جبل طابورحيث تجلى الرب يسوع
جبل طابورحيث تجلى الرب يسوع
جبل الطور، أو جبل طابور، هو الجبل الأعلى في القسم الجنوبي للجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر في فلسطين. يبلغ ارتفاعه حوالي 588 متر فوق سطح البحر، كما ان قمة الجبل واضحة ويستطيع الناظرون رؤيتها من أماكن بعيدة كالجليل والجولان. على سفوح الجبل تقع ثلاث قرى – أكبرها دبورية (تقع على السفح الغربي للجبل)، الشبلي (تقع على السفح الشرقي للجبل)، وأم الغنم (على السفح الشرقي الجنوبي للجبل).
أصل التسمية
جبل الطور أو تابور “طابور”، تابور أو ثابور وهي تسمية ولفظة يونانية تعني “مرتفع”
يعتقد بعض الباحثين بأن “طابور” كلمة مشتقة من اللغة الأوغارتية في رأس شمرا / اللاذقية في سورية، وهي الابجدية الفينيقية، أقدم أبجدية في التاريخ.
وهي تعني النور أو البهاء، إذ كانت تقام العبادة ل”طابور” إله النور.
ويسمى أيضاً “جبل طابور” يطلق العرب عليه اسم “جبل الطور” كما هو الحال “جبل سيناء” و”جبل جرزيم”.
أما القديس بطرس فيشير إليه باسم “الجبل المقدس” (2 بطرس 1\18).
والتسمية المسيحية له “جبل التجلي” نسبة لتجلي الرب يسوع المسيح عليه امام تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا.
تاريخ جبل الطور في المسيحية
في قمة الجبل توجد كنيستان
جبل الطور أو طابور هو موقع تجلي السيد المسيح، حينها صعد مع ثلاثة من تلاميذه على رأس الجبل العالي، وهناك تجلى السيد
المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا كما نقل لنا الانجيليون الاربعة (متى،مرقس، لوقا، ويوحنا) في بشاراتهم.
تم بناء كنيسة لاتينية بين 1920-1924 على قمة الجبل سميت ب”كنيسة التجلي” . المهندس المعماري الذي خطط الكنيسة، هو أنطونيو بارلوزي إضافة إلى تخطيطه لعدة كنائس في البلاد. وقد بنيت هذه الكنيسة على بقايا كنيسة رومية من القرنين الخامس والسادس المسيحيين، وكنيسة رومية أخرى تحولت الى كنيسة فرنجية في القرن الثاني عشر بأمر تانكريد أمير الجليل. الكنيسة اللاتينية تنتمي إلى الرهبنة الفرنسيسكانية، والرهبان يعيشون في دير بالقرب من الكنيسة التي اقيمت في عام 1873
بنيت الكنيسة من ثلاثة صحون منفصلة في صفين من الأعمدة تحمل الأقواس في برجي الأجراس على جانبي مدخل الكنيسة، في المبنى يوجد مصليان. المصلى الشمالي مخصص للنبي موسى ويظهر هناك وهو يأخذ ألواح الوصايا العشر على جبل سيناء، اما المصلى الجنوبي فمخصص للنبي إيليا.
في الجزء العلوي من الكنيسة، وفوق المذبح، لوحة لتجلي الرب يسوع . في 6 من آب في كل عام يحتفل بعيد التجلي.
الكنيسة الارثوذكسية
بالقرب من الكنيسة الكاثوليكية، تم بناء في عام 1862 كنيسة أرثوذكسية متواضعة من أموال بعض المؤمنين من رومانيا. الكنيسة
مكرسة للنبي ايليا وهي كانت المبنى الديني الأول التي تم بناؤه على ايدي مسيحيين من رومانيا في الأرض المقدسة. وفي الجانب الشمالي – الغربي للكنيسة هناك كهف يسمى بكهف “ملكي صادق” بحيث كان المؤمنون يتوافدون اليه بكثافة في العصور الوسطى، ومع تزايد عدد الزواروالحجاج وخاصة الرومان للمكان المقدس هذا خُصصت ساعات محددة لاستقبال الوفود.
رحلة الطريق اليه
الطريق ضيقة إلى أعلى الجبل، وحادة جداً ومتعرجة، لكنها مناسبة للسيارات العادية، وغير مناسبة للمركبات الثقيلة (الشاحنات). تسمى بوابة الدير في قمة الجبل ب”باب الهوا”.
اليوم الصعود إلى الجبل نفسه لا يأخذ جهداً كبيراً، ولكن قبل حوالي 1600 سنة كان يجب صعود حوالي 4300 درجة للوصول إلى قمة الجبل.
الجبل جميل جداً تملأه أشجار الصنوبر والسنديان وهناك طريق في القمة بلف حول الجبل وهذا الطريق غير معبد ولكنه ملئ بالاحراش الخضراء.من هذا الطريق يمكن رؤية سهل مرج بن عامر في الجنوب، كما يمكن رؤية جبال فقوعة وجبال السامرة، وغربا باتجاه جبل الكرمل، وشرقا باتجاه جبال الجولان، وشمالا جبال
الجليل الأعلى. في الايام التي تكون فيها الرؤية واضحة يمكن ان يرى جبل الشيخ أيضاً.
اترك تعليقاً