راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان

شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

مقدمة

في غمرة من صباح الخميس 30 تموز 2009 ، انتقل الى الأحضان السيدية المقدسة في الفردوس عميد المطارنة الأنطاكيين المتروبوليت الياس قربان منذ العام 1999،وهو واحد من رجالات انطاكية العظمى خاصة، والارثوذكسية عامة.

هو رجل يلخص تاريخ حقبةٍ من حياة أبرشية متميزة في أُرثوذكسيتها، ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما الأرثوذكسية، بشعبها الغيور، واديارها الغنية بالايمان الحار، ابرشية قدمت من رعاتها ثلاتة للسدة البطريركية هم غريغوريوس حداد، والكسندروس طحان، وثيوذوسيوس اابو رجيلي.

تولى السدة الأسقفية حوالي سبعة وأربعين عاماً ، كان راعياً واباً ومدبراً حكيماً مشرفاً على شؤون وشجون الأبرشية بكل مالها من ثقل انطاكي ارثوذكسي وماعليها من واجبات تجاه هذا الثقل، ولما لمطرانها مثلث الرحمات الياس من ثقل على الصعيد الروحي الانطاكي، وكزعيم ديني وسياسي وطني على صعيد كل لبنان، ضحى بسني حياته في سبيل الكنيسة الانطاكية منذ نعومة أظافره في دمشق عاصمة الكرسي الأنطاكي حيث بدأ مشواره، ترعرع في حناياها وثناياها الى اميركا فطرابلس، فكان صوتاً صارخاً في برّية السماء الأرضية.

في 12 آب ما اجتمعت طرابلس المحافظة والمدينة والكورة بشيبها وشبانها، مسيحييها ومسلميها، لتودع زعيمها الروحي والديني والوطني المطران الياس قربان المنتقل الى الاخدار السماوية في احضان السيد له المجد الذي وهبه حياته منذ طفوليته، وقفة وفاء اخيرة له مكافأة عما قدَّم من تضحيات، لصالح ابرشية ارثوذكسية ضاربة في غنى شعبها الروحي الأرثوذكسي في المدينة والميناء والكورة ببلداتها وقراها واديارها، بما ينعكس على الكرسي الانطاكي المقدس.

دخل الابرشية قبل الحرب الأهلية اللبنانية بثلاث عشرة سنة ، ماشاها وعايشها، وعاش فيها رب اسرة، وراع واب وزوج روحي للرعية الكبيرة، في أحلك الظروف، فكان بحق المرجع والسند والحكم والقائد الحكيم، بما يمثل من مقام روحي ارثوذكسي وزعيم ديني ووطني لبناني رفيع.

بانتهاء الحرب، أسهم في عملية الإنماء وإعادة الإعمار، التي شهدها لبنان عامة وارجاء المحافظة، الابرشية، المدينة وميناءها وكورتها بصورة خاصة.

كان علمنا المطران الياس قربان وله من اسمه اشد بل كل النصيب فهو يتمتع بغيرة شفيعه النبي ايلياس الغيوروهو كالقربان المقدس محور حياة الكنيسة المقدسة لأنه الذبيحة غير الدموية….

المطران الياس قربان كغرسة زيتون تنبت وتثمر عطاءً وروحاً وتطعم الاجيال القادمة ولكن عطاءها يستمر مدى التاريخ.

كان المطران قربان محباً ليسوع في خليقته، فعامل البشر باحترام فائق ودماثة خلق، وهدوء ورصانة. كانالمطران الياس قربان كل هذا وسيبقى كذلك في ذكرانا، كما كان. لم ولن يصمت بلبل أغنى حين غنى أناشيد للسماء، فالملائكة لا تنام، سيبقى لم يذهب، لكنه رقد، ليس على رجاء القيامة، بل منتظراً لها.

يقول واحد ممن كتب سيرته التي منها استفدنا “المطران الياس قربان سيرة وصيرورة- التعليم اللاهوتي…”: “لم استطع عند سماع ترنيمة “ليس قدوسٌ …” التي ترنم في خدمة جناز الدفن، إلا أن أبكي، مستذكراً رخامة صوته، الذي يقربك من الله، لأن الترتيل بالنسبة إليه، لم يكن غاية، بل وسيلة للكلام مع الله. فقد قال فيه البطريرك إغناطيوس الرابع: “للمطران الياس صوت متميز جداً، يجمع إلى الرصانة، الرجولة، وجمال الصوت، ويتابع : يجب أن يتسم الصوت بالرجولة لأن الترتيل لا يسمح بالميوعة “.

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

وانا بدوري لم انسى هذا الصوت البديع وقد سمعته للمرة الاولى، يوم تنصيب مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع 1979 في مريمية الشام، لما صدح بصوته البديع: بطروبارية القيامة:

” لتفرح السماويات ولتبتهج الارضيات…”

لقد اطربني جداً انا وكل هذا الحشد الايماني والرسمي الذي ضاقت به داخلاً وصرحاً جنبات الكاتدرائية الانطاكية والبطريركية المريمية، وتمنيت لو لم تنته هذه الطروبارية… وقتها كان ثمة تناوب ترتيلي بديع بينه وبين سميه مطران حلب مثلث الرحمات المطران الياس يوسف صاحب الصوت البديع…

طبعاً بعد ذلك التقينا مراراً اولاً وكنت مع الاب دامسكينوس منصورمدرب جوقتنا (مطران البرازيل) فاستمع اداءنا واعجب وثنى على مدربنا المتميزفي فن تعليم الترتيل الرومي الجميل، الغريد دامسكينوس ، ثم في البلمند… والمقر البطريركي و… وترحيبه بصوته الحنون بي وقبلته لي، ولكني لم انسى تلك الطروبارية التي حفرت سعادة لاتوصف في ذاكرتي وحتى هذه الحظة الحاضرة…وكنت في كل مرة التقيه اقولها له بسعادة، فيضحك ملء قلبه.

المطران الياس قربان ارتقى الى السدة الالهية ليكون مع اليمين في فردوس الرب، وترك ما انجزه فكراً وتمويلاً وباللحم الحي والقلب العاصف بأرثوذكسيته وانطاكيته وتعب اليدين وغالباً ماكانت فارغة، ما يخلد ذكره من اعمال النهضة والعمران في الاديار، والكنائس والمدارس والجمعيات والمنشأت بأبرشيته، وما يتحدث عن مآثره، التي حققها فهي باقية خالدة، تشهد على جمال المسيح الاله الذي فيه. ستحفظ طرابلس ما أراده منها راعيها، ستحفظ سيرة أسقف تُعلمْ عشرته، أن الوداعة في الكنيسة تتصدر على العلم والعلماء، فقد كان يقبل كل شيء، بتواضع الكبار، لا “بكبر الصغار”، فقد سرَّ بفرح الأطفال، لم يخف الحرية، أحب الكنيسة ودافع عن الحق فيها، علَّم دائماً أن المسيح أرحب، وأرحب مما يشاء
علَّم دائماً ألا يقف الإنسان عند الفعل مهما قسا وبشع، بل أن يقرأ ردّ الفعل المطلوب وراءه
آمن ووثق بالشباب وحيويتهم وقدرتهم على النهضة والتجديد، فرافقهم في حلقاتهم ومؤتمراتهم، ولم يغب عن احتفالات الأطفال، إذ كان يرى فيهم مستقبل الكنيسة مصوراً وشهادةً، في هذا الكون فالشباب ثروة الكنيسة وثورتها، سعى وعمل بصورة دائمة كي يتحول المؤمنون، إلى مشاركين، وإلى جوقة جماعية مرنمة تهز

البطريرك الكسندروس الثالث
البطريرك الكسندروس الثالث

بالترانيم والتسابيح. وهكذا فالمطران الياس، مثلٌ لنا نقتدي بنور المسيح، الذي اقتدى واهتدى به.

السيرة الذاتية والصيرورة

حياته

ولد الياس توفيق قربان، في قرية عين السنديانة – المتن قرب الشوير، في خريف 1926، أمه صوفيا سعيد، له أربع أخوة، وأربعة أخوات، سكن مع عائلته في بيت مؤلف من غرفتين، وبسبب عدم وجود مدرسة ثابتة، اضطر للانتقال إلى مدرسة الروم في الشوير، ومن ثم إلى مدرسة المعلم “يوسف صوايا ” في الشوير، ومنها إلى مدرسة المعلمتين الأختين مريم ومرتا (من المدارس التي بنتها الجمعية الامبراطورية الفلسطينية –الروسية الارثوذكسية في بلاد الشام)، إذ لم يكن التعليم حينها مستقراً.

وفي صيف 1937، زار القرية “الأرشمندريت إغناطيوس ملحم”
وخدم المديح في الكنيسة، فأعجب بشدة بصوت الشاب الصغير الياس، طلب من أمه أن يذهب إلى مدرسة البلمند، إلى جانب حوالي الثلاثين طالب إكليريكي منهم “المطران بولس الخوري” (راعي أبرشية صور وصيدا) و”الأسقف أثناسيوس صليبا”.

وبسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أغلق “البطريرك ألكسندروس طحَّان” المدرسة، فعاد إلى دير مار الياس، والتحق بالمدرسة العالية في الشوير.

في السنة التالية أعاد البطريرك الكسندروس إفتتاح المدرسة، ولكن في دمشق، فعاد إليها الفتى إلياس وسكن في دار البطريركية، قرب المدرسة الآسية التي كان يتعلم فيها، وبعد عام اضطر البطريرك الكسندروس مجدداً لإغلاقها، مرةً ثانيةً، للأسباب الاقتصادية نفسها.

كان الأستاذ “إيليا الرومي” برتوبسالتي الكرسي الإنطاكي مرتل الكاتدرائية المريمية الاول ، يلقن دروس الموسيقى، و”الأرشمندريت إلياس معوض” دروس الأدب، و”الأرشمندريت روفائيل شامية ” دروس التعليم الديني، فبقي الياس في المدرسة من سنة 1941 إلى 1946، ولكنها كانت سنين عجاف، مفعمة بالمشاحنات والاضطرابات التي شهدتها سورية ولبنان، لإجلاء القوات الفرنسية عن أراضيها.

في سنة 1946، ألغيت البرامج الدراسية القديمة، فتوحَّدت البكالوريا، فكان من أول المتقدمين إليها بهذا الشكل، وكان من الناجحين المتفوقين.

رسامته

في عيد الصليب 14 أيلول 1946 رسمه البطريرك الكسندروس الثالث (1931- 1958) شماساً إنجيلياً في كنيسة الصليب المقدس بالقصاع، وكان غبطته كالعادة يقيم القداس الالهي بعيد الكنيسة سنوياً، فكان الفرح مزدوجاً لدى رعية القصاع خصوصاً والرعية الدمشقية عموماً التي بقي يحبها، كما كانت هي تحبه واسفت على انتقاله الى بيروت لاحقاً.

وصيَّره البطريرك الكسندروس شماس الكاتدرائية المريمية، فصار يخدم فيها، وفي هذه الأثناء كان يعمل مدرساً في “مدرسة القديس يوحنا الدمشقي الارثوذكسية الابتدائية” في القصَّاع لمادة التربية المسيحية، وبذهاب “الشماس إغناطيوس هزيم” إلى باريس للالتحاق بمعهد القديس سيرجيوس اللاهوتي مع “جورج خضر” طُلب إليه المجيء إلى بيروت، لخدمة الأبرشية كشماس، فساعد في الخدمة مطران ابرشية بيروت وتوابعها “المتروبوليت إيليا الصليبي” والتحق في ذات الوقت بالجامعة الأميركية في حزيران 1946، حيث تابع دروسه الجامعية فيها، ودرَّس بعض الدروس في “مدرسة زهرة الإحسان الارثوذكسية”.

في هذه الفترة، استفاد كثيراً في مجال الموسيقا الرومية وحسن الترتيل من البروتوبسالتي “الأستاذ متري المرّ” الذي كان مرتلاً في كنيسة القديس نيقولاوس ببيروت مع ابنه فيليب. والجدير بالذكر أنَّ الشمّاس الياس كان حينها عضواً فعالاً في مركز حركة الشبيبة الأرثوذكسية في بيروت، إضافةً لعمله في اعداد البرامج الروحية التي تذاع في الإذاعة اللبنانية.

لدى تخرجه من الجامعة الأمريكية عام 1952حائزاً على شهادة B.A في التاريخ قدمت له الجامعة ذاتها منحة دراسية فتابع الدراسة إلى أن نال شهادة M.A في التاريخ عام 1954 وكان موضوع أطروحته: “الأزمة البطريركية الإنطاكية الأرثوذكسية 1891-1899”.

و في عام 1954 زار لبنان المطران انطونيوس بشير راعي ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشمالية مع وفد مرافق، فطلب من الشماس الياس قربان الذهاب معه إلى أميركا، والالتحاق بمعهد القديس فلاديمير اللاهوتي، وقد حصل المطران بشير على إذن من السلطات الأميركية للسماح للشماس الشاب بدخول أراضيها، فتوجه إليها بصعوبة.

وصل أميركا أوائل شهر كانون الأول، والتحق بمعهد القديس فلاديمير للروس البيض عام 1954 و تخرج منه عام 1957.

المتروبوليت انطونيوس بشير
المتروبوليت انطونيوس بشير
متروبوليت اميركا الشمالية انطونيوس بشير

كان يتردد كل صيف إلى بروكلن، حيث مقرالمطرانية وإقامة المطران بشير. وفي الأحد الرابع من الصيام الأربعيني المقدس، رسمه كاهناً فقام بواجباته الرعوية على أكمل وجه. وفي العاشر من شباط عام 1962 تلقى برقية من البطريرك ثيوذوسيوس السادس أبلغه بها قرار المجمع الانطاكي المقدس بانتخابه مطرانا على ابرشية طرابلس، بعد شغور كرسيها لمدة أربع سنوات، بارتقاء مطرانها ثيوذوسيوس(أبو رجيلي) السدَّة البطريركية في عام 1958.

اضطرب تفكيره كثيرا بعد أن انقسمت ابرشية طرابلس بخصوص المطران الجديد إلى قسمين متنافرين:

القسم الأول يريد الأسقف باسيليوس (سماحة) مطراناً، والقسم الثاني يريد الإرشمندريت إغناطيوس (هزيم)، كان خياره صعباً، وخصوصاً بعد أن انسجم هو مع الوضع الجديد في أميركا، و حصل على الجنسية الاميركية صيف عام 1960. وبعد أيام قليلة من استلامه البرقية، توجه إلى الوطن كي يشكر البطريرك والمجمع ويقدم اعتذاره وجاهياً، ولكنه غير قراره بعد تقاطر الحشود المهنئة والمؤيدة، وبعد التماس بعض الأصدقاء والمقربين ان لايعتذر، صدع لقرار المجمع حيث رُسم متروبوليتا في 8 آذار في الأحد الثاني من الصوم الأربعيني المقدس. وقد ترأس غبطة البطريرك ثيوذوسيوس (1958-1969) قداس الرسامة بمشاركة و حضور أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس، وممثل عن الكنيسة الروسية.

 

ألقى المطران الجديد في هذا اليوم الاحتفالي المبارك، كلمةً هامةً، ومما جاء فيها: “إنني تراب ورماد ولكن الله رفعني فجعلني أسقفا لطرابلس وهذه المسؤولية تحتُم علي أن أكون على استعداد دائم لخدمة أبناء الأبرشية ومراعاتهم…” و لقد أنهى كلمته مستجدياً من الله أن يوفقه في هذه المهمة الشاقة والمباركة. وفي اليوم التالي توجه إلى أميركا من مطار بيروت ليودع من خدمهم، وينهي أعماله هناك.

عاد إلى بيروت عشية عيدالشعانين، حيث ترأس قداس العيد يوم الأحد 22 نيسان في كاتدرائية القديس جاورجيوسببيروت تلبية لطلب المطران إيليا الصليبي راعي ابرشية بيروت، و بعد الظهر توجه حشد كبير من الإكليريكيين والرسميين لمرافقة مطران الأبرشية الجديد الى مقر ابرشيته، وكان في مقدمة المستقبلين محافظ الشمال الأستاذ حليم أبو عز الدين، اضافة الى حشد من الطرابلسيين الذين تجمهروا للترحيب براعيهم الجديد. حيث توجه إلى الكنيسة ومعه هذه الجموع، وأقيمت

البطريرك ثيوذوسيوس السادس
البطريرك ثيوذوسيوس السادس

صلاة الشكر، أعقبها تلقي المطران التهاني التي استمرت بتدفق المهنئين على دار المطرانية للتهنئة لأكثر من شهر.

منذ ذلك الحين بدأ ينشط ابرشية طرابلس على الصعد كافة: الرعائية و الروحية والإرشادية والتنموية…

وأخذ يطبق نظام اجتماعت الكهنة دورياً في دار المطرانية في جلسات دورية، للتوجيه الروحي والتدريب الرعائي، وشكٌل لجنة للعمل على تأمين التعليم الديني في كافة مدارس الأبرشية الرسمية منها، والخاصة وخصص لذلك ميزانية مستقلة وأخرى لإتمام عمليات البناء و الترميم في كنائس وأديرة الأبرشية. وجٌه منشوراً رعائيا عقب دخوله الأبرشية، وقيامه بالزيارات الرعائية الأولية.

يمكننا القول أن المنشور تمحور في ثلاث نقاط رئيسة هي

– أهمية سر العماد و قدسيته، باعتباره ارتداءً لثوب المسيح.

– حضور الخدم الإلهية، و فعالية المشاركة الجماعية في الصلوات، و أهميتها، مما يعطيها طابعاً خاصاً.

– أهمية مناولة الأسرار الإلهية المقدسة، وأن جوهر المناولة يكمن في طريقة التقدم للأسرار الإلهية، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. هذا هو الجوهر الحقيقي للصلاة و المناولة.

في أيار عام 1963أطلق دائرة التربية الدينية، للإشراف على نشاطات الشباب ومؤتمراتهم، وتنظيم الدورات التدريبية للعاملين في حقل التربية المسيحية، وقد انبثق عن هذه الدائرة اللجان التالية

1- لجنة الترتيل والموسيقى الكنسية

تعنى بتنظيم أصول الموسيقى والترتيل، وتشرف على مدرسة الموسيقى الكنسية، والتي كان مقرها دار المطرانية، و قد بدأ العمل بها تموز 1963 ومن ثمارها جوقة الأبرشية المتميزة والمستمرة في تميزها، والتي كانت تضم حينها حوالي ثمانية وثلاثين مرتلا من مختلف الرعايا.

2- لجنة البرامج

المطران قربان يدخل الى ابرشيته طرابلس
المطران قربان يدخل الى ابرشيته طرابلس

تضم أخصائيين في مجال اللاهوت والتربية، مهمتهم إعداد برامج التعليم الديني لمختلف الأعمار.

احداثات متنوعة

أسس في الأبرشية، مدرسة لإعداد الكهنة تقوم بتقديم المعرفة اللاهوتية وسبل التربية السليمة، سواء للذين سيتقبلوا سر الكهنوت، أو الذين سيعملون في مجال التربية والتعليم الديني.

أسس سنة 1970 “دار الكلمة”، و التي تصدر “مجلة الكلمة” شهرياً أسوة بالنشرة الأسبوعية “الكرمة”.

أسس مجلساً استشارياً يتألف من 20 عضواً بين إكليروس وأخصائيين، يجتمع مرة كل شهر، تتفرع عنه اللجان التالية: اللجنة القانونية، اللجنة الهندسية، اللجنة المالية، لجنة لتفعيل دور مجالس الرعايا. تعقد كل هذه اللجان اجتماعات شهرية وكلما دعت الحاجة.

رسم المطران الياس أكثر من ستين إكليريكياً، منهم على سبيل المثال لا الحصر: المطران يوحنا (منصور) مطران اللاذقية حالياً، المطران بولس (صليبا) مطران اوستراليا السابق…

الآباء: إبراهيم (سروج)، جورج (عطية)،يوحنا (بطش) ( اسقف معاون بطريركي حالياً)، خريستو (عيسى)15، جبرائيل (ياكومي)، كاسيانوس (عيناتي)، نقولا (مالك)…

اما على صعيد الجمعيات

و نرى في الأبرشية أيضا مشاركة فعالة وإشراف مباشر ومتابعة، فقد قام بتأسيس الجمعيات التي تعنى بالشأن الإنساني والتربوي والتعليمي والروحي ولها كلها دور فعال، ليس على مستوى الأبرشية فحسب، بل أيضا على مستوى المنطقة عامة

منها الجمعيات التالية

الجمعية الخيرية في أميون: تهدف إلى مساعدة المرضى والمحتاجين والطلبة.

جمعية البر المسيحي في الميناء: قامت ببناء بيت الشيخوخة في الميناء.

جمعية القديس جاورجيوس: تشرف على مستوصف القبة.

جمعية السيدة لعضد اليتامى: تشرف على الميتم الأرثوذكسي للبنات اليتيمات في الميناء، و قد بنت سنة 1992 بيتا للطالبات فوق الميتم.

أعاد الثانوية الوطنية الأرثوذكسية إلى العمل، بعد أن تراكمت ديونها، و التي دشنها مطران طرابلس غريغوريوس حداد في الميناء سنة 1900، و قد وسع المطران الياس بناءها ونطاق الدراسة فيها. كما وسع الثانوية الأرثوذكسية في القبة والمؤسسة سنة 1949 على عهد المطران ثيوذوسيوس أبو رجيلي، كما وسَّع النطاق التدريسي في مدرسة الإصلاح الأرثوذكسي، والتي أسستها جمعية الإصلاح في أميون، بإسم مدرسة الإصلاح سنة 1940. كذلك الأمر بالنسبة لمدرسة البنات الأرثوذكسية، والتي أسسها المطران ألكسندروس طحّان18، ومدرسة بكفتين الأرثوذكسية الفنية العالية.

أعاد المطران قربان “مدرسة مار نهرا القبة العالية” في كفر عقا سنة 1972، ما عاد بالخير على القرية والكنيسة والمنطقة بصورة عامة، كما رعى المطران الياس “واحة الفرح” و الجمعية التي أسستها، وهي عبارة عن مركز للمختلين عقليا بصورة بسيطة أو متوسطة.

في بناء آثري، وهو “دير سيدة الناطور” في بلدة أنفة-الكورة، وبالتنسيق مع وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، حصلت الرعية على عدد من المستوصفات في: طرابلس المدينة، الميناء، القبة، كفرعقا، دده،…

إنجازاته العمرانية

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

الكنائس

-رممت في عهده الكثير من الكنائس، مثل: كنيسة القديسة مارينا، كنيسة السيدة في أميون، كنيسة ميلاد السيدة في دار المطرانية الجديدة، كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل(القبة)…

-ومن الكنائس الجديدة التي بنيت: كنيسة القديس جاورجيوس (أنفة)، كنيسة التجلي (شكا).

و بنيت في عهده الكثير من قاعات الكنائس، ومركز للنشاطات في أنفة.

الأديرة

شهدت اديرة نهضة جمة وقد أُسست العديد من الرهبانيات ومن هذا الفيض نذكر: إصلاح دير سيدة بكفتين، توسيع دير مار يعقوب – دده، إعادة تهيئة “دير سيدة الناطور”، و كذلك الأمر بالنسبة ل “دير مار يوحنا، أنفة” و ببركة من سيادته سنة 1994 بدأ الأرشمندريت كاسيانوس عيناتي بناء “دير الشفيعة الحّارة” في بدبّا والذي دشن باحتفال كبير سنة 2000.

و في سبيل هذه النهضة التي حققها سيادته، قام ببناء دار المطرانية في حي جديد، و قد دشنت في قداس إلهي في تشرين الأول سنة 1993 بمشاركة غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع، وبنيت هذه الدار بدلاً من دار المطرانية القديمة بالقرب من كاتدرائية القديس جوارجيوس التي هدمت و حرقت خلال أحداث طرابلس الأليمة سنة 1985 التي كان قد بناها المطران الكسندروس طحان (البطريرك 1931-1958).

ببركة ورعاية وتوجيه منه، قامت “جمعية القديس جاورجيوس الارثوذكسية لدفن الموتى” في طرابلس، ببناء قسم مخصص لخدمة رعية منطقة القبة. وفي الوقت عينه سنة 1962 أكملت “جمعية الملاك ميخائيل” بناء المدرسة المتوسطة في المحلة لاستيعاب طلاب جدد للمرحلة الثانوية، و رعى إلى جانب ذلك تعليم وتنشئة (الأولاد) دينيا.

وفي سنة 1981 رُممت في عهده قاعة “دير القديس يوحنا المعمدان” في بشمزين, والتي تستعمل حاليا للنشاطات الرعائية و التعليم, كمخيمات الطفولة، كما أقيم بجانبها مركزٌ للاجتماعات، إضافة للملاعب، و قد تم جر الكهرباء والماء إلى هذه المنشأة، و ذلك بهمة ومساعدة “حركة الشبيبة الأرثوذكسية وبهمة الأرشمندريت كاسيانوس عيناتي، وبركة المطران الياس بدأ العمل ببناء “دير الشفيعة الحارة” في سنة 1994، ودشن بإحتفال كبير سنة 2000

وفي سنة 1986 أُضيف إلى “دير القديس يعقوب الفارسي المقطع” بناء السامرية. والبناء عبارة عن طبقتين يتضمن قلالي للراهبات، بالإضافة إلى غرفة صغيرة، ومطبخ وقاعة للإجتماعات.

وفي سنة 2000 أضيف بناءٌ آخر يتألف من أربع طبقات متكاملةهي عبارة عن غرفة للضيوف والراهبات، وغرفة للاجتماعات وغرفة لتعليم الموسيقى البيزنطية وغرفة للمشاغل.

رعايته للأنشطة

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

-دأب المطران الياس على مشاركة أبناء الأبرشية في كل المناسبات العامة و الخاصة، فكان الحاضر الأول فيها، والراعي الأكبر لكل النشاطات التي تميزت بها الأبرشية، وقامت فيها، فقد شارك في العيد الأربعيني لتأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسية، فساهم في الاحتفالات حيث وجه رسالة إلى الشباب، أكد من خلالها على دورهم المحوري في بناء الكنيسة، وتعزيز دعائمها، وبهذه المناسبة رئس القداس الالهي الذي أقيم يوم الأحد 28 آذار 1982.

كما وقد شارك في الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة مرور 41 سنة على تأسيس “حركة الشبيبة الأرثوذكسية”.

شارك يوم السبت 5 حزيران 1982 باحتفالات ثانوية سيدة البلمند (قسم الروضة) بمناسبة نهاية السنة الدراسية لأطفالها، وبلغ عدد الأطفال فيها 360.

شارك في احتفالات عيد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند وذلك في 4 كانون الأول سنة 1981 ورئس القداس الإلهي، وألقى كلمة شدد فيها على أهمية تمحيص الكلمة.

شارك في القداس الإلهي عند رسامة مطران زحلة اسبيريدون خوري و ذلك يوم الأحد 9 تشرين الأول سنة 1966 في كنيسة دير مار الياس شويّا البطريركي ( ضهور شوير).

-كما كان من أعضاء الوفد الأنطاكي برئاسة البطريرك ثيوذوسيوس، الذي شارك في احتفالات اليوبيل الذهبي الأسقفي للبطريرك ألكسي الأول في روسيا.

-بتكليف من البطريرك اغناطيوس الرابع، قام مع مطران بيروت الياس عودة، بجولة في أميركا الشمالية 18 أيلول 1983، للقيلم بمهمة دينية، فزار مطران أميركا فيليبس صليبا، وحضر اجتماع مجلس الملي الابرشية هناك، ومؤتمر منظمة القديس اغناطيوس الأنطاكي. واطلعا على الإنجازات الكبيرة التي تحققت في الأبرشية، و عقب العودة أطلعا البطريرك اغناطيوس الرابع، والمجمع الأنطاكي المقدس، و الذي انتخب في 22 تشرين الثاني سنة 1982 الإرشمندريت أنطوان خوري الدمشقي ( المتوفي مؤخراً) أسقفا مساعداً في أبرشية أميركا الشمالية وقد ألقى كلمة باسم دير سيدة البلمند البطريركي، إدارة و هيئات، بمناسبة المعرض الأول للكتاب، رحب من خلالها بوزير التربية الوطنية اللبنانية، عصام خوري، وفق ما ورد في مجلة الكلمة، العدد العاشر، تموز 1983 ومن مشاركاته حضور مؤتمر أبرشية نيويورك في بوسطن.

-في حلب شارك الأحد 30 تشرين الثاني 2003, بالقداس الإحتفالي الذي ترأسه رئيس اساقفة اليونان خريستوذولوس في تدشين كنيسة ومدرسة النبي الياس في حلب.

-ترأس الوفد الأنطاكي إلى روسيا، للمشاركة باحتفالات “الذكرى الستين لإعادة منصب البطريركية وذلك في أيار 1978.

-مثَّل البطريرك اغناطيوس الرابع في تنصيب مطران حلب الجديد بولس (يازجي) (المغيب والمخطوف منذ اكثر من 4 سنوات) وذلك في 21 و 22 تشرين الأول سنة 2000

-شارك سنة 2002 في إحتفالات عيد “معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي” ما بين أواخر شهر تشرين الثاني، وحتى عيد القديس يوحنا في 4 كانون الأول، و قد تميزت حينها الاحتفالات بحضور غبطة البطريرك، وجمع من مطارنة الكرسي الأنطاكي المقدس،و من المجامع التي شارك فيها، ك”عميد للمطارنة الأنطاكيين” المجمع الموسع المنعقد في دار البطريركية بدمشق، بدوره الخامس و الثلاثين، ما بين 11 و 14حزيران سنة 2002.

-شارك سنة 1968 في جلسة “مجلس الكنائس العالمي” بجلسته العامة والمنعقد في مدينة أوسالا- السويد إلى جانب مطران اللاذقية اغناطيوس هزيم والأسقف غفرائيل صليبي، والإرشمندريت جورج خضر،

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

 

-استقبل مطران أميركا الشمالية فيليبس صليبا، في دار المطرانية بطرابلس، والذي جاء بتبرعات للأبرشيات الأنطاكية من أميركا، و ذلك نيسان 1983، وقد ألقى فيها سيادته كلمة شدد من خلالها على أهمية تمتين أواصر الأخوة بين أرثوذكسي المهجر من جهة، والوطن الأم من جهة أخرى، كما و تحدث عن المطران فيليبس، وإنجازاته الكبيرة في المهجر.

-استمر علمنا المطران الياس بالعمل الرعوي، الذي بدأه سلفه المطران ثيوذوسيوس، خصوصا دير القديس يعقوب الفارسي المقطع- دده، وقد أشرف على الحياة الروحية فيه.

– في مفكرته نجد الزيارة التي قام بها سنة 1965 بدعوة من المطران انطونيوس بشيرإلى أميركا الشمالية وبعض الدول الأوربية، و التقى خلالها العديد من رجال الدين الكاثوليك، والبروتستانت، وناقش معهم بدعة “تبرئة اليهود من دم المسيح” التي اطلقها البابا بولس السادس، ومالها من خطرعلى التعاليم المسيحية. وقد حضر علمنا مؤتمرأبرشية نيويورك في بوسطن، والذي أعلن فيه المطران بشير عن نيته في بناء المعهد اللاهوتي “معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي” في البلمند من ماله الخاص، و مد يد المساعدة إلى أبرشيات الكرسي الأنطاكي قد الإمكان.

بالرغم من اتساع رقعة ابرشيته، إلا أن علمنا دأب سنوياً على زيارة قرى الأبرشية كلها، مرتين في السنة على الأقل، و كان يضطلع بصغائر الأمور، ولكن ليس سفاسفها، وكان ملماً بتفاصيل الحياة الكنسية لأبناء أبرشيته يستمع لكل منهم، ويساعدهم كي يرقوا بأنفسهم، كان أباً متابعاً و عطوفاً، وكان يقوم كل فترة بجردة حساب، ففي الذكرى الرابعة لتسلمه عصا الأبرشية، عرض الإنجازات التي حققها، على صعيد بناء الكنائس و ترميمها والتعليم الديني وبناء المدارس، والعمل الاجتماعي، وإرسال الشباب لدارسة العلوم اللاهوتية، والرسامات الاكليريكية التي قام بها، و الأديرة التي بناها والتي وسعها، وبذلك لفت أنظار الأنطاكيين شعباً وإكليروساً إلى هذا الإهتمام الدقيق والعميق الذي أولاه لأبرشيته.

لقد قام بتأسيس “لجنة الترتيل والموسيقى الكنسية”، تُعنى بتعليم الموسيقى الكنسية، والترتيل، وقامت بتأسيس الجوقات في مختلف الرعايا، كما و تشرف هذه اللجنة على

1- مدرسة الموسيقى الكنسية ومقرها المطرانية، و بدأ العمل بها تموز 1993.

2- جوقة الأبرشية وتضم 38 مرتلاً من مختلف الرعايا، ويترأس في إطار الإهتمام والمتابعة، إجتماعات الكهنة مرة كل شهر، وتعرض في الاجتماعات القضايا الرعائية بين مختلف الكهنة و الرعايا.

انتقاله الى الأخدار السماوية

شارك في دور المجمع الإنطاكي المقدس الذي عُقد في دار البطريركية بدمشق في حزيران 2009، ثم احتفل بعيد شفيعه النبي إيلياس في 20 تموز2009 وفي اليوم التالي شارك في احتفالات تخريج طلاب جامعة البلمند، بعد ذلك بدأت صحته بالتوعك…

في صباح الخميس 30 تموز 2009، طويت صفحة رجل متميز شكل ركباً في تاريخ مدينة أحبها وأحبته.

المجمع الانطاكي المقدس وفيه المطران قربان بعهد البطريرك ثيودوسيوس الاول يسار الصورة
المجمع الانطاكي المقدس وفيه المطران قربان بعهد البطريرك ثيودوسيوس الاول يسار الصورة

وفي الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الأحد دفن الراعي الجليل المتروبوليت الياس قربان بحضور ممثلين عن الرؤساء الثلاثة في لبنان، وممثلين عن الأحزاب والكتل السياسية والشخصيات النيابية والهيئات الدينية والاجتماعية اللبنانية.

رئس خدمة الجناز غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع بمشاركة مطارنة الكرسي الإنطاكي، وحضور مطارنة من الطوائف الشقيقة.

وجدير ذكره انه دفن في طرابلس بعد 119 سنة مرت على وفاة ودفن آخر مطران لطرابلس، هو صفرونيوس النجار الدمشقي.

دفن علمنا تحت هيكل كاتدرائية طرابلس بترتيلة:”انحدرت إلى الجحيم يامتحنن…”

قال النائب نضال طعمة ” عضو كتلة المستقبل النيابية ” في رحيل المطران الياس قربان:

خسرت الكنيسة الارثوذكسية جمعاء وابرشية طرابلس والكورة وتوابعها بشكل خاص .  رمزا من رموزها وحبر من كبار احبارها سيادة المثلث الرحمات المطران الياس قربان ,الللبناني والعروبي بامتياز.

كان طيلة مسيرة حياته الرعوية جامعا للشمل في  احلك الظروف التي عصفت بلبنان حيث لم يترك ابرشيته وكان صلة الوصل بين جميع ابناء الشمال وابناء مدينته طرابلس على وجه الخصوص. كان مثال التواضع والمحبة مقربا بين جميع الناس فاتحا قلبه ودار مطرانيته أمام الجميع.

انشا المؤسسات التربوية والاجتماعية التي اعطت نكهة مميزة لهذه الابرشية المحروسة بالله.

اننا نسال الله ان يريحه في احضان ابراهيم وان يلهم المجمع الانطاكي المقدس ان يختار الخلف الصالح كي يتمكن من الاستمرار في حمل ارث فقيدنا الغالي المطران قربان، وهو ارث كبير.

شهادة حق بالمطران الياس قربان المنتخب على ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما من  الأب فيليب صليبا / كليفلند أوهايو، ( متروبوليت اميركا الشمالية لاحقاً) هذه الشهادة بعنوان:

“المطران قربان كما عرفته”

المتروبوليت فيليبس صليبا راعي ابرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية
المتروبوليت فيليبس صليبا راعي ابرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية

في عين السنديانة حارة الشوير، وفي موقع لبناني عارم بالجمال، ولد سيادته، وترعرع في بيت أرثوذكسي كريم المحتد. اتجهت افكاره منذ حداثته نحو الحياة الاكليريكية، واعتقد بأن قرب دير مار الياس شويا من بلدته قد أثّرَ كثيراً في ميوله واتجاهاته وتفكيره الروحي.

بدأ حياته الاكليريكية في دير البلمند على رابية جميلة تحيط بها أشجار الصنوبر والزيتون، ترقب البحر بأمان وشوق ويرقبها البحر بشوق وامان. كل ماكان حوله من جمالات الشوير الى هدوء البلمند وسحره يوحي بالجمال الالهي ولا عجب اذ مضى يسبر أغوار نفسه الروحية وكأنه قد شعر بأنه مع الرب على موعد للعمل في حقله المقدس في وقت كثر فيه الحصاد وقل فيه الفعلة.

في كل صيف كانت الرئاسة الروحية لمدرسة البلمند توزع المبتدئين على الاديار لقضاء العطلة الصيفية في جو بعيد عن مشاكل العالم ومغرياته، وبالنظر  لقرب دير مار الياس من عين السنديانة  كان المبتدىء الياس يُرسل الى الدير المذكور لقضاء عطلة الصيف، ومالبث  حتى اكتسب في تلك المنطقة شهرة واسعة لتقواه وجمال صوته ولا عجب في ذلك فقد وهبه الرب حنجرة اين منها حناجر البلابل، يرتل فيبعث في النفس  حنيناً الى الجمال الأسمى ويرتفع باللسان من عالم اللحم والدم الى عالم لا مجال فيه الا للحق والخير والجمال. حبذا لو تنطق الهضاب بين الينابيع والصرفد فتردد تراتيل العشبات النديات وتروي قصة الفتى الذي ارسله الرب ليعد طريقا لشعبه.

ترك المبتدىء قربان دير البلمند يدفعه طموحه الى العلم والمعرفة فالتحق بمعهد الآسية في دمشق حيث انهى دروسه الثانوية، ومن ثم قدم الى بيروت فأرسله المتروبوليت ايليا الصليبي الى الجامعة الأميركية حيث نال  شهادتي مجاز ومعلم في التاريخ. بعد ذلك تطلع عبر البحار فحملته نفسه الكبيرة التواقة  الى المعرفة الى رحاب العالم الجديد، حيث التحق بمعهد القديس فلاديمير اللاهوتي، فنال شهادته وغادره تاركا وراءه اجمل الذكريات في نفوس أساتذته وأصدقائه. ثم سيم كاهنا على كنيسة القديس جاورجيوس في بوسطن فنهض بها وعمل على تنظيمها فالتف حوله الشباب والشيوخ وما لبثت تلك الكنيسة حتى اصبحت بسهره وعنايته مثلاً يُقتدى به بين كنائس ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشمالية.

تعودنا كل عام ان نقضي الصيف مع الارشمندريت قربان بالنظر للصداقة التي تربطنا فيه منذ زمن بعيد، وكنا كلما جمعتنا الصدف نأتي على ذكر الكنيسة الأنطاكية ومشاكلها  وكيفية العمل للنهوض بها من نومها الطويل. إن آكثر ما كنا نتفق عليه هو العودة الى الكنيسة الأم لما لها علينا من الفضل، وإن أنسى لن أنسى كلمات الارشمندريت قربان: “سنرجع يوما سنرجع يافيليب، حرام والف حرام أن نترك عرش القديسيَّن بطرس وبولس ينخره السوس وتعسكر فيه العناكب.”

إن شعار المطران قربان آية من الإنجيل المقدس هي” إن أبي يعمل وأنا أعمل أيضاً” ولعل قدومه الى الولايات المتحدة والتحاقه بأبرشية يديرها راع مؤمن منظم قد أثّر تأثيراًعظيما في نظرته الى الحياة وفي مخططاته الواسعة للعمل في حقل الكنيسة.

المطران قربان يؤمن بأن حسن الكلام لايتم الا بصدق العمل، المطران قربان يؤمن ايضا بأن إمكانيات الكنيسة الانطاكية عظيمة جدا ولاتحتاج الى الاستجداء ( لامن الشرق ولا من الغرب)، لذلك يجب ان نضع حداً للتمرغ على أعتاب الغير.

المطران قربان يؤمن إيماناً عميقا ونحن معه بأن الكنيسة يجب ان ترتفع من مستنقع السياسة وانه لمن الكفر بمكان أن نزج بجسد المسيح السري في حرب باردة كافرة قد لاتجلب للعالم سوى الخراب والدمار. إن هذا لايعني أن تصمت الكنيسة عن الباطل وتحيا في معزل عن آلام الناس وأحزانهم، فرئيس الكهنة إذا توفرت فيه شروط القيادة العاقلة المدركة يستطيع بثاقب نظره أن يقود أغنامه الى مرابع الخلاص صفا واحدا متماسكا بعيداً عن اوحال الحزبية الرعناء التي تعمل اليوم على تفكيك أوصال الكنيسة الانطاكية المقدسة.

إنه لمن المؤلم أن نقول  إن بعض اكليروس الكرسي الأنطاكي قد أساؤا جداً الى سمعة الكنيسة الانطاكية ورسالتها التاريخية المقدسة بتدخلهم السياسي، السري والعلني، بشرائهم ضمائر بعض المحتاجين البسطاء، فانقسم بذلك أهل البيت الواحد على انفسهم، وكل بيت ينقسم على ذاته يخرب ، فلم يجلب ذلك للكنيسة سوى الخلافات والحزازات والانقسامات والاهانات كما سمعنا وشاهدنا في زيارتنا الاخيرة للوطن الام.

فمن صفات المطران الجديد ثقافة اكليريكية عالية، مهابة ووقار صادق، إتزان وهدوء في الطبع، ولاشك انه سيعمل مع المخلصين من اكليروس أنطاكية على إعادة الصفاء الى جو كنيستنا، صفاء القرون الوسطى، صفاء النور الذي شع على ثابور فبدد عتمة الكون.

المطران الياس قربان يؤمن إيماناً عميقاً بالانضباط الاكليريكي، ولاعجب في ذلك فالاكليريكي منارة يهتدي بها الناس، ومن يحمل بيديه جسد الرب ودمه يجب ان يكون كما قال الذهبي الفم، أسمى وأطهر من الملائكة.

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

لقد تحدثت مراراً مع المطران الجديد فما سمعته يوماً يشتم إكليريكيا أو رئيس كهنة، إنه ينتقد وانتقاده مخلص بناء لايتعدى أبداً حدود اللياقة والاتزان والانضباط الاكليريكي الصحيح.

إن سيادته وهو من الشباب يؤمن بعنصر الشباب في الكنيسة، فلقد تعاون مع حركة الشبيبة الأرثوذكسية يوم كان في الوطن، وعندما حمله ركب الحياة الى هذه الربوع عمل مع قادة الصويو في هذه الأبرشية المنظمة فاكتسب محبتهم وثقتهم نظراً لثقافته الواسعة وتفهمه العميق لمشاكل الكنيسة والانسان في هذا الزمن المضطرب العصيب.

ختاماً لاجدال في الأمر بأن الروح القدس قد ألهم صاحب الغبطة الجليل وأعضاء المجمع المقدس الأجلاء على انتخاب المطران قربان على ابرشية طرابلس والكورة ليوحد الصفوف ويقود النفوس الى مرابع الخلاص. فلنصلِ الى الرب ليأخذ بيده ويسكب على قلبه جداول النعمة التي تشفي المرضى وتكمل الناقصين.

الشباب الأرثوذكسي في الوطن والمهجر يتطلع اليك ياسيدي الميتروبوليت، فعسى أن يكون انتخابك للسدة الأسقفية إعلان فخر للأرثوذكسية لاتغيب شمسه ابداً.

الاب فيليبس صليبا / كليفلند أوهايو

2- مؤلفاته

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
  1. كتاب ( الأزمة البطريركية الأنطاكية الأرثوذكسية 1891-1899):
  2. أطروحته عندما كان شماساً، تقدم بها سنة 1954 لنيل شهادة بكالوريوس(M.A) في التاريخ سنة 1954، و قد نشرتها دار الكلمة، التابعة لمطرانية طرابلس سنة 1979 بناء على طلبه و رغبته. تقدم الأطروحة لمحة عن تاريخ الكنيسة الأنطاكية من تأسيس الكنيسة الأنطاكية إلى نهايات القرن التاسع عشر مع ملحق بأسماء البطاركة الأنطاكيين، ومدد تسلمهم.

    الفصل الأول: الأسباب البعيدة و القريبة للأزمة البطريركية التي اوجبت عودة العرب إلى تولي البطريركية بعد انقطاع دام حوالي 275 سنة.

    الفصل الثاني: فيعرض عن أخر بطريرك يوناني (اسبيريدون)، وعن المرشحين الوطنيين، وجلسات المجمع الانطاكي الذي انتخبه.

    الفصل الثالث: بطريركية اسبيريدون و المشاحنات و الإضطرابات الداخلية التي أرخت بظلالها على هذه الحقبة.

    الفصل الرابع: تأزم الأحوال البطريركية والاصطدام بين الشعب الذي يريد التحرر من نير اليونان، حسب اعتقاده من جهة، و البطريرك اليوناني الذي يشعر بأنه ضعيف ووحيد ومظلوم من جهة أخرى.

    الفصل الخامس: فموضوعه ارتقاء مطران اللاذقية ملانيوس الدوماني الدمشقي السدَّة البطريركية بعد أن حصل على أغلبية الأصوات في الانتخابات المجمعية، والتي جرت حينها في الكنيسة المريمية بدمشق.

  3. “الصوم الأربعيني”:

    كراس أعد في غضون الصوم الكبير من سنة 1963. يتألف من مقدمة تتحدث عن التوبة بإعتبارها غاية الصوم، و الوسيلة للوصول إليه.

ثم آحاد التهيئة (زمن التريودي): و هي الآحاد الأربع التي تسبق البدء بفترة الصوم، ومن ثم يعطي المعنى التفسيري و البعد الروحي لقراءات الصوم الفلسفية في العهد القديم، والتريودي، والمزامير.

أما القسم الأخير، فيعرض عن كيفية الاستفادة من الصوم في مجالات الحياة كافة.

  1. “الميلاد في الخدمة البيزنطية”:

وهوكراس يشرح معاني الميلاد،لاهوتياً وروحياً، وبعد كل مقطع تفسيري ترتيلة تثبت الشرح، مما يبرهن على أن الطقس الرومي وسيلة إيضاح للكلمة والعقيدة الإلهية التي حبانا الله بها.

يروي الكتاب تأملات وشروحات تاريخية، وليتورجية، وذلك بأسلوب بسيط سهل، يسهل وصول القارئ إلى المقاصد و المعاني التي وردت.

  1. (السنة الطقسية لكنيسة الروم الأرثوذكس):

    وهوكتاب هام، وفريد على المستوى الأنطاكي الأرثوذكسي، طبع بإذن سيادته، ففي كل يوم من أيام الأسبوع، تقيم الكنيسة ذكرى لحدث ما، فيوم الأحد هو يوم القيامة المجيد وكل قراءات وتراتيل هذا اليوم تدل على ذلك. والاثنين: ذكرى رؤساء الملائكة القديسين، والثلاثاء: ذكرى القديس يوحنا المعمدان وسائر الأنبياء القديسين، اما الأربعاء:فتعيد الكنيسة الارثوذكسية للصليب المقدس وتسليم السيد.فيم تقيم يوم الخميس تذكار: الرسل القديسين وصانعي العجائب، و القديس نيقولاوس، الجمعة: فأيضاً للصليب المقدس، حيث تقام ذكرى الآلام الخلاصية والصلب، امايوم السبت فنقيم تذكار: جميع القديسين وعلى رأسهم مريم العذراء، و ذكرى الراقدين على رجاء القيامة و الحياة الأبدية. يذكر الكتاب أسماء القديسين المعينين وفق التقويم الأرثوذكسي (السنكسار)، أما القسم الثاني فيتضمن: شرح آحاد تهيئة الصوم، وكتاب المزامير والعهد القديم، فالأسبوع العظيم: في معانيه اللاهوتية، ومائدته الروحية للمؤمن، وشرح حوادثه، فمن الفصح تبدأ مرحلة جديدة (البنديكستاري) وهي الفترة الواقعة بين الفصح والعنصرة وبذلك يشرح آحاد هذه الفترة: القديس توما، حاملات الطيب، المخلع، السامرية، الأعمى، العنصرة، آحد جميع القديسين، إضافة إلى خميس الصعود.

  2. “أمثال الرب يسوع”:

    كتاب تعليمي يحوي تسعة عشر مثلاً كالوكيل الأمين، الفريسي و العشار، الراعي الصالح، الزؤان، الدينونة العظمى…

    حيث خص كل مثل بأربعة أقسام أساسية:

النص الأنجيلي بطريقة واضحة سهلة، شرح المثل، عبارات للحفظ، مقاطع محددة للفائدة الروحية والحياتية، واخيراً الأسئلة وعندما يجيب عنها القارئ تترسخ في ذهنه الآيات والعبر والأحداث. للكتاب طابع تعليمي من جهة، وأسلوب سهل، ومعنى عميق من جهة أخرى، و يدعم الشرح بالصور، كوسائل ايضاح اضافية تساعد أيضا على فهم الأمثال.

  1. “سر العماد المقدس”:
    راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
    راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

    وهوكراس يضم تصنيف وإعداد مجموعة من مقالات اللاهوتي الكبير الأب الكسندر شميمن.

3- رسائله الرعائية

  1. رسائل ميلادية وعددها تسع رسائل ميلادية من 1987 الى ميلاد العام2000.
  2. رسائل فصحية عددهاعشر رسائل فصحية تبدأ من عام 1985 وتنتهي في فصح 2001.

ج –توصيات عامة في بدء الصوم الأربعيني المقدس عبر منشورات روحية نصح فيها الرعايا والشعب” بالصلاة والصوم والتوبة، وليس مجرد انقطاع عن بعض المآكل بل هو تفكير وعمل من أجل الآخرين فقراء أو غيرفقراء…”و”… علينا أن نعيش الصيام، متهيئين له بكامل قدراتنا و قوتنا كي نشعر ببهاء القيامة ولهذا علينا أن نعرف لماذا نصوم، وماذا يحقق لنا: فائدته، غايته، كيفية أدائه”

4- كلمات خالدة:

ذكرى أربعين رئيس الوزراء رشيد كرامي: برهن المطران الياس من خلال مشاركته بهذه المناسبة، بأن الكنيسة حية تشارك الآخرين أحزانهم و أفراحهم و مناسباتهم، حيث قال: “لبنان كان موئل الحركة الاقتصادية والمالية، ومركزاً للعلم والسياحة، لكن الحرب والانقسام أنهيا الحركة التي كانت تشهدها البلاد، فهذا الجو من التوتر والتشرد الحاصل في البلد، يسيء له كثيراً، وخصوصاً لاستقراره السياسي والأمني والاقتصادي…”، وقد أوضح في كلمته “أن الرئيس كرامي فقيد المسيحيين والمسلمين على السواء، هو فقيد الأمة”.

كلمة ترحيبية بالسيدة الأولى منى الهراوي: ( بمناسبة غداء لدعم مشروع بيت الشيخوخة – دده لجمعية حاملات الطيب) نوه سيادته بجهود ومواقفها في المجالين الإنساني والاجتماعي، “فلا تؤل جهدا لمساعدة أي كان، ولذلك يصح فيها قول السيد” ما جئت لأُخدمْ بل لأَخدم”.

كلمة بمناسبة افتتاح مركز حقوق الإنسان بجامعة الجنان الاسلامية في
طرابلس: شدد فيها على أهمية مساعدة مثل هذه المؤسسات، لأنها ترعى حقوق الضعفاء والفقراء والمحتاجين في المجتمع، وهذا أمر متفق على ضرورته من قبل جميع الأديان، وفي الختام أكد سيادته على “ضرورة مراعاة حقوق الإنسان في لبنان والعالم اجمع، وخصوصا فلسطين، حيث نعيش فترة تاريخية مفصلية”.

التمثيل البطريركي

مثل غبطة البطريرك الانطاكي مرتين

  1. الذكرى الستين لتأسيس البطريركية الروسية أيار 1978

    ممثلاً للبطريرك الياس الرابع، رئس المطران الياس قربان الوفد الأنطاكي على روسيا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس البطريركية الروسية، وذلك بعد أن كان الإمبراطور بطرس الكبير عام 1700 قد الغى منصب البطريرك، ليستأثر وحيداً بالسلطتين الزمنية والدينية في الامبراطورية الروسية، وتولى مطران موسكو رئاسة المجمع إلى أن عاد المنصب البطريركي بقرار من المجمع الروسي سنة 1918 حال انتصار الثورة الشيوعية وذلك لتقوم الكنيسة ومجمعها والبطريرك الروسي بالمسؤولية كاملة بعد سقوط القيصرية في هذه الظروف الاستثنائية، وأصبح البطريرك تيخن أول بطريرك للكنيسة في عصرها الجديد. وفي القداس الاحتفالي الذي أقيم في موسكو ألقى سيادته كلمة أكد من خلالها، على عمق العلاقات التي تجمع الأخوة في الكنيسة الارثوذكسية،” فنحن كنيسة واحدة، وإن كانت مترامية الأطراف، فجميل جدا اجتماع الأخوة معاً إلى مائدة الرب“.

  2. السينودس من أجل لبنان في روما 2/11/1995

    اشترك مع المطران جورج خضر ممثليَّن للبطريرك اغناطيوس الرابع، و قد نوه سيادته إلى أن لبنان ضرورة العالم ب”حسب البطريرك إغناطيوس” فهو وطن التعايش بين المسيحيين والمسلمين على حد سواء، ولكن الحروب الأهلية التي شهدها أثقلت كاهله و كيانه بالمصاعب والمتاعب، ليس فقط مسيحيين و مسلمين،بل أيضا مسيحي مع مسيحي، ومسلم مع مسلم، و بذلك أصبح يُعتقد كأنها حرب دينية، وفي وقت آخر كأنها اليمين ضد الشمال.

    ولكن علينا نحن أن نعيد لبنان إلى حقيقته التعايشية، فهو أرض حرية حرية اعتقادات وعبادة و تعبير.

احتفال الذكرى الأربعين لتسلمه الكرسي الأسقفي في طرابلس: أقيم سنة 2002 احتفالا كبيرا بمناسبة مرور الذكرى الأربعين على توليه الأبرشية وخدمته المجتمع وتوحيده الكل بوحدة.

و قد ألقى الأرشمندريت كاسيانوس عيناتي رئيس دير الشفيعة الحارة كلمة مما جاء فيها:” أتيتَ هذه الأبرشية فتى ممتلئاً حماساً واليوم بعد أربعين سنة أتيتَ لنا شيخاً بحكمته، وفتىً بحماسته، أتيتَ من فوق، أي انحدرت عليه النعمة من فوق، ونزل عليه الروح القدس فأقامك لنا، معزياً ومعلماً، لقد كانت رسالتك في هذه الأبرشيةأن تكمِّل، والكمال لله وعلينا كلنا أن نسعى إلى الله، ونتقدس كي نحيا به.

الاوسمة

حاز علمنا سنة 2002 وسام الأرز الوطني برتبة ضابط، من قبل الرئيس اللبناني العماد أميل لحود. وفي سنة 2007 حاز وسام الاستحقاق اللبناني المذهب.

الخلاصة

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

ناهز علمنا الثمانين من عمره، حتى صعوده الى الاخدار السماوية، وهو يعمل من أجل الكنيسة، وباختصار يمكننا تأكيد خلاصة محورتوجهه في نقاط ثلاثة

1- إنسانيا ووطنيا

كان علمنا يحمل حسا وطنيا، فقد شعر بالعراقيين والفلسطينيين والمظلومين في هذا العالم، شعر بهم وتكبّد العناء من أجلهم. أحب إنسانية الإنسان والتي تلخص جلال الله فيه، حمل هم الأمة وفكر بها إلى حد الهاجسية.

الوطن بالنسبة له ليس قطعة أرض بل بشراً يعيشون و يتعايشون، لذلك أراد الخير والحق والسلام والمحبة للبشر، أحب وعرف كيف يحب. إنه سراج يهدي الضالين إلى درب الحق والحرية، كمطران ما كان يتكلم بالسياسة… بل بالأمور الإنسانية…

هكذا عالج من وجهته قضية فلسطين والعراق… وكل قضايا الحروب في العالم، ما كان لطرف على طرف آخر، بل كان للحق ضد الباطل، بكى لبكائهم، وفرح لفرحهم.

عايش المجريات في أراضينا المحتلة، بمحبته للخالق.

أحب خليقة الخالق وكان يظهر هذه االمحبة لها بابتسامته الخجولة وهدوء شخصيته، وانخفاض صوته واتضاعه، كلها أدوات تعبير عنده للآخرين، احترم الطفل على قارعات نابلس والموصل، كما احترم البطريرك، لأنه عثر على المسيح في صورة كل إنسان، أيضا… كان مع المعزي في حياته ورجاؤنا أن يكون مع المعزي في رقاده، لأنه أحب الأول من باب محبته للثاني.

2- الأطفال والشباب

أطفال اليوم شباب الغد إن لم نعتني بهم فلن يعتنوا بأولادهم. وهذه الحلقة تشكل فعالية وجود المسيح في كنيستنا. عندما سئل السيد “كيف لنا أن ندخل ملكوت السموات”، أجاب “إن لم تصبحوا كالأطفال فلا تستطيعون دخول ملكوت السموات”. وبهذا القدر كان المطران قربان يسر بالأطفال والشباب…، كثيرون من يسرون بالأطفال والشباب، إلا أنه عمل وجدَّ وكدَّ من أجلهم، لترتسم على وجوههم ضحكة الغد الواعد، رعى الاحتفالات بصورة شخصية، أيقن أن الشباب قلب الكنيسة النابض بالحبّ، والأطفال شرايينها، تآخى معهم، شددهم على الصلاة والصوم. كانوا معه كما كان معهم. وأحبهم كما أحبوه. لم يكتف بمحبته لهم، بل مارس هذه المحبة على أرض الواقع بإخلاص.

  1. الرعاية

    رعى البشر والحجر،لأن البشر غاية والحجر وسيلة لهذه الغاية، زار الكل في كنائسهم، حاكاهم كما يحاكي الأب أبنائه، لم يكن بعيداً لأن البعد جفاءعنده بل كان قريباً متقرباً, بادر سعى لتنمية الأبرشية فهي كانت هاجسه الأول والأخير، دخلت طرابلس إلى عروقه كما دخل فيها.

    في الوعظ لم يكن فيلسوفاً، بل محباً للشعب، مما أغنى منهم حوله فكان البَّناء ونورشمس المحبة التي تضيء المؤمن و تحرق خطاياه.

    الياس قربان اعتقد بالمحبة والإخلاص وسيلة للوصول إلى قلب أبناء الأبرشية، فهو يحب الإنسان فرعاه، وعمل من أجله، وحقق محبة الجميع له.

هذه شذرات بسيطة عن المطران الياس في سيرته التي أتمها فكانت له الذكر المؤبد.

راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده
راعي ابرشية طرابلس والكورة المتروبوليت الياس قربان شحرور الكرسي الانطاكي وغريده

مصادر البحث

-“المطران الياس قربان سيرة وصيرورة”- التعليم اللاهوتي…

– الوثائق البطريركية

– مجلة النور لسان حال حركة الشبيبة الارثوذكسية

– مذكراتي الشخصية

 

 

 

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *