" القسطنطينية في القرن الثاني عشر

” القسطنطينية في القرن الثاني عشر “

” القسطنطينية في القرن الثاني عشر “

لم تكن أوروبا الغربية لتشهد مثل هذه المنطقة الحضارية الشاسعة و كان عالمهم عالماً غير متطور حيث كان جزء كبير من الأرض لا يزال مغطى بالغابات البدائية …
لم يكن عدد سكان تلك المدن أكثر من حوالي 20 ألف شخص على الأكثر ، وكانت الكنائس الحجرية في القرى هي أكبر الهياكل التي صنعها الإنسان والتي قد يراها معظم الناس على الإطلاق .
على النقيض من ذلك كانت القسطنطينية تحتوي على وفرة من المنازل والكنائس والأديرة والقصور ، والعديد منها مبني على نطاق هائل “حتى أنه لم يكن أحد ليصدق أن هذا صحيح إذا لم يراه بأم عينيه”.
تبلغ مساحة المنطقة المحاطة بأسوارها ما يقرب من 30 ألف هكتار ( أحد عشر ونصف ميلًا مربعاً ) ويعيش في تلك المنطقة عدد من السكان لا بد أن يصل عددهم إلى مئات الآلاف ، لم تكن القسطنطينية تشبه أي شيء واجهه الزوار من الغرب من قبل ، وكان رد فعلهم واحدًا من هذا هو “الدهشة” …
ومع ذلك، كان هناك ما هو أكثر بكثير في القسطنطينية في العصور الوسطى من مجرد حجمها وعلى مر القرون ، أصبحت مبانيها ومعالمها متشابكة مع الأساطير القديمة و سير القديسين التي أعطت للمكان هالة روحية تتناسب مع عظمته الجسدية . و من السهل على المراقب المعاصر أن يغفل عن قوة هذا الخليط لذلك ربما تكون أفضل طريقة لتقدير التأثير الذي أحدثته القسطنطينية هو إتباع المسار الذي كان سيسلكه الزائر الذي وصل إلى المدينة في حوالي عام 1200 م و للنظر في ما كانوا سيشاهدونه ، وربما الأهم من ذلك، ما كانوا سيشعرون به.

كانت هناك طريقتان للوصول إلى القسطنطينية : عن طريق البر والبحر .

كلاهما قدم لمحة مذهلة عما سيأتي عندما جاء الملك سيجورد النرويجي ورفاقه عن طريق البحر، وكان يستقبلهم منظر المدينة، حيث تتخلل أفقها الأعمدة العالية وقباب الكنائس وتحيط بها الأسوار البحرية الدفاعية ومع ذلك ، فإن معظم الزوار جاءوا عن طريق البر … وكانت أول فكرة عن المدينة وراءهم تأتي عندما ظهرت أبراج الجدران الأرضية الدفاعية الهائلة التي امتدت من القرن الذهبي إلى بحر مرمرة . وسيتعين على هؤلاء الزوار التقدم بطلب للدخول عبر إحدى البوابات التسع . هناك وكانت البوابة العاشرة هي البوابة الذهبية وهو بناء مثير للإعجاب يعلوه فيلان من البرونز ومغطى بنقوش كلاسيكية ومع ذلك كان هذا مخصصًا للأباطرة العائدين من الحملات المنتصرة ويظل عادةً مغلقًا …
منعت السلطات حمل أي أسلحة داخل الجدران وسمحت فقط لمجموعات مكونة من خمسة أو ستة أشخاص بحملها داخل الأسوار …
إن الوصول عبر البر يؤدي إلى وصول الزائر ل جزء كبير من أراضي كروم العنب والبساتين وحقول الذرة …
و كان هناك العديد من الأديرة الكبيرة القريبة من الأسوار ، ولا سيما دير المخلص المقدس في خورا الذي يقع بالقرب من بوابة أدرنة “adrianople” ودير القديس يوحنا ستوديوس بالقرب من البوابة الذهبية و كان هناك أيضًا مقر إمبراطوري مهم، وهو قصر بلاشيرني، في الطرف الشمالي من الجدران الأرضية ..
كان الأمر سيستغرق بعض الوقت للمرور عبر هذه الأحياء الغربية الأقل كثافة من حيث البناء سيراً على الأقدام والوصول إلى المناطق الأكثر كثافة من حيث البناء وهي مسافة تزيد عن أربعة كيلومترات ونصف (حوالي ثلاثة أميال ) وبينما كانوا يتحركون على طول النتوء الضيق الذي بنيت عليه القسطنطينية كان الزائرون يدركون قريباً قرب البحر و كان من الممكن أن يشموا الملح في النسيم، ويسمعوا صرخات طيور النورس، ويلمحوا المياه الزرقاء بين المباني و كان هذا هو ميناء القسطنطينية في القرن الذهبي، الذي كان شاطئه الجنوبي مكتظاً بالسفن وصواريها ومعداتها تقف في مواجهة السماء …
وبالسير شرقاً على طول نهر ميسي كان من المفترض أن يصلوا أولاً إلى أحد المعالم الأثرية الرئيسية في القسطنطينية حيث توجد كنيسة كبيرة جدًا على الجانب الأيسر من الشارع ذات هيكل ضخم وتعلوها خمس قباب كانت كنيسة الرسل القديسين ثاني أكبر كنيسة في القسطنطينية وكانت مخصصة لتلاميذ السيد المسيح الاثني عشر بما في ذلك القديس بولس و باستثناء يهوذا

وقد نُقشت قصيدة على بابها الرئيسي تروي كيف لقي كل منهم نهايته

تم إعدام مرقس على يد أهل الإسكندرية ..
نوم الحياة العظيم ينام متى ..
ترى روما أن بولس يموت بالسيف ..
فيليبس أُعطي ما أُعطي ل بطرس ..
برثولماوس يعاني من الموت على الصليب ..
سمعان أيضا على الصليب أنهى حياته ..
في روما عبثاً نيرون صلب بطرس ..
في الحياة والموت يحيا يوحنا ..
لوقا مات بسلام في النهاية ..
رجال باتراس يصلبون أندراوس بوحشية ..
سكين تنهي شريان الحياة ل يعقوب ..
الرماح تقتل توما في الهند ..
Constantinople: Capital of Byzantium
نسور الروم By Jonathan Harris

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *