دير مار الياس الريح في الصفصافة

دير مار الياس الريح في الصفصافة

دير مار الياس الريح في الصفصافة

دير مار الياس الريح أهم أديار الأبرشية، وقد ورد ذكره في النبذة الروسية التي تحدثت عن أديار الكرسي الإنطاكي والتي صدرت سنة 1850. وهو الدير الوحيد الذي ذكر في أبرشية عكار. من اقدم الاديرة الرهبانية في سورية، ومن اهم الآثار في ابرشية عكار الارثوذكسية.

موقع الدير

يقع الدير على تلة بالقرب من طريق حمص – طرطوس في منطقة وسطى بين طرطوس وصافيتا ووادي النصارى ويبعد عن ناحية الصفصافة حوالي كيلو متر.

.. بُني الدير في القرن الخامس، وشهد تهدُّماً عام 1200، ويُعدُّ اليوم أحد الأمكنة الأثرية في محافظة طرطوس. تعاقب على الدير بعد إعادة بنائه عددٌ من رهبان ورؤساء الدير، الذين حافظوا على رسالتهم التعليمية، وحاولوا الترميم والتجديد ما أمكن في بناء الدير. يُعدُّ دير مار الياس الريح، من أقدم الأديرة السورية؛ حيث يقول البعض إنه سمِّي بالريح لأنه يقع على هضبة مرتفعة، وهي مضرب للرياح، بينما هناك البعض الآخر يقول، إنَّ تسميته جاءت نسبة إلى القرية التي تجاوره، وهي «الريحانية». بُني الدير على أنقاض دير قديم سنة 1806 م، وذلك في عهد المطران «مكاريوس» مطران «عكار» وتوابعها للروم الأرثوذكس، ويقال أيضاً، إنه بُني على أنقاض معابد وثنية كانت منتشرة قبل المسيحية.

عمر الدير

بني هذا الدير على أنقاض دير قديم سنة 1806 على عهد مطران عكار المتروبوليت مكاريوس. ولكن هذا الدير كباقي الأديرة يعود للقرن السادس. وربما تكون اساساته مبنية على آثار معابد وثنية،  اما مقبرة الرهبان فتقع في أرض الدير الجنوبية – الغربية  وهي عبارة عن مغاور ومناسك كانت للنساك في أرض “أم العبد”. وفي القرن الرابع عندما أصبحت الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية زمن الملك قسطنطين وأمه هيلانة أصبحت العبادة تقام في الأديرة والكنائس بعد أن كانت في المناسك.

آثار الدير

متروبوليت عكار باسيليوس منصور في احد احتفالات الابرشية في دير مار الياس الريح
متروبوليت عكار باسيليوس منصور في احد احتفالات الابرشية في دير مار الياس الريح

توجد عدة عواميد حجرية سوداء. موجودة أمام مدخل الدير. ولكن هذه الأعمدة ليست وثنية لأنه يوجد عليها صلبان بيزنطية. وقد دمر الدير “الكنيسة القديمة” في القرن الثاني عشر ونقلاً عن كتاب تاريخ الشعوب الإسلامية للمؤرخ الألماني بروكلن 1939 نقله إلى العربية نبيه أمين مارس ومنير بعلبكي 1948 يقول المؤرخ أن ريموند كونت طرابلس استشعر الخطر يهدده من حصن العريمة الذي كان بحوزة الكونت بيرتلن دي كولوز فاستدعى عليه كلا من نور الدين زنكي، ومعين الدين اللذين هرعا لنجدته. فدكت جنودهما حصن العريمة وكا ريمون أسيراً إلى حلب. وانقضت عدة سنوات لم تحدث خلالها أية مناوشات بين الإسلام والفرنجة وعندما ضرب نور الدين زنكي ومعين الدين قلعة العريمة ضربا دير مار الياس الريح وهدما الكنيسة القديمة ولا تزال الحجارة مبعثرة في الأراضي حول الدير إلى الآن وكان ذلك سنة 1154

مغاور ولقى..

تحتوي أرض الدير عدداً من المغاور المنحوتة في الصخر، ولها مدخل واحد استخدمها النساك للعبادة في القرون الأولى قبل بناء الأديرة والكنائس.
كما توجد هذه المغاور على طول الطريق المؤدِّي إلى الدير، حيث كان الرهبان يسكنونها قبل وجود الدير..
وعثرت التنقيبات على بعض اللقى الأثرية، التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، وعلى أعمدة حجرية بيضاء وأخرى بازلتية سوداء، موجودة حالياً أمام مدخل الدير، وقد نقش على بعض هذه الأعمدة صلبان بيزنطية متعدِّدة الأشكال.
يقام عيد الدير كل عام في 19 تموز في عيد النبي الياس الغيور، ويستمرُّ لمدة سبعة أيام، إضافة إلى القداديس والصلاة..
وهو ملتقى ومناسبة للاحتفال والتسوق؛ حيث يحضره الضيوف من جميع الطوائف الإسلامية والمسيحية من داخل سورية وخارجها إليه. وله توقير خاص عند سكان المنطقة من الطائفة العلوية.

دير مار الياس الريح في الصفصافة
دير مار الياس الريح في الصفصافة

رؤساء الدير

الرئيس الأول

الخوري صافي من سنة 1811 حتى سنة 1830
استلم رئاسة الدير سنة 1811م على عهد المطران زخريا وهو أول رئيس للدير وفي مدة رئاسته قُدِّمت للدير الأيقونات الثلاث الضابط الكل – والدة الإله- مار الياس شفيع الدير ولا تزال إلى الآن في الأيقونسطاس وقد كتب عليها “أيام الخوري صافي في عهد المطران زخريا مطران عكار” وقد دامت رئاسته حتى عام 1830م.

الرئيس الثاني

الشماس غريغوريوس الحموي من سنة 1830م حتى 26/أيار 1846م.
تسلّم رئاسة الدير على عهد المطران زخريا وتوفي في 26/أيار 1846م وجاء عنه أنه كان كاتباً عظيماً وخطاطاً مقتدراً.

الرئيس الثالث

الخوري أغابيوس من سنة 1846م حتى 1849م
هو شقيق الشماس غريغوريوس الحموي وكاهن بلدة الشيخ محمد في قضاء عكار تسلَّم رئاسة الدير بعد وفاة شقيقه سنة 1846م وبقي حتى سنة 1849م إذ عزله المطران زخريا لسبب موجب وكانت وفاته في 12 شباط 1856 ودفن في مقبرة الكهنة الموجودة في الحائط الجنوبي لكنيسة القديس جاورجيوس في قرية الشيخ محمد في القسم اللبناني من ابرشية عكار.

الرئيس الرابع

الخوري أثناسيوس المتوحد من سنة 1850م حتى 1862م.
تسلَّم رئاسة الدير سنة 1850 وفي أيامه توفي المطران زخريا في 28/نيسان 1855م واستلم المطرانية المطران يوسف الذي عاش كثيراً في الدير ومن آثار هذا الرئيس كتاب الأفخلوجيون. بخط يده ما زال محفوظاً في الدير وكانت وفاته سنة 1862.

الرئيس الخامس

الخوري صفرونيوس من سنة 1862م حتى سنة 1866م.
تسلَّم رئاسة الدير سنة 1862م وفي أيامه توفي المطران يوسف سنة 1865م وتسلَّم زمام الأبرشية المطران خريسنثوس الأول اليوناني من كموش خانه الذي نقل المطرانية من الأسلكة (الميناء)  إلى بلدة بينو  العكارية اللبنانية سنة 1866م

الرئيس السادس

ايقونة شفيع دير مار الياس الريح في كنيسة الدير
ايقونة شفيع دير مار الياس الريح في كنيسة الدير

الخوري نيكيفورس من السنة 1867م حتى سنة 1876م
تسلَّم رئاسة الدير سنة 1867 وفي عهده بني الطابق الثاني من الدير ومن النصوص المكتوبة على عتبة باب الصالون “قد تمت هذه العمارة في أيام الخوري نيكيفورس رئيس الدير” “إهتم بهذه العمارة الحقير في رؤساء الكهنة خريسنثوس” وكتب فوق العتبة الثانية “قد تمَّت في أيام خريسنثوس والخوري نيكيفورس”. وقد بقي في رئاسة الدير حتى سنة 1876م.

الرئيس السابع

الخوري نيقوديموس من سنة 1876م حتى سنة 1884م
تسلَّم رئاسة الدير في 25/آذار 1876م حيث  رسمه معلمه المطران خريسنثوس أرشمندريتاً وأرسله رئيساً لدير مار الياس الريح ووكيلاً عنه في جميع أشغال الأبرشية. وبقي رئيساً للدير مدة ثماني سنوات حتى سنة 1884م وقد أصبح مطراناً على عكار سنة 1889م.

الرئيس الثامن

الخوري نيوفيطس صليبا من سنة 1884م حتى سنة 1903م
من بلدة الشوير بجل لبنان تسلَّم رئاسة الدير سنة 1884م وفي أيامه مات المطران خريسنثوس الأول اليوناني فخلفه المطران خريسنثوس صليبا بتغرين الذي أوفد ابن شقيقه فرح لمساعدة رئيس الدير فتمتع بوارداته دون حساب وباع بعض أراضيه سكن في قرية ضهر الدير وفي أيام الخوري نيوفيطس توفي المطران خريسنثوس صليبا 1889م فخلفه المطران نيقوديموس في رئاسة الأبرشية.
ومن آثار الخوري نيوفيطس بناء الجناح الرئاسي في الطابق الثاني من الجهة الجنوبية وقد كتب على عتبة الباب الرئيس “المطران نيقوديموس مطران عكار وتوابعها والخوري نيوفيطس صليبا عام 1899م.
وكتب فوق باب الدير الشمالي “أيام المطران نيقوديموس مطران عكار وتوابعها” وجاء أيضاً أن الصف الغربي من الغرف في الطابق الثاني قد تعمَّر على عهد الخوري نيوفيطس سنة 1898م وفي أثناء رئاسته توفيَّ المطران نيقوديموس في 4/تشرين الأول/ 1901 وتسلم المطرانية المطران باسيليوس في 4/2/1903م فقام على عزل الخوري نيوفيطس سنة 1903م.

الرئيس التاسع

الخوري جرمانوس الباشا من سنة 1904 حتى 1908م
تسلَّم رئاسة الدير سنة 1904م وكان قوي الساعدين وحاول تحرير أملاك الدير فحدثت مشادة بينه وبين آل بشور الذين هجموا على الدير بقيادة ابراهيم متى بشور فآثر بعدها ترك الدير والتخلي عن رئاسته.

دير مار الياس الريح في الصفصافة
دير مار الياس الريح في الصفصافة

الرئيس العاشر

إسبر الخولي من سنة 1909م حتى 3/4/1929م.
من بلدة الزويتيني تسلَّم رئاسة الدير سنة 1909م كان قوي الشكيمة فحرر الدير من سلطة آل بشور ومن أهم الحوادث التي حصلت في أيامه:
1-     سفر برلك
2-       إندثار قرية ضهر الدير سنة 1918م ونزوح سكانها إلى القرى المجاورة بعد حدوث المجاعة.
3-       تعمير صهريج في وسط الساحة لجمع المياه سنة 1922م.
4-       صد التعديات عن الدير من الجوار.
وكان يصلي في كنيسة الدير الخوري سليمان والخوري داود كاهنا اليازدية التي تعرف بيازدية حمدان وكانت وفاته في 3/نيسان/1929م.

الرئيس الحادي عشر

أنطونيوس إسبر الخولي من سنة 1929م إلى سنة 1938م.
هو ابن الوكيل السابق إسبر الخولي. تسلَّم الدير بعد وفاة والده وقد أوكلت إليه أوقاف المطرانية في بلدة الرماح. وفي سنة 1933 قام بتلييس الكنيسة على يد المعلم زخور من الشيخ محمد وتشييد القبة على يد المعلم ابراهيم جريج من الشيخ محمد وقد حدثت في أيامه بعض التعديات على الدير من الجوار. وعند وفاة المطران باسيليوس في 4/شباط/1938 إنتدب المجمع المقدس الخوري نقولا غريب وكيلاً على دير مار الياس وتمَّ عزل أنطونيوس الخولي .

الرئيس الثاني عشر

الأرشمندريت يوسف الخولي من 15 /ايار 1938 حتى 22/7/1979م.
تسلَّم رئاسة الدير في 15/أيار 1938 وتوفي في 22/تموز 1979م على زمن المطران أبيفانيوس وقد امتاز هذا الرئيس بظرفه وسرعة خاطره والأعمال التي حصلت في الدير على عهده. وردت في بيان أعمال المطران أبيفانيوس في أبرشية حمص وعكار بتاريخ 15/12/1981م.

الرئيس الثالث عشر

الأرشمندريت مكاريوس الطيار 1981م وحتى 2004
من بلدة جديدة مرجعيون في البقاع الغربي تسلَّم الدير سنة 1981م وقد عرف في زمانه إزدهاراً كبيراً من جميع النواحي خاصة العمرانية فقد أصلحت الأقبية الحجرية وشيِّدت الغرف والصالونات وأصلحت الأراضي وجدِّد الأثاث وأحدثت مكتبة لحفظ السجلات. ولا يزال يعمل بكلِّ جدٍّ وإخلاص لرفع شأن الدير وجعله موئلاً لجميع المؤمنين في أنحاء الكرسي الإنطاكي ومعروف عنه جهاده في كل مكان ودير تولاه في كل النواحي العمرانية والروحية والتنظيمية ويشهد له دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي.

الرئيس الرابع عشر

الأرشمندريت جاورجيوس موسى من قرية اليازدية قضاء صافيتا

واجهة دير مار الياس الريح
واجهة دير مار الياس الريح

استلم رئاسة الدير بعد استعفاء الأرشمندريت مكاريوس عن الخدمة والطلب من صاحب السيادة المطران باسيليوس /أسقف طرطوس وصافيتا وقتها/ ومتروبوليت عكار حالياً السفر إلى أميركا فتم تعيين الأرشمندريت جاورجيوس موسى رئيساً للدير، وفي كانون الأول 2003م حضر الأرشمندريت من دير القديس جاورجيوس الحميراء. وفي اجتماع كهنة /أسقفية طرطوس وصافيتا الدوري/ المنعقد في الدير بتاريخ 21/6/2004 حضر كل من المتربوليت بولس بندلي  مثلث الرحمات راعي الأبرشية السابق، والمطران باسيليوس منصور أسقف طرطوس وصافيتا ( المتروبوليت حالياً) ونصبا الأرشمندريت المذكور رئيساً للدير بحضور الأرشمندريت مكاريوس طيار /الرئيس السابق/ وآباء الرعايا التابعة للأسقفية.

اقسام الدير

يتألَّف دير مار الياس الريح من طابقين؛ حيث تشغل الكنيسة الأثرية القديمة الطابق الأول، وتحوي على ثلاث أيقونات أثرية (الضابط الكل- السيدة العذراء- مار الياس) رسمت في العام 1817 وتنتمي إلى المدرسة الحلبية لرسم الأيقونات الرومية، وهي معلقة على حامل الأيقونات الخشبي (الأيقونسطاس). وأيقونة السيدة العذراء من العام نفسه وأيقونة مار الياس من العام 1809م، والعديد من أيقونات الأنبياء. جميع هذه الأيقونات موجودة في الدير منذ عام 1800، أي بعد ترميمه. أما الطابق العلوي حديث البناء، فهو يحوي على غرف الرهبان، ومكتبة تحوي كتباً دينية، وبعض الغرف المخصَّصة لزوَّار الدير الذين يأتون من مسافات بعيدة، ويستضيف الدير المخيمات الكنسية التي ترغب في الإقامة عدة أيام. يتضمن الدير غرفة لبيع الأيقونات، والعديد من التذكاريات التي يرغب باقتنائها زوار الدير، حيث عود ريعها إلى العائلات الفقيرة وإلى تغطية نفقات احتياجات الدير.

وضع الدير الحالي

كنيسة دير مار الياس الريح
كنيسة دير مار الياس الريح

بعد أن استلم الأسقف باسيليوس منصور أسقفية طرطوس وصافيتا أولى اهتماماً كبيراً للدير المذكور فعمل على ضبط ماليته وبناء بوابة خارجية للدير وجداراً استنادي وتشجير بعض الأراضي بالحمضيات واسترجاع بعض الأراضي من المزارعين التي لم يكن للدير أي استفادة منها وقام بترميم القسم المتصدع من البناء نتيجة القدم والعوامل الجوية وتسوية أوضاع البئرين الأرتوازيين الموجودين في أملاك الدير والذين تهدما نتيجة الإهمال وعدم الاستفادة منهم منذ فترة طويلة وما زالت المشاريع قائمة إلى اليوم. ويتابع سيادته حاليا بعد ان تولى متروبوليتا للابرشية وجعله مقراً صيفيا لمطران عكار.

دير مار الياس الريح في الصفصافة
دير مار الياس الريح في الصفصافة

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *