المخرج السوري وديع يوسف

المخرج السوري وديع يوسف

المخرج السوري وديع يوسف

مقدمة…

كم نحن مقصرون بحق أعلامنا، وترانا نسلط الضوء على أبطال وهميين، حشرهم في تاريخنا، مدعون في التأريخ … رائدهم غايات خاصة… فجعلوهم أنصاف الهة وتسمت شوارع ومدارس ومؤسسات بأسمائهم، وهم لايعرفهم إلا من ابتدعهم…
كما ان “مزاريبنا لبرا” فنسلط الضوء على من هم غير سوريين…!!

وبدوره إعلامنا المقروء والمرئي والمسموع أيضاً يجعل منهم خبزاً لانعيش ان لم نأكله، ونترك المبدعين لدينا ناسين المثل الشعبي:” زيوان بلدك ولا القمح الغريب” فكيف ان كان قمح بلدنا النضر والذي يشبعنا…
فمن هو وديع يوسف
نجم سوري من الغسانية ادلب
في فضاء الفن، اسم عريق لمبدع سوري لم ينل كفايته من التكريم في حياته، عاش وأنتج وأبدع بوداعة ورحل بصمت ووداعة…

هو المخرج السوري وديع يوسف

ولد في في 7 ايلول1937 في قرية جميلة جداً وكأنها قطعة من الجنة هي بلدة الغسانية في محافظة ادلب الخضراء منطقة منطقة جسر الشغور وتربى في اسرة عاشقة لهذه البيئة السورية الجميلة المتمثلة بقريته ومحيطها.

بعض من السيرة الذاتية

اسرته كانت من ابناء الريف المؤمنين بالكنيسة والممارسين لطقوسها، وكنيسة ادلب بقراها تتبع لابرشية حلب والاسكندرونة للروم الارثوذكس، حيث درس في مدرسة كنيسة البلدة.

في موسكو

وبعد حيازته الثانوية العامة، سافر الى الاتحاد السوفيتي على نفقته الخاصة ليدرس فن الإخراج السينمائي، وانتسب الى المعهد العالي للسينما (بموسكو)، وتخرج منه في عام 1969.

تتلمذ هناك على يد المخرج الروسي الكبير (غريغوري تشوخراي) صاحب أروع الافلام الروسية، و يعتبر المخرج وديع يوسف هو الوحيد بين المخرجين السوريين الذي درس السينما بالمعهد المذكور غلى نفقته الشخصية بدون ايفاد او منحة دراسية كما كل المخرجين السوريين الموفدين على حساب وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما.

انتاجه

كان هو أول مخرج سوري يتخرج من هذا المعهد العريق، وأخرج وهو هناك فيلمين كمشروع تخرج، هما الفيلم الروائي المتوسط الطول “المتهم” والفيلم القصير”النزهة”.

وأنجز خلال رحلته السينمائية أكثر من خمسين فيلماً قصيراً، وكان أولها في عام 1969 بعنوان:”مقابلات”، وقد صوره بطريقة الكاميرا الخفية، حيث يتحدث الناس عن أحلامهم وطموحاتهم بتلقائية، واهتم بالمبدعين الشعبيين فصور فيلماً عن الرسام “التيناوي” وعن أمير البزق “محمد عبد الكريم” وكلها من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.‏
شارك سنة ال 1974بفيلم “العار” المكون من ثلاثة أجزاء، وأخرج أول أفلامه الروائية الطويلة في عام 1980 بعنوان: “المصيدة” بطولة النجمين سمر سامي وعبد الهادي الصباغ، وحقق حضوراً جماهيرياً لافتاً عند عرضه في الصالات السورية، وقد عُرض لمدة ثمانية أسابيع في عرضه الأول بدمشق،وحازعلى الجائزة الأولى في مهرجان طهران السينمائي.‏
كما انه شارك في عدد من الأفلام المشتركة (السوفيتية – العربية)، فكان هو المخرج عن الجانب العربي، من هذه الأفلام:”معروف الاسكافي”، و”الحسناء والمارد”، وكان المخرج عن الجانب السوفييتي المخرج طاهر مختار.

شارك بعد ذلك في إخراج فيلم “الظاهر بيبرس” من بطولة النجم المصري نور الشريف، وكان المخرج عن الجانب السوفييتي بولات منصوروف.

تكريمه
وقد نال المخرج وديع يوسف جوائز عديدة لقاء أفلامه الروائية والوثائقية، بلغت ثمانية جوائز في مهرجانات (موسكو ) و(طشقند) و(كارلو فيفاري) و(طهران).‏
وفاته
كما عاش في حياته بعيداً عن الظهور الاعلامي، أيضاً رحل بصمت تاركاً بصمات لا تنسى في عالم الاخراج السوري والعربي.
توفي في دمشق نتيجة أزمة قلبية حادة في 4 حزيران 2007 سنة احالته على التقاعد.
بوفاة المخرج السينمائي السوري المتميز وديع يوسف، تفقد السينما السورية أحد المخرجين المخضرمين الذين واكبوا انطلاقتها الإنتاجية منذ أواخر الستينيات، وحتى أواخر التسعينيات عندما أحيل على التقاعد 2007.

شهادات قيلت فيه

كتب عنه الناقد السينمائي أ. محمد قاسم خليل في صفحة “شؤون ثقافية” بجريدة الثورة بتاريخ: الاربعاء 24/10/2007
“عرفت المخرج الراحل وديع يوسف منذ ثلاثين عاماً، وطوال الأعوام الثلاثين لم يغير تعامله مع الناس، وكان اسمه متناغماً مع سلوكه وعلاقته بالآخرين، فكان وديعاً لطيفاً هادئاً، لا ينم على أحد كما كان الحال السائد في الوسط السينمائي، ورغم أن كثيرين كانوا يتحدثون عنه، ويحسدونه بسبب حيويته ونشاطه السينمائي، كان يقابل ما يصله عنهم بالمسامحة. ومن أهم أفلامه التسجيلية مجموعة أفلام سينمائية رصدت زيارات الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى الدول الصديقة، وثلاثية تشرين التي صوّر فيها قتل الأبرياء من خلال مقابلة مع طيار صهيوني أسير قصف مدينة دمشق.

كتب عنه الناقد السينمائي الاستاذ ادريس مراد في “موقع دمشق” الخميس 14 ايلول 2017 بعنوان:

““وديع يوسف”… رقيّ الصورة السينمائية

اعتمد المخرج السينمائي “وديع يوسف” في أفلامه الروائية الطويلة على مشكلات المجتمع السوري بجدارة، وجسّد في أفلامه التسجيلية والوثائقية المواضيع الوطنية والقومية…مدونة وطن التقت بتاريخ 7 ايلول 2017 الاعلامي نبيل نبي رئيس تحرير مجلة عشتروت والمهتم بشؤون المسرح والسينما ليحدثنا عن الفنان وديع يوسف حيث بدأ حديثه بالقول:” سبق وديع يوسف الجميع في دراسة  السينما بجامعة الفغيغ- موسكو ذلك المعهد السينمائي السوفيتي الشهير وتخرج منه 1969 بعد ان انجز مشروع تخرج تحت عنوان:”المتهم” حيث درس تحت يد عملاق السنما الروسية ” تشوخراي الذي سحرنا بأفلامه المشهورة” الطلقة 41″، و، “انشودة الجندي”…وأضاف:” مازال فيلمه “مقابلات”طازجاً على الرغم من مرور نحو اربعين عاماً على انجازه، فقد استطاع بلطفه أن يجعل الناس يبوحون أمام الكاميرا بأحلامهم المشبعة ببساطة، فالتقط حسهم ونقل مشاعرهم وعواطفهم الى الجميع، ومن حبه للبساطة ذهب بالسينما لتأريخ ظاهرة الرسام الشعبي”ابو صبحي التيناوي”، ومازالت تُعرض مقتطفات من هذا الفيلم على شاشات التلفزيون، ولعل الفيلم الذي حققه عن”محمد عبد الكريم” أمير البزق هو الوثيقة الوحيدة عن هذا الفنان الكبير…”

ويختم عن وديع يوسف بأنه كان دقيقاً في عمله، ولديه تلك القدرة الهائلة على الإحاطة بكافة التفاصيل، ويستطيع أن يقيد نفسه بالعمل، وهذا جعله متميزاً في سرعة الإنجاز، فهو من أولئك السينمائيين الذين يرتقون بالمهنة خطوة حقيقية إلى الأمام، غير ذلك، فقد صور العديد من المناسبات الوطنية وخلدها كأفلام وثائقية، منها توثيق عدد من دورات مهرجان “دمشق” السينمائي، أما آخر أفلامه، فكان عن زيارة “البابا يوحنا بولس الثاني” إلى سورية العام 2001.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *