المملكة المدوّرة
مملكة ماري
مملكة ماري إحدى ممالك الحضارات السورية القديمة والتي ازدهرت في الألف الثالثة قبل الميلاد…
أن حضارة مزدهرة أنارت بتطورها وقوانينها وتجارتها العالم القديم هي مملكة ماري التي قامت في سورية حوالي عام 2900 قبل الميلاد. وكان تأسيس هذه المملكة عن طريق سلطة اجتماعية وسياسية ملكية كان لها حضور قوي وموقع دعم في المنطقة على نهر الفرات في سورية،.
فقامت حضارة عريقة متأصلة ارتقت بين الحضارات هي ماري. وكان لمدينة ماري عاصمة المملكة دورا هاما في الطريق التجاري الذي يتبع مسلك الفرات في سورية الداخلية.
ويعتقد أن الخارطة الجغرافية المتغيرة للمنطقة آنذاك حفزت نشوء كثير من المدن الجديدة في سورية امتدادا من الساحل إلى الداخل وفي بلاد الجزيرة السورية وما بين النهرين، فكانت ماري ميناء على نهر الفرات ترتبط مع النهر بقناة مجهزة للملاحة النهرية واستقبال المراكب والسفن التجارية.
فكانت ماری صلة الوصل بين الطرفين فهي تتوسط المسافة بينهم، فقامت وازدهرت حضارة من أهم الحضارات القديمة لذلك اعتني بعاصمة المملكة وهي مدينة ماري ومرافقها لتكون أحد أهم الحضارات المتطورة.
مدينة ماري التي تقع شمال شرق البوكمال، يعتقد أنها كانت مأهولة منذ الألف الخامسة قبل الميلاد. اكتشفت في ثلاثينات القرن العشرين بواسطة بعثة فرنسية وقد عُثر فيها على أكثر من 25,000 لوحا مسماريا مكتوبا بالأكدية القديمة حسب تقسيم Gelb، والخط المستخدم في كتابة الأكدية القديمة -كما هو ذاك المستخدم في كتابة لغة إيبلا- هو خط مشتق من الخط السومري ويتميز عن الخطوط الأكدية السرجونية والبابلية-الأشورية باعتماده الكبير جدا على اللوغوغرامات السومرية مما يجعل قراءته عسيرة للغاية.
مخطط مدينة ماري
مخطط مدينة ماري الأصلي كان على شكل دائرة قطرها 19 كم رسمت وخطط لها كأفضل تخطيط لمدينة ملكية…
تقع على نهر الفرات على مسافة 11 كم شمال شرق البوكمال، وكان للمدينة ميناء يتصل بقناة مائية مجهزة مع النهر (نهر الفرات) تؤمن الماء وتسهل وصول السفن التي كانت تبحر من ماري وإليها. وكانت المدينة محاطة بسور من كافة جهاتها عدا جهة النهر حيث كان المخطط الأصلي للمدينة على شكل دائرة كاملة تخترقها قناة متفرعة عن الفرات تؤمن جر المياه إلى المدينة وتسهل وصول السفن إلى المرفأ التجاري. ويُلاحظ أنه تم بناء السور، ثم شيدت الأبنية داخله ، وكان التوسع العمراني يتجه من المركز إلى السور. مع ملاحظة أن السور يحيط بكافة جهات المدينة عدا الجهة التي على الفرات.
الرقي والتطور
اكتشف في ماري الكثير من المخطوطات والوثائق التي تدل على مدى الرقي والتطور التي ساد المملكة، ومن الوثائق اللافتة لمملكة ماري رسالة من حاكم المدينة إلى ابنه يستخدم فيها مثلاً شعبياً سوريا لا يزال دارجاً حتى اليوم وهو كما ورد في الوثيقة التي تعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام:
“الكلبة من عَجَلَتها ولدت جراءً عمياناً”
الحياة الاجتماعية
بيوت ماري مصنوعة من اللبن والتي تشبه البيت الدمشقي، أما عن طبيعة الحياة الاجتماعية الاقتصادية في ماري فتجلت بجمعيات ونقابات وتنظيم وصل إلى درجة كبيرة من التقدم، فهناك غرفة تجارة ماري واسمها((كاروم))من جذر((كار)) ويعني مهنة. كما كان هناك فرق موسيقية!!!
قدمت وثائق مملكة ماري السورية معلومات عن وجود جمعيات للفقراء والمساكين كان يُطلق عليها اسم((الموشكينوم)) بمعنى المساكين وهذا يدل على مدى الرقي الإنساني والحضاري للمملكة.
الحياة الاقتصادية
هذا وقد تبين ان ماري كانت على صلات كبيرة مع لكش و نينوى و بابل
كما دلت الوثائق على وجود 26 نوعاً من الحلي والمجوهرات، و31 نوعاً من أواني الشرب، و من الألبسة الداخلية، كما استخدمت الستائر والبطانيات وأغطية الأسرّة.
نهاية مملكة ماري
إن موت ملك آشور شمشي أدد فسح المجال للفاعلية العمورية في بابل عبر حمورابي من أن تتبلور وتضم إليها آشور ثم بلاد بعل و موت ((في بلاد الشام)) ومن ثم بدأ نجم مملكة ماري في العام 1760 قبل الميلاد بعد نحو 1140 سنة بالافول بعد أن كانت منارة من الحضارة الروحية والمادية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية.
اترك تعليقاً