المطران غريغوريوس جبارة الدمشقي…

المطران غريغوريوس جبارة الدمشقي…

المطران غريغوريوس جبارة الدمشقي…

المطران غريغوريوس جبارة الدمشقي…

اصدق وصف يمكن ان يطلقه المتتبع لسيرة وتاريخ هذا البار هو “القديس” ونحن عملنا على سيرته وخاصة عندما اختير ملاكً انطاكياً على ابرشية حماه…

لقد عانى من شظف العيش وتحمل ما لايتحمله اكثر الرهبان تحملاً…

من هو غريغوريوس جبارة؟

المطران غريغوريوس جبارة الدمشقي…
المطران غريغوريوس جبارة الدمشقي…

الأصل والنشأة

هو جبرائيل بن نقولا بن يوسف جبارة، من ابناء العائلات الدمشقية العريقة في ايمانها الأرثوذكسي…

ولد في حي القيمرية ( آيا ماريا) العريق بدمشق الذي كان حياً مسيحياً صرفاً  في 19 نيسان 1839 من والدين فاضلين زرعا فيه الايمان النقي والحار، وكان يمارس الإيمان في الصرح البطريركي الدمشقي وكنائسه الثلاث المريمية ومارنقولا، وكبريانوس ويوستينة، وكنيسة القديس يوحنا الدمشقي الملاصقة لمدرسته الآسية لم ينقطع يوماً عن المجيء دوماً الى الكنيسة للصلاة … والخدمة فيها.

تلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية الدمشقية – الآسية التي كان يديرها الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي، بعدما كان قد أعاد افتتاحها عام 1836 ثم حدثها ثانية 1840 وبقي يديرها حتى استشهاده في 10 تموز 1860.

اضطر علمنا بسبب فقر العائلة، وكالعادة عند كل العائلات الأرثوذكسية الدمشقية المستورة أن لا يكمل دراسته وعمره لم يتجاوز 10 سنوات، فترك متابعة التعلم في الآسية وانصرف للعمل…

وصار يساعد شقيقه الأكبر يوسف في سدي الحرير ونسج الأقمشة الحريرية، وكانت كبقية الحرف الدمشقية المتقنة بيد المسيحيين الدمشقيين وفي حي القيمرية، وكانت الحرف بوجه عام عبارة عن حرف ومهن عائلية يرثها الأحفاد عن الأجداد…

ولكنه وكما كان كل الدمشقيين المستورين وكل الأعلام الأنطاكيين الذين ظهرت نجوميتهم العلمية…لاحقاً وبفضل تعلقهم بالعلم والايمان… ومن خلال عمله نهاراً كحائك، كان ينكب ليلاً على مطالعة الكتاب المقدس، وكتابات الآباء القديسين مثل باسيليوس الكبير، ويوحنا الذهبي الفم،ويوحنا الدمشقي… الخ، وكان يصل ليله بنهاره في العمل والمطالعة والدراسة دون ملل أو كلل.

في القدس

ولما بلغ عمره عشرين سافر الى القدس لمتابعة تحصيله في مدرسة المصلبة الاكليريكية الأرثوذكسية التابعة للكرسي الأورشليمي المقدس… بفضل مديرها المتقدم في الكهنة اسبريدون صروف الدمشقي تلميذ الخوري الشهيد يوسف الحداد (القديس يوسف الدمشقي) وبديله في ادارتها والتدريس فيها… فاكتسب تحصيلاً ملفتاً في العلوم اللاهوتية والزمنية، ثم عاد الى دمشق.

العودة الى دمشق

البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي

في دمشق تابع تطوير ذاته في الحقلين الكنسي والتعليمي وشكل جمعية شبابية برئاسته تقوم بتعليم بعض قواعد اللغة العربية، ومطالعة

البطريرك ملاتيوس الثاني
البطريرك ملاتيوس الثاني

الكتاب المقدس، وشرح مبادىء الإيمان والأسرار الإلهية.

وأعطى ذاته كلياً لهذه الجمعية حتى أصبحت نواة لجمعية القديس يوحنا الدمشقي الأرثوذكسية كما أشارت لذلك الجمعية نفسها في خلاصة تاريخها، وقد ظهرت هذه الجمعية عام 1887 واسست مدرسة في الصرح البطريركي باسمها واوجدت مكتبة ضخمة جداً اتخذت من علية فوق الطريق في مدارس الآسية مقراً لها،  وان موجودات مكتبة البطريركية فيها كم رفيع من المخطوطات وامهات الكتب الخاصة بهذه الجمعية، وقامت هذه الجمعية بتأسيس مدرسة لها في منطقة القصاع اعتباراً من 1905 حتى مدرستها الحالية في بستان الصليب عام 1932 مع كنيسة الصليب المقدس بنفس التاريخ و قد سبقتهما جمعية القديس غريغوريوس الأرثوذكسية لتربية الأيتام ورعاية المسنين فأحدثت ميتمها عام 1928 ولا يزال..

وعلى هذا فقد كانت هذه الجمعية جمعية ارثوذكسية ثقافية تعليمية رفيعة، وقد ثابر علمنا على قيادتها بصدق وتفان مدة خمس سنوات.

في تلك الأثناء وكما اشارت الوثائق البطريركية/ وتحديداً رسائل السيد ديمتري نقولا شحادة الصباغ الدمشقي ان أحد اقربائه اعتنق بدعة اريوس والتي لاقت رواجا وباتت تعصف بأفكار المؤمنين من جديد، حتى ان احد الشباب الأرثوذكسي الدمشقيين، وضع كتاباً جحد فيه الوهية المسيح وادعى ان الكتاب المقدس محرف، فما كان من علمنا جبرائيل جبارةإلا ان تصدى له مفنداً آراءه معتمداً على كتاب القديس اثناسيوس الكبير ضد آريوس في المجمع النيقاوي السنة 325 مسيحية وعلى الكتاب المقدس، وكان يتمم هذا التفنيد في اجتماعات دورية ينظمها كل يوم أحد في احد منازل الرعية الدمشقية…

غريغوريوس معلماً في اللاذقية

تولى سدة ابرشية اللاذقية المطران ( البطريرك) ملاتيوس الدوماني الدمشقي عام 1865 فتصدى لمشاريع حيوية في ابرشيته واهمها هو افتتاح مدرسة رشدية (اعدادية) تابعة للمطرانية في اللاذقية (الكلية الأرثوذكسية لاحقاً) وكان لابد من تأمين معلمين أكفاء…

قوس النصر في منطقة الصليبة في اللاذقية
قوس النصر في منطقة الصليبة في اللاذقية

وفي عام 1867 زار المطران الدوماني دمشق فسمع بما قام ويقوم به علمنا وكان يعرفه، ويعرف قدراته حق المعرفة، والتقاه وثنى على مايقوم به من الحفاظ على التعليم القويم لذا طلب منه الذهاب معه الى اللاذقية ليكون مديراً لهذه المدرسة، ومعلماً لمواد العربية والتعليم المسيحي والتاريخ والجغرافية والحساب في المدرسة الرشدية الأرثوذكسية التي احدثها قبل عامين، فرد عليه علمنا بالموافقة.

فور وصول جبرائيل الى اللاذقية باشر بعمله التربوي بحماسة منقطعة النظيروتولى الادارة بنجاح منقطع النظير طَّورَ فيها آلية التدريس ومكث في ادارة المدرسة اللاذقية عشرين سنة وبذل كل عناية فائقة ونشاط منقطع النظير في تغذية النفوس بالتعاليم الروحية المقدسة والآداب والمعارف، ولم يكن تعليمه مجرد كلام بل كان مقروناً بالأعمال الخيرية والتقوية، مما جعل فترة إدارته فترة ازدهار للمدرسة فتخرج منها وعلى يديه ومنهم الشماس جراسيموس مسرة ، مطران بيروت وجبل لبنان لاحقاً.

كهنوته

مطرانية اللاذقية للروم الأرثوذكس
مطرانية اللاذقية للروم الأرثوذكس

في الخامس والعشرين من آذار السنة 1872، وفي اللاذقية، رسمه معلمه المطران ملاتيوس الدوماني شماساً انجيلياً، وفي عيد رفع الصليب الكريم في 27 ايلول ش 1874 رسمه كاهناً وفي مطلع نيسان من االعام 1875رقاه الى رتبة الارشمندريت.

ونظراً لتميز علمنا ونشاطه وعلمه وتقواه عينه راعي الأبرشية في منتصف تشرين الأول 1885 رئيساً للجمعية الخيرية في اللاذقية التي كان سيادته قد احدثها في بداية مطرانيته على اللاذقية في معرض الاصلاح الشامل الذي تصدى له مع بنيان المؤسسات كما تؤكد الوثائق البطريركية، فكان آية في في الصلاح والتقوى ومثالاً يُحتذى به. وكان يصرف نهاره بالتدريس والتعليم وما تبقى منه يتفقد المرضى والمحتاجين ومواساة الحزانى والمصابين، وأحياناً كان يلجأ لغرفته لكتابة مراسلات المطرانية، والمنشورات الروحية لصالح الرعية، والعظات الأدبية الروحية، ويُذكر أنه قام باصلاحات ملّية في الأبرشية، وأعطى منحاً دراسية لبعض التلاميذ المحتاجين، فذاع صيته بالفضائل الحقة وبالمعرفة الغزيرة مما أهله لدرجة الأسقفية.

رسامته مطراناً على حماة

في عام 1886 رقد بالرب مطران ابرشية حماة جرمانوس زيوت الدمشقي، فرفع أهالي حماة عريضة الى البطريرك جراسيموس ( يوناني من رهبنة القبر المقدس اليونانية الأورشلمية) يطلبون فيها علمنا الارشمندريت غريغوريوس جبارة راعياً ومطراناً لأبرشيتهم.

ومن مقره البطريركي في دير سيدة البلمند دعا البطريرك المذكور مطارنة المجمع الأنطاكي الى جلسة مجمعية في طرابلس في 11كانون الأول 1886، وبناء على هذه الدعوى التأم المجمع المقدس في كنيسة القديس جاورجيوس الطرابلسية في 23 كانون الأول عام 1886 وتم انتخاب الارشمندريت غريغوريوس جبارة مطراناً على ابرشية حماة وتوابعها.

وفي الأحد الأول من الصوم الأربعيني الواقع في 22 شباط 1887 ونزولاً عند رغبة اللاذقيين الذين احبوه كما احبهم تمت رسامته في كنيسة القديس سابا في اللاذقية برئاسة البطريرك جراسيموس، والمطارنة معلمه ملاتيوس الدوماني الدمشقي (اللاذقية)، وغفرئيل شاتيلا الدمشقي ( بيروت ولبنان).

وفي آخر القداس الالهي ومراسم الرسامة، وعظه البطريرك جراسيموس مزوداً اياه بالبركة والتوجيهات اللازمة، فرد سيادته بكلمة أظهر فيها أهمية الأسقفية وأعباءها، وشكر غبطته ومعلمه مطران ابرشية اللاذقية الذي كان له اباً روحياً ومعلماً ومرشداً.

ثم وفي يومي السبت والأحد التاليين اقام قداسين الهيين ودع فيهما ابناء ابرشية اللاذقية الذين تبادل معهم الحب وبكى وابكاهم…

مطرانيته على حماة

كاتدرائية حماة

غادر علمنا ابرشية اللاذقية التي خدمها باخلاص معلماً واكليريكيا حوالي 20 سنة يوم الأربعاء 4 آذار 1887 منوجهاً الى ابرشيته حماة فجرى له فيها

كاتدرائية سيدة الدخول في حماه
كاتدرائية سيدة الدخول في حماه

استقبال شعبي ورسمي شاركت فيه وفود من جميع انحاء ابرشية حماة.

شمر عن ساعد الجد مذ تسنم دفة سفينة ابرشيته وسعى بكل قواه لاحياء مواتها ولإنهاضها من حالة الجمود والركود.، وكان نشاطه كما هو معهود عنه شاملاً الأصعدة كافة من روحية الى تعليمية وادارية، فقد أعاد الحياة الروحية للأبرشية بالوعظ والتعليم والتنظيم وكان لوعظه التأثير الفعال في النفوس.

باشر ببناء الكنائس حيث يلزم في رعايا حزور وتين السبيل والعقيربة وسد كل النواقص في الكنائس المشادة قبل انتخابه من حيث توفير الأدوات الكنسية وبدلات الكهنة الحبرية ورسامة كهنة جدد، ولم يتوان عن حل المشاكل بالتعاون مع السلطات الرسمية في الولاية التي أظهرت استعدادها للتجاوب معه في كل ما يطلب. كتخليص ابائه من الضرائب المرهقة واخراجهم من السجون. كذلك لم ينس الفقراء فأسس جمعية ارثوذكسية من الشباب لعضد الفقراء، وأخرى نسائية هي جمعية نور الهدى ولا تزال قائمة حتى اليوم، وهدفها مساعدة البنات اليتيمات وتعلمهن وتدريبهن على الأشغال اليدوية.

البطريرك غريغوريوس حداد
 البطريرك غريغوريوس الرابع
البطريرك غريغوريوس الرابع

عُرف عن علمنا المطران غريغوريوس جبارة بأنه رجل علم وتقوى. فقد بنى أربع مدارس للذكور والإناث وازدهرت هذه المدارس في عهده وازداد عدد طلابها وطالباتها. واستمرت هذه المدارس في عهد خلفه مثلث الرحمات المطران أغناطيوس حريكة ولكن بعده عرفت انتكاسة وغابت عن الوجود باستثناء مدرسة روضة نور الهدى.

كان علمنا المطران غريغوريوس راعياً ساهراً على رعيته يواصل زياراته الرعائية باعثاً في قلوب ابنائه الايمان والميل الى حضور الصلاة مغذياً اياهم بالمعارف الالهية، من سير قديسين وشروح في الكتاب المقدس لتكون لهم نوراً ينير قلوبهم وعقولهم وحافزاً على الاقتداء بمسلكه وتقواه، فقد أدهش المؤمنين بتقشفه وزهده في العيش وقناعته بالقليل من كل حاجة، وقضائه الليل بكامله في الصلاة والتأمل.

قضى علمنا المطران غريغوريوس جبارة مدة ربع قرن جاداً في رسالته مجاهداً الجهاد الحسن بقصبر وجلاده وفقر مدقع لأبرشية فقيرة كان يعيقه حتى من الحضور للمشاركة في جلسات المجمع الأنطاكي المقدس وكان ينيب مطارنة عنه لعدم امتلاكه حتى اجرة الطريق من حماة الى دمشق او أكثر كعدم اقتنائه الا قمباز أو جبة واحدة ( الوثائق البطريركية) وقد ورد هذا في رسائله الى البطريرك ملاتيوس والبطريرك غريغوريوس.

لهذا كان دوماً في تفكير كل منهما، لذلك لم يكن غائباً عن ابصار الكنيسة ومؤمنيها فقد وجه غبطة البطريرك غريغوريوس الرابع لتكريمه باقامة احتفال بيوبيله الفضي.

شيخوخته

مطران حماة غريغوريوس في شيخوخته
مطران حماة غريغوريوس في شيخوخته

في 3 ايار شرقي 1919 أشرف المطران غريغوريوس جبارة على الثمانين فبدأت شيخوخته تعيقه في الخدم الروحية فطلب من البطريرك غريغوريوس تعيين وكيل اسقفي له يعينه في شؤون المحاكم الروحية وادارة شؤون الأبرشية… وفعلاً كلف البطريرك غريغوريوس الرابع الارشمندريت نيفن سابا وارسله الى حماة مساعداً لمطرانها الشيخ الجليل وذلك في 13 آب 1920. وفي العشرين من ايلول شرقي 1923 طلب علمنا إعفاءه من حضور جلسات المجمع المقدس بسبب شيخوخته، فبحث المجمع المقدس في هذا الأمر وبنتيجة المداولة استقر رأي المجمع على إبقاء المطران غريغوريوس على سدة الأبرشية اعترافاً ووفاء  لجهاده ووجوب الاعتناء به في المطرانية مع وضع وكيل له يسير أمور الأبرشية ادارياً وروحيا واستقر الرأي على وكيله الارشمندريت نيفن سابا.

والجدير بالذكر عن شيخوخة هذا القديس الصورة التي كان قد وضعها الأرشمندريتان نيفن سابا واغناطيوس حريكة في رسائلهما الى البطريرك غريغوريوس الرابع، فالأول يقول: ” إن الشيخ القديس أصبح على ابواب الأبدية فضعفت قواه، وقد خف أكله وتلعثم لسانه قليلاً ويستعمل بعض إشارات كأنه يرى شيئاً لانراه نحن…” إن أحواله تحسنت وأنه في الليل يتكلم كثيراً لوحده ويظهر أن اشباح تتراءى له حتى قال لخادمته الخاصة التي تعتني به ( مسكينة أنت يا ام برهان الآن كان عندي جوق من القديسين وها نورهم يسطع في الغرفة فأطفئي القنديل، لأن نوره ضئيل ويشير بيده…” إنه يعيد ماضيه في الصلوات ويرتل القوانين بألحانها…”

أما الارشمندريت أغناطيوس حريكة فيقول: ” أطمئن غبطتكم عن صحة سيادة راعي الأبرشية القديس فقد تحسنت جداً، وهو يمضي أوقاته بمطالعة الكتاب المقدس والصلوات، وقد سألني باهتمام عن غبطتكم وكلفني بتقبيل يديكم وكلما أدخل الى السيد يعيد علي هذه الوصية وقد أعجبت بهذه الشيخوخة المكللة بالجلال والتعزية والصبر وراحة الضمير خير ما تتوج به ايام خائفي الرب.”

وبرأينا ان في قول الأبوين نيفن وأغناطيوس تلميح على اعتقادهما بقداسته.

وفاته

انتقل المطران غريغوريوس جبارة الى الأخدار السماوية يوم الأربعاء 26 /شباط ش و11 آذار غ /1925 عن عمر يناهز السادسة والثمانين  وقد احتفل بالصلاة على جثمانه  في كاتدرائية القديس جاورجيوس الارثوذكسية في حماة يوم الجمعة 28 شباط شرقي 1925وقد جرت له جنازة  حافلة لاقت به وبجهاده في سبيل انطاكية العظمى عموماً وبأبرشيتي اللاذقية وحماة… وماقدمه في سبيل الكرسي الانطاكي من جهد وتعب واعمال تربوية  واعداد خدام للكرسي الانطاكي بالرغم من كل الفاقة والعوز…وكان مثالا في الصبر.

م

مصادر البحث

– المطران غريغوريوس جبارة، مقال في مجلة فرح 1999 / مطرانية اللاذقية

– الوثائق البطريركية وثائق ابرشيتي اللاذقية وحماة

– د. اسد رستم/ كنيسة مدينة الله انطاكية العظمى

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *