بلادي وإن جارت علي عزيزة…………..وأهلي وإن ضنوا علي كرام

بلادي وإن جارت علي عزيزة…………..وأهلي وإن ضنوا علي كرام

 بلادي وإن جارت علي عزيزة…………..وأهلي وإن ضنوا علي كرام

 بلادي وإن جارت علي عزيزة………….وأهلي وإن ضنوا علي كرام

يكثر استخدام بيت الشعر هذا، ويقال من مظلوم  في ظلم الوطن واهل الوطن له

فمن قائل هذا البيت الشهير وماهي مناسبة قوله؟

قال هذه الأبيات فى عام 609 هـ أمير مكة الشريف قتادة أبوعزيز(تولى الامارةعام 597 هـ وتوفي عام 617 هـ) لأمير ركب الحج حسام الدين بن أبي فراس الذى دعاه لزيارة الخليفة فى بغداد، إلا أن أبوعزيز قال له: “أنظر فى ذلك ثم تسمع الجواب”، وكان أبوعزيز فى العام 608 هـ قد أخذ الحجاج العراقيين وقتل منهم من قتل وذلك بسبب قيام شخص يدعى الحسينى من حجاج العراق بقتل ابن عم الشريف قتادة يسمى هارون وكنيته أبوعزيز وهو يشبه قتادة، فلما سمع قتادة بذلك قال: “ماكان المقصود الا أنا وأقسم أن لا يُبقي من الحجاج العراقيين أحداً”، فلذلك عندما طلب منه الخليفة زيارة بغداد توقع أبوعزيز أن ذلك إستدراجاً له وأن الخليفة سوف يعاقبه على قتله الحجاج فى العام السابق، فأجتمع ببني عمه من الأشراف وقال يابني الزهراء:
“عزكم إلى أخر الدهر مجاورة هذه البناية والاجتماع فى مصالحها، واعتمدوا بعد اليوم أن تعاملوا هؤلاء البشر فهم يوهنوكم في طريق الدنيا والأخرة، ولايرغبوكم بالأموال والعدد، وان الله عصمكم وعصم أرضكم بانقطاعها وأنها لاتدرك الا بشق الأنفس.”
ثم غدا أبوعزيز الى أمير الركب وقال له:” أسمع الجواب”…
ثم أنشد ماقاله شعراً:
بلادى وأن هانت على عزيزة…………………..ولو أننى أعرى بها وأجوع
ولكف ضرغام أصول ببطشها………………….وأشتري بها بين الورى وأبيع
تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها…………………وفى بطنها للمجدبين ربيع
أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغى……………………خلاصاً لها؟ اني اذن لوضيع
وما أنا إلا المسك فى كل بلدة…………………..أضوع وأما عندكم فأضيع
إلا أن أمير الركب كان من الحكماء حيث قال له: “ياشريف أنت ابن بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام والخليفة ابن عمك، وأنا مملوك تركي لا أعلم من الأمور التى فى الكتب ماعلمت، ولكننى قد رأيت أن هذا من شر العرب الذين يسكنون البوادى وقطاع الطرق ومخيفى السبيل، وحاشى الله أن أحمل هذه الأبيات عنك الى الديوان فأكون قد أحدثت على ابن بنت نبى الله صلى الله عليه وسلم ما أُلعن عليه فى الدنيا والأخرة وأُحرق بسببه فى الآخرة والله لو بلغ هذا إليه لجعل جميع الوجوه إليك حتى يفرغ منك، وما لهذا من ضرورة أنه قد خطر لك أنه ماا ستدرجوك وأنك لا تسير اليهم فقل قولاً حميداًوان كان فعلك ماقد علمت.
فأصغى إليه ابوعزيز قتاده وعلم أنه رجل عاقل ناصح ساع بخير لمرسله وللمسلمين، فقال أبوعزي: “كثر الله فى المسلمين مثلك فما الرأى عندك؟” ، فقال أمير الركب: “ترسل من أولادك من لا تهتم اذا جرى عليه ماتتوقعه، ومعاذ الله ان يجرى إلا ماتحبه، وترسل معه جماعةً ذوى الأنساب والهيئات من الأشراف فيدخلون مدينة السلام وبأيديهم أكفانهم وسيوفهم مسلولة ويقبلون العتبة، ويتوسلون برسول الله عليه الصلاة والسلام وبصفح أميرالمؤمنين، وسترى مايكون لك من الخير من أمير المؤمنين ومن الناس، والله لئن لم تفعل هذا لتركبن الأثم العظيمْ ويكون مالا يخفى عليك”
فشكره ووجه صحبته ولده وشيوخ الشرفاء ودخلوا بغداد على تلك الهيئة التى رتبهم فيها، وهم يصيحون ويبكون ويتضرعون،والناس يبكون لبكائهم واجتمع الخلق كأنه المحشر، ومالوا إلى باب النوبي من أبواب المدينة، فقبلوا العتبة.
وبلغ الخبر الناصر فعفى عنهم وعن من أرسلهم وأنزلهم الديار الواسعة، وأكرمهم الكرامة التى ظهرت واشتهرت وعادوا إلى أبى عزيز قتاده بما أحب.
وكان بعد ذلك يقول: “لعن الله أول رأى عند الغضب ولا أعدمنا عاقلا ً ناصحاً”.

 


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *