اليزيدية واليزيديون

اليزيدية واليزيديون

اليزيدية واليزيديون

المقدمة

اليزيدية او الازيدية هي مجموعة دينية، تعيش في منطقة الشرق الأوسط، يعيش أغلب أتباعها قرب الموصل، ومنطقة سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا وفي سورية، وايران وجورجيا وأرمينيا …هي عبادة الشيطان بحسب العلماء المسلمين الأقدمين ويمثل اليزيديون مجموعة عرقية دينية مميزة في الشرق.

الطاووس شعار اليزيدية
الطاووس شعار اليزيدية
ولئن بدا اليزيديون، اليوم ، شبه متأكردين، فإن دينهم، وتنظيمهم الاجتماعين يفرقانهم عن الأكراد. وهم عرفوا، في تاريخهم القديم والحديث، سلسلة من الاضطهادات والمجازر كان من شأنها ان أضعفتهم عددياً. وشتتهم في أكثر من دولة شرق اوسطية.

النشاة والأصل والجذور

أعطى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية (680 – 683 م) اسمه جماعةً اليزيديين. بيد ان الجذور العرقية والمذهبية لهؤلاء مازالت تطرح التساؤلات: فغالباً ما تُعتبر جذور اليزيديين محض كردية، إذ يتمتعون، حالياً، بمميزات هؤلاء، لغة وتكويناً، ويختلفون عنهم بالمعتقدات الدينية.

الأزدانية، أو ايزيدي ويزيدي. اما تسميتهم عند بعض آخر، جاءت من (يزد) أو(يزدان) وذلك لاعتقاد هذه الفئة ب(اله) بهذا الاسم. مدينة (يزاد) أو (يزدان) الفارسية ومعنى التسمية (الله).

ولئن تأكرد اليزيديون اليوم الى حد كبير، فإن ذلك لايمنع إرجاع أصلهم، في إحدى الروايات، الى مدينة البصرة ومنطقة الفرات السفلى في العراق.

تضيف الرواية، أنه حدث أن هجر اليزيديون مناطقهم تلك، واستوطنوا في سنجار وكردستان، حيث صمدوا إلى تاريخنا الحاضر. وحدا الأخذ بهذه الرواية بعض المؤلفين إلى اعتبار اليزيديين، بالاستناد إلى طبيعة معتقداتهم وطقوسهم من فرق الصابئة.

وثمة من جهة أخرى، صعوبة في ربط اليزيدية بالاسلام لأنها تختلف عنه في أقدم معتقداتها، حتى ان بعض المفكرين الأكراد وجدَ فيها شكلاً من اشكال الزرداشتية التي كانت ديانة الأكراد القديمة،وقد اقتنع بعض المستشرقين، ومنهم هرتن بهذه النظرية، وأثبت أن اليزيدية نوعٌ من عبادة النور، وإيمان بالألوهية المزدوجة، كما كانت عند الفرس الأقدمين.

وتعددت آراء علماء الأنساب حول اليزيديين، الا ان المستشرق الايطالي غيدي يقر بالاستناد لوثائق تعود الى القرن 16م، ان اليزيدية نشأت كردة فعل سياسية ودينية لصالح الأمويين بعد ظهور العباسيين، وهي شبيهة بحركة أتباع الامام علي بن ابي طالب التي اوجدت المذاهب الشيعية.

معابد اليزيدية
معابد اليزيدية

فلقد حافظ الأمويون بعد سقوطهم، ولمدة طويلة، على عدد كبير من اتباعهم الشديدي البأس في دمشق، وحتى في بغداد، ولا سيما في جنوبي كردستان، حيث لجأعدد من أفراد عائلاتهم. وظهر المذهب اليزيدي في هذه المنطقة بالذات، على يد الشيخ آدي، في القرن الثاني عشر. وينحدر الشيخ آدي من الخليفة الأموي مروان (684 – 685م)، وهو ولد في بيت فار، قرب بعلبك بلبنان، بين عامي 1073 و1078، ودرس في بغداد، واتصل بأشهر الصوفيين، لاسيما بعبد القادر الغيلاني الذي نال اعجابه.

إنعزل الشيخ آدي في جبال حكياري، وسكن في دير مهجور للمسيحيين قُبر فيه في مابعد. وقد جمع حوله بعض التلامذة، فأسس جمعية عُرفت باسمه الأَداوية، وكان يعلم الدين الاسلامي، والمؤلفات التي تركها تشهد على ذلك. إلا انه، بعد وفاة الشيخ آدي حوالي 1180، وقع أتباعه، من أكراد البلاد الذين لم يتمرسوا بالاسلام، في الهرطقة، حنى إن بعض المسلمين في أواسط القرن الثالث، اعتبرهم من الوثنيين الخطرين.

وبالرغم من شبه الاجماع على كردية اليزيديين إلا انهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات، عربية آشورية وسريانية، إلا ان أزياءهم الرجالية قريبة من الزي العربي، أما ازياءهم النسائية فسريانية.

اللغة

يتكلم اليزيديون اللغة الكردية، وهي لغتهم الأم، ولكنهم يتحدثون العربية ايضاً، خصوصا منهم يزيدو بعشيقة قرب الموصل، أماصلواتهم وأدعيتهم كلها فهي باللغة الكردية، أو مرَكه الشيخان حيث موطن امرائهم، والتي سميت في كتب التاريخ ب(مرج الموصل) وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس ل( الشيخ أدي) بشمال العراق، ويعتبر الأميرحسين بك من كبارالشخصيات الدينية اليزيدية في العراق والعالم.

 التوزع والتعداد السكاني

آغوات اليزيدية
آغوات اليزيدية

يقدر تعدادهم في العالم بحوالي 500000 نسمة، يتواجد أغلبهم في العراق، و30000 في سورية، ولم يبق من اليزيديين في تركيا سوى 500 نسمة في بداية الثمانينات حيث هاجر معظمهم الى اوروبة بعدما كان عددهم فيها اكثرمن 25000 نسمة. كما توجد أقلية يزيدية صغيرة في أرمينيا وجورجيا تعود أصولها لتركيا. وتوجد اقلية صغيرة في ايران دون توفر معلومات عن عددهم.

 مواطنهم

كان اليزيديون، يُسمون في فترات سابقة بالداسانية والتيراهية، ثم بعد ظهور الشيخ عدي الهكاري، اشتهروا بالصحبتية، والعدوية، والهكارية، ويبدو ان تسميتهم الحالية الايزيدية او اليزيدية أطلقت عليهم فترة سيطرة العثمانيين الأتراك على كردستان والعراق.

ومن أشهر مواطنهم سابقاً حسب (كتاب الشرفنامة) جزيرة ابن عمر(بوطان)، والموصل، ودهوك، وديار بكر، وحلب، واورفا وخوي بأيران (أمراء دنبلي). ولكن هذا الانتشار انكمش تحت ضغط الإبادة وفرمانات الدولة العثمانية.

أكبر تجمعاتهم اليوم فهي على النحو التالي

في العراق

في محافظة نينوى/ الموصل:- قضاء الشيخان، بعشيقة، بحزاني، شنكار(سنجار)، زمار والقوش.

في سورية

القامشلي، عفرين ومنطقة الجراح والقرى التابعة لها، وجبل سمعان، خاصة حيث تتوزع قراهم بجوار منطقة اعزاز على الحدود التركية السورية. وثمة اربع قرى يزيدية في الشمال، وهي قسطل، وسنطلا، وبَلفون، وقَطما، تفصلها بعض القرى السنية عن بقية القرى اليزيدية، هذا بالاضافة الى قرى يزيدية، تتوزع في الجنوب بين وادي عفرين ومنعطف الغزاوية.

في تركيا

ماردين، سيرت، اورفا، قارس، اغري واردهان (على الحدود الارمنية)

في ارمينيا

الآكز(قرى جبل أرارات وداخل العاصمة يريفان).

في جورجيا

داخل العاصمة تفليسي (تبليسي).

في المهجر

ايزيديات
ايزيديات

ألمانيا والنمسا وفرنسا وانكلترا.

التوزع والتعداد السكاني

يقدر عددهم في العالم، حسب أرقام لمنظمات الأمم المتحدة بحوالي 2,550,000 يزيدي، يعيش منهم حوالي 750 الفاً في العراق، و30 الفاً في سورية، اما في تركيا فكان عددهم يقدر بأكثرمن 25 الفاً في بداية الثمانيات لم يبق منهم الا حوالي 500 فقط بعدما هاجر غالبيتهم الى اوربة، اما في ارمينيا وجورجيا فتوجد اقليات تعود اصولها لتركيا، وتوجد اقلية صغيرة في ايران دون توفر معلومات عن العدد الحقيقي…

في العقيدة والرموز والمعتقدات

تضم العقيدة اليزيدية خليطاً من المبادىء الدينية ذات الجذور اليهودية والمسيحية والاسلامية، كما انها تأثرت بالهرطقتين الغنوصية والمانوية، وهي أقرب ماتكون الى دين الصابئة.

لم تحافظ اليزيدية بالتالي إلا على الشيء اليسير من الاسلام، على العكس من المذاهب الشيعية التي وان ابتعدت عن الاسلام السني، حافظت على بعض الخصائص المشتركة معه، وقد اعتبر العلماء، السنة والشيعة، المذهب اليزيدي مذهباً وثنياً يستتر بالتعاليم الاسلامية وأجازوا اضطهاد اتباعه.

ونرى من جهة أخرى، أن لدى اليزيديين اسطورة، تقول بأن مؤسس جماعتهم، هو شهيد بن الجراح المفترض ان يكون ابن آدم، ويعتبر اليزيديون انفسهم بالتالي أبناء الانسان الأول الذي وضع زرعه في جرة مقفلة لمدة تسعة أشهر، على العكس من بقية بني البشر الذين يتحدرون من آدم وحواء، وهم يقولون بأن زرع حواء لم يكن لينجب إلا الهامة لو وُضع في الظروف نفسها.

إن هذا الجوهر الخاص، أقنع اليزيديين، بأنهم ليسوا مثل بقية البشر، ويجب، بالتالي، ألا يختلطوا بهذه البقية، وعليه، يستحيل أن يصبح المرء يزيديا بالاهتداء، إذ لا يصح ذلك بالولادة. وثمة ، بحسب الأسطورة ذاتها، صلة بين اليزيدية والخليفة يزيد بن معاوية الذي أعطى اسمه المجموعة، وتخلى عن مذهب السنة لإعادة إحيائها، وه عاد لاحقاً وتقمص في شخص الشيخ آدي.

والمعلوم ان السنة يتحفظون تجاه الخليفة المذكور، فيما يكرهه الشيعة، لأنهم يعتبرونه مسؤولاً عن مقتل الحسين بن علي في كربلاء، ونهب المدينة، وقصف مكة، وحرق الكعبة. كما يعتبرون أنه الحق العار بنفسه وباتباعه اليزيديين الذين يجلونه.ا

ولطالما أصدر علماء الاسلام الفتاوي لتحريض المسلمين لقتل “اليزيديين أعداء الايمان” الذين بحسب اصحاب الفتاوي القاتلة، يقيمون حفلات تهتك وخلاعة يدنسون خلالها القرآن واسم النبي. ولا شك في ان الرقصات الانخطافية التي يقوم بها اليزيديون، خلال اجتماعاتهم الليلية، قد أسهمت في تأكيد هذه الشائعة التي هي بلا شك مضخمة كثيراً.

ووُصف اليزيديون ايضاً بانهم “عبدة الشيطان”، وهذا ماحدا بالمسلمين الى شجب عقيدتهم، التي طالما جَهَلَ اليزيديون انفسُهم فحواها، لكون معرفتها، تقتصرعلى بعض الملمين بها من بينهم. والمعلوم ان العقيدة كانت تنقل شفوياً ضمن أُسرة واحدة من الشيوخ لها الحق في إتقان الكتابة والقراءة.

أما ربُ اليزيديين الأعلى فهو قديم، وليس له تاريخ. هوإله البشر جَّلَّ عن الأمثال والأشكال، لايمكن تمثيله بأشكال مرئية ولا تخطر كيفيته ببال، صفاته قديمة كذاته، ليس مثله شيء، وهو اله واحد. أما الطاووس فهو ملك الملائكة.

الملك الطاووس وهو يحكم الكون بمعية سبعة من الملائكة، وهذه الملائكة السبعة خاضعة للرب الأعلى، وهي كائنات شبه الهية

فطاووس الملائكة، هو الأرفع رتبة يليه سلطان آزي، وشي (شيخ) شمس، وشي آدي، وشي حسن، وشي فخر الدين، وشي مَندْ. ويعتقد اليزيديون بأن كلاً من الملائكة، باستثناء طاووس الملائكة، عاش على الأرض عندما أسس الشيخ آدي المجموعة. وهو شُبِّه أحياناً بملاك، وأحياناً بنبي. أما الملاك آزي فما هو الا الخليفة يزيد بن معاوية، بينما من بقي من الملائكة يمَّثل خلفاء الشيخ آدي من ذرية اخيه. وقد رفعوا الى مستوى الكائنات شبه الالهية. والمسيح نفسه، في نظر اليزيديين، ملاك تجّسَّد، لكن موته على الصليب ليس صحيحاً، وهم ينتظرون عودته ثانية..

ويُرمزللملك بشكل طاووس، وهو الأهم بين الملائكة لدى اليزيديين كما اسلفنا. وعبادته تعود الى قدامى الآشوريين. كما نجد له اشكالاً مختلفة عند اليونانيين والهندوس، فيم “الشيطان” بحسب مفسري القرآن الأقدمين، فقد اتخذ شكل الطاووسْ لينفذَ إلى الجنة الأرضيةْ ويجرب آدم وحواء. كما ان الدروز والصابئة، بدورهم أعطوا الشيطان شكل طاووس. كما ان طاووس الملائكة اليزيدي هو نفسه الشيطان، لكن، بعدما أُعيد إليه الاعتبار، فاسترد مكانته بين الملائكة. ويُمَثَلْ بطاووسٍ مصنوعٍ من النحاس بحجم الكف المضمومة.

هذا وإن بعض المتصوفين الذين سبقوا الشيخ آدي، كالحلاج، وبعض معاصريه، مثل فتح أحمد الغزالي، شقيق الفيلسوف الشهير، ارتأى أن ابليس استحق العذاب الأبدي، بعدما رفض السجود لآدم وقبل تأديته السجود لخالقه، ويكون – بذلك – قد قدم اكبر دليل على وفائه للخالق. فليس مستبعداً، إذاً بحسب أحمد تيمور، أن يكون الشيخ آدي، أو بعض تلامذته، قد آمن بهذه الفكرة. وحتى ان الفلاحين البسطاء اليزيديين فقد تلقنوا تعاليم كهذه، وباتوا يؤمنون، ان الشيطان قد نال الصفح قبل هذه الحادثة.

وخلاصة القول عند اليزيدية إن عبادةالشيطان عندهم ليست إكراماً للشروقوتَّه ، بل اكرام للشر الذي تطهر وتصالح مع الخير، إذا ، طاووس الملائكة- بعدما تاب ونال الصفح- جسد كلَّ ما ينفي الشر، وبعد أن بقي سبعة آلاف عام في جهنم، ليكفر عن ذنوبه، ملأ سبع جرار من دموعه التي أطفأت نيران جهنم.

أما التوحيد فهو من احدى الأسس الثابتة في فلسفة الدين لدى اليزيدية، لذا لايعتقد اليزيديون، كما بيَّنا، بوجود الشياطين، والأرواح الشريرة، والعفاريت والأبالسة لأنهم يعتقدون أنهم تابوا، ويعتقدون ايضاً، أن الاقرار بوجود قوى أخرى، تسيَّر الانسان، وتبرر مايقوم به من أفعال، وليس الجن أو الأرواح الشريرة. وان الله هو كله خير، أما الشر فياتي أيضاً من بابه نتيجة لأفعال البشر، لذا الصراع بين الخيروالشر، هو في الأساس صراع بين النفس والعقل، فاذا انتصر العقل على النفس نال الانسان خيراً…

اليزيديون إذا، يلغون جهنم والشيطان، ويستعيضون عنهما “بنظرية التقمص” للتكفير عن الذنوب التي ارتُكبت على الأرض، فالصالحون يتقمصون بشكل انسان، فيمَ الخطأة يُولدون في أجسامِ حيواناتْ، ويحتفظون بهذه الأجسام مدداً مختلفة، كلٌ بحسب جسامة خطاياه.

أما نظرية اليزيديين حول “الكون” فتُظهر العالم على أنه نشأ نتيجة لدورات متعاقبة من الخلق المستمر، وتؤكد أننا – اليوم – أصبحنا في دورة الخلق السبعين. واليزيديون كالصابئة، يمقتون اللون الأزرق، ويتطلعون – عند الصلاة – إلى النجم القطبي والشمس. وأما احترامهم للنار التي يجب الا تدنَّس فهي ذات تأثير زرداشتي.

والماء والناروالتراب والهواء، فهي عناصر الطبيعة المعروفة، فهي، وفق الديانة اليزيدية، رموزاً مقدسة، وتمثل حياة مستقلة بحد ذاتها، ومستمدة من الزرداشتية. ومن ابرز طقوسهم الدينية: (الدعاء) ويتم في ثلاث فترات مع شروق الشمس وغروبها، يدعو فيها اليزيديون أولاً بالخير والسلام للبشرية جمعاء عامة، ومن ثم لهم ثانية.

واليزيدية كديانة لها فكرها، ومسلكها الخاص في أداء طقس الصلاة (الدعاء) لخالق الكون، الله، الذي يسمونه بلغتهم الآريية القديمة (خودى) أو(ئيزدان)، وتتجلى في عدد من الأدعية والنصوص، بعضها تختص بطلوع الشمس، مع الفجر، فالظهيرة، ومن ثم الغروب، وتختص بعضها الآخر، ببعض المناسبات الدينية كالأعياد مثلاً، أوأدعية أخرى تتلى على المريض، وأخرى تقترن بحدوث الفيضانات والكوارث، ومنها ماتختص بظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر… الخ…

الكتب المقدسة

رجل دين يزيدي
رجل دين يزيدي

كتاب الجلوة لعدي بن مسافر، ومصحف رش (بالعربية يعني: الكتاب الأسود)

ويتجلى الاسلام في اليزيدية بالصيام، والتضحية، والحج الى وادي لالش في العراق، ولاش هوالمكان المقدس، عند اليزيديين.

ولالش موقع يقع في منطقة جبلية قرب عين سفني حوالي 60 كم شمال غرب مدينة الموصل، حيث معبد لالش النوراني وقبر الشيخ آدي المقدس، لدى اتباع الديانة، كما أنها مقر المجلس الروحاني للديانة اليزيدية في العالم. حيث يحج اليزيديون مرة واحدة خلال حياتهم على الأقل الى لالش الذي يستمر لمدة سبعة أيام.

أما اليزيديون القاطنون في المنطقة فيقومون بحج سنوي خلال فصل الخريف من 23 ايلول وحتى الأول من تشرين الأول. والصلاة وهي عبارة عن أدعية عبر التوجه نحو الشمس، أما الصوم فيصوم اليزيديون في السنة أكثر من مرة واليزيدي مدعو للصوم طول السنة فهو يمكن أن يصوم متى يشاء وهذا الصيام يكون خاصاً، يرتبط برغبة الشخص. ولكن هناك صوم عام، يسمى صوم (ايزي)، (ئيزي) أي “صيام الله” وهو لمدة ثلاثة أيام، ويصادف غالباً شهر كانون الأول الميلادي، لأن اليزيديين يتبعون التقويم الشرقي القديم (الكريكوري).

معبد لالش المقدس
معبد لالش المقدس

وفي هذه الأيام الثلاثة يصوم الايزيديون عن كل ملذات الدنيا، وفي اليوم الرابع بعد الصيام يصادف العيد المسمى (روزييت ئيزي). وتسمح الديانة بالكتابة على القبور، وبختان الذكور، لكنه غير اجباري، فيمَ المعمودية الزامية، وهي، مأخوذة من المسيحية، اضافة الى كسر الخبز، ورتبة شرب النبيذ، اللذين يمثلان نوعاً من سر الشكر(الافخارستيا)، وزيارة الكنائس في يوم الزواج…الخ… إلى جانب بعض الظواهر الصوفية كالرقص الانخطافي، وإجلال المتصوفين، وبعض الظواهر الشامانية كالمواراة في التراب وتفسير الأحلام والرقص…

يحق للنساء اليزيديات، إقامة الشعائر الدينية، كما يحق للنساء الدرزيات الاطلاع على اسرار المجموعة، وذلك نادر في الشرق الذي لا يستسيغ دخول المرأة في هذا المضمار. أما الممنوعات في مأكل اليزيديين فتقتصر على الخس ولحم الخنزير.

القبلة لدى اليزيديين هي الشمس، باعتبارها أعظم ماخلقه الله، حيث يتوجه اليزيدي، او اليزيدية، نحو الشمس للدعاء، والمصلي عليه الاغتسال اولاً، ومن ثم الوقوف بخوف وخشوع، رافعاً يديه الى السماء، وهو حافي القدمين. وهذا يتكرر في اليوم ثلاث مرات، عند الشروق، وعند الغروب، وكذلك في الليل قبل النوم، وتتلى في كل مرة تراتيل وأدعية خاصة، تتميز باسلوب أدبي ولغوي قوي جداً، أشبه ماتكون بالشعر الموزون والمقفى.

التنظيم الاجتماعي

ترك دين اليزيديين تاثيراً عميقاً في تنظيمهم الاجتماعي، وإن المراتب في الوظائف الدينية التي كانت موجودة في الأداوية البدائية، تمثل أساس هذا النظام الطبقي الاجتماعي الفريد من نوعه في الشرق، إذ إن الطبقات الاجتماعية اليزيدية ترتكز على نوع من التخصص في الدين، يُضاف إلى النسب، فكل فردٍ يولد ويشب ويتزوج ويموت في الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها عند ولادته.

ويوجد في قمة الهرم المرتبي اليزيدي، شخصان يؤلفان، مع عائلتهما، الطبقة الاجتماعية العليا: الأول هو الأمير، أمير اليزيديين ويمارس السلطة الزمنية وله امتياز تمثيل اليزيديين في الخارج، ويجب ان ينحدر من سلالة الخليفة يزيد بن معاوية، والثاني هو الشيخ الأعلى، ويجب ان ينحدر من سلالة الشيخ حسن، شقيق الشيخ آدي، ويتمتع بالسلطة المطلقة في الأمور الروحية، وله حق حرم اي يزيدي…

أما الطبقة الاجتماعية الثانية، فتجمع عائلات الشيوخ الآخرين المتحدرة من الملائكة، السابق ذكرهم، والتي تجسدتْ لتعيش بين البشر وتدلهم على طريق الخلاص. ويُذكر أن جميع العائلات المعنية هي أساساً من شيخان، وقد توزعت لاحقاً على التجمعات اليزيدية المختلفة.

والواجبات الدينية التي تقع على كاهل الشيخ، لاتتطلب منه الشيء الكثير، إذ هي تقتصر على اتمام الشعائرالتي ترافق كل ولادة وزواج ومأتم… وتلك الشعائر هي أحد مصادر رزق الشيخ، وهو يحظى بمصدر آخر للرزق، يتمثل في تسديد كل مؤمن عند الحصاد أتاوة عينية او نقدية، بحسب إمكاناته. وهكذا غالباً مانجد أن ثروة الشيوخ تكون طائلة.

وُذكر أنه في سنجار علا شأن الشيوخ السياسي، وفاقت سلطتهم سلطة زعماء القبائل، فاضطر هؤلاء الى اخلاء الساحة لهم.

وعندما يموت الشيخ فإن أاولاده يتقاسمون ثروته، وكذلك تلاميذه الذين يعرف كل منهم اسم المريد. فالمريد يرتبط بشيخه، ولا يستطيع تركه.

_اليزيدية واليزيديون
_اليزيدية واليزيديون

ولعائلة شي حسن، بين عائلات الشيوخ، المكانة الأولى، وهي المؤتمنة الرئيسة على الدين والعقيدة. والبيشمام، وهم الرؤساء الروحيون لمنطقة معينة، يُختارون فقط من ذرية هذه العائلة، ومركزهم شبه وراثي، وقد نجدهم في شيخان وسنجار وتركيا في آنٍ واحد.

ويساعد الشيوخ في وظيفتهم “البير” الذي يحصلون على مراكزهم ايضاً بالوراثة، ويتمتعون ببعض النفوذ على المريدين الذين يدفعون لهم جزية سنوية، بيد أن وضع هؤلاء المادي والاجتماعي، يبقى أدنى بكثير من وضع الشيوخ. إلا ان ذلك لم يمنع إحدى عائلات البير من تمثيل دور سياسي بارز في جبل سمعان.

وثمة ايضاً طبقة “الفقيران”. والكلمة كردية مشتقة من كلمة فقر العربية، وموضوعة في صيغة المثنى، وكانت كلمة فقير تدل في الماضي على بعض أتباع الجمعيات الاسلامية. ويؤلف الفقيران عند اليزيديين، طبقة اجتماعية غريبة، فهم بعدما كانوا في الأداوية تطوعوا للعمل لدى العائلات والعشائر، فكونوا طبقة اجتماعية جديدة، وهؤلاء إن لم تكن لهم اي وظيف دينية، يتمتعون باحترام اليزديين الآخرين، لا بل بخشيتهم، وهم يخضعون لهم خضوعاً كاملاً، وتمثل “الفادر ابي” العنصر النسائي المرادف للفقيران.

كما انه توجد طبقة القَّوال التي تتألف من جماعات تقطن شيخان، ولا توجد اي منطقة غيرها، ويقتصر دور أفرادها على نقل تماثيل صغيرة من المعدن، تمثل طاووس الملائكة، وتُّذّكر اليزيديين بواجباتهم الدينية.

 مراكز ثقافية يزيدية

تعد اليزيدية كثقافة ولغة وتراث. العمق التاريخي، الأكثر أصالة للكرد عموماً، على الرغم من أن نسبتهم بين الأكراد في العالم، قد لاتتجاوز 4-5%، إلا أنهم لا يزالون يحتفظون بالجزء الأكبر من التراث والتاريخ الكردي، وخاصة منه الأدب الديني الشفهي أو المكتوب باللغة الكردية، وتحاول مراكز ثقافية إبراز هذه الأصالة، عبر توثيق هذا التراث الحي وربطه بالحاضر.

يعتبر مركز لالش الثقافي والاجتماعي اليزيدي من أشهر المراكز الثقافية الخاصة باليزيدية في كردستان وللمركز احتفال سنوي خاص،

يسمى (مهرجان لالش) تحضره سنوياً نخبة من الباحثين الكرد والأجانب، وله موقع على النترنيت. وهناك أيضاً مركز ثقافي يزيدي في مدينة أوكسبوك في المانيا تأسس حديثاً، وهناك ايضاً “جمعية كانيا بسبي” الثقافية والاجتماعية وايضاً جمعية “بورانكي” الثقافية في شمال السويد.

طقس المعمودية الزامي
طقس المعمودية الزامي

 اشهر الشخصيات اليزيدية

– الأمير تحسين بك، وهو من أشهر أمراء اليزيدية حالياً.

– الأمير حسين بك الدنسني، زعيم اليزيدية الأشهر، الذي ساند السلطان العثماني سليمان القانوني في حملته، لاستعادة بغداد من سيطرة الصفويين الفرس، فكافأه وجعله أميراً على إمارة صوران واربيل ودهوك وكانت تسمى ببلد “راسن”.

– عرب شمو(عرب شاميلوف)(1897-1978) من كبار الروائيين الكرد، وله روايات عديدة أشهرها (قلعة دمدم) ولد في قارس (تركيا حالياً) والتجأ الى ارمينيا ومات فيها. ويعتبر أكثر الكتاب الكرد شهرة في العالم لأن نتاجاته تُرجمت إلى أهم لغات العالم( الانكليزية، ، الروسية، الفرنسية، الألمانية، العربية، الأرمنية ، والجورجية). إن الدور الذي نهض به عرب شموفي تاهيل الفن الروائي في الأدب الكردي دور ريادي وتاريخي، كما أن رواياته تعد أفضل ماكُتب باللغة الكردية، من نثر فني، وطفرة كبرى في المضمون الفكري والمستوى الفني للرواية الكردية.

– برو شرقي من كبار المطربين الشعبيين الأكراد، عاش ايام مجد ابراهيم باشا المللي الكردي ولد عام 1880 وهو ذائع الصيت بأغانيه التي تمجد البطولة والحب والوفاء.

– درويش عفدي، “ملحمة درويشي عفدي والوقائع التاريخية لهذه الملحمة”.كان درويش عفدي يسعى لكسب ثقة تمر باشا المللي، من أجل ابنته (عدولة) وكان بينه وبين تمر باشا خلاف شديد يمنعه لقاء عدولة ابنة الباشة، وعندما كانت الحرب بين الباشا المللي والتحالف العثماني العربي، كانت فرصة درويش عفدي أن يكون في بيت الباشا وإلى جانبه وبدعوة من الباشا شخصياً. وقد كانت المصلحة مشتركة في هذه اللعبة الخطرة، لأن تمر باشا كان يرى في هذه الحرب سبيلاً للخلاص من درويش الذي ألحق العار به وبالملليين جميعاً في قصة حبه لعدولة.

اليزيدية عبر التاريخ

إن اليزيدية، بعدما كانت حركة دينية محصورة في الوسط الكردي، عرفت انتشاراً هاماً في القرون الوسطى، وإن لفترة قصيرة، قبل أن يغدو تاريخها ملازماً لتاريخ الاضطهادات التي تعرض أتباعها له. فما ان بدأت اليزيدية في الانتشار، حتى اصطدمت بالمغول بين عامي 1221و1257، وبالمسلمين بين عامي 1244و1245، فتعرض أتباعها للمذابح، ولقي شيوخها نهايات مأساوية.

أما في القرن الرابع عشر، فقد عرفت اليزيدية انتشاراً واسعاً، وانضم اليها كثيرون حتى عام 1414 الذي شهد دمار معبد الشيخ آدي في شيخان على يد أمراء الجزيرة المسلمين كإبن عمر، وأمراء جرش ويوكال. وكانت، تلك ضربة حاسمة لليزيدية التي عجزت، في مابعد، عن مواجهة القبائل الكردية والعربية المجاورة لها والتي كانت تكيل لها الضربة تلو الضربة.

أضف الى ذلك، ان التنافس بين القبائل اليزيدية نفسها أضعف أتباعها، خصوصاً أن بعض القبائل، مثل قبيلتي المحمودي ودونبالي، اعتمد مهادنة الأعداء، بدل مقاومتهم، طمعاً في الحصول على بعض الأراضي.

وتقلب وضع اليزيديين، أيام العثمانيين، بحسب العهود. فقد اضطر العثمانيون، في فترة أولى، الى مهادنة اليزيديين للمحافظة على ولائهم لهم، وذلك باغداق النعم عليهم ومنحهم الأراضي. والمعلوم أن سلاطين بني عثمان، إثر كل انتصار لهم في المنطقة، كانوا يُقطعون المناطق للزعماء الأكراد والسنة واليزيدية الذين عاونوهم.

بيد ان العثمانيين، لما وطدوا سيطرتهم على كردستان، راحوا يضايقون اليزيديين، فتحول بعض زعمائهم الى الاسلام. وتبعهم رجالهم في ذلك. وتم التحول الى الاسلام خلال عدة أعوام في قبيلة المحمودي، فيما استغرق عشرات الأعوام في قبيلة دونبالي. وهكذا، وما أن أطل القرن السابع عشر حتى كانت هاتان القبيلتان الكبيرتان قد اهتدتا الى الاسلام، فقل عدد اليزيديين وانحصر وجودهم في منطقتي شيخان وسنجار، ولم يعد في إمكانهم مواجهة أعدائهم الذين غدوا يغيرون عليهم كل عام، فيرتكبون المجازر في حقهم، وينهبون أرزاقهم ويسبون نساءهم.

أما الوقائع التاريخية فتقول :” إن الحرب بين تمر باشا المللي والحكومة العثمانية كانت لأسباب سياسية ومادية، فالباشا المللي، عندما أصبح قوة لاتقهر في قلب الأمبراطورية العثمانية، وقد شكل جيشاً تجاوز تعداده 70 الف محارب، وذاع صيته في الأمبراطورية وأصبح رئيساً دون منازع للتحالف المللي الذي كان يتالف من 47 عشيرة، وأصبح حاكماً نافذ الكلمة، يهابه الولاة والمتصرفون في الدولة العثمانية، وسيطر على جميع الطرق المؤدية الى حلب وديار بكر والموصل وغيرها من المدن الرئيسة، وذهبت كل جهود السلطان العثماني عبثاً في السيطرة على هذا الأمير

الكردي، الذي أوشك على الاستقلال بهذه الإمارة الكردية عن الدولة العثمانية، وكانت منطقة نفوذه تمتد من أرزروم (ارض روم) الى بيراجيك جنوباً، ثم شرقاً إلى جبل عبد العزيز وجبل سنجار في الجنوب الشرقي، وشمالاً الى جزيرة بوتان وديار بكر، وكانت عاصمته “ويران شهر”. امتنع تمر باشا المللي عن دفع الضرائب للباب العالي، ولم يدع أحداً من رجال العشائر المللية أن يخدم في الجيش العثماني، الأمر الذي دفع الحكومة العثمانية للالتفات جدياً الى الخطر الكردي بزعامة تمر باشا، فقرر السلطان العثماني تعيين سليمان باشا آل شاوي والى بغداد، ورئيس عشيرة العبيد العربية قائداً عاماً للجيوش الزاحفة ضد تمر باشا المللي عام 1791. وقد ضم الى جيشه آلاف من الفرسان غير النظامية من عشيرة الجيس والتركمان، منهم قوات كوسه باشا والي حلب وأوزون ابراهيم باشا والي الرقة، وعمر باشا متصرف ملطية. وزحفت هذه القوات الى ماردين، حيث واجهت الجيش المللي بقيادة درويش عبدي وسعدون باشا أخو تمر باشا، وحاصروا الجيش المللي في قلعة (بووك)، وعندما لم يستطع الجيش المللي الصمود أمام تلك الجيوش الجرارة، أخلى القلعة وتراجع جنوباً، وأخذ سليمان باشا آل شاوي يعاقب العشائر المللية بقسوة، حيث أعدمَ رؤساءَ العشائر وقادتهم، ومنهم سعدون باشا أخو تمر باشا، ومحمود بك ابن عمه، وعين ابراهيم بك أخا تمر باشا رئيساً للعشائر المللية في تلك المنطقة. ودرويش عفدي الذي هو عدو تمر باشا، هو قائد الجيش المللي، وسند الباشا في المصادر التاريخية. أما “عدولة” حبيبة درويش فهي رمز الأرض، رمز الامارة الكردية، التي يجب على اليزيديين الدفاع عنها بدمائهم وأموالهم، حتى تكون حرة مصانة، ولم يكن هناك من يدافع عنها سوى قائد جيشها درويش عفدي.

حملات الابادة

أكثر المصادر اليزيدية تؤكد انها تعرضت للمجازروالاضطهاد على مر التاريخ بفضل فتاوي التكفير، للخروج عن الدين، بدءاً بأيام مير جعفر الداسني (ايام الخليفة العباسي المعتصم 224ه)الى حملات القرنين السادس والسابع عشر، ومن ثم حملات ولاة بغداد العثمانيين: حملة حسن باشا 1715 م، وحملة أحمد باشا1733م، وحملة سليمان باشا 1752م، ومن ثم حملة نادر شاه الفارسي التي تواصلت للفترة من 1732- 1743 ومن ثم حملات امراء الموصل من الجليليين، والحملة على امارة الشيخان، والحملات على ايزيدية جبل سنجار…ثم حملة الباشاوات العثمانيين اولها يعود للعام 1560م، وعندما صدرت فتوى من مفتي الأستانة ابو السعود العمادي بقتلهم ومنها حملة علي باشا عام 1802 وحملة سليمان باشا الصغير 1809م، وزاد اضطهاد اليزيديين في القرن التاسع عشرإذ اجتاح بدوخان، أمير بهتان، شيخان عام 1832م، وقبض على علي بيَّ، أمير اليزيديين، وأعدمه. أما من بقي من السكان فلم يستطع عبور نهر دجلة الذي كان في حالة فيضان، ولم يتمكن بالتالي من الوصول الى سنجار، وقد نُحر على يد مطارديه من الأكراد.

وحملة اينجه بيرقدار 1835م وحملة رشيد باشا عام 1836م، وحملة حافظ باشا1837م،كما اجتيحت سنجار عام 1838 على يد والي ديار بكر، وعام 1841م على يد والي الموصل. وحملة محمد شريف باشا 1844-1845م، وحملة محمد باشا كريدلي اوغلو 1845-1846م، وحملة طيار باشا 1846-1847م، وحملة ايوب بك1891 وحملة الفريق عمر وهبي باشا 1892م، ومن ثم حملة بكر باشا 1894م،وحملات أمراء رواندز حملة محمد باشا السوراني 1832-1834م وحملة بدرخان بك 1844م.

ولما أُرسل القائد العثماني عمر وهبة باشا عام 1892 الى بلاد مابين النهرين، لاستيفاء الضرائب المتأخرة، هدد هذا الأخير اليزيديين بالإبادة إذا لم يُنكروا دينهم، ويعتنقوا الدين الاسلامي، وإذ لقي منهم الرفض، هاجمهم بمساندة الشمار وبعض القبائل الكردية، واجتاح شيخان وسنجار.

وكان السنة يعتبرون اليزيديين كفرة، لذا حاولوا بشتى الوسائل القضاء عليهم. ولابد من التذكير هنا بأن العثمانيين ارتكزوا على الدين لاخضاع الشعوب غير التركية التي سيطروا عليها، وقد استطاعوا بذلك إرضاء العرب وحملهم على القبول بحكمهم.

أما الفظاعات التي ارتكبها عمر وهبة باشا في حق اليزيديين، فقد أثارت عليه نقمة السلطنة العثمانية، ودول الغرب في آن واحد، فاستبدله الباب العالي بحاكم اكثر اعتدالاً هو نوري باشا الذي أظهر لليزيديين بعض العطف، فنعموا بسلام شبه كامل حتى قيام الحرب العالمية الأولى.

إلا ان ذكرى الاضطهادات والاحتقار ظلت ماثلة في أذهان اليزيديين، فراحوا يتحينون الفرص لمقاومة الحكم العثماني. ولما بدأ العثمانيون باضطهاد المسيحيين، سارع سكان سنجار الى استقبال الأرمن والآشوريين الهاربين، ورفضوا تسليمهم الى السلطات، على الرغم من ترغيبها لهم حيناً، وترهيبها لهم حيناً آخر.

وفي القرن العشرين وإبان الحرب العالمية الأولى. وإثر قدوم الانكليز الى العراق، سارع إسماعيل بَي، ابن عم أمير شيخان الى بغداد ووضع نفسه تحت تصرف الحلفاء.إلا ان الأتراك الفتيان قاموا بتشريد اليزيديين إبان مذابح الأرمن 1915، ومن ثم حملة ابراهيم باشا 1917م.

وحافظ اليزيديون، عند انتهاء الحرب، على عهدهم، اسوة ببقية الأقليات، وانضموا الى قوات الانتداب الانكليزية والفرنسية في العراق وسورية.

وقامت حملات عديدة مع ذلك في اضطهاد وتشريد اليزيديين، منها حملة سنة 1935 من قبل الجيش العراقي الملكي، ومن ثم حملات الأنفال في العراق خلال الفترة 1963-2007م في حكم دولة البعث في العراق. تبعتها فتاوي المتطرفين باحلال هدر دم اليزيديين ونكبة سنجار آب 2007، وآخرها نكبتهم بيد داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) في حزيران وآب 2014.

التمثيل السياسي في العراق

احتفظ اليزيديون العراقيون بشيء من الاستقلالية، ونعموا بهدوء استثنائي ايام الانتداب الانكليزي، لأن الانكليز على العكس من الأتراك الذين اتبعوا سياسة فرق تسد بين السكان في جبال سنجاروحاولوا وضع حد للتناحر الداخلي في مناطق الأكراد وصار من الصعوبة حصول اليزيديين على السلاح بفضل رقابة السلطات الانكليزية، وخضع زعماؤهم لإدارة اصلب من الادارة التركية، وشعروا بضرورة ارضاء بريطانيا للمحافظة على العلاوات التي كانت تقدمها لهم.

وعندما نال العراق استقلاله، لم يبد الوطنيون رضاهم على الخصوصية اليزيدية، فكان أن أغلقوا المدرسة التي فتحها اليزيديون في بلاد سنجار وحرموا اساتذتها من معاشاتهم، كما أجبروا هؤلاء على الاذعان لقانون التجنيد الاجباري الذي صُدِّق عليه اواخر عام 1934م. ولم يرق هذا الأمر لليزيديين سيما وانهم كانوا قد اُعفوا من الخدمة العسكرية عام 1849 من قبل العثمانيين. وقاموا بأول تمرد قبلي في تشرين الأول 1935 وسرعان ماقضى عليه الجيش العراقي ، ويمكن اعتبار هذه الثورة التي اخمدها الجيش العراقي بقوة، الثورة الهامة الأخيرة.

أقر مجلس النواب العراقي في آب 2012 بتأسيس ديوان” أوقاف الديانات المسيحية واليزيدية والصابئة المندائية”. ويمتلك اليزيديون مقعداً واحداً في مجلس النواب، ومقعداً في مجلس محافظة نينوى ومجلس قضاء الموصل.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *