دير الفاروس المندثر في اللاذقية

“دير الفاروس”..”φάρος “اي المنارة اليونانية الضائعة

“دير الفاروس”..”φάρος “اي المنارة اليونانية الضائعة

دير الفاروس، الدير الضائع في اللاذقية وآخر المكتشفات

كلمة “فاروس” من اللغة الرومية اليونانية “φάρος ” وتعني “المنارة”.

دير الفاروس هو دير منسي وضائع المعالم. آثاره شبه ممحاة عبر حقب الغزوات والزلازل التي مرت على مدينة اللاذقية على مر العهود القديمة والوسطى. استطاع هذا الدير رغم اندثاره تحت الأرض واختفاء معظم معالمه أن يورث اسمه في العصر الحديث إلى المكان الذي كان مشيداً فيه في قلب مدينة اللاذقية القديمة.  لم يبق منه ما يدل عليه إلا اسمه المذكور في بعض المراجع التاريخية، وإنجيل فريد من نوعه عرف باسمه… وهو يدل على هوية مدينة اللاذقية الرومية.

يعد دير الفاروس من المكتشفات الأثرية الحديثة جداً في محافظة اللاذقية والذي يقع إلى الشمال من مركز المدينة على بعد كيلو متر واحد في موقع الحي السكني المسمى حي الفاروس وسط تل أثري يضم بقايا الدير الذي كان ضائعا إلى حد بعيد.

اكتشف الدير بالمصادفة، بينما كانت الآليات الثقيلة تؤسس لإشادة طريق عند المنحدر الجنوبي للتل ظهرت معالم من الحجارة والقطع مع جزء من عمود ضخم وكسر فخارية، وهذه المعالم تشكل أجزاء من عمارة قديمة، اعتقد المنقبون في البداية أنهم عثروا على معالم «دير الفاروس» ولكن حتى الآن لم يتم الجزم بالمكان الذي بني فيه الدير المذكور.

الدير الضائع

أن “دير الفاروس” سمي بالدير الضائع نظراً إلى عدم وجود دليل قطعي على المكان الذي كان موجوداً فيها، لكن بعض المكتشفات والأبحاث غير القطعية أشارت إلى أنه يتوسط التل الأثري الموجود في حي “الفاروس” الشهير، والتل عبارة عن هضبة صخرية ترتفع عن سطح البحر نحو 30 متراً.

«هذه الكلمة قد تكون مأخوذة في غير معناها الحقيقي، فالحي الذي يقع فيه الدير حي “الفاروس” يبعد عن الشاطئ مسافة غير قليلة ومن الصعب تصور وجود منارة في هذا الموضع، كما أن الهضبة الموجودة في الحي لا يوجد فيها الارتفاع اللازم لنصب منارة بعيداً عن البحر، فهل تكون التسمية نوعاً من الرمز؟ وهل مهمة الدير كالمنارة إنارة الطريق أمام المتخبطين في الظلمات؟».

الصفحة الاولى من انجيل الفاروس
الصفحة الاولى من انجيل الفاروس

يعيد بعض الباحثين تاريخ بناء هذا الدير إلى القرن السادس المسيحي، حيث يذكره مؤرخ اللاذقية “إلياس الصالح”  اللاذقي في مخطوطه الشهير “آثار الحقب في لاذقية العرب” إلى هذا التاريخ، فيقول: «في الجيل السادس بني دير “الفاروس”، وقد شيد على اسم القديس “جوارجيوس”، وكلمة “فاروس” يونانية تعني “المنارة” ولعله دعي منارةً لارتفاعه.

بعض مكتشفات الدير تعود إلى القرنين الخامس والسادس المسيحي وهي تؤكد بوضوح أن تاريخ بنائه يعود إلى تلك الحقبة. هذه المكتشفات توضح معالم لنسيج عمارة قديمة مشيدة بالحجارة والنحيت مع طبقة قبور، كما عُثر على معالم معصرة ضخمة مع خزانها وجرة فخارية كبيرة الحجم مغروسة بالأرض خصصت لتخزين الزيوت أو الخمور، إضافة إلى اكتشاف جدران مبانٍ وأرضيات مبلطة نافرة كانت تستخدم كعناصر تزيينية في واجهات المباني، إضافة إلى العثور على إنجيل “الفاروس” الذي يعود إلى القرن السادس الميلادي وما قبله، حيث وجد في موقع الدير منذ قرون بعيدة وأعيد ترميمه عام 1727م.

أما  الموسوعي الشهير الباحث الراحل “جبرائيل سعادة”  اللاذقي وهو أهم الباحثين في تاريخ “اللاذقية” يتساءل عن تسميته “المنارة”، ويقول في كتابه “أبحاث تاريخية وأثرية”: «هذه الكلمة قد تكون مأخوذة في غير معناها الحقيقي، فالحي الذي يقع فيه الدير حي “الفاروس” يبعد عن الشاطئ مسافة غير قليلة ومن الصعب تصور وجود منارة في هذا الموضع، كما أن الهضبة الموجودة في الحي لا يوجد فيها الارتفاع اللازم لنصب منارة بعيداً عن البحر، فهل تكون التسمية نوعاً من الرمز؟ وهل مهمة الدير كالمنارة إنارة الطريق أمام المتخبطين في الظلمات؟                                           

ونعود للتذكير أن “دير الفاروس” سمي بالدير الضائع نظراً إلى عدم وجود دليل قطعي على المكان الذي كان موجوداً فيه، لكن بعض المكتشفات والأبحاث غير القطعية أشارت إلى أنه يتوسط التل الأثري الموجود في حي “الفاروس” الشهير، والتل عبارة عن هضبة صخرية ترتفع عن سطح البحر نحو 30 متراً دائرية الشكل بقطر حوالي 60 متراً وفي أعلاها شيدت منشآت مدينة كشفت عنها أعمال التنقيب التي نفذتها دائرة آثار اللاذقية في هذا الموقع.

وقد اشتهر دير “الفاروس” بجماله و تغنى به الكثير من الكتاب والرحالة المعاصرين.

خريطة اللاذقية في منتصف القرن 17
خريطة اللاذقية في منتصف القرن 17

وكان الرحالة ابن بطوطة الذي زار اللاذقية عام 1332م قد كتب عنه مايلي:

“وبخارج اللاذقية دير الفاروس، وهو أعظم دير بالشام ومصر، يسكنه الرهبان، ويقصده النصارى من الآفاق”.

وكذلك يذكره الرحالة الشهير ابن بطلان عام 1049 م في اسفاره.

تهدم الدير إثر زلزال كبير عام 1469 م ، وجرت تنقيبات كثيرة للعثور عليه . وقد أدت هذه التنقيبات للعثور على مخطوط “إنجيل الفاروس” الشهير الذي كان  اهل اللاذقية  من الروم الاصلاء”يحلفون به دون أن يروه “، وهو إنجيل مقدس بديع مكتوب باللغة الرومية (اليونانية) منذ العام 492م .وقد جرى ترميمه عام 1727 م .
ومن الجدير ذكره أن اهل اللاذقية الأصليون من الروم  بقوا بها على مر العصور ، وقد تعرّبت لغتهم منذ القرن الخامس عشر وما بعد.

 مكتشفات الفاروس

وفيما يخص دير الفاروس فلم يكن يوجد أي أثر له سوى انجيل الفاروس المحفوظ لدى مطرانية الروم الأرثوذكس باللاذقية وكتابات حوله لمؤلفين عرب وأجانب تعود للقرون الوسطى كل هذا حتى عام 2002 وبعد ذلك بدأت معطيات جديدة تناغمت مع أعمال التنقيب الأثري في الموقع.
بعض مكتشفات الدير تعود إلى القرنين الخامس والسادس المسيحيين وهي تؤكد بوضوح أن تاريخ بنائه يعود إلى تلك الحقبة
إلى جانب وجود عشرات القطع الأثرية توضح معالم لنسيج عمارة قديمة مشيدة بالحجارة والنحيت مع طبقة قبور، كما عُثر على معالم معصرة ضخمة مع خزانها وجرة فخارية كبيرة الحجم مغروسة بالأرض خصصت لتخزين الزيوت أو الخمور، إضافة إلى اكتشاف جدران مبانٍ وأرضيات مبلطة نافرة كانت تستخدم كعناصر تزيينية في واجهات المباني، إضافة إلى العثور على إنجيل “الفاروس” الذي يعود إلى القرن الخامس المسيحي وما قبله، حيث وجد في موقع الدير منذ قرون بعيدة وأعيد ترميمه عام 1727م.

 

 

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *