العلامة المتوحد الخوري أيوب نجم سميا “اللبناني”

العلامة المتوحد الخوري أيوب نجم سميا “اللبناني”

الخوري ايوب نجم سميا اللبناني

العلامة المتوحد الخوري أيوب نجم سميا “اللبناني”

مقدمة

ترددت كثيراً متهيباً، ولعلها المرة الأولى التي انتابني فيها شعور كهذا، عندما وددت الكتابة عن هذا العلم المتميّز، لأني اعرفه منذ طفوليتي، كما يعرفه أبناء رعية القصاع التي خدمها طيلة (38) سنة متصلة. ولكنه بالنسبة لي شخصياً كان هادياً ومرشداً نحو حب الكهنوت واعتناقه، ونحو حب التاريخ، وخاصة تاريخ دمشق المسيحية. وأعترف بأنه كان قد حاول لدى الرئاسة الروحية، وكنت لم أكمل بعد المرحلة الابتدائية، ليتم قبولي في مدرسة دير سيدة البلمند الاكليريكية استثناء من سن القبول القانونية، إلحاقا بقريبي الحبرين الجليلين دامسكينوس منصور وجوزيف الزحلاوي، ولكن دون جدوى. ما كانقربه هذا يتم لولا خصوصية علاقته بآل زيتون، لأنه كان وجدي فارس رحمهما الله قد تآخيا بالدم، لذا فإن الأب أيوب في عرف آل زيتون هو بمثابة كبيرها وهو بمثابة جدنا نحن الاحفاد.
لا أزال أذكره في أُمسيات في بيت العائلة العربي يروي لنا عما اكتشفه من آثار مسيحية، أو ما عَثر عليه من كتب نادرة، منها تلك التي تتحدث عن الذبائح التلمودية، ككتاب” صراخ البريء في بوق الحرية” الذي تناول ذبيحة الطفل هنري عبد النور في دمشق عام 1892 بيد اليهود الدمشقيين ( وكان عمري وقتئذ 8 سنوات ). كان يُبهرنا بعلومه، وأنا تحديداً، ويطربنا بصوته الشجي عندما يُرتل، وكنا نطلب منه أن يرتل لنا طروبارية انتقال العذراء :” أيها الرسل اجتمعوا…” باللحن الثالث، أو يُفسر لنا بعضاً من سير الإنجيل الطاهر. 
لم يكن الخوري أيوب لنا فقط هكذا متفقداً وراعياً، بل لكل رعية خدمها، فكان يزور بيوتها باستمرار مشدداً إياها في الإيمان الارثوذكسي في وقت كانت فيه معظم الرعية فقيرة، وخاصة رعية القصاع، وتحتاج إلى سهر رعائي، وتشديد في إيمانها الأرثوذكسي بمواجهة تبشير منتظم من الرهبنات النسائية. لذا كان له الفضل في إعادة تأسيس أخوية السيدات الأرثوذكسيات في كنيسة الصليب ( أسست قبلاً عام 1905 بتوجيه من مثلث الرحمات البطريرك ملاتيوس الثالث الدمشقي ) وكانت جدتي لأبي السيدة اسما طحان واحدة من إدارتها. وكان يتابع هذه الأخوية بالصلاة والإرشاد، ومتابعة الفقراء الكثر في رعيته، وتقديم المساعدات المالية والعينية لهم من هذه الأخوية وبمساعيه من الأغنياء، وخاصة في الأعياد. وقد أرسى هذا العرف الذي لايزال مستمراً حتى الآن.
ولكن ما دفعني إلى الكتابة عنه الآن، هو وجوب الكتابة عن علم متميز، ربما يطويه النسيان بعد وفاة آخر من يعرفه. ولكن بسبب كثرة المهتمين به من مختلف الكنائس، بعدما اطلعوا على مقالاته المتسلسلة المنشورة في مجلة “النعمة” لسان حال البطريركية بدمشق، عن دمشق القديمة وعن مسيحيتها المتجذرة في ترابها. وخاصة سلسلة “الشارع المستقيم” لذا وجدت أنه علي من باب الوفاء كوني اعتبر نفسي تلميذه وفق ما ذكرت، أن أسلط الضوء على سيرته بعجالة لا ترتقي لأن تسمى دراسة، وهي بلا شك لن تفيه حقه.

وأختم مقدمتي بالاعتذار سلفاً من القارئ الكريم إن وجد في هذه العجالة ميلاً شخصياً نحوه وحباً له، وإن كنت قد جهدت في توخي الموضوعية، وقد راجعت الكثير من معاصريه الذين لم يكونوا أقل حماسة مني له. هذا من جانب، ومن جانب آخر، لربما لا يجد البعض فيه أية ميزة عن غيره من اكليريكيين من سابقيه ومعاصريه وأنه بالتالي لا يستحق كل هذا المديح. فأقول لهم مسبقاً إن ما أوردته ليس مديحاً، ( علماً أنني أعرف عنه الكثير) وكل ردود الأفعال اللاحقةبحق تدوينتي عنه، تبقى مجرد وجهات نظر محترمة، وآراء مفيدة في تسليط الضوء على هذا العلم، وعلى أقرانه، بما توفر لدينا من معلومات خطية وشهادات شفهية. لكنه مع أقرانه يستحقون أن يتذكرهم الناس ويتذكرون خصالهم الحميدة بإعجاب وفخر واستمطار الرحمة من لدن الخالق على أرواحهم الطاهرة.
في كنيته
ثمة خطأ شائع بلفظ الكنية بضم السين وتشديد الميم والياء بالقول: “سميَّا” ولكن اللفظ الصحيح لها هو “سمْيا” بتسكين السين والميم.أما عن فيقول هو في توضيحها  في مخطوط له خطه بيده ما يلي:

سميا – برسميا، كان أسقف الرها وبفضله اعتنق رئيس كهنة الشمس في الرها المدعو” شربيل” (شربل ) المسيحية. وقد أُعدم بأمر الوالي، فاشتكى أهل الرها الأسقف برسميا إلى الوالي لكونه كان السبب في إعدام شربيل، فقام الوالي بالتشديد على برسميا ليجحد مسيحيته، وليعود إلى ديانة الوثن، وحاول مراراً تحت طائلة التهديد بالقتل، بدون جدوى. ونظراً لحب الناس له تشفع وجهاء الرها الوثنيون لدى الوالي ليطلق  سراحه، ولكن الوالي لم يقبل العفو عنه، حتى صدر الأمر من الأمبراطور برفع الاضطهاد عن المسيحيين فأُفرج عن الأسقف برسميا، وفرحت المدينة كلها بنجاته وعاد إلى كرسيه معززاً وسموه “شهيداً معترفاً” لأنه استعد لقبول الشهادة.

كما يقول في جانب آخر عن عائلته
سميا ثلاثة إخوة كانوا بصغبين، ففي سنة 1845، في إحدى أنحاء لبنان، قام شاهين طنوس من شعب الفلاحين بالنظر إلى الضغط الذي صار عليهم من الدروز الحكام وعمل ثورة امتدت إلى صغبين وبسببها تفرقت عيال كثيرة منها سميا بصغبين سنة 1848 هجر منهم واحد إلى ” قب الياس”والثاني إلى دير الأحمر في البقاع قضاء بعلبك…”
أما عن مسقط رأسه “قب الياس” فقد كتب عنها ما يلي:
“قب الياس هي بلدة في البقاع اللبناني وهي كلمة آرامية تعني القنطرة ومنها بلسان العامة إلى اليوم قب الميزان وتطلق على الخشبة التي تُعلق فيها الكفتان فتشبه بهما القنطرة…”
في سيرته الذاتية
لعل أفضل ما يمكن عرضه هنا هو صورة لما كتبه بخط يده في سجل “الضابط ” معرفاً عن نفسه وعن أعماله

الخوري ايوب نجم سميا كاهن رعية القصاع وشقيق جدي فارس بالدم شاباً
الخوري ايوب نجم سميا كاهن رعية القصاع وشقيق جدي فارس بالدم شاباً

الحمد لله دائماً موجوداً. إلاهاً معبوداً. معبوداً وحيداً مبدئاً ومعيداً وبعد فهذا كتاب دعوته ( الضابط ) لأنني أضبط فيه جميع ما أعمله من الخدم الروحية والفروض الكهنوتية المختصة بالحياة المسيحية الأرثوذكسية.بحسب وظيفتي الكهنوتية المقدسة ذات السلطة المعطاة من الله لحقارتي عن طريق الرئاسة الروحية الأرثوذكسية الموقرة. وقد حَّلت تلك النعمة الإلهية على حقارتي أناغنوسطاً في دير سيدة البلمند الشريف فأيبوذياكوناً فشماساً إنجيلياً في الكاتدرائية المريمية بدمشق.فكاهناً في كنيسة القديس حنانيا الرسول في محلة الميدان بدمشق. وكل ذلك بوضع يد الأب الأقدس الطوباوي البطريرك الأنطاكي غريغوريوس الرابع بن جرجس الحداد من بلدة عبيه بلبنان. وأول ذلك كان في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني السنة الإثنتي عشرة والسبع مئة بعد الألف وآخره في العشرين من شهر تشرين الأول السنة الرابعة والعشرين والتسع مئة بعد الألف وأعطاني صكاً بذلك بإمضائه الشريف مؤرخا في اليوم الثاني والعشرين من شهر أيلول سنة الألف والتسع مئة والخامسة والعشرين وكل ذلك حساباً يوليانا. ورقم سجل الصك (2088) مصرفاً في الخدمة المقدسة ضمن مأذونية الرئاسة.
أما تلك الخدم والفروض فهي الرسوم والأسرار التقديسية المحدودة للمسيحي من الكنيسة المقدسة الرسولية من حين ولادته إلى حين وفاته. وقد اعتمدتُ هذه الطريقة لأني أراها من واجبات كل كاهن، أولاً لاحتمال مراجعة الشعب لكاهنهم في هذه الأعمال عند الاقتضاء، وثانياً ليتذكر الكاهن أينما كان بأبنائه الروحيين الذين بواسطة هذه الفروض المقدسة التي نالوها عن يده يصبحون أبناءه بالروح، تربطهم به، وتربطه بهم تلك الرابطة الروحية السامية المقدسة وتتبادل بينه وبينهم تلك العواطف والمحبة الروحية الأبوية والبنوية التي يقدرها من يعرفها ويمارسها. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وليذكرني برحمة من الله مَن يقع هذا الكتاب بيده من بعدي حيث لا يمهلنا الموت ولا دائم إلا الله.

             الفقير إليه تعالى المتوحد الخوري أيوب بن الحاج نجم عبد الله سميا المولود في بلدة قب الياس إحدى حواضر جبل لبنان بسوريا بدءً من نيسان.
في حقيقة الأمر، أعترف بأني واجهت صعوبات جمة في البحث بموجودات دائرة الوثائق البطريركية، سواء كانت وثائق الأبرشيات، أو المخطوطات وكتب علمنا، التي أثرت مكتبة البطريركية، وشكلت فيها ركناً متميزاً من أركانها. ولكني وبكل أسف، لم أجد عنه سوى ملاحظات عابرة، وردت في وثائق دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، وأبرشية اللاذقية، وأبرشية دمشق، ولكني وجدت في سجل ” الضابط” بأجزائه الأربعة تأريخاً لرعية، لا بل لرعايا، وإحصاءً ثبتاً دقيقاً خلال فترة طويلة من عام 1925 إلى عام 1968 خطه بيده وضبط فيه ما قام به من خدمات رعوية.
السيرة الذاتية
ولد علمنا في بلدة قب الياس عام 1900، من أسرة فقيرة كثيرة الأبناء تعتمد على الزراعة، وأراضيها بعلية بمعظمها. ما يعني أنها بالكاد كانت تكفي الاحتياجات الضرورية. وقد أدت محنة (سفر برلك)  التي أودت بحياة عشرات الآلاف من أبناء ولايات بلاد الشام، والتي كانت سببا مباشراً في حمل من بقي من اسر المسيحية في معظم قرى ولاية الشام إلى المهاجر، لتلحق بسابقاتها المهاجرات خلال ثلاثة عقود سابقة أو أكثر، ومنهم بعض أخوة الأب أيوب سميا الذين هاجروا إلى أميركا الشمالية طلبا للرزق.
مالت نفسه منذ طفولته إلى الزهد في الحياة والى الرهبنة ولربما لعبت الأوضاع الاقتصادية السيئة لأسرته دوراً رئيساً في هذا الليل، ونجد ذلك واضحاً في مذكراته وحواشيه وكتاباته، وقد اتسم بمعظمها بالتشاؤم. ومع ذلك فقد اعتنق بشغف الرهبنة في دير سيدة البلمند البطريركي، واقتبل أول رسامة اكليريكية بيد مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع في البلمند حيث رسمه اناغنسطاً (قارئاً)، وكان عمره 12 سنة. وتظهر كتاباته شدة حبه وتعلقه بغبطته. وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914، ونظراً لفقر الكرسي الأنطاكي المقدس عموماً، فقد أغلقت مدرسة البلمند الاكليريكية، وعاد التلاميذ إلى بيوتهم، أما هو فقد التحق برهبنة دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي زمن رئيسه المجاهد الارشمندريت ايصائيا عبود، وعاش مع هذه الرهبنة ما يمكن أن نصفه مجاعة حقيقية خلت معها أراضي الدير ( الكلار) وبيت مؤونته حتى من الشعير وكانت هذه الحالة عامة في وادي النصارى، إضافة إلى غزوات الجراد المتتالية التي قضت على الأخضر واليابس في المنطقة حتى أن الجراد غزا بيوتها. وتشير الوثائق المختصة بالحميراء بان الناس ورهبان الدير ومنهم علمنا، قاموا وبإرشاد من الشماس ابيفانيوس زايد ( وكان وقتها زائراً للدير وقد صور بعض أيقونات الكنيسة ) بمكافحة الجراد ودفنه في حفر كبيرة.
ومع كل هذه الصعوبات والمحن التي عاشها علمنا في صباه، لم يفتر عن اكتساب العلوم الدينية والزمنية، اعتماداً على ما سبق ودونه عن أساتذة المدرسة البلمندية، وأبرزهم مديرها القدير غطاس بطرس قندلفت. وانكب على موجودات مكتبة دير الحميراء من كتب ومخطوطات بلغاتها المتعددة فاكتسب معارف متنوعة، منها الحق الكنسي، وأتقن اللغات العربية بآدابها والفرنسية والانكليزية واليونانية والآرامية والعبرية مع إلمام بالنبطية معتمداً على( منهج التثقيف الذاتي والتعلم بالممارسة) وظهر عنده حب البحث العلمي والعلوم المقارن والتاريخ والتنقيب في طبقات الأرض بحثاً عن الآثار، ما يخدم المسيحية وتجذرها في هذه الأرض.
وقد ظهر نبوغه في المرحلة التالية عندما بدأ يخط مشاهداته وأبحاثه وآرائه، فكتب عن كل المناطق التي زارها أو خدم فيها، كدمشق وجبل الشيخ ووادي بردى ومسقط رأسه قب الياس والبقاع وبعلبك. فاكتسب احترام أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق فأسموه ” المؤرخ والعلامة والباحث…”

كان دائم البحث عن الكتب، ولو كانت تالفة، في كل الأسواق. ولم يجد أي حرج في شرائها من بسطات الأرصفة، فيقوم بترميمها وتجليدها، ويدَّون على أغلفتها الخارجية أو الداخلية حواشي تفيد عن ثمنها وتاريخ شرائها وأنه “جَّلدها بيده الفانية”.وأذكر مكتبته الكبرى الملأى بالمستحاثات والقطع الأثرية والفخارية التي كان يلتقطها في تجواله في المناطق منقباً عن آثارها،ومؤرخاً لها. وكان يقوم بذلك وهو بكامل ثيابه الكهنوتية، بما في ذلك القلنسوة أيضاً. ويشهد معاصروه أنه كان يدقق في الأحجار الخارجية للجامع الأموي مستعيناً بعدسة مكبرة، وقد أثبت الكثير من النقوش والآثار المسيحية والآيات الإنجيلية والمزامير باليونانية المنقوشة على بعضها، التي أتت عوامل الحت الإنسانية( بفعل إنساني متعمد)!!! والطبيعية على معظمها. وأوردَ ذلك في مخطوطاته وأبحاثه عن دمشق القديمة التي نشر بعضها بسلسلة ” الشارع المستقيم” في مجلتي النعمة ( لسان حال البطريركية الأنطاكية) والإيمان لصاحبها السيد فارس صويتي شقيق مطران الأرجنتين ملاتيوس. وقد اعتمدها المجمع العلمي العربي بدمشق للثقة المطلقة به. ومن الجدير والمتوجب ذكره أنه تفرد بتحديد بيت يهوذا الدمشقي الذي ووفق سفر أعمال الرسل تمت فيه معمودية شاول بيد أسقف دمشق حنانيا الرسول السنة 35م، تلك المعمودية التي قلبته، ليصبح أهم رسل المسيح، والمشرع الأول لها بولس الرسول. وهذا البيت (ووفق هذا المؤرخ) يقع في منطقة مئذنة الشحم في الشارع المستقيم، بالقرب من البزورية بدمشق القديمة، وأن مالك هذا البيت كان الطبيب الدمشقي أسعد الحكيم أحد الوجهاء المسلمين في هذه المنطقة.
وقد حاول علمنا جاهداً البحث، ومن خلال ما بقي من أحجار باب الجابية، والتثبت في ما سبق وكتبه مؤرخو الفرنجة أثناء حملات الفرنجة على الشرق العربي، وما تقدم جحافل الرهبنات اللاتينية في القرون 15 و16و17… وما قدمته من دراسات تاريخية.
حياته الاكليريكية

استندنا على ما كتبه الخوري أيوب بخط يده في بداية الجزء الأول من كتاب ” الضابط” وعلى ما وجدناه في الوثائق البطريركية، وبالرغم من ندرتها، استطعنا أن نحدد بعض ملامح حياته الاكليريكية ونحدد عطاءاته في كل المجالات. فقد نال نعمة رسامته أناغنسطاً كما عرفنا بيد البطريرك غريغوريوس الرابع عام 1912 ثم انتقل كما أسلفنا إلى رهبنة دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، وهناك دُعي إلى خدمة العلم (الجندية) عام 1916 أثناء حرب سفر برلك ( الحرب الأولى)، بعد ابلاله من مرض الجدري الذي أُصيب به. وقد كتب رئيس الدير عن ذلك إلى غبطته راجياً المؤازرة بخصوصه لدى السلطات المختصة “بسَوق العسكر”، لأن ذلك مخالفاً لقانون الجندية، في إعفاء الكهنة والدياقوس (خدم الكنائس) من الجندية. لقي علمنا عطفاً خاصاً من مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس نظراً لما توسمه فيه من مستقبل كهنوتي وعلمي ناجح. وكان يشفق عليه بتزويده ببعض الثياب حيث سبق لعلمنا أن استنجد بغبطته لأن ملابسه أصبحت رثة وتالفة تماماً.( وعندما كان قبلاً في دير الحميراء). وعندما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها عام 1918، جاء علمنا إلى دمشق، بطلب من غبطته على ما يبدو، وأقام في الدار البطريركية فرسمه شماساً في الكاتدرائية المريمية. ثم التحق بخدمة مثلث الرحمات مطران اللاذقية ارسانيوس الذي خصه بالعطف والحنو كغبطته، وأصبح شماسه في عام 1920. ويحلو لي أن أُدرج (أدناه) نص كتاب من اثنين رفعهما الشماس أيوب إلى البطريرك غريغوريوس في الدار البطريركية بدمشق، حيث يدرك القارئ منهما المودة والمحبة من علمنا إلى غبطته وسعيه لاكتساب العلم. الرسالة الثانية(536)
” غبطة سيدي ومولاي الجليل كيريوس كيريوس غريغوريوس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق المعظم. ألثم يمينكم المقدسة واستمطر أدعيتكم الأبوية سائلاً رضاكم الثمين مولاي وأعرض أنني حسب أمر غبطتكم ونصيحتكم الأبوية قد توجهت بمعية سيدي سيادة المطران ارسانيوس إلى اللاذقية مساء 8 ك1 مشمولاً بأدعيتكم وأنظار سيادته الفعالة على أن منشودي الأول والخير مولاي من عناية غبطتكم وعناية سيادته أن أحصل على شيء من العلم يخولني أن ألازم قلاية أو بطريركية أو دير حيث أشغل مركزاً به أقدر على إظهار خدمة لغبطتكم وللرهبنة التي ربتني وعلمتني معنى الوجود الإنساني في هذا العالم وحسب نصيحتكم سيدي أواظب على تلقن ما تيسر لي من اليونانية واجتهد في خدمة معلمي ذلك الأب الحنون السيد ارسانيوس متأكداً حسن النية والنتيجة فوازروني مولاي ببركاتكم الرسولية ولا تنسوا من أفكار غبطتكم ولداً يتفانى في إرضائكم ويلقي متكله على رأفة غبطتكم لازلتم دهراً طويلاً سنداً وملاذا للجميع مولاي.
عن اللاذقية 12 ك1 1920 ولد غبطتكم المطيع الشماس أيوب سميا.”
عاد إلى دمشق وصار ارشيدياكوناً ( كبير شمامسة) مدة سنة تقريباً ( 1924)، ثم كاهناً في الكاتدرائية المريمية صبيحة الأحد 20 تشرين الأول 1924 بيد غبطته وبدأت خدمته الكهنوتية اعتباراً من 22 أيلول 1925 في أبرشية المقر البطريركي استناداً إلى الصك البطريركي عن غبطته برقم 2088. وكان غبطته قد أوفده إلى الخدمة في قرية قلعة جندل بعد وفاة آخر كهنتها حيث استمر فيها من 7نيسان ش 1925 إلى حزيران من العام ذاته. عاد بعدها إلى دمشق للخدمة فيها حتى أيار 1926. حيث انتقل للخدمة في مسقط رأسه قب الياس حتى تموز 1926، ليعود مجدداً إلى دمشق ومنها مباشرة إلى قلعة جندل حتى أيلول 1926 فترة محنتها وتهجير رعيتها، وقد جاهد لخدمة هذه الرعية وتثبيتها في بلدتها بالرغم من شراسة الاعتداء من المهاجمين وابناء البلدة. ثم عاد إلى دمشق حيث بقي فيها إلى عام 1927 ثم ينتقل للخدمة مؤقتاً في كنيسة تومين(حماه)  من كانون الثاني إلى نيسان 1927. عاد  بعدها مجدداً إلى دمشق وعين كاهناً للرعية الناشئة “رعية القصاع” عام 1928، بأمر غبطته لكنه ما لبث أن أُوفد بأمر الرئاسة الروحية بعهد القائم مقام البطريركي ارسانيوس مطران اللاذقية إلى كفير حاصبيا (ابرشية دمشق) لخدمة رعيتها في المواسم الفصحية حيث خدم في كنيسة القديس جاورجيوس في الفترة من أحد الشعانين15نيسان ش 1929 إلى آخر أيار ش 1929.
ثم استقر نهائياً في دمشق، وخدم رعية القصاع اعتبارا من عام 1930 وحتى وفاته في 2شباط 1968. وقد تخللتها فترات رعوية لرعايا أخرى في قرى عرنة ومعرة صيدنايا وقب الياس وقطنا دوَّنها في”الضابط” وجعل بيته الكائن في ” دخلة الصليب الثالثة ” أشبه بكنيسة للرعية حيث كان يجري فيه الخدمات الروحية للرعية بما في ذلك القداديس الإلهية، وذلك قبل إقامة أول كنيسة أرثوذكسية دائمة في القصاع. أما أول كنيسة فكانت على اسم القديس انطونيوس الكبير، وكانت عبارة عن دار عربية في حارة دف التوت وقد أحدثت عام 1928، ولكن مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس أحدث كنيسة بديلة وعلى اسم القديس انطونيوس الكبير، في الدخلة الضيقة في الحي الموازي لحي القصاع استمرت حتى عام 1935 واستعيض عنها بكنيسة القديس انطونيوس الكبير في إحدى قاعات ميتم القديس غريغوريوس في دخلة الصليب واستمرت حتى عام 1936.وقد بدأت الخدمة فعلياً في كنيسة الصليب المقدس (وُضِعَ حجر الاساس 1932) قبيل إنجازها منذ عام  1932 ، ويشير علمنا في ” الضابط “إلى أن المحسن سابا صعبيه الذي ساهم بإحسانه في  استكمال بناء كنيسة الصليب المقدس  قدجُنِزَ فيها عند وفاته في 6 آب 1935.وكانت لم تنجز بعد وكان اول استعمال لها.
تميز هذا العلم بحس رعائي رفيع يعتمد على العلم.

فكان أول ما فعله القيام بإحصاء رعيته السنة 1931، وكان أول إحصاء حقيقي يتم لرعية أرثوذكسية في دمشق، بلغ عددها وقتئذ 1982 نسمة، ثم أحصاها مجدداً عام 1935 وعام 1940، وأخيراً واستناداً إلى الضابط أجرى آخر إحصاء لرعية القصاع في آذار عام 1951 حيث بلغ عدد أفراد رعيته 3150 نسمة وكان قد اعتمد في إحصاءاته على إحصاء العائلات وعدد أفرادها وأماكن سكنها وأعمال أفرادها مع تعليقات على بعض الكنيات ( لجهة الموطن والمهنة…).
كان الخوري أيوب ربع القامة، كثيف اللحية، شعره خفيف مع بعض الصلع وطويل يضفره كعكة صغيرة يخفيها تحت القلنسوة، وكان يكتسي الحلة الكهنوتية الكاملة، وكان نظيفاً ومرتباً بغض النظر عن آثار العتاقه في بنطاله الأسود وقيافته الكهنوتية لجهة اللون وكان في بنطاله وقميصه العديد من الرقع…فقد كان ناسكاً زاهداً، يبدأ يومه بالاستيقاظ فجراً ثم بالاستحمام بالماء البارد صيفاً وشتاءً فتلاوة صلاة النهوض من النوم والصلاة الباكرية، وبعدها يعكف على الكتابة والقراءة على منضدة خشبية صغيرة بقوائم صغيرة، ويجلس على الأرض وتحته سجادة، وجلد خروف، ووراء ظهره أريكة، وكأني به كراهب (وهو كذلك حقيقة) في صومعته، حتى موعد الصلاة السحرية في كنيسة الصليب المقدس، فيمر في طريقه على فرن الرومي لصاحبه المحسن الكبير بندلي كوتسونذونتس ويأخذ عدة أرغفة من القربان ليوزعها على المؤمنين وعلى تلاميذ مدرسة القديس يوحنا الدمشقي، قبل بدء الدراسة. وحيث كان يهتم برعاية مدرستي القديس يوحنا الدمشقي في حارة كنيسة الصليب، ومدرسة الجالية اليونانية القريبة منها(مدرسة الرجاء لاحقاً)، وتقع  في موقع الفرن ونادي الثورة حالياً) في زاوية دخلة الأبركسيا الموصلة إلى حارة جنائن الورد.
اهتم الأب أيوب برعاية المسجونين في السجون، فكان يقيم لهم القداديس ويناولهم الزاد الإلهي وكان تصرفاً غير مسبوق. كما اهتم برعاية المسيحيين الغرباء المرضى نزلاء المستشفيات الحكومية والخاصة، إضافة إلى عيادة مرضى الرعية ومناولتهم الزاد الإلهي، ولم يكن يفرق في خدمته الرعوية بين المسيحيين  فيخدم من هم من الطوائف الأخرى خدمة روحية بكل محبة وصداقة وبدون قصد الاقتناص والاحتواء، ويظهر ذلك جلياً في الضابط، كما كان له أصدقاء من المسلمين المقيمين في أطراف حي القصاع، وعلى تخوم قرية جوبر ومزرعة نصري. ولكن ما كان قد بدأ يزعجه هو التحول التدريجي الذي كان قد بدأ في حي القصاع، وكان يبدي تخوفه وتشاؤمه من تحول هذا الحي السكني الهادئ المتماسك اجتماعياً، وتغير نسيجه الديموغرافي، والذي كان يقوم برعايته بسهولة ويسر كحي مسيحي صرف، من تحوله إلى سوق تجاري، خاصة بعد ما بدأ تأجير الدكاكين الجديدة إلى أشخاص من خارج المحلة كاليهود والمسلمين وكان بعضاً من الأخيرين يقوم باستفزازه ببعض النقاشات الدينية فيفحمهم بأجوبة حاسمة لا تخلو من نزق، كما كان يخبر جدي وأولاده في سهراته الروحية عندنا في بيت العائلة، ما أوقعه في إشكالات عديدة، اضطرت معها الرئاسة الروحية إلى إبعاده إلى قرى في ريف دمشق لحمايته، وكان في كل مرة ينام جدي فارس ووالدي جورج، رحمهما الله في بيته حيث يترك معهما مسدسه الحربي… وفي إحدى الليالي التي كانت الرئاسة الروحية بعد صدامه مع أحد هؤلاء إلى بلدة عرنة، سمع جدي ووالدي أصوات همس من خارج البيت وأحسوا بثلاثة أشخاص تسلقوا إلى سطح البيت والذي كان يقع في شارع اليبرودي (حاليا) وسمعا أصوات خطواتهم، فخرج جدي صارخاً وأطلق النار باتجاه السطح حيث مصدر الصوت،  فهرب المعتدون الذين تبين لاحقاً أنهم حاولوا الاعتداء عليه في بيته في هذه الليلة لعلمهم انه ينام وحيداً في بيته جزاءً عن أجوبته لأحدهم نهاراً، وكأني به كان سيصبح كالشهيد القديس يوسف الدمشقي شهيد 1860 وكالقديسين الشهداء نقولا وحبيب خشة وسليمان سويدان…
والأشد إيلاما كان إن علم عن فتاة مسيحية سواء كانت من رعيته، أو من الكنائس الأخرى انها فرت مع احد الشبان المسلمين، وقد غرر بها بقصد الزواج منها، وتغيير دينها، فيبادر بنخوة وبدون وجل، ولو كان في ساعة متأخرة من الليل بالذهاب إلى بيت خاطفها، ويرجعها عنوة، ثم يقوم بتزويجها بمساعدة من أهل الخير لأحد الشبان المستورين مادياً. وكان يرافقه رغماً عنه في بعض الأحيان شبان أشداء من الحارة، ومنهم أحيانا احد من رجال عائلتنا.

وكان يستميت في محاولاته لإقناع من ود اعتناق الإسلام بدافع الطلاق من زوجته، أو للزواج بمسلمة، وذلك في مبنى محافظة دمشق وفقاً للعرف المستقر منذ العهد العثماني وحتى الآن…، بعكس الكثيرين من الكهنة!!!
أما في القداس الإلهي فكان يتقيد بحرفية الخدمة ويقوم بالترتيل بصوته الشجي، وهو عارف بالموسيقى الرومية، ويرتلها بإتقان. ونظراً للوجود اليوناني المكثف في رعية القصاع وقتها والممارس للصلاة، فكان يقرأ الإنجيل المقدس باليونانية، ثم يقرأه بالعربية متمسكاً بالأصول  الأرثوذكسية لجهة الخدمة مناصفة بالعربية وباليونانية. وكانت جوقة من اليونانيين المقيمين بدمشق تقوم بالإضافة إلى جوقة الكنيسة بترتيل تقاريظ الجناز باليونانية والعربية بتشويق منه في يوم الجمعة العظيمة.
في وفاته

توفي رحمه الله في منتصف ليلة الجمعة 2شباط 1968 على أثر انزعاج شديد مفاجئ، فقام المتقدم في الكهنة المرحوم غريغوريوس حداد، والخوري المرحوم جورج المحصل فوراً بتجهيزه، والصلاة على جثمانه الطاهر في بيته. وفي اليوم الثاني الجمعة 2/2/1968، نُقِل جثمانه إلى كنيسة الصليب المقدس حيث سجي فيها لإلقاء نظرة الوداع الأخير من رعيته التي أحبها ورعاها بكل غيرة، ثم صُليَ عليه ودُفن في مدفن الكهنة في مقام القديس جاورجيوس في المقبرة الأرثوذكسية بمنطقة باب شرقي في دمشق. وتم ختم باب الدار كالعادة بالشمع الأحمر عند نقل الجثمان إلى الكنيسة، وتحرير ضبط بواقعة الوفاة، وقعه مختار المحلة المرحوم عبد الله شاغوري، وقندلفت الكنيسة المرحوم يوسف جبور والخوري جورج المحصل، والخوري غريغوريوس حداد، والأسقف سرجيوس سمنة المعاون البطريركي بدمشق، بتكليف خطي مؤرخ في 6/2/1968 من مثلث الرحمات البطريرك ثيوذوسيوس السادس، وبالتكليف ذاته قام سيادة المطران اسبريدون متروبوليت أبرشية زحلة والبقاع والمعاونان البطريركيان، الأسقفان سرحيوس سمنة، والكسندروس عساف بجرد محتويات تركته بعد فض الأختام والشمع الأحمر أصولاً، ونظموا محضر ضبط بالموجودات في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأربعاء الواقع في 7 شباط 1968 بحضور بعض أفراد عائلته من بلدته قب الياس.
في تصفية التركة
استناداً إلى أحكام المواد(97 و98 و99 و100) من النظام الأساسي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق الصادر عام 1955 المحددة لتصفية تركات الاكليروس في الكرسي الأنطاكي المقدس، تم الاتفاق بين اللجنة المختصة والورثة على تصفية التركة كما يلي:
1-    تؤول جميع أموال التركة إلى البطريركية بدمشق، عدا عقارات قب الياس فإنها تؤول إلى ورثته الشرعيين.
2-     تكون أموال التركة حيثما وُجدت كتلة واحدة.
3-     يعطى الورثة الشرعيون نسبة 25% من صافي مجموع أموال هذه التركة المنقولة والنقدية والعقارية حيثما وُجِدت في قب الياس ودمشق، وذلك بعد حسم جميع الرسوم والضرائب والأجور والنفقات وسائر الالتزامات الأخرى.
4-     تقدر الحصص العقارية الكائنة في قب الياس الجارية بملك المرحوم بمعرفة خبراء وتعطى هذه الحصص عيناً للورثة الشرعيين، وتحسم قيمتها من أصل نصيب هؤلاء الورثة المحددة بنسبة 25%من صافي مجموع التركة.
5-     يُدفع للورثة الشرعيين المذكورين من أصل نصيبهم المحدد بنسبة 25% من صافي مجموع التركة مبلغ نقدي قدره (7000ل.س) وذلك خلال أسبوع فقط من تاريخ توقيعهم هذا الصك، وصكاً آخر لدى الكاتب العدل يتضمن قبولهم بهذه التسوية وتنازلهم عن أي ادعاء فيما يتعلق بهذه التركة واعترافهم بأن أموال التركة تؤول إلى بطريركية الروم الأرثوذكس ” أبرشية دمشق” وأنها حق خالص لها. وعلى هذا تم الاتفاق وحرر في 5/ 12/ 1968
واستلم الورثة المبلغ المحدد من النسبة أعلاه.
قدمت لجنة بناء كنيستي المزه والقصور اقتراحاً إلى المجلس الملي بتخصيص المال النقدي لإنجاز هذين المشروعين، لكن البطريرك ثيوذوسيوس السادس وجه لتسليم مال المرحوم إلى لجنة بناء كنيسة المزه. حيث أن مشروع بناء كنيسة المزه كان قائماً ويحتاج إلى المال اللازم لإكماله، فخُصص هذا المال من أجله. وعلى هذا فإن التركة النقدية لعلمنا المرحوم الخوري أيوب استخدمت في بناء كنيسة القديس نيقولاوس في المزه.
أما مكتبته فقد احتوت:
644 كتاباً مطبوعاً هي ( 86 مسيحياً، 82 إسلامياً، 117 في التاريخ، 18 قاموساً، 88 في الأدب العربي، 48 يونانياً، 3عبرياً، 10 سريانياً وكلدانياً وآرامياً، 20 فرنسياً، وكتاباً انكليزياً وآخر لاتينياً، 42 في الأعلام والشخصيات، 14 في العلوم والفنون، 13 في الفلسفة، 42 في علمي الاجتماع والسياسة، 28 رواية وقصة، و11 في الصهيونية والتلمودية، وكتب اللغات إضافة إلى 18 مخطوطاً جمعها و33 مخطوطاً كتبها بيده، مع آراء وتعليقات غاية في الأهمية وثقت للذاكرة الرعوية وكانت حدثاً غير مسبوق لكهنة الرعايا في دمشق خاصة والكرسي الأنطاكي عامة أوردها في الضابط بأجزائه الأربعة، مع المقالات التي كتبها في مجلات النعمة والإيمان والآثار والجيل الجديد.

الخاتمة
ختاماً أرجو ألا أكون قد أطلت على القارئ الكريم، ولكني أعود فأكرر القول أن من يود أن يكتشف العلامة المرحوم الخوري أيوب أن يدرس مخطوطاته دراسة وافية وان ما كتبناه عنه لا يعدو أن يكون مجرد شذرات. وفي هذا الصدد أعتذر عن هنات قد يراها البعض ممن عرف علمنا، لأن معرفته قد تكون أشمل من معرفتي به. ويبقى الهدف من تسليط الضوء على هذا العلم وعلى غيره ممن سلطنا الضوء عليهم قبلاً، وربما لاحقاً، إن أراد الله، أن نوثق في ذاكرة كنيستنا  الأنطاكية أعلاماً طواهم الزمان، ولكن ذكراهم يجب أن تبقى خالدة خلود الكرسي الأنطاكي المقدس.

مصادر البحث
•    الوثائق البطريركية: الخاصة بدير الحميراء، اللاذقية/ دائرة الوثائق البطريركية بدمشق
•    تركة المرحوم الخوري أيوب /وثائق دمشق.
•    مخطوطات يد المرحوم دائرة الوثائق البطريركية.
•    سجل الضابط بأجزائه الاربعة / المكتب البطريركي بدمشق
•    شهادات شفهية

 

 

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *