شعار الكنيسة الرومية الارثوذكسية

الكنيسة الرومية الأرثوذكسية

 الكنيسة الرومية الأرثوذكسية

يشير اسم  الكنيسة الرومية الأرثوذكسية اشكالية عند غير العارفين بأنه يعني حصرا الكنيسة اليونانية او الناطقة حالياً باليونانية كاللقسطنطينية والاسكندرية واورشليم واليونان وقبرص وسيناء  والجزر اليونانية في الارخبيل الايطالي وجنوبي ايطاليا و في البانيا حيث تسود اللغة اليونانية كلغة طقسية في الكنيسة اليونانية الارثوذكسية… وفي الانتشار اليوناني في المهاجر.

تسمى الكنيسة الرومية الارثوذكسية  (باليونانية: Ἑλληνορθόδοξη Ἐκκλησία ، Ellinorthódoxi Ekklisía)‏ وتدل  على معانٍ عديدة،

بالمعنى الواسع يدلّ على  الكنيسة الارثوذكسية الخلقيدونية، وبالمعنى الضيق على مجموعة من الكنائس الارثوذكسية في البطريركيات الرسولية الاربع وهي القسطنطينية والاسكندرية والانطاكية والاورشيليمية  التي تُجرى طقوسها أو كانت تُجرى تقليديًا باللغة اليونانية وقد تعربت مثلا كنيسة انطاكية من القرن الحادي عشر، و اللغة اليونانية هي لغة البشارة والتبشير هي اللغة الأصلية للترجمة السبعينية للعهد القديم او التوراة والاسفار المقدسة…ثم العهد الجديد ببشائره الاربع متى ولوقا ومرقس ويوحنا وسفر اعمال الرسل والرسائل الجامعة، ولغة المجمع الرسولي، والمجامع المسكونية السبعة.

كما تدلّ على  البطريركية القسطنطينية وكنيسة اليونان الوطنية الحالية. يعود تاريخها وتقاليدها ولاهوتها إلى آباء الكنيسة الأوائل وهي وريثة الامبراطورية الرومية وثقافتها الرومية. ركّزت كنيسة الروم الأرثوذكس على فنون تصوير الايقونات الرومية والترتيل الرومي البديع وعلى  تقاليد الرهبنة الأرثوذكسية الشرقية ولاهوت الزهد، ومنحتها مكانة عالية، وتعود أصولها إلى المسيحية المبكرة في الشرق الاوسط ومنطقة شرقي البجر الابيض المتوسط ومصر  وسيناء وآسية الصغرى.

شعار الكنيسة الارثوذكسية
شعار الكنيسة الارثوذكسية

تاريخيًا، استُخدمَ مصطلح «الروم الأرثوذكس» لوصف جميع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بوجه عام، حيث أشارت عبارة «الرومية» إلى تراث الإمبراطورية الرومية. خلال القرون الثمانية الأولى من التاريخ المسيحي، حدثت معظم التطورات الفكرية والثقافية والاجتماعية الرئيسة في الكنيسة المسيحية داخل الإمبراطورية أو في نطاق نفوذها، حيث كانت قد  انتشرت اللغة اليونانية على نطاق واسع في هذه الرقعة منذ فتوحات الاسكندر ثم الحضارة الهلنستية( اليونانية- الشرقية) وأصبحت اللغة المحكية  والسائدة واستمرت في زمن الخلافة الاموية الى عهد عبد الملك بن مروان وحملته بتعريب الدواوين في بلاد الشام ومصر اي في دائرة الكراسي الرسولية الانطاكي والاورشليمي والاسكندري، واستُخدمت في معظم الكتابات اللاهوتية. بمرور الوقت، تم تبني معظم أجزاء الطقوس والتقاليد والممارسات الخاصة بكنيسة القسطنطينية كونها البطريركية المسكونية المتقدمة شرفا وتتلوها الاسكندرية فأنطاكية فأورشليم وكانت القسطنطينية والاسكندرية وانطاكية عواصم الدولة والاقاليم الرئيسية الرومية اما اورشليم فهي المدينة المقدسة وتدعى ام الكنائس من قبل الجميع وكان الترتيب هذا الى زمن الانشقاق الكبير بين الكنيستين الرومية والرومانية يسبقها كرسي روما كونه كرسي عاصمة الامبراطورية الى حين اقامة قسطنطين الكبير لمدينته  القسطنطينية فاعطيت المكانة ذاتها الى كانت قد اعطيت لكنيسة العاصمة وكل هذا الترتيب هو للمكانة الادارية لهذه المدن، ولا تزال هذه الأجزاء توفر الأنماط الأساسية للأرثوذكسية المعاصرة. وهكذا أصبحت الكنيسة الشرقية تسمى أرثوذكسية «رومية»  بنفس الطريقة التي تُدعى بها الكنيسة الغربية كاثوليكية «رومانية».

واعتبارا من القرن التاسع ومع تنصر البلغار ثم الروس وبقية ارجاء البلقان واوربة الشرقية لاحقًا، تخلّى السلافيون والكنائس  الارثوذكسية السلافية والروسية التي كان قد بشر بها اليونانيون عن التسمية الرومية الملصقة بها اليونانية مع الاعتزاز باليونانية، والكنيسة اليونانية.

هي اصيلة في الارثوذكسية الخلقيدونية بعد صحوة شعوبهم الوطنية منذ القرن العاشر المسيحي. وتأسيس امبراطورياتها  وكنائسها الوطنية وهكذا، في أوائل القرن الحادي والعشرين، بوجه عام، دُعيَت فقط تلك الكنائس التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة اليونانية أو الرومية الأصل بأنها «كنائس الروم الأرثوذكس».

تنحدر كنائس الروم الأرثوذكس من الكنائس التي أسسها الرسل في الشرق الأوسط  واليونان والبلقان خلال القرن الأول المسيحي،بالإضافة إلى تقاليد مُصانة تعود للكنيسة القديمة.

ليس للكنائس الأرثوذكسية، على عكس الكنيسة الكاثوليكية، بابا يسمى الحبر الأعظم، وتؤمن بأن المسيح هو رأس الكنيسة. ومع ذلك، فإن كل واحدة من تلك الكنائس يقودها مطارنة ابرشيات بنظام مجمعي لا رئاسي، يسمى المجمع المقدس، يكون فيه بطريرك او شيخ العشيرة او رئيس اساقفة في الكنائس الارثوذكسية المستقلة كاليونان وقبرص والبانيا وتشيكيا و…يحمل البطريرك اللقب الفخري «الأول بين المتساوين». اما بطريرك القسطنطينية فهو الاول بين البطاركة في الكنيسة الارثوذكسية ويسمى البطريرك المسكوني.

تتحد كنائس الروم الأرثوذكس في شركة مع بعضها البعض، وكذلك مع الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية الأخرى ويرتبطون بالمجمع المسكوني الارثوذكسي. يمتلك الأرثوذكس في كل العالم عقيدة مشتركة وشكلًا مشتركًا للعبادة، ولا يعتبرون أنفسهم كنائس منفصلة بل وحدات إدارية لكنيسة واحدة. هم معروفون بتقاليدهم الواسعة في الأيقونات، وبتبجيلهم لوالدة الاله ” تكرمني جميع الاجيال” والقديسين الارثوذكس في الكنيسة الواحدة هم لكل الكنيسة الارثوذكسية العالمية، واستخدامهم للقداس الإلهي في أيام الآحاد، وهي خدمة عبادة موحدة يعود تاريخها إلى القرن الرابع المسيحي في شكله الحالي. كتبه القديس يوحنا الذهبي الفم (347-407 م) وهو القداس الإلهي الأكثر شيوعًا في الكنيسة الأرثوذكسية قداس القديس يوحنا الذهبي الفم، وكذلك قداس القديس باسيليوس الكبير الذي يجري العمل به في راس السنة ويوم عيده وفي آحاد الصوم الكبير المقدس   ووضعه القديس  باسيليوس الكبير اي اسقف قيصرية، اضافة الى قداس الرسول يعقوب اخي الرب واول اساقفة اورشليم ويعمل به في كرسي اورشليم  وكذلك في خدمة عيده، اضافة الى قداس البابا غريغوريوس والمسمى قداس البروجيازمينا او السابق تقديسه.

تغطي المنطقة الحالية لكنيسة الروم الأرثوذكس بشكل أو بآخر مناطق  البلقان والأناضول وشرق البحر الأبيض المتوسط التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومية انطاكية والاسكندرية واورشليم وقبرص واليونان. يعيش غالبية المسيحيين الروم الأرثوذكس في هذه الكراسي  في سورية ولبنان  الأردن والأراضي الفلسطينية والعراق وقبرص والأناضول والجزء الأوروبي من تركيا وجنوب القوقاز والوجود الأكبرفي اليونان وأماكن أخرى في جنوب البلقان بما في ذلك ألبانيا،، وكذلك، وبسبب الشتات اليوناني الكبير، هناك العديد من المسيحيين الروم الأرثوذكس الذين يعيشون في أميركا الشمالية وأستراليا. كما ان الانتشار الانطاكي شمل كل الارثوذكس الناطقين بالعربية في المهاجر ( الاميركيتين واوستراليا واوربة وانشئت ابرشيات انطاكية جديدة ترتبط بالمقر البطريركي في دمشق / سورية اما الانتشار اليوناني فهو تابع لبطريركية القسطنطينية ويشكل المسيحيون الأرثوذكس في  فنلندا حوالي 1% من السكان، وهم أيضًا من الروم الأرثوذكس ويتبعون لبطريركية القسطنطينية ايضاً.

غالبًا ما يعتبر اليونانيون الاصل في روسيا وأوكرانيا، وكذلك  اليونان من منطقة البنطس الواقعة اليوم في تركيا وكذلك من الابرشيات الانطاكية الشهيدة كيليكيا وارضروم وديار بكر و الجورجيين ( كاثوليكوسية جيورجيا الارثوذكسية المنحدرين من منطقة القوقاز الروسية السابقة بجمهورياتها التي كانت منضوية تحت الدولة السوفيتية السابقة أنفسهم أرثوذكس يونانيين وأرثوذكس روسيين، وذلك يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية (لأن الأرثوذكسية عابرة للحدود العرقية). وبالتالي، يمكنهم حضور الصلوات التي تُقام باللغتين السلافونية القديمة الشرقية والكنسية وهي كانت لغة تبشيرهم ولاتزال هي اللغة الارثوذكسية المقدسة في تلك الارجاء الارثوذكسية ، دون أن يؤدي ذلك بأي شكل من الأشكال إلى تقويض إيمانهم الأرثوذكسي أو هويتهم العرقية اليونانية المميزة. على مر القرون، اختلطت هذه المجتمعات الرومية الأرثوذكسية الناطقة باليونانية من خلال الزواج المختلط بدرجات متفاوتة مع الروس وغيرهم من المسيحيين الأرثوذكس من جنوب روسيا بشكل رئيسي، حيث استقر معظمهم بين العصور الوسطى وأوائل القرن التاسع عشر.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *