة شؤون الاوقاف البطريركية واوقاف دير سيدة صيدنايا البطريركي فيها واوقاف كل الاديرة البطريركية  الموقوفة من المحسنين في  ابرشية بيروت وجبل لبنان… فأخلص في عمله وكان مثال النزاهة والامانة والتجرد الى حين وفاته اواخر عهد البطريرك ايروثيوس تقريبا…

خدم ايواني بابادوبولس الكرسي الأنطاكي المقدس ماينيف عن ستين سنة خدمة أقل مايقال فيها انها كانت عنوان النزاهة والاخلاص ومثال الغيرة والتجرد الذاتي وكانت الناس تذكر مااشتهر به ايواني من سعة العقل واصالة الرأي ومكارم الأخلاق حتى أنه كان موضوع ثقة البطاركة سيرافيم ومتوديوس وايروثيوس وكثيرا ماكان يُرجع اليه في حل أعظم المشاكل الدينية، وكان بيته ملتقى لرجالات دمشق وكبار رجال الكنيسة الارثوذكسية والمقامات الرفيعة في الدولة والقناصل الاجانب ينزلون في بيته بكل اكرام وكان عظيم المهابة عند الجميع.

عبده يني بابا دوبولس

وكان ايواني بابادوبولس قد رُزق بولديه عبده ونقولا خلال اقامته في دمشق، وقد ورث  علمناعن والده كل الصفات المحكي عنها، والمقام السامي فخدم البطريركية الانطاكية على عهد البطاركة ايروثيوس (1850-1885) وجراسيموس (1885-1891) واسبريدون ( 1891-1898) واوائل عهد البطريرك ملاتيوس الدوماني (1898-1906) والبطريرك ملاتيوس كان يحب المذكور وقد كانا رفاق طفولة مشتركة ودراسة في الآسية على الخوري يوسف وبقيا على التواصل ذاته وملاتيوس كان مطراناً للاذقية 1864-1898 برسائل تعنى بالشأن الانطاكي مع المغفور له السيد ديمتري شحادة الدمشقي في اسطنبول وهواي عبده في بيروت.

وقد ورث عن ابيه خدمة البطريركية في ابرشية بيروت كوكيل بطريركي لشؤون اوقاف الكرسي في بيروت وجبل لبنان، وكان خير مدافع ومحامي عن حقوق الوقف ومتولي الاوقاف غبطة البطريرك الانطاكي على التتابع… فحاز بدوره ثقة البطاركة وتقديرهم وكانت لكلمته الوزن المحترم لدى ولاية بيروت والقناصل ومطران بيروت ولبنان غفرئيل شاتيلا الدمشقي رفيق دراسته ايضاً في الآسية بدمشق، وصار صاحب مكانة سياسية ودبلوماسية وعينته مملكة اليونان قنصلاً عاماً لها في بيروت.

وقد حاز المنزلة المرموقة ليس فقط عند البطاركة الانطاكيين ومطران بيروت  الارثوذكسيين…فقط بل كانت له المكانة ذاتها عند كل رؤساء الطوائف المسيحية الاخرى، وكان يسعى لخدمة مصالحها بكل تجرد بحكم مكانته.

وجدير ذكره  يتوجب التوضيح انه وبالرغم من كل هذه المكانة والاقتداركان مستور الاحوال ولم يكن من اصحاب الثروة وارباب المناصب والمراتب.

كان عبده يني بابادوبولس خير قدوة للأغنياء وغير الأغنياء ليتعلموا منه وكان شعاره :”ان الانسان يُذكر بما هو يملك من الفضائل لابما يملك من غنى ومجد دنيوي زائل، وان رجال الفضل ولو ماتوا جسديا لايموت ذكرهم عند الناس…” عبده يني كان عاشقا للرب يسوع مفتديا بتجرده عن حب المادة معطيا للكنيسة والفقراء عاملاً بكلام الرب يسوع:” لاتكنزوا لكم كنوزاً على الارض”.

هكذا كان عبده بابا دوبولس وشقيقه نقولا كما كان والدهما يني بابا دوبولس عاشوا بسطاء نظيفي الكف وماتوا كذلك.

اسس عائلة صغيرة مؤلفة منه ومن زوجته وابنة صبية،  اضافة الى شقيقه نقولا وعائلته وكان مكان سكنهم في الاشرفية بالقرب من كنيسة القديس ديمتريوس الارثوذكسية.

وفاته

كان علمنا قوي البنية شديد العافية ولم يسبق له ان اصيب بمرض او اعتلال. ولما داهمته العلة لم تكن في بداية الامر الا توعكاً بسيطاً خفيفاً الى ان اشتدت وطأتها بغتة فضعفت قواه، ولم يستطع الاطباءُ إنقاذه ففاضت روحه وارتقت الى خالقها ليل الثلاثاء في4 تشرين الثاني 1902 في الساعة العاشرة ليلاً بعد نزع هادىء وآلام مبرحة كانت تضربه، وهو صامت جبار عليها، فمات ولم يمح الموت عن وجهه اللطيف ابتسامته المألوفة…

لم يتجاوز عمره الثالثة والخمسين عاما وتوفي بعد ان تمم اسرار الكنيسة لجهة الاعتراف والمناولة بعد ان اقعده المرض عن متابعة جهاده في سبيل الكنيسة وكان البطريرك ملاتيوس يواصل الاستعلام عن صحته، وكان هو اول من علم بوفاته ببرقية وردته باسم العائلة وارملته وابنته، فرد(6) البطريرك بكتاب تعزية يحمل الرقم 1627 بتاريخ 6 تشرين الثاني1902 من الدار البطريركية في دمشق استهله ” ايها الابناء الأحباء بالرب الأجلاء الأكارم عائلة المرحوم عبده يني جميعا المحترمين داموا مباركين…  وتابع البطريرك ملاتيوس بالقول “…بالحقيقة اننا نحن ابوياً في مقدمة من تجب لهم التعزية لأن الخسارة لم تكن للعائلة الكريمة خصوصاً بل لنا وللملة الارثوذكسية عموماً لماكان عليه الفقيد من غر الصفات وسجايا التقوى المسيحية والتفاني في الخدم العمومية المبرورة وخدمة وكالتنا البطريركية التي نذكرها بالجميل وخدمة الامور الكنائسية بما يستحق حسن  الثواب وجليل المكافأة….” في كتاب البطريرك ملاتيوس الاسف العظيم للأسرة بتعزية ابوية بكلام مشبع بالعبرات والحنان وروح الحب الابوي  والتعزية الالهية وقد كان لها على العائلة اعظم الوقع فجاءت كبلسم سماوي لجرحهم المؤلم  وتوارد القوم من جميع الطبقات ومن الولاية والقناصل والجالية الدمشقية واليونانية في بيروت مع حضور لمطران بيروت جراسيموس مسرة وكهنة الابرشية ومطران جبل لبنان بولس ابو عضل وكهنته،

تشييعه

عند الساعة العاشرة يوم الاربعاء 6 تشرين الثاني 1902 حُمل نعشه على عربة الجنازات المغشاة بالأكاليل  ومشى امامها قواصة القناصل في بيروت وتلاميذ المدارس الخيرية الارثوذكسية وهم  يرددون ترانيم الجناز ولفيف الاكليروس من ابرشيتي بيروت وجبل لبنان. ومشى في الجنازة وراء النعش قنصل عام المملكة اليونانية  واركان بعثته الدبلوماسية وآل الفقيد وقنصل روسيا وعدد غفير من الوجهاء والادباء حيث اقيمت صلاة الجنازة في كنيسة القديس ديمتريوس للروم الارثوذكس. رئس مراسم الجناز مطران بيروت جراسيموس مسرة ممثلاً للبطريرك ملاتيوس، في الختام  ابنه بكلمة رعوية جميلة نقل للعائلة ولجمهور المشيعين تعزية البطريرك ملاتيوس وتعزيته الشخصية مستمطراً عليه الرحمة جزاء اعماله الصالحة ومآثره الغراء تجاه الكنيسة .

وقد اراد فريق من اصدقاء علمنا تأبينه في المقبرة ولكن منعهم تعكر الطقس وهطول الامطار الكثيفة وكان منها تأبين صديقه الدكتور الشهير نقولا فياض…وهو الذي اشرف على علاجه فأفاض في مناقبه وفي ماتحمله من آلام بصبرمشهود.

هذا وقد ارسل البطريرك المسكوني يواكيم طرس تعزية بطريركي الى شقيقه نقولا وذلك في 29 تشرين الثاني 1902من البطريركية المسكونية في القسطنطينية(7) اعرب فيها عن بالغ اسفه واشتراكه بها مع نقولا والعائلة “… وماكان لشقيقكم الطيب الذكر من المحبة والرعاية الأبوية عندنا يظل موجهاً الى شخصكم المكرم…”

صفاته

اما الصفات التي حببت به الناس وبكل آل يني بابا دوبولس وخلدت ذكر علمنا وابيه كثيرة يضيق تعدادها، فمن جهة الصفات الانسانية فقد حوى احسن مزايا العقل والتهذيب والرزانة والحصافة والرقة واللطف والوداعة.

ومن جهة الايمان المسيحي الارثوذكسي فهو مثال للارثوذكسي المكين في ايمانه والرفيع المعرفة لاهوتيا وطقسياً، وهو من اشد الارثوذكسيين تمسكاً بديانة آبائه وأجداده وأعظمهم غيرة على كنيسته الانطاكية خاصة والارثوذكسية عامة وشدة محافظته على تقاليدها وعقائدها…

وكان قد ورث عن ابيه حب الترتيل والمعرفة الموسيقية وجمال الصوت والأداء ومارسها في كنائس بيروت الارثوذكسية بكل شغف…

ومن جهة امانة الخدمة كوكيل للبطريرك التي انتُدب اليها في كل تاريخه، فهو كان خادما اميناً نزيهاً كما اسلفنا.

كان متضلعا في اليونانية والعربية واسع الاطلاعوالمعرفة للامور الكنسية والقوانين الشريفة حتى انه كثيرا ماكان يُرجع اليه في المعضلات التي تطرأ في هذه الشؤون، وكم دخل في مساعي حميدة لاصلاح الخلافات بين بعض ابناء الرعية.

ومن جهة عائلته فهو كما عاش في كنف ابيه الفضيلة والايمان والنزاهة والتجرد كذلك علم وربى ابنته كما تربى (فكان مثال الوالد الحنون العائش بخوف الله وتقواه)  اشرف تربية مسيحية ممارسة لأرثوذكسيتها…

انتاجه الكنسي

ترك علمنا في كنيستنا الانطاكية الارثوذكسية، من ترجماته عن اليونانية، وماكتبه بالعربية من الكتب الطقسية الارثوذكسية، ماسد قسماً عظيماً من الفراغ الذي كانت تشكو منه اللغة العربية في الكتب الطقسية. فترجم كثيراً منها كالميناون والاجيزمطاري والسواعي الكبير والسواعي الصغير وغيرها مما كانت كنائسنا الانطاكية الارثوذكسية تحتاج اليه.

وآخر انتاجه كان كتاب “رفيق المسافر” في عام 1900 قبيل آخر حياته

فقد نشط في هذه الفترة وعرب عن اليونانية كتاب رفيق المسافر الذي أُعد بسعي المعلم فوتيرا وباجازة المجمع القسطنطيني المقدس، ومما قاله علمنا عبده فيه:” ان الواجبات الدينية والفروض الكنائسية هي من اخص الالتزامات الأولية على كل مسيحي قويم الرأي…” وأضاف:”…أنه لما كانت هذه الفروض صعبة التناول لتفرقها في كتب شتى اي في كتب الانجيل الشريف والرسائل والسواعي وخدمة القداس والتريودي والبنديكستاري والميناون والمعزي وغيرها وكان جمعها لايتسنى لكل فرد لندرة وجودها او لغلاء أثمانها فقضت بنقل هذا الكتاب من اليونانية الى العربية.”(5)

من عائلته في دمشق آل يني…ومنها المرحوم الارشمندريت قسطنطين يني وهو راعي صالح من رعاة ابرشية دمشق زمن البطاركة ثيوذوسيوس السادس والياس الرابع واعناطيوس الرابع…وقد استقال من الكهنوت وسافر الى اميركا عند شقيقاته الى حين انتقاله الى الأخدار السماوية.

وآل يني بابادوبولس الوجيهة في دمشق وبيروت…

الخاتمة

وجملة القول اننا كيفما قلبنا صفحات علمنا هذا لانجد فيها إلا كل ما يشرف الانسان في حياته، ويُبقي له اطيب الذكر بعد وفاته ويكنز له خير الكنوز في السماء.

علمنا وفق ماشهد به معاصروه كان عاملا نشيطا قائماً حق القيام بواجباته كانسان مسيحي مخلص للكنيسته الارثوذكسية واسع الصدر  قليل التذمر  والشكوى يحتمل بصبر اعباء الجهاد في هذه الحياة الثقيلة…

وقد دلت جنازته والموكب الذي شيعه ليس على غناه  ولا على مكانته ورتبته الدبلوماسية والوطنية بل  للدلالة على الاثر الطيب الذي تركه وه الرجل الطيب.

حواشي البحث

1) كان محظورا على المسيحيين فتح مدارس في ذاك الزمان وهو زمن الانحطاط العثماني وكان يسمح فقط للكهنة التعليم في داخل اسوار الكنائس، ولكن حملة ابراهيم باشا المصري كانت حملة تنويرية اصلاحية فسمحت بفتح المدارس حسب الاصول بأبنية مدرسية خاصة خارج بناء الدار البطريركية بدمشق لذا قام الخوري يوسف مهنا الحداد (القديس يوسف الدمشقي) بالحصول على الترخيص بفتح مدرسة الآسية من والي دمشق عام 1936وفتحها ثم حدثها عام 1840 وفق المدارس الاوربية.

2) الحاشية (1)ذاتها.

3) زيتون، جوزيف كتابنا” الآسية مسيرة قرن ونصف 1840-1990″ اصدار بطريركية انطاكية دمشق 1991

4) الدكتور يوسف عربيلي الدمشقي من مواليد قرية عربيل (عربين) بجانب دمشق، تعلم في المدرسة الآسية الأرثوذكسية بدمشق على يد الشهيد يوسف الدمشقي ثم علَّمَّ فيها. نزح الى بيروت بعد فتنة 1860 حيث أنشأ مدرسة للدمشقيين الأرثوذكسيين المهاجرين، ثم تولى إدارة مدرسة الأقمار الثلاثة. هاجر وأسرته عام 1878 إلى أميركا الشمالية، كان طبيباً ومعلماً وشاعراً وأديباً وقد رئس الجمعية الدمشقية الأرثوذكسية في أميركا الشمالية /نيويورك. وهو من كاتب الإرشمندريت روفائيل هواويني باسم الجمعية ليقوم برعاية السوريين الأرثوذكس في أميركا، واستأذن رئيس الإرسالية الروسية المطران بلاطون بشأنه بإسم السوريين وجمعيتهم، وحصل على الموافقة. أولاده الدكتوران ابراهيم ونجيب عربيلي مؤسسا أول صحيفة عربية في المهجر وهي : “كوكب أميركا” السنة 1892

5) د. اسد رستم ككنيسة مدينة الله انطاكية العظمى الجزء الثالث

6) مجلة المحبة بيروت العدد 191 في 6 تشرين الثاني 1902

7) مجلة المحبة بيروت العدد 196 في 21كانون الاول 1902

 

 

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *