ﻫﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺖ معظم مناطق البحر الابيض المتوسط من بلاد الشام سورية و لبنان و فلسطين و شمال افريقيا الى غاية اوروبا باسبانيا و جزر البحر الابيض المتوسط بما فيها جزيرة مالطة
الفينيقيون هم أحد أهم الشعوب السامية ، التي سكنت فلسطين و بلاد الشام قديما ، كما أنهم استطاعوا إنشاء عدد من الممالك الصغيرة ، منها عكا و صيدا و صور و جبيل ، و قد عرفوا باسم الكنعانيين ، أما أصل كلمة الفينيقيين هو أصل اغريقي من كلمة فوينيكس ويمكن ان نستأنس بتسميات الشعوب المعاصرة وهي:
الاسم الأكدي
“كناجي”، أو “كناخي” هو الاسم الذي أطلقة البابليون على تلك القبائل، وقد ظهر هذا السم في رسائل تل العمارنة المصرية، ومعناه “اللون الأحمر”، أو “الأرجواني”.
الاسم المصري
أطلق المصريون على تلك القبائل “بي كنعان”، والذي يدل على المنطق الجنوبية، والغربية من سوريا، كما استعملت الدولة القديمة في مصر اسم “فنخو”، وتم تحويرها من قبل الإغريق إلى “فويفكس”.
الاسم الكنعاني
تم استخدام تلك الكلمة من قبل الكنعانيون للدلالة على أنفسهم، ويظهر هذا في نص الملك “أدريمي” ملك المملكة الكنعانية الأمورية “الالاخ”.
الاسم العبري
في اللغة العبرية تأتي كلمة “كنعان” من الأصل “ك ن ع” التي تعني المنخفض، ولفظ “كنعانيون” يعني ساكنو الأرض المنخفضة “الدنيا”.
الاسم العربي
الاسم العربي لتلك القبائل كان “كنعان” أيضًا، وكل من “خنع”، أو “كنع”، أو “قنع” تعني هبوط الأرض، والتي تتفق مع المعنى العبري.
الاسم الحوري
الاسم الحوري يتمثل في كلمة “كناجي” والتي تعني في اللغة الحورية تعني الصبغة الحمراء، أو الصبغة الأرجوانية التي يقوم الكنعانيون بصناعتها، ومن الممكن أن تكون هذه الكلمة هي أصل التسمية.
الاسم الإغريقي
هناك احتمالين هما:
أولًا: أن الإغريق قد قاموا بتحوير الكلمة المصرية “فنخو” التي تحولت فيما بعد إلى “فينيكس” التي تُشير إلى الفنيقيين.
ثانيًا: أن الإغريق قد قاموا بترجمة كلمة “كناجي” الحورية، أو الكلمة الأكدية، إلى كلمة “فينيقيا” التي أُطلقت على القبائل الكنعانية في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد، وكلمة “فينيقيا” تُعطي دلالة اللون الأحمر، أو اللون الأرجواني الذي كان يصنعه الكنعانيون.
الاسم الروماني
أطلق الرومانيون كلمة “بوني” والتي تعني في اللغة الرومانية اللون الأحمر، أو الأرجواني أيضًا، ويُقصد به الفنيقيين الغربيين “القرطاجيين”.
، و قد عاش الفينيقيون في الفترة ما بين 1000 إلى 700 قبل الميلاد ، و كان لهم قوة محركة في دول العالم القديم ، كما أن هذه القبائل قد سقطت أبان الحروب البونية ، و يعتبر اليهود نفسهم منسوبين لهم .
أصل الدولة الفينيقية
قامت العديد من البعثات الأثرية في تلك المناطق ، التي سكنت بالفينيقيين ، و من بين هذه الأماكن فلسطينو غيرها ، و قد تم الكشف على عدد من طبقات الأرض ، من أجل العثور على أصلهم التاريخي ، و من أهم المصادر التي تم الأتفاق عليها أن نشأتهم ، ترجع لما قبل الميلاد بحوالي 4000 عام ، كما أن بعض المؤرخين أرجعوا أصولهم إلى بعض الشعوب التي سكنت البحر الأحمر ، و في النهاية اتفق كافة الباحثين عن الفينيقيين ، و أصلهم بأنهم من سلالة سام بن نوح عليه السلام .
القبائل الفينيقية
القبائل الفينيقية هي القبائل التي سكنت بلاد الشام بعد هجرتها من مكان لم يتوصل إليه العلماء بعد، وتنتمي هذه القبائل إلى الجنس السامي؛ فيرى البعض أنهم أتوا من جزيرة العرب، والبعض يرى أنهم أتو من البحرين، والبعض الآخر يرى أنهم قد أتوا من اليمن التي تُعد أصل العرب.
يرى “هيردوت” أن القبائل الفينيقية قد هاجرت من “أرتيريا” التي تعني المنطقة الجنوبية العربية مع ساحل الحبشة، أو منطقة الخليج الموجودة في شمال شرق هضبة العرب، ثم إلى شما الحجاز، ثم إلى “صحراء النقب”، ومنه إلى الطرق المحاذية للسواحل السورية.
الكنعانيون أو “الفنيقيون” كانوا قد استوطنوا جنوب فلسطين لمدة كبيرة من الزمن، وقاموا ببناء المدن في هذه المنطقة، مثل بئر سبع، وأسدود “أشدود”، وغير ذلك الكثير من المدن الكنعانية الأخرى.
علاقتهم بشبه الجزيرة العربية
– بعض الباحثين في علم الجغرافيا ، وجدوا أن هناك عدد من المقابر الفينيقية تم إكتشافها في جزر البحرين ، فضلا عن أن هناك عدد من المدن في البحرين، لازالت تحمل أسماء فينيقية و كذلك الحال في العديد من المدن في الجزيرة العربية ، و منها مدينة صور و التي تقع على ساحل عمان و جزيرة تاروت ، و التي تقع في القطيف و مدينة بيروت عاصمة لبنان ، و قد عثر على العديد من الآثار الفينيقية في هذه المدن .
– و قد ذكر أحد الباحثين أن الفينيقيين انطلقوا في الأساس من الساحل الشامي ، و استطاعوا بعدها نشر حضارتهم في دول حوض البحر المتوسط ، و من أهم ما أجمع عليه العلماء و الباحثين بأن الفينيقيين ، مثل العرب و ذلك لأن جميعهم من أصل سامي و بذلك فالفينيقيين عرب الأصل . طبيعة الأماكن التي سكنوها جغرافيا
– سكن الكنعانيون أو الفينيقيون في شمال ساحل الجزيرة العربية ، و من أهم هذه الأماكن المناطق المرتفعة من ساحل سورية .
– استطاعوا إنشاء عدد من المدن التي كانت عامرة بحضارتهم ، و التي لازالت تحمل آثارهم حتى الآن ، و منها مدينة اوغاريت و جبيل و صيدا و صور و ارواد .
– اشتهروا أيضا بتجارتهم العظيمة ، و إتصالاتهم بكافة أنحاء العالم عبر البحر .
– امتدت المدن الفينيقية في العديد من الدول ، التي تحيط بالبحر المتوسط و منها عكا و قبرص ، و التي استطاعوا استيطانها رغبة منهم في الأستيلاء على كنوزها و حبوبها .
– استطاعوا التوصل إلى العديد من الدول التي تطل على حوض البحر المتوسط ، من الجهة المقابلة ، و منها جزيرة روديس و كريت و طرطوس ، حتى استطاعوا الوصول إلى أ ارمينيا ، و لكنهم لم يستطيعوا السيطرة على مصر ، و لكن يذكر المؤرخين أنهم كان بينهم و بين المصريين العديد من الإتفاقات الخاصة بالتجارة .
شمال افريقيا
بالنسبة للسكان الاصلين لشمال افريقيا عموما و الجزائر خصوصا هم الفينيقيون الكنعانيون العرب و هم اصحاب الحضارة و كان لهم الفضل في اكتشاف الابجدية و لغتهم فينيقية عربية منذ الاف السنين و ذلك قبل عهد النوميدين و الرومان و الوندال و الفاتحين و لغة سيفاكس صاحب الحق و الملك الشرعي و ماسينيسا الخائن عميل الرومان كانوا يتكلمون لغة قرطاج و اما امازيغية مخلفات الرومان و الوندال لم يكن لها اثر و وجود في ذلك الزمان فعن اي حضارة اماعيزية يتحدث عنها الاماعيز
قرطاجة أشهر المدن الفينيقية
– لم تكن قرطاجة أولى مستعمرات الفينيقيين في شمال أفريقيا ، فقد كان أيضا من أهم المستعمرات على الشاطئ الأفريقي مستعمرة يوتيقا و غيرها .
– سر تسمية مدينة قرطاجة ، هو أن الكلمة باللغة الفينيقية تعني المدينة الحديثة ، و قد تم تشييدها في عام 814 قبل الميلاد .
– كان الهدف من إنشاء هذه المدينة هو أن تكون حلقة الوصل الرابطة بين كافة المستعمرات الفينيقية ، لذا تم اختيار موقعها هذا الذي يربط بين حوض البحر المتوسط الشرقي و الغربي .
– و بعد سقوط الدولة الفينيقية ظلت قرطاجة لها أهمية تجارية كبري .
يعتبر الفينقيون تاريخيا أول الشعوب المتحضرة التي اخترعت الأبجدية (الحروف) و أسست لحضارات المدن العمرانية، فقد أنشؤوا العديد من المراكز التجارية والمدن الحضارية في ساحل الشام و في شمال أفريقيا وفي اسبانيا الحالية ، مازالت تلك المدن قائمة لحد اليوم.
في ليبيا: من المدن التي أسسوها فيها نذكر
1- لبروتون والتي تعرف البوم بمدينة صبراتة .
2- أويا و هي طرابلس الحالية
و يتواجد لحد اليوم بالقرب من طرابلس ليبيا مقابر فينقية تعود إلى القرون الثالثة والثانية قبل الميلاد،
3- ليبادة التي عرفت لاحقا بليبتيس ماغنا أي لبدة العظمى
و منها خرجت سلالة سيفيروس ( الحمصية) (سيبتيميوس سيفيروس ثم ابنه كاركلا ثم حفيده اليكساندر سيفيروس ) التي حكمت روما لما يقارب القرن.
ومن التأثير الفينقي على السواحل الليبية ما ذكره المؤرخ والجغرافي الأندلسي البكري الذي قال أنه حتى بعد الفتح الاسلامي وانتشار العربية ، فإنه كان هناك في مدينة سرت (في شمال ليبيا الحالية ) شعب يتحدث لغة غير البربرية(الامازيغية)، أو اللاتينية (لغة روما) أو القبطية(المصرية القديمة)؛ ومن المعلوم أن في هذه المنطقة استمرت البونيقية (الفينقية) كلغة تحدث بشكل كبير بين أهالي المنطقة حتى بعد اندثارها بعد الفتح الاسلامي كلغة مكتوبة .
في تونس
سماهم الرومان : القرطاجيون ، والبونيقيون ، والكنعانيون ..اشتهر الإسم الأول والثاني ، فالبونيقيون هم إحدى أشهر قبائل الفينقيين إستناداً للعالم الامريكي Charles Krahmalkov من كتابه “Phoenician punic grammar”صفحة 1، فإن كلمة “فينقي ” و “بونيقي” لهما نفس الدلالة و نفس المعنى ، في الصفحة الاولى من كتابه يذكر الآتي :
كان الاغريق يسمون منطقة “كنعان “ب تسمية “فنيسيا، phoenicia”، تلك المنطقة المتواجدة بين جنوب سورية و لبنان و غرب الاردن تمتد من “عرد Arad ” حتى “سيناء sinaï” جنوباً . كان يسكنها في أواخر العصر البرونزي Bronze age شعباً من نفس الأصول يتقاسمون نفس الثقافة و يتكلمون بنفس اللغة التي هي “لغة كنعان”.
في أواخر العصر البرونزي تفرع هذا الشعب الى عدة مجموعات و تفرعت اللغة الكنعانية الى عدة لهجات منها “اللهجة الفنقية “.
المنطقة التي كان يسكن فيها هذه المجموعة الكنعانية الناطقة باللغة الفينقية تُسمى “Püt، بوت”و سُمِّيت هذه القبيلة ب “põnnim، بونيم”و هم “الفينقيون، phoenician”، و هكذا لقبهم الرومان و الإغريق “Poenus, Punicus”بمعنى “بونيون أو بونقيون”. أهم المدن الفينقية التي كانت في هذه المنطقة “Püt” هما “صيدا و صور ” في لبنان حالياً.
كان الفينقيون يُلقبون أنفسهم ب “põnnim, tyrian, canaanites”بمعنى “بونيون، صوريون، او كنعانيون “. و لهذا ان “فينقي =بونيقي=بوني=صوري =كنعاني”كل هذه التسميات تصب في معنى واحد و دلالة واحدة”
أسس الفيقنيون العديد من المدن في تونس أشهرها
مدينة قرطاج، عاصمة أشهر امبراطورية (الامبراطورية القرطاجية ) المنافسة للإمبراطورية الرومانية، كانت من أكبر وأقوى المدن في العالم القديم، بالإضافة لكل من المدن : مدينة لمطة،
مدينة حضرموت أدريم (سوسة الحالية)،والتي حرف الرومان نطقها الى هدروماتوم
أكولا ، وهيبوأكرا (بنزرت الحالية).
– بروسبينا وهي مدينة المنستير
– عتيقا وهي موقع مدينة أوتيك الحالية التونسية.
– ثيناي وتابارورة وهما بجوار مدينة صفاقس التونسية الحالية.
– كركوان على الساحل التونسي.
الفينقيون في الجزائر les phéniciens en algérieأما في الجزائر،فأشهر المدن التي أسسها الفينقيون هي :روسيكاد ( سكيدة ) و إكوزيم : أول إسم لمدينة الجزائر الحالية وهو إسم فينيقي يعني جزيرة النوارس حوله الرومان بعد السيطرة عليها إلى (إيكوزيوم )، إيول (شرشال الحالية) ، و قيرطا-قيرتا ( الإسم الفينقي والأصلي لمدينة قسنطينة ، حوله الرومان إلى سيرتا لعدم وجود القاف في اللاتينية ) و كل من مدينة كولو (القل) هيبوريجوس ( عنابة ) إجيلجلي( جيجل ) سالداي ( بجاية ) وروس كورو (تاكسيبت)، وثيفيستا (تبسة)، وروس قونية (برج البحري)، وكرطناي (تنس) ورشقون ( شمال تلمسان ) .…الخ،
فمثلا أنشأ الكنعانيون الفينيقيون مدينة قسينطينة وسموها قِيرطا ومعناها بالفينقية “المدينة” ومنها جاء اسم القرية، ثم سجلها الرومان باسم سيرتا لأنه لا يوجد باللغة اليونانية حرف القاف.
وقد بلغ النفوذ الفينقي أوجه في مناطق كثيرة من الجزائر ففي القرن الخامس الميلادي كتب القديس المسيحي أوغستين عن سكان عنابة والمناطق المحيطة بها ، فيقول ” حينما اسأل الفلاحين القاطينين بالمنطقة عن أصلهم فيقولون أنهم فينيقيون من بلاد كنعان ” (أكسبوزيتو أد روم 13) ، جاء هذا بعد سقوط قرطاج بأكثر من سبعة قرون بيد الرومان مما يعني أن الوجود الفينقي كان مستمرا وقويا في العديد من مناطق شمال افريقية حتى بعد سقوط دولتهم ( قرطاج) بيد أعدائهم ( الرومان) وتواصل حتى نهاية الفترة الرومانية ، فالفلاحين حينها الساكنين في هيبو ريجيوس “عنابة” (شرق الجزائر) كانوا مايزالون محافظين على أصولهم الكنعانية الفينيقية و يتكلمون بلغة قرطاج رغم أن دولتهم سقطت قبل ما يزيد عن 600 عام
الفينقيون القرطاجيون الجزائر
أما في المغرب، فقد أسس الفينقيون مدن : راسدير (مليلية الحالية)، مدينة سالا و موكادور (أغادير).- ليكسوس وهو الاسم القديم لمدينة العرائش، و – انفا وهي الدارالبيضاء الحالية و- ازاما وهي مدينة ازمور و- روسبسيس وهي مدينة الجديدة و- ثاموسيدا وهي القنيطرة و- زيليس وهي اصيلا.و- سبتة و – سيرني وهي مدينة الصويرة…
كيف جاء الفينقيون لشمال إفريقيا ؟ برا أم بحرا ؟ أم كلاهما ؟
أما عن طريقة دخولهم لشمال إفريقية فهناك من المؤرخين من ذكر أن الأمر لم يقتصر على هجراتهم بالسفن بل كانت هناك هجرات لقبائل فينقية كاملة قدمت برا عن طريق اليابسة ، من طريق مصر ودخلت عبر الأراضي الليبية لتونس والجزائر ، وهناك شواهد تاريخية تعزز ذلك ، نذكر من تلك الشواهد التاريخية ما قاله المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس، الذي قال أنه أمام ضغط الغزاة (قبائل) اليهود بقيادة يوشع بن نون التي غزت أرض كنعان (فلسطين ولبنان) تحركت القبائل الكنعانية (Gergesites, Jebusites..) إلى مصر، ولما لم تجد متسعا لها وواصلت سيرها غربا واستقرت في كل دول شمال افريقيا حتى اعمدت هرقل. وخلدت تلك القبائل نقش تاريخي وُجد بالقرب من مدينة (Tigisis)عين البرج الجزائرية وهو عبارة عن عمودين من الحجر مكتوب فيهما بالفينيقية
: ” اننا نحن هم الذين هربوا من أمام وجه السارق يشوع بن نون”.
ففي جميع أنحاء تقدمهم أسسوا مدنا كثيرة مازالت لحد اليوم قائمة ، كما استقروا أيضا في الجزر والأماكن الاستراتيجية المتواجدة في شواطئ الجنوبية لأوربا ، والتي كانت جد مهمة في سعيهم لاكتشاف المناطق الجديدة والنائية. فأسسوا في جزيرة مالطا مدينة تاس سيلج (قرب مدينة مرسكسلوك الحالية)، ومدن ربات ومدينا. وفي صقلية: موتيا وسولوس وباليرمو. في سردينيا: كالياري، تاروس، نور. حتى وصلوا إلى إسبانيا، بلاد المعادن الثمينة (الذهب والفضة) حيث بنوا قادس وإيبيزا. وعبرت السفن الفينيقية أيضا أعمدة هرقل لترسو على الجزر البريطانية في بريتاني وكورنوال بحثا عن مناجم القصدير.
ومؤخرا هناك العديد من الدراسات العلمية التي تثبت أن الفينقيين هم أول من إستطاعوا الوصول بسفنهم إلى أمريكا ، ففي دراسة للباحثة “هاينكة زودهوف”، ترجمها للعربية د. حسن عمران عنوانها “معذرة كولومبوس لست أول من اكتشف أمريكا” ذكرت من ضمن الحجج العلمية التي تقدمها على أن عبور الأطلسي قد سبق كولومبوس بقرون، عثر في أمريكا على بعض الشواهد والآثار التي تدل على أن الفينيقيون قد عبروا الأطلسي ووصلوا إلى أمريكا في العصور القديمة، ومن هذه الشواهد العثور على آلاف القطع الأثرية في مقابر في جواتيمالا بينها تميمة صغيرة جدا للإله (بيس) ذو الملامح القبيحة ولحية كثة كان يعتقد مستوطنوا الشرق الأوسط في الأف الأولى قبل الميلاد أنه يرد الشؤم والنحس. مهارة الفينيقيين البحرية وخبرتهم في خوض غمار البحار، ووجود التعويذة بيس في القبور من طقوس الفينيقيين التي أثبتها علماء الآثار في مقابرهم في مناطق عدة من الشرق الأوسط، وكذلك النقش الشهير المعروف بنقش بارايبا في البرازيل ونقوش اكتشفها “ستيف بارثالوميو” في وسط ولاية يوتاه في الولايات المتحدة الأميركية !
فينق ، الجزائر ، سيرتا ، قيرطا ، عاصمة الثقافة العربية
الفينقييون في شمال افريقيا و علاقتهم بجيرانهم؟
وكان من نتائج هذا التزاوج المشرقي المغربي ( الفينقي مع سكان المغرب ) هو ما قاله المؤرخون الفرنسيون النزهاء الذين شهدوا للفينقيين بفضلهم على سكان دول المغرب ونقلهم لهم العديد من الأشياء الحضارية ، فمع دخول الفينيقيين لشمال افريقيا بدأ البربر الأمازيغ يتعرفون على المظاهر الحضارية والتجارية، مما ساعدهم على تطوير مجتمعهم، يقول محررو موسوعة يونيفرساليس UNIVERSALIS الفرنسية:
“كان البربر(الأمازيغ) تلاميذ الفينيقيين الذين علموهم أساليب زراعية وصناعية، كصناعة الزيت والنبيذ، وصناعة الأدوات من النحاس؛ واستمرت اللغة البونيقية (المشتقة من الفينقية) متداولة بالمغرب حتى بعد القرن الثالث الميلادي حيث لعبت دور الوصلة إلى اللغة العربية
ويقول المؤرخ الفرنسي هنري باسيهH.BASSET:
“لقد علم الفينيقيون البربر (الأمازيغ ) الزراعة. فالبربر يكسرون الرمانة على مقبض المحراث، أو يدفنونها في أول خط للحرث، تفاؤلا بأن سنابل الحبة المبذورة ستأتي كثيرة بعدد حبات الرمانة. وهي عادة مستمدة من ثقافة قرطاج، فالرمانة فيها رمز للخصوبة، وتعتبر قرطاج مربية للبربر”.
:الفينيقيون (بالإغريقية: Φοίνικες فوينيكِس)
هم أحد الشعوب السامية القديمة التي سكنت الساحل السوري وأنشأت ممالك اوغاريت وارواد وقبرص وعكا و جبيل وصيدا وصور ( في لبنان وفلسطين) وفي الفترة مابين 1000 – 700 ق.م أنشأوا مستعمرة لهم في قرطاج (تونس ) وكانوا قوة مهيمنة في العالم القديم حتى 146 ق.م إثر سقوطها عقب حروب بونية ثالثة.
والمتفق عليه أن نشأة المدن الفينيقية ترجع إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد اختلف المؤرخون في أصول نشأتهم. منهم من قال أنهم أتوا من شواطئ البحر الأحمر ومنهم من أرجعهم إلى شعب دلمون في الخليج العربي. إلا أنهم اتفقوا على أن الفينيقيين هم كنعانيون ساميون من صلب سام بن نوح ( نفس الجد المشترك مع العرب ) قدموا من المشرق عربي . وربطهم العلامة والمؤرخ الطبري بالعماليق من العرب البائدة.
أما سترابون (64ق.م ـ 19م)، الجغرافي والمؤرخ الروماني فقال أن أصلهم من شرق الجزيرة عربية ( منطقة البحرين وشرق السعودية حاليا ) ، واستدل و أشار إلى أن المقابر الموجودة في جزر البحرين بحيث أنها تشابه مقابر الفنيقيين، وان سكان هذه الجزر يذكرون أن أسماء جزائرهم(الجزائر = جمع جزيرة) ومدنهم هي أسماء فينقية. وقال أيضاً إن في هذه المدن هياكل تشبه الهياكل الفينيقية. ومن الأدلة التي تدعم هذه النظرية، أسماء في شرق الجزيرة العربية تحمل نفس أسماء المدن التي أنشأها الفينيقيون على الساحل السوري. مثل مدينة (صور) على الساحل الشرقي لدولة عُمان ومدينة صور التي أسسوها في لبنان ، ومدينة (جُبَيْل)شرق السعودية وهناك جبيل التي أسسها الفينقيون في لبنان ، وجزيرة أرواد (ارواد وهي الاسم القديم لجزيرة المحرّق في البحرين.[4] وجزيرة تاروت بالقطيف التي تقارب اسم مدينة بيروت بلبنان وقد عثر بتاروت والقطيف على اثار فينيقية كثيرة.وهاجرت هاذي الأسماء معهم من شرق الجزيرة العربية ناحية الشمال ( فلسطين ولبنان ) كما كانت لهم مملكة اسمها ثاج وحضارة اسمها دلمون قبل هجرتهم الى لبنان وبالإضافة لكل هذه الشواهد الأثرية فإن هناك شواهد لغوية كثيرة ، تتمثل في التشابه الكبي بين اللغة الفينقية واللغة العربية
تشابه الفينقية بالعربية
وقال المؤرخ أمين الريحاني: “ما أجمع عليه المؤرخون والآثريون أن الفنيقيين مثل العرب ساميون. بل أنهم عرب الأصل. نزحوا من الشواطئ العربية الشرقية على الخليج العربي، من القطيف ومن البحرين إلى سواحل البحر المتوسط في قديم الزمان”
وقد جاء في الجزء الثاني من مجلد لغة العرب “…والظاهر أنهم (أي الكنعانيين ـ الفينيقيين) من أصل عربي فقد نقلت التقاليد القديمة أنهم ظعنوا من الديار المجاورة للخليج العربي إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط”.
وقال العالم الفرنسي هنري راولینسون إن أصل الفنيقيين (الكنعانيين) “من سكان البحرين والقطيف في الخليج العربي. ظعنوا من هناك إلى سواحل الشام منذ نحو خمسة آلاف سنة. وانهم عرب بأصولهم وان هناك مدناً فنيقية أسماؤها فنيقية مثل صور وجبيل “وارواد.
أما المؤرخ الكبير جان جاك بيريبى فقال عن أصلهم ( بأنهم من شرق السعودية هاجروا للشام ثم لإفريقيا=تونس) :” ان الفنيقيين انطلقوا من البحرين إلى البصرة سالكين طريق الهلال الخصيب إلى الساحل الشامي حيث بنوا مدنهم وأنشأوا حضارتهم الرفيعة التي نشروها في البحر الأبيض المتوسط.” جان جاك بيربيي كتاب الخليج العربي ص 169.
وقد ذكر العلامة المؤرخ أبو جرير الطبري (المتوفى عام 310ه/922م) أن
“الكنعانيين هي من العرب البائدة، وأنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة“.
فنسبهم في العرب العماليق مؤسسي حضارة عاد “التي لم يخلق مثلها في البلاد” وثمود “الذين جابوا الصخر بالواد”
وعن شعوب العماليق قال أيضا : ”العماليق. كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عُمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر منهم؛ ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون” وقال أيضاً: ”والعماليق قوم عرب لسانهم الذي جبلوا عليه لسان عربي” و قال “ان عمليق أول من تكلم العربية”وقال “… فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وجديس وطسم هم العرب”
المصدر العلامة أبو جعفر ابن جرير الطبري : تاريخ الأمم والملوك
الطبري ، الفينقيون ، العماليق
وقال العلامة ابن خلدون الحضرمي عن الكنعانيين آخذا عن الطبري: “…وأما الكنعانيون هم من العمالقة، كانوا قد انتشروا ببلاد الشام وملكوها”. وقال أيضاً: “أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة”. وقال أيضاً: “وكانت طَسْم والعماليق وأُميم وجاسم يتكلمون بالعربية”.ونسبهم إلى بنو قين بن عماليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح
المدن الفينيقية
امتدت المدن الفينيقية من الساحل الفينيقي في الشمال، إلى الساحل الفلسطيني في الجنوب، ومنها:
اترك تعليقاً