الياس عبده قدسي الدمشقي

الياس عبده قدسي الدمشقي

 

الياس عبده قدسي الدمشقي

 

 إلياس عبده قدسي الدمشقي : اديب ومؤرخ سوري ومدير المدارس الآسية الارثوذكسية الدمشقية (1878-1907) لياس عبده قدسي (1850 – 30 تموز 1926)، مُربي وأديب سوري من دمشق، تنوع نتاجه بين الرواية والشعر والمسرح والدراسات التاريخية. كان مديراً للمدرسة الآسيةفي دمشق القديمة التابعة  لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في السنوات 1878-1907، وعضواً فيمجمع اللغة العربية من سنة 1921 ولغاية وفاته عام 1926.

وُلِد في مدينة دمشق  القديمة عام ١٨٥٠م

منطقة آيا ماريا ( القيميرية حالياً) وهو ابن عائلة دمشقية  وجيهة جداً  في الكنيسة الارثوذذكسية الدمشقية مارست الايمان وتربت في كنيسة مريم ، تعود العائلة  في اصولها الى القدس  واساساً من عائلة يونانية الاصل وثرية، وقد وفدت الى مشق في زمن البطريرك الانطاكي متوديوس اليوناني(1825-1850  وبنت قصرها الحالي ، ثم انخرطت في المجتمع الدمشقي، وكان كبيرها عبدو من مساعدي القديس يوسف الدمشقي +1860 في مدارس الآسية  ومن عمدتها وتوارثت العائلة هذخه الخدمة بكل اريحية وتجرد،ولعبت  هذه  العائلة عيبر كل تاريخها  ادواراً محمودة على صعيد البطريركية الانطاكية، فوالده عبده قدسي كان عضواً في المجلس الملي  الارثوذكسي الدمشقي،  وكانت مهنته الاساس كمعظم المسيحيين الدمشقيين حرفة سدي الحرير  وكان له خان في حارة آيا ماريا لسدي الحريراضافة الى نجارته…

ايقونسطاس الكاتدرائية المريمية
ايقونسطاس الكاتدرائية المريمية

نظراً لدور والده عبده القدسي  المحوري مابين البطاركة اليونان الذين كانوا على السدة البطريركية والرعية الدمشقية (من 1724-1898) لذلك ومنذ استقلال اليونان عن الدولة العثمانية عام 1830 عينت مملكة اليونان والده ايلياس  قنصلاً عاماً لها في ولاية دمشق لخلفيته اليونانية الاصل ومنحته الجنسية مجدداً…ثم تولى ابنه عبده القنصلية فولده الياس علمنا المحكي عنه  المسؤولية الدبلوماسية ذاتها فصار  بدوره قنصل اليونان   وكان له مكانته زمن تولي البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي السدة البطريركية الانطاكية…1898-1906 وتابع في زمن البطريرك العظيم غريغوريوس حداد الى حين وفاته العام 1926 ليتابع  ابنه عبده الثاني دور والده ذاته  في عهد البطريرك العلامة المقتدر والمعمار الكسندروس طحان في المشاريع العمرانية التي قام بها غبطته ببناء جانب من دار البطريركية الحديثة الحالية والذي دعي بالقصر البطريركي اضافى الى العديد من البنايات الكبيرة المجاورة للصرح البطريركي لاستثمارها ولتدر ريعية تحسن واقع البطريركية المالي.

مديراً للمدرسة الآسية

في عام 1878، عينته  البطريرك الانطاكي ايوثيوس وكيلاً (مديراً) للمدارس الآسية وكان اسمها الكلية الارثوذكسية البطريركية الدمشقية ( الآسية)، وقد شهدت  في مرحلته تطويرات عدة، منها تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام: الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتوسيع مساحة اللغة العربية فيها مع تعيين نخبة من المدرسين العرب، كان في مقدمتهم أستاذ الرياضيات  فارس الخوري. اشتهرت  المدرسة في عهد  علمنا إلياس قدسي وذاع صيتها وزارها الوالي العثماني  مدحت باشا ( ابو الدستور في الدولة العثمانية) للتعرف على وكيلها سنة 1880. ظلّ قدسي مديراً للآسية حتى سنة 1907، وفي هذه السنوات أسس الجمعية التاريخية سنة 1875 والجمعية الفقهية سنة 1880، وحضر المؤتمر الدولي للمستشرقين في مدينة  ليدن في  هولندا (1883)، ومؤتمر المستشرقين في  فيينا (1886) وفي لندن (1880).

كذلك لعب الياس عبده القدسي دورا تنمويا كبيرا في لجنة المدارس الارثوذكسية الدمشقية المنبثقة عن المجلس الملي البطريركي ولذلك تسمت مدرسة البنات الارثوذكسية التابعة للمدارس الارثوذكسية الآسية باسم علمنا الياس عبده قدسي ولاتزال بقية هذه العائلة الدمشقية الارثوذكسية الوجيهة في مكانتها الاجتماعية والاقتصادية والادارية والعلمية الدمشقية لاتزال موجودة الى الآن وتقطن في هذا البيت الدمشقي الرائع

يقع قصر العائلة الكبير جداً في المنطقة الممتدة من مقابل مدارس الآسية الارثوذكسية الدمشقية الى حارة الخمارات جانب ساحة الخمارات  خلف الكاتدرائية المريمية… هناك اقامت العائلة واستضافت في بيتها بكل الجود والكرم الكثير من ضيوف بطريركية انطاكية وسائر المشرق الارثوذكسية وحتى منتصف القرن 20  أتقن العديد من اللغات لا سيما العربية، واليونانية والفرنسية، والإيطالية، والإنجليزية، وكذلك التركية. كذلك تولى قنصلية البرتغال اضافة الى القنصلية اليونانية، وعُيِّن وكيلًا للنمسا والمجر. من مؤلفاته: «نبذة تاريخية في الحرف الدمشقية»، و«نوادر وفكاهات من أحاديث الحيوانات»، و«الطريقة القدسية أو طريقة جديدة للقيودات المزدوجة».

حارة القدسي في منطقة المريمية يقع قصر العائلة يسارا البادي في الصورة
حارة القدسي في منطقة المريمية يقع قصر العائلة يسارا البادي في الصورة

وفاته

تُوُفِّيَ بدمشق في 30 تموز عام ١٩٢٦م. عن عمر ناهز 56 عاماً وجرى له جناز حافل في الكاتدرائية المريمية برئاسة غبطة البطريرك غريغوريوس الرابع ولفيف كبير من المطارنة والاكليروس البطريركي وحشد كبير جدا، ثم شيع الى مقبرة القديس جاورجيوس الارثوذكسية الدمشقية ووري الثرى في مدفن  العائلة ويعد ضريحهمن الاضرحة الجميلة والمميزة في مقبرة القديس جاورجيوس الارثوذكسية بالقرب من كنيسة القديس جاورجيوس والمقام في المدفن. واطلقت وزارة المعارف اسمه على مدرسة في محلة القيمرية موطنه.

الكتب المُؤلّفة للكاتب إلياس عبده قدسي (١ كتاب)

  • ديوان زهرة الربيع (دمشق 1913)
  • الطريقة القدسية: اجتهاد في الدوبيا (المطبعة الأرثوذكسية، دمشق 1909)
  • نوادر وفكاهات من أحاديث الحيوانات (دمشق 1913)
  • نبذة تاريخية في الحرف الدمشقية (دار الحمرا، بيروت 1992)

وله من المسرحيات: التخريم، مريم، سلمى، الرديف، أنجلينا، الثلاث بنات، المحتال، الموضة، الجنرال جورجي، الناسك دانيال، السيف، ومنكر الجميل.

 

نبذة تاريخية في الحِرَف الدمشقية

اشتُهِرَتْ «دمشق» مُنذُ بِدايةِ التَّارِيخِ بصِناعاتِها وحِرَفِها الَّتي امْتازَتْ بالجَوْدةِ والإِتْقان، والَّتي تَنوَّعَتْ مَا بَينَ: الصِّناعاتِ الفَخَّاريَّة، والزُّجاجيَّة، والجِلْديَّة، والنَّسِيجيَّة، وصِناعةِ السُّيوفِ كَذلِك، وغَيرِها. أمَّا الصانِعُ الدمشقِيُّ فقَدْ تَميَّزَ بالمَهارةِ والِابْتِكارِ والخِبْرةِ المِهنيَّةِ والذَّوْقِ الفَنِّيِّ العالِي. والكِتابُ الَّذي بَينَ أَيْدِينا لَمْ يَتطرَّقْ مُؤلِّفُه «إلياس عبده قدسي» للحَدِيثِ عَنْ أَنْواعِ الحِرَفِ فِي دمشق؛ لأنَّها — وَفْقًا لرُؤْيتِه — كانَتْ تُعانِي تَدَهْورًا وتَأخُّرًا إذَا مَا قُورِنَتْ بالحِرَفِ أوِ الصِّناعاتِ الأُوروبيَّةِ فِي أَواخِرِ حُكْمِ الدَّوْلةِ العُثْمانيَّة، بَينَما أرادَ المُؤلِّفُ أنْ يَتعرَّفَ سَرِيعًا عَلى أَحْوالِ الحِرَفِ الدمشقيَّةِ مِن حَيثُ التَّنظِيمُ والإِدَارة، وكَيفِيَّةُ انْتِقالِ الصانِعِ مِن دَرجةٍ إِلى أُخْرى حتَّى يَصِلَ إِلى مَرْتبةِ شَيْخِ المَشايِخ، وذلِكَ عَلى حَسبِ اجْتِهادِه، ومَدَى إِتْقانِه للحِرْفةِ الَّتي يُزاوِلُها.

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature