دير الشيروبيم الرهباني البطرلايركي

دير الشيروبيم الرهباني البطريركي / صيدنايا

دير الشيروبيم الرهباني البطريركي / صيدنايا

دير رهباني بطريركي يقع في محافظة دمشق على قمة جبل الشيروبيم في منطقة صيدنايا على اسم رؤساء الملائكة الشيروبيم والسيرافيم يتبع لبطريرك انطاكية وسائر المشرق مغرق في التاريخ كبقية اديار صيدنايا من القرن الخامس المسيحي  ويتزامن مع الأديار الرهبانية كدير القديس جاورجيوس الرهباني البطريركي  ودير القديس خريستوفورس  الرهباني البطريركي واسبق بقليل من دير سيدة صيدنايا البطريركي للراهبات…

يرتفع دير الشاروبيم ألفي متر عن سطح البحر وذلك على أعلى قِمم جبل قَلمون شمال دمشق وعلى بعد ثمانية كيلومترات من صيدنايا. ويحتلّ هذا الدير أحد أروع المناظر الطبيعيّة في سورية، إذ يشرف  على صيدنايا وعلى منظر بانوراميّ من الجبال والتلال والسهول، بما في ذلك منطقة دمشق بكاملها وسهل البقاع وحوران. ويمكن رؤية قبب الدير وأبراجه من بعيد.

المنظر الطبيعيّ المحيط بالدير قاحل بجملته، ما خلا طبقة رقيقة من العشب والأشجار الخفيضة. في فصل الشتاء تتدنّى الحرارة في جبل قلمون إلى حدود الصفر فتتغطّى قممه بالثلج، ولكنّ الهواء النقيّ يمنّ على المنطقة بمناخ غاية في اللطف على باقي فصول السنة. غدا هذا الدير في السنوات الأخيرة محجّة معروفة ومقصدًا سياحيًّا، وذلك بفضل تحسين الطريق المؤدّي إليه من صيدنايا وتعبيده.

“دير مار شاروبين”، كما يسمّيه الأهالي المحلّيّون، مكرّس للملائكة الشاروبيم والسيرافيم، أعلى طبقات الملائكة الذين يتربّعون على عرش الطغمات السماويّة. الذكر الأوّل لهم في الكتاب المقدّس يرد في الآية 24 من الفصل الثالث من سفر التكوين والوصف الأكثر تفصيلاً لهم يرد في سفر النبيّ حزقيال (1: 5-10). يعكس الشاروبيم، عبر علاقتهم القريبة جدًّا من الله، صورة مجد الإله الكلّيّ القدرة، ولذلك صوّر ملاكان من الشاروبيم على تابوت العهد (مزامير 66: 2، 103: 29؛ حزقيال 21: 2؛ 1 بطرس 1: 12). الإله الكلّيّ القدرة موصوف بأنّه متربّعٌ عرشَ الشاروبيم (1 ملوك 4: 4؛ مزامير 17: 11؛ أشعياء 37: 16)؛ أخيرًا، الشاروبيم واقفون أمام عرش الله السماويّ (رؤيا 4: 1-8، أشعياء 66: 15، حزقيال 1: 4، 43: 2-4).

الارشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم الرهبانيين البطريركيين في صيدنايا
الارشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم الرهبانيين البطريركيين في صيدنايا

لم تكن ثمّة حياة رهبانيّة في دير الشاروبيم قبل العام 2003. ففي العام المذكور، وتحت وصاية دير القدّيس جاورجيوس صيدنايا ورعاية رئيسه الأرشمندريت يوحنّا التلّي، وبتكليف له من البطريرك اغناطيوس الرابع  ولرهبنته الاهتمام  بهذا الدير الذي كانت رئيسة دير سيدة صيدنايا الاسبق الحاجة المعمارة كاترين ابي حيدر قد قامت باحياء بعض موات هذا الدير الذي كان خربا نتيجة فعل الزمان وغدر الانسان وتبعثرت حجارته الى قعر الوادي فبادرت الى اعمار كنيسة فيه بذات الاحجار، والى اشادة بناء متواضع في مستهل ثمانينات القرن ال20 وشقت طريقا معبدة  من طريق صيدنايا الخلفي المقابل لبستان دير السيدة وحفرت بئرا في ارضية الدير وتابعت في بناء الابنية فيه وفق توفر الامكانيات واسندته الى احدى الراهبات…

وبعد تكليف البطريرك اغناطيوس الرابع للارشمندريت يوحنا التلي   قدِم أربعة  رهبان مبتدئين إلى الدير يرئسهم الأخ نكتاريوس دحدل. وهم الآن يعملون، إلى جانب الرهبان السبعة المقيمين في دير القدّيس جاورجيوس، على إعادة بناء الدير. وفي فترة لا تتجاوز عقدًا من الزمن، تحوّل دير الشاروبيم إلى مركز دينيّ مهمّ، يستقطب أعدادًا كبيرة من الشباب المتوافدين إليه من أنحاء سورية كافّة، ويستقبل مخيّماتهم الصيفيّة.

تاريخ الدير

لا نعرف كيف نشأ هذا الدير، ولكن من المؤكّد أنّه يرقى إلى عصر قديم جدًّا. إذ عُثر بين أنقاضه على بقايا من العصور  المسيحية الاولى، ويروي التقليد المحلّيّ أنّ الدير تأسّس في القرن الخامس المسيحي وهو زمن بناء معظم اديار المنطقة.

على التلّة المجاورة، عدد من الكهوف يُدخل إليها بواسطة الأدراج. ويُظنّ أنّها تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، ولكنّها على الأرجح استُعملت كمخبأ ومكان خلوة للمسيحيّين الأوائل. وكما في حالة دير القدّيس جاورجيوس الحميراء في سورية، وديرَي حمَطورة وكفتون في لبنان، فإنّ وجود عدد كبير من الرهبان في هذه الكهوف هو الذي أدّى إلى تأسيس الدير.

الذكر الأوّل والأقدم لهذا الدير يرد لدى ا الرحالة شهاب الدين العمريّ من القرن الرابع عشر، الذي يقول إنّ هذا الدير بناه  الروم ويصف بناءه المتكوّن من الحجر الكلسيّ وهندسته[1].

في العام 1737، وجد الزائر الإنجليزيّ الأسقف الرحالة ريتشارد بوكوك راهبًا واحدًا فقط، يعيش في دير الشاروبيم الذي يسمّيه دير القدّيس سرجيوس؛ ولكنّه رغم ذلك كتب قائلاً، إنّ الكنيسة في حالة جيّدة وما تزال صالحة لإقامة الخدم والصلوات[2]. ولكن، وفقًا للمؤرّخ أسد رستم مؤرخ الكرسي الانطاكي المقدس، آخر ثلاثة رهبان مسنّين دير الشاروبيم تركوا في منتصف القرن الثامن عشر، وانتقلوا إلى دير سيّدة صيدنايا. ومنذ ذلك الوقت، بدأ الدير يتهدّم تدريجيًّا، إذ يشير د. رستم، الذي زار المنطقة في عشرينيات القرن العشرين، إلى ركام من الحجارة والأعمدة وبقايا منحوتات مشتّتة في أرجاء المكان.

رئيسة دير سيدة صيدنايا الام كاترين ابي حيدر باعث هذا الدير مجدداً
رئيسة دير سيدة صيدنايا الام كاترين ابي حيدر باعث هذا الدير مجدداً

عندما زارت الأمّ كاترين أبو حيدر، رئيسة دير سيّدة صيدنايا، الموقع في العام 1945 خطرت لها فكرة ترميم دير الشاروبيم وإحياء الحياة الرهبانيّة فيه[3]. ولكن أربعين سنة مرّت قبل أن يتحقّق هدفها. إذ إنّ عمل البناء بدأ في العام 1983 بعد ان كان قد وقع اعتداء على هذا الموقع من جهات متعددة آخرها عام 1972 بغية التفتيش على مايمكن العثور عليه من مخبوءات وكنوز وفق ادعاء المعتدين وقد تم نقل حجارته الى اماكن متعددة عدا ما استجره منها سكان المناطق المجاورة لبناء بيوتهم ومعابدهم وجدران الدير كانت اساسا قائمة من الحجر الكفري الكبير والسقف من حجر بلاط. والكنيسة كُرّست بعد ذلك بفترة وجيزة، ثمّ بوشر العمل على إضافة مبانٍ جديدة.

لقد شاهدت في زيارتها هذه صفا من العواميد موشاة برسم الكرمة وعناقيد العنب، كما كان يوجد حجر كبير مرسوم عليه اربعة ملائكة وقد تم نقل هذا الحجر الى بلدة صيدنايا ولايزال موجودا بحوزة من نقله، اضافة الى حجارة كبيرة مكتوب عليها باليونانية القديمة.

في عام 1972 اصبح الموقع قاعا صفصفا لاوجود لأي معالم من معالم البناء، وقد حاولت رحمها الله قبل عام 1978 مع البطريرك الياس الرابع ان تنال موافقته على اعادة بعث هذا الدير وبواسطة ماتبقى من الحجارة المنثورة على رقعة كبيرة حول البناء القديم، الا انها لم تنل الموافقة  لانتقال غبطته الى الاخدار السماوية، ثم عاودت الكرة مع خليفته البطريرك اغناطيوس الرابع  1979-2012 فوافق وبدأت همتها العالية في اعادة عمران هذه الآبدة الخالدة.

شيدت وعلى مراحل عدة غرف يجمعها تصوينة، كما بنت كنيسة صغيرة في الموقع وزرعت مساحات واسعة حول الابنية الجديدة بأشجار التفاح والكرز وغيرهما واعطت ثمارها، وقد قام المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع  برفع الذبيحة الالهية وقداس الهي حاشد في عام 1984 في الكنيسة مدشنا اياها.

كما قامت رحمها الله بشق طريق يصل دير الشيوبيم ببستان دير سيدة صيدنايا وذلك بواسطة الآليات التي قدمتها الحهات المسؤولة عن شق الطرق في محافظة ريف دمشق مشكورة،في موقع على الطريق العام صيدنايا – رنكوس بطول 7 كم وكانت قدسها تتقدم الآليات اثناء قيامها بشق الطريق وتزفيته خطوة خطوة حتى استراحت لانتهاء الأعمال فيه، وقد تم تدشين هذا الطريق باحتفال ترأسه البطريرك اغناطيوس الرابع ( الصورة) في خريف عام 1986، وكما عاكس كثيرون قصد الام كاترين بشق طريق الدير من اراضيهم عبر منطقة دير مار توما غربي صيدنايا لذلك اضطرت ان تشق الطريق وهو اطول من جهة الشرق، كذلك لم تخلص من جشع اهالي المنطقة فقد قام كثيرون مدعين ملكيتهم للأراضي التي قامت الرئيسة بغرسها بالاشجار حول الابنية الجديدة في موقع الدير لكنها لم تأبه لآدعاءاتهم وطالبت بثبوتيات ادعاءات الملكية.

وقبيل شق الطريق قمت وعلى رأس فرقة من فرق الفوج الثاني الكشفي فوج القديس جاورجيوس الارثوذكسي الدمشقي برحلة مسير فجرا وعبر الجبال الى الدير وكانت قدسها قد زودتني بمفتاح الكنيسة والغرف التي بنتها كاول الغرف  في الدير لنستريح بها ومنحتني وفرقتي بركتها على هذا النشاط وشجعتنا للقيام دوما لاعادة هذا المشروع العظيم الى الاذهان ودعتنا عند العودة ظهرا لتناول طعام الغداء على مائدة دير السيدة…

وكانت رحلة مسير كشفية مميزة  في تاريخي الكشفي….

هندسة الدير

كلّ ما نعرفه عن شكل الدير، في الزمن القديم، يأتينا من وصف بوكوك الموجز، والذين وضعوا تصميم الدير الحديث، تبنّوا هذه المعلومات كأساس لإعادة بناء الكنيسة، مستخدمين الحجارة التي كانت تتكوّن منها الكنيسة القديمة، وحاولوا قدر المستطاع إعادة ترميم الموقع، محافظين على التصميم والهندسة الأصليّين.

للكنيسة مظهر جليل ومؤثر عن بعد، فهي تشبه كنائس جبل لبنان المبنيّة في العصر الوسيط. يتكوّن المدخل المسقوف من ثلاثة أعمدة يستند إليها سطح من الإسمنت، وسقف تبرز عليه عناصر زخرفيّة قديمة. أمّا باقي البناء فيتألّف من الحجارة القديمة الأصليّة التي رُصفت بانتظام لافت. غير أنّ الإسمنت الذي يجمع بينها، والظاهر بوضوح للعيان، يقلّل من جماليّة المنظر، كما هو حال المثلّث الحجريّ الحديث في الواجهة.

القسم الداخليّ بسيط ومتماسك. فالجدران غير المزخرفة تكشف للناظر حجارة قديمة تتعارض بوضوح مع السقف الإسمنتيّ المسطّح الذي فرض نفسه عند اعادة البناء. أمّا الإيقونسطاس الحجريّ ذو الطراز الحديث، فيحجب الطرف الشرقيّ بكامله، وقد رفعت عليه إيقونات معاصرة وقفها مؤمنون حال انشاء الكنيسة؛ والجدران مزيّنة جزئيًّا بمراحل من حياة  الرب يسوع.

غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع يقص الشريط الحريري ايذانا بتدشين طريق دير الشيوبيم مقابل سور بستان دير سيدة صيدنايا
غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع يقص الشريط الحريري ايذانا بتدشين طريق دير الشيوبيم مقابل سور بستان دير سيدة صيدنايا

شيّدت حديثًا قبّة جرس على شكل برج مرتفع خلف الكنيسة وعلى مقربة من منحدر شاهق، تتألّف من كتل عدّة مكعّبة الشكل، تتقلّص حجمًا كلّما صعِدَت لتكوّن هرمًا ممتدًّا نحو العُلى. الأجزاء السفلى الضخمة تفتقر إلى النوافذ، أمّا الجزء الأعلى فتحفّ به القناطر من جميع الجهات. يقع هذا البرج في أعلى نقطة من الأراضي التابعة للدير ويمكن رؤيته من بعيد. وينتصب على مقربة منه صليبان حجريّان بحجمين مختلفين. وثمّة سلالم نُحتت في الصخر تؤدّي إلى هذه المعالم، عبرها يتمكنّ الزائر من أن يمتّع ناظريه بمشهد رائع من التلال والسهول ينكشف أمامه.

بئر الماء

ولتأمين المياه اللازمة للري والسقاية والشرب قامت رحمها الله باختيار موقع لغرز بئر ارتوازية  وعاضها المهندسون المختصون بسبب كثافة الصخور ولكنها اصرت متكلة على امها العذراء الطاهرة وما اوحته له ( كما قالت لي رحمها الله ) وعلى عمق 150 متر وسط الصخور تفجر الماء وعدّ ذلك اعجوبة سجلت على يديها من العذراء الطاهرة…

ابنية الضيوف والاقامة

يقع شمال الكنيسة بناء كبير مخصّص للزوار والحجّاج. الطابق الأرضيّ مبنيّ من الحجارة القديمة، والطوابق الثلاثة العليا تقابلها أروقة مزدانة بالقناطر. وكما في قبّة الجرس، فإنّ هذه الطوابق تتقلّص حجمًا كلّما ارتفع مستواها لتكوّن شكلاً هرميًّا لافتًا. على مستوى الطابق الأرضي أقيمت قاعتان كبيرتان تحتويان عددًا من الكراسي والأرائك. وهكذا، تنعم الأعداد الغفيرة من الضيوف، التي تجتمع في هذه الغرف بانتظام، بضيافة سخيّة قوامها فاكهة الموسم مع الشاي والقهوة والحلوى والبسكويت. أمّا الطوابق العليا، فتحتوي اثنتين وعشرين غرفة نوم تغصّ جميعها بالضيوف، في فصل الصيف.

الام كاترين ابي حيدر بين اطلال الشاروبيم قبل الشروع باعادة بعثه
الام كاترين ابي حيدر بين اطلال الشاروبيم قبل الشروع باعادة بعثه

على الجانبين يقوم مبنيان شيّدا تبعًا للشكل الهرميّ ذاته. أحدهما يحتوي مكتبة وغرفًا أخرى مخصّصة للرهبان، والآخر يحتوي على صوامع للرهبان. خلفهما بناء مؤلّف من طوابق عدّة ما يزال قيد البناء، على أن يضم، مستقبلاً، صوامع للرهبان وغرف استقبال ومنامة للضيوف.

الزراعة

 كالعادة ولتأمين احتياجات الدير والسيولة النقدية اللازمة، يملك الدير حوالى سبعمائة هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة في جهتيه الشماليّة والغربيّة. وقد زرعت بأشجار التفّاح والكرز والمشمش وغيرها في قسم صغير من هذه الأرض، كما تنمو بجانب الدير أشجار السرو التي تم غرسها اثناء اعادة انشاء هذه الآبدة الروحية، وتحوط الحدائق بمبنى الزوّار. وهي برعاية وعمل رهبان الدير.

أخيرًا، ثمّة منسك بُنيَ حديثًا من حجارة قديمة إلى جانب البستان. وعلى موضع مهدّم، أُسّس دير أرثوذكسيّ للرهبان والحجّاج والزوّار الذين يرغبون بالصلاة والتأمّل، أو بمجرّد التمتّع بالهدوء والجمال الأخّاذ الذي يتّصف به هذا الموقع العريق المميّز.

دير الشيروبيم في صيدنايا-سورياد
دير الشيروبيم البطريركي
الارشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم الرهبانيين البطريركيين في صيدنايا
الارشمندريت يوحنا التلي رئيس ديري القديس جاورجيوس والشيروبيم الرهبانيين البطريركيين في صيدنايا
 

للتذكير

على بعد 8 كيلومترات من صيدنايا، يرتفع دير الشيروبيم البطريركي للروم الأرثوذكس، أو دير «مار شاروبين» كما يسمّيه أهالي المنطقة.يطلّ  على أحد أروع المشاهد الطبيعية السورية، حيث تجتمع سهول وجبال وتلال بشكل عجائبي ويكشف الاوتستراد الواصل مابين دمشق وبقية مناطق سورية ومناطق دوما وعدرا.

دير الشيروبيم في صيدنايا-سوريا. مصدر الصورة: دير الشيروبيم صيدنايا
دير الشيروبيم 

 

كنيسة وساحات ومغاور

لايمكن للزائر لهذا الدير الا ان يشيد بالرهبنة الرومية الانطاكية التي انشأته والى التصميم الذي دفع  الطريركية بدمشق بسماح من البطريرك اغناطيوس الرابع وبركة لجهود الام رئيسة دير سيدة صيدنايا

مغارة رهبان دير الشيروبيم الاساسية وتعود الى فجر وجود الدير ورهبنته
مغارة رهبان دير الشيروبيم الاساسية وتعود الى فجر وجود الدير ورهبنته
دير الشيروبيم. مصدر الصورة: دير الشيروبيم صيدنايا

أرفع طغمات الملائكة 

سُمّي الدير المتفرّد بارتفاعه نحو 2000 متر عن سطح البحر، بهذا الاسم إشارةً إلى ملائكة الشيروبيم والسيرافيم، أرفع طغمات الملائكة. عليه تنطبق آية المزمور «يا جالسًا على الكَروبينَ أشرق» (80: 2). وهو هيكل أو عرش للربّ ومكان ملائم لتقديم العبادة.

 بوابة دير الشيروبيم الرهباني البطريركي في صيدنايا-سورية.
بوابة دير الشيروبيم الرهباني البطريركي في صيدنايا-سورية.

مخلّص البشريّة من الخطيئة

يمتاز دير الشيروبيم باحتضانه نصبا ضخما للمسيح له المجد  من البرونز في واجهته الشرقيّة. يشمخ النصب فوق أعلى قمة في منطقة القلمون. ونصبته الجمعيّة الروسيّة «إحياء تراث القديس بولس في الشرق» عام 2013 في خلال الحرب الكونية الارهابية على سوريّة واثناء عدوان التكفيريين بالقذائف عليه.

وإلى جانبه، نصبان آخران لآدم وحواء يسجدان لعظمة المسيح له المجد ورحمته طالبَيْن غفران خطيئتهما. ويهدف ذلك إلى مساعدة التائب على استعادة صلته بالله الخالق والمخلص ليولد من جديد.

 تمثال الرب يسوع المسيح في دير الشيروبيم في صيدنايا- صيدنايا
نصب الرب يسوع المسيح في دير الشيروبيم  البطريركي

يمكن مشاهدة النصب الضخم للرب يسوع من مسافات بعيدة عبر الأراضي المحيطة. ويبلغ ارتفاعه مع قاعدته نحو 22 مترًا، 10 أمتار للقاعدة و12 مترًا للتمثال.

الجدير بالذكر، أنّ دير الشيروبيم تعرّض للتدمير في القرن السادس عشر إبان الاحتلال العثماني لبلاد الشام. وقد أعيدَ بناؤه عام 1982 ليصمد في خلال الحرب الارهابية على سورية مع نصب الرب يسوع المسيح حاميًا أهالي المنطقة وتعرض النصب لللاضرار نتيجة عدوان التكفيريين حيث اقاموا فيه الى ان حرره الجيش السوري والقوات الرديفة من ابطال الدفاع الوطني في صيدنايا وابطال حزب الله اللبناني.

اليوم تتابع رهبنة ديري القديس جاورجيوس والشيوبيم البطريركيين بقيادة وتوجيه الارشمندريت الصديق يوحنا التلي اعادة اعمار ماتهدم في احتلاله وماتلاه من اعتداءات على ابنيته والبنى التحتية…والمتابعة في احياء بساتينه واراضيه الزراعية التي تضررت.

دير الشيروبيم في صيدنايا-سوريا. مصدر الصورة: دير الشيروبيم صيدنايا
صورة من  اعلى نصب الرب يسوع المسيح في دير الشيروبيم

حواشي البحث

[1]  مسالك الأبصار في جملة ديارات الشام، 356.

[2]  بوكوك، ريتشارد، وصف الشرق (لندن 1745) المجلّد  الثاني، القسم الأوّل، ص 134.

[3]  أزر الزهر، دير الشاروبيم في صيدنايا (دمشق، 2004)، 11

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *