“القداس الذي لم يكتمل”..صوت آيا صوفيا..يارب ارحم
القديس المعلِّم يوحنّا الذهبيّ الفمّ فاق على منابر القسطنطينيّة سمعان العامودي بأيا صوفيا في القسطنطينيّة.. الرائي
القداس الذي سوف يكتمل
“القداس الذي لم يكتمل”..صوت آيا صوفيا..يااارب ارحم
قبل سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين بعد سماح الله بذلك لتأديبنا، و داخل كنيسة الحكمة الالهية (آيا صوفيا) الضخمة الرائعة الجمال، كان يقام القداس الالهي، اثناء ترتيل الجوقة التسبيح الشيروبيمي (الشاروبيكون) سُمعَ صوتُ الاتراك يهاجمون الكنيسة، وقد احتار الكاهن ماذا يفعل بالقدسات، وخاف عليها من وقوعها بأيدي الرعاع، وقد كان يقوم بالدورة الكبرى، وما هي الا لحظات مرت بشكل سريع أمامه حتى فتح الحائط بقربه بطريقة عجائبية، فدخل مع القدسات داخل الحائط الذي أُغلق خلفه.
و يذكر التقليد انه عند عودة كنيسة آيا صوفيا الى الارثوذكس سيخرج الكاهن مع القدسات من الحائط و يكمل القداس .
*متى ؟؟؟*
الله يعلم، ربما في المجيء الثاني!!!
و قد دون المؤرخ فيرجيل جورجيو في احد كتبه حادثة تحويل آجيا صوفيا الى جامع آيا صوفيا. وهي انه في عام ١٩٦٠ و اثناء استعمال الكنيسة كجامع، سُمعت أصوات تصدر من الحائط و تقول “يا رب ارحم”
لقد سقطت القسطنطينية واستباحها السلطان العثماني محمد الثاني وجيشه. الذي ظن أنها سقطت بسبب قوته وجبروته. ولكن الله هو الذي سلّم شعب القسطنطينية ليد اعدائهم وأذلّهم “بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ” (رو١٩:١٠).
فبعد أن احتلها العثمانيون وسيطروا عليها، كانت تظهر أمام الخليفة يد مفتوحة الأصابع، وكان يتفاجىء من مظهرها وارتاب كثيراً، وظهرت له مراراً وتكراراً تشير له بالأصابع الخمسة.
كان الله يُريد أن يُظهر له رسالة ما من خلال هذه اليد، تماماً كتلك اليد التي ظهرت لبيلشاصر بن نبوخذنصّر في العهد القديم لتنقل له رسالة الله (دانيال٥:٥).
فأحضر السلطان جميع المنجمين والعرافين ليشرحوا له عن أمر هذه اليد، وما المغزى منها، فعجزوا!!
حتى أتاه شخص ودلّه على راهب في قلايته، ذاع صيته لما أُعطي له من مواهب. فأمر بإحضاره ليُبيّن له الأمر. وحين أتى، سألهالسلطان العثماني عن اليد ومغزاها فقاله له:
“إن الله يقول لك: “بأنه ولو كان هناك خمسة أبرار في القسطنطينية لما جعلتها تسقط بيدك. فأنت لم تُسقطها بقوتك، بل أنا أسلمتها إليك لأنني لم أجد بها ولا حتى خمسة أبرار لأعفو عن المدينة بأسرها!!”.
لم يوجد في كل القسطنطينية ولا حتى خمسة أبرار تجعل الله يحميها كما فعل مراراً وتكراراً. فالرب حين أراد أن يُوقع دينونته على سدوم وعمورة, قال له ابراهيم أب الآباء: “حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا ٱلْأَمْرِ، أَنْ تُمِيتَ ٱلْبَارَّ مَعَ ٱلْأَثِيمِ، فَيَكُونُ ٱلْبَارُّ كَٱلْأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ لَا يَصْنَعُ عَدْلًا؟” (تك٢٥:١٨). وقال الله لإبراهيم إن وجدت بها عشرة أبرار أعفو عن المدينة بأسرها “لَا أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَشْرَةِ” (تك٣٢:١٨). ولم يجد الله عشرة أبرار في المدينة فأهلكها.
وكذلك القسطنطينية كانت قد وصلت إلى أعظم مرحلة من الفساد الروحي والابتعاد عن الرب، حتى أنه لم يُوجد فيها ولا حتى خمسة ابرار يتّقون الله، فأهلكها.
سقوط القسطنطينية وانتهاء الإمبراطورية الرومية
يوم 29 ايار من عام 1453، كتبت نهاية القسطنطينية عاصمة الأمبراطورية الرومانية، خلال الفترة من 335 إلى 395، وعاصمة الدولة الرومية من 395 إلى 1453، التى دامت أكثر من ألف عام بيد العثمانيين بقيادة السلطان محمد الثاني الذى أطلق عليها اسم”إسلامبول” أو “الآستانة”. وبدخوله اصبحت المدينة هى عاصمة السلطنة العثمانية.وامتلكت على مرّ العصور أسماء كثير كإسلامبول، والأستانة،
وفى عام 1930 تغيّر اسمها إلى إسطنبول ضمن إصلاحات أتاتورك القومية.
الأسماء التى أطلقت على المدينة
– عندما أسس الروم المدينة أطلقوا عليها أسم (بيزنطيوم، او بيزنطة) على انقاض بيزنطة القديمة، وقد إتخذها الامبراطور قسطنطين عاصمة للجهة الشرقية للإمبراطورية الرومانية عام 324 بعد الميلاد
– أعاد الامبراطور قسطنطين تسميتها وأطلق عليها أسم روما الجديدة ( نوفا روم )
– لم يلقى الأسم نوفا روم الذى أطلقه الأمبراطور على المدينة إقبالاً شعبياً، وسرعان ما تلاشى ولكن اتخذت المدينة اسمها القسطنطينية على الامبراطور قسطنطين.
– بعد معارك شرسة وحصار طويل غزا السلطان محمد الثانى في عامي857هـ 1453 م القسطنطينية واستباحها لجنوده ثلاثة ايام بلياليها، وأصبحت تحت حكم السلطان العثماني محمد الثانى الذى أطلق عليها أسم إسلام بول ( الذى تعنى باللغة التركية “مدينة الإسلام”).
بعد ذلك قام بتغيير الكثير من معالم المدينة الرومانية القديمة فحول كنيسة “آيا صوفيا” إلى مسجد، وذلك بالإحتفاظ بها وإقامة أربعة منارات إسلامية حولها، وقام بناء مسجد عند ضريح أبى أيوب الأنصارى، وبعد ذلك أصبح تنصيب السلاطين يتم عند هذا المسجد.
وبعد وفاة بايزيد الثانى ابن محمد الفاتح، تسلم السلطة سليم الأول الذى ضم المشرق الإسلامى وشمال إفريقيا إلى الدولة العثمانية، وانتقلت رئاسة الحكم الإسلامي من القاهرة إلى أستانبول بعد تنازل آخر الخلفاء العباسيين له عن الخلافة.
واستمرت استانبول عاصمة لدولة السلطنة العثمانية والخلافة الاسلامية إلى أن انتقلت العاصمة من أستانبول إلى أنقرة وسط الأناضول عام (1923م) زمن مصطفى كمال او كمال اتاتورك باني تركيا الحديثة.
القوات العثمانية امام القسطنطينية
فى يوم 5 نيسان 1453م تجمعت قوات جيش السلطان محمد الثانى أمام الأسوار الغربية للقسطنطينية المتصلة بقارة أوربة، وأمر بوضع مركز قيادته أمام باب القديس “رومانوس”، ونصبت المدافع القوية البعيدة المدى أمام الأسوار، ثم اتجه السلطان إلى القبلة وصلى ركعتين وصلى الجيش كله من وراءه، وبدأ الحصار ووضع الفرق الأناضولية، وهي أكثر الفرق عددًا عن يمينه إلى ناحية بحر مرمرة، ووضع الفرق الأوروبية عن يساره حتى القرن الذهبي، وهى الفرق القادمة من الولايات الأوربية التى تم غزوها أو التى لم يتم غزوها، انما بينهما معاهدة بدفع الجزية للعثمانيين، وتقديم عدد محدد من الجنود فى حالة دخوله فى الحرب، ووضع الحرس السلطاني الذي يضم نخبة الجنود الانكشارية، وعددهم نحو 15 ألفًا في الوسط، وهم أصلاً من أولاد الأسرى الأوربيين المسيحيين الذين كانوا أسروا أطفالاً وتربوا تربية أسلامية ليقاتلوا ويغزوا ويستعمروا الأرض وهذا ما يسميه المسلمين جهاداً .
وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب “طب قابي”،
وفى نفس الوقت أعطيت الأوامر للأسطول العثماني الذي يضم 350 سفينة في مدينة “غاليبولي” قاعدة العثمانيين البحرية بالتحرك تجاه مدينة القسطنطينية، للهجوم عليها براً وبحراً وقد ذكر بعض المؤرخين أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة.
كما وضعَ فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة. وفي نفس الوقت انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها لم تستطع الوصول الى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من دخوله، بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب، وعندما فشلوا في تخطى السلسة الضخمة والهجوم على الأسوار ارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن مدينة القسطنطينية.
واستطاع الاسطول العثماني أن تستولي على جزر الامراء في بحر مرمرة، فعبر بحر مرمرة إلى البوسفور وألقى مراسيه هناك، وهكذا طُوقتْ القسطنطينية من البر والبحر بقوات كثيفة تبلغ 265 ألف مقاتل. وقد عمل السلطان محمد الثانى على تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية، حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون “مسلم يجاهد” (ليحتل الأراضى )
لم يسبق أن طُوقت بمثلها عدة وعتادًا، وبدأ الحصار الفعلي 6 نيسان 1453م)، وطلب السلطان من الإمبراطور “قسطنطين” أن يسلم المدينة إليه وتعهد باحترام سكانها وتأمينهم على أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم، ولكن الإمبراطور رفض.
ولم يكل الاكليروس ورجال الدين، فكانوا يطوفون بشوارع المدينة، وأماكن التحصين ويشجعون المسيحيين على الثبات والصبر، والذهاب الى الكنائس والدعاء للمسيح والسيدة العذراء أن يخلصوا المدينة، وأخذ الامبراطور قسطنطين يتردد بنفسه على كنيسة أيا صوفيا لهذا الهدف.
و بدأت المدافع العثمانية تطلق قذائفها الهائلة على السور ليل نهار بشكل مستمرولا تكاد تنقطع، وكان كلما انهدم جزء من الأسوار، بادر المدافعون عن المدينة إلى إصلاحه على الفور، واستمر الحال على هذا الوضع.. وكان القائد جون جستنيان، قائد الاسطول الجنوي المساهم في الدفاع عن القسطنطينية، والإمبراطور الرومي هما عصب الحركة فى المدينة.
وكان الأمر فيما يبدوا مناوشات من الساحل، ولكن الهجوم الأساسى كان من البر فقد حاولت بعض السفن العثمانية تحطيم السلسلة على مدخل ميناء القرن الذهبي واقتحامه، ولكن السفن الرومية والإيطالية الجنوية المكلفة بالحراسة والتي تقف خلف السلسلة نجحت في رد هجمات السفن العثمانية، وصبت عليها قذائفها وأجبرت السفن العثمانية على الفرار.
خطة حفر الأنفاق
فى بداية حصار القسطنطينية لجأ العثمانيون الى محاولة دخول المدينة بحفر أنفاق تحت الأرض من مناطق مختلفة الى داخل المدينة، وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض، أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج ، فأسرع الامبراطور بنفسه ومعه قواده ومستشاروه الى ناحية الصوت، وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض، للوصول الى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل أنفاق المهاجمين لمواجهتهم دون أن يعلموا، حتى إذا وصل العثمانيون الى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي الى داخل المدينة ففرحوا بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذ فاجأهم الروم، فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق والمواد الملتهبة ، فأختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من حيث أتوا.
محاولة محمد الثاني لأقناع الامبراطور بتسليم المدينة
وكانت المدفعية العثمانية لا تهدأ فى رمى القذائف لدك الأسوار والتحصينات، وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلأت الخنادق بالأنقاض، التي يئس المدافعون من إزالتها وأصبحت إمكانية اقتحام المدينة واردة في أي لحظة، إلا أن اختيار موقع الاقتحام لم يحدد بعد.
وحاول محمد الثانى أن يكون دخوله الى القسطنطينية بسلام؛ فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه الى تسليم المدينة دون إراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه، وكل من يرغب من سكان المدينة الى حيث يشاؤون بأمان، وأن تحقن دماء الناس في المدينة، ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها. ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر، فمال بعضهم الى التسليم، وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الامبراطور الى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها: إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه او يدفن تحت أسوارها، فلما وصلت الرسالة إلى محمد الثاني قال: “حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش او يكون لي فيها قبر”.
السفن العثمانية تبحر على اليابسة!!
وفكر السلطان محمد الثاني في وسيلة لإدخال جزء من أسطوله البحرى إلى القرن الذهبي نفسه، وحصار القسطنطينية من أضعف جوانبها وتشتيت قوى المدينة المدافعة. وجمع السلطان قواده ومستشاريه وناقشوا الخطط التى قدمت، وأتفقوا على خطة ينقل فيها جزء من الأسطول عن طريق البر من منطقة غلطة إلى داخل الخليج؛ حتى يتفادى السلسلة التى تمنع وصول السفن إلى الميناء، ووضع المهندسون الخطة في الحال. وقد كان السلطان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل.
وبهذه الخطة الجديدة ألغيت الخطة القديمة التى كان أساسها الهجوم عن طريق البر وهد أسوار القسطنطينية بواسطة المدفع العملاق.
اجتياح المدينة
وكان السلطان العثماني يفاجئ الروم في كل مرة بخطة جديدة، استمر الحصار بطيئاً مرهقاً والعثمانيون مستمرون في ضرب الأسوار دون هوادة، وأهل المدينة المحاصرة يعانون نقص المؤن، ويتوقعون سقوط مدينتهم بين يوم وآخر، خاصة وأن العثمانيين لا يفتأون في تكرار محاولاتهم وسكان المدينة يدافعون عنها بإستماتة.
الهجوم الكاسح الأخير
وفي فجر 29 أيار 1453م ، كان يوم الهجوم الأخير الكاسح فأمر السلطان العثماني بتجميع قواته وحشد زهاء 100 ألف مقاتل أمام الباب الذهبي ، وحشد في الميسرة 50 ألفًا، ورابط السلطان في القلب مع الجند الإنكشارية، واحتشدت في الميناء 70 سفينة لبدأ الهجوم برًا وبحرًا، وقام البيزنطيون في دق نواقيس الكنائس والتجأ إليها كثير منهم للأحتماء، وكان الهجوم النهائي متزامناً برياً وبحرياً في وقت واحد حسب الخطة، وكان الهجوم موزعا على كثير من المناطق، ولكنه مركز بالدرجة الأولى في منطقة (وادي ليكوس) بقيادة السلطان محمد الثاني نفسه. وكانت الكتائب الأولى من العثمانيين تمطر الأسوار والمسيحيين بوابل من القذائف والسهام محاولين شل حركة المدافعين، ومع استبسال الروم واصرار العثمانيين على الاقتحام كان الضحايا من الطرفين يسقطون بأعداد كبيرة.
واشتد لهيب المعركة وقذائف المدافع يشق دويها عنان السماء ويثير الفزع في النفوس، والأربعين ألف مقاتل داخل القسطنطينية يبذلون كل ما يملكون دفاعا عن المدينة، وما هي إلا ساعة حتى امتلأ الخندق الكبير الذي يقع أمام السور الخارجي بآلاف القتلى. بعد أن أُنهكت الفرقة الاولى الهجومية، كان السلطان قد أعد فرقة أخرى فسحب الأولى ووجه الفرقة الثانية، وكان المدافعون قد أصابهم الإعياء، وتمكنت الفرقة الجديدة، من الوصول إلى الأسوار. وأقاموا عليها مئات السلالم في محاولة جادة للإقتحام. ولكن المدافعين عن المدينة استطاعوا قلب السلالم، واستمرت تلك المحاولات المستميتة من المهاجمين، والروم يبذلون قصارى جهودهم للتصدي لمحاولات التسلق، وبعد ساعتين من تلك المحاولات أصدر الفاتح أوامره للجنود لأخذ قسط من الراحة، بعد أن أرهقوا المدافعين في تلك المنطقة، وفي الوقت نفسه أصدر أمرا إلى قسم ثالث من المهاجمين بالهجوم على الأسوار بنفس المنطقة، وفوجئ المدافعون بتلك الموجة الجديدة بعد أن ظنوا ان الأمر قد هدأ وكانوا، قد أرهقوا.
استطاع العثمانيون أن يتدفقوا نحو المدينة، ونجح الأسطول العثماني في رفع السلاسل الحديدية التي وُضعت في مدخل الخليج، وتدفق العثمانيون إلى المدينة التي سادها الذعر، وفر المدافعون عنها من كل ناحية، وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية اخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج، والقضاء على المدافعين في باب أدرنة، ورفعت الاعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لايُعرف، ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة. وما هي إلا ثلاث ساعات من بدء الهجوم حتى كانت المدينة العتيدة تحت أقدام الغزاة المستعمرين المسلمين.
القسطنطينية بعد الإحتلال العثمانى
ولما دخل محمد الثانى المدينة منتصراً،توجه إلى كنيسة “أيا صوفيا”؛ حيث احتشد فيها الشعب الرومي ورهبانه وقد أمر بتحويل الكنيسة الى مسجد، وأن يعد لهذا الأمر حتى تقام بها أول صلاة جمعة قادمة، وقد أخذ العمال يعدون لهذا الأمر، فأزالوا الصلبان والتماثيل وطمسوا الصور بطبقة من الجير، وعملوا منبراً للخطيب، حيث نصت شريعة الإسلام الإستيلاء على الكنائس وتحويلها إلى جوامع بعد غزوهم للبلاد.
كما فرض الجزية على الجميع بما فيهم الرهبان …
أما الأسرى المسيحيين فكانوا بلا عدد وأصبحوا رقيقاً حيث قام السلطان محمد باسترقاق غالبية المسيحيين بالقسطنطينية، وساقهم الى اسواق الرقيق في مدينة ادرنة حيث تم بيعهم هناك.
اضغط على الرابط
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً