رحلة العلم السوري
كثُر الحديث في الأيام الفائتة عن العلم السوري وخصوصا بعد قرار سلطة الأمر الواقع بدمشق تغيير علم الدولة بعد سقوط نظام بشار الأسد بعلم آخر أطلقوا عليه علم الاستقلال. في الوقت ذاته يرفض البعض العلم البديل ويقولون إنه علم عهد الوصاية الفرنسية على سورية إضافة إلى أنه محمل بدلالات مكوناتية طائفية. فما حقيقة الأمر؟ هنا جردة سريعة ومركزة لتأريخ العلم السوري والتغييرات التي طرأت عليه منذ الإعلان عن قيام المملكة العربية السورية سنة 1918.

1-في العهد العثماني كان علم السلطنة العثمانية وهو العلم الرسمي لجميع الولايات والأقاليم ومنها إقليم “شام شريف” كما تسميه السردية العثمانية. وهو العلم الأحمر يتوسطه هلال ونجمة خماسية بيضاوان وهذا العلم كان في الأصل علم لطريقة صوفية فقد ابتكره رجل صوفي علوي النسب اسمه محمد بكتاش ولي شيخ الطريقة البكتاشية بمحض المصادفة.

2-بعد انهيار السلطنة العثمانية وقيام المملكة العربية السورية التي ترأسها فيصل بن الحسين كأمير بين 1918 – 1920، ثم كملك بعد إعلان الاستقلال في 8 مارس (آذار) 1920 كان علم الدولة هو علم ما سمي الثورة العربية الكبرى والذي هو اليوم العلم الفلسطيني والعلم الأردني، مع زيادة النجمة الثمانية في المثلث الأحمر بالنسبة للأردني، وهو العلم العراقي مع زيادة عبارة الله أكبر في الوسط الأبيض والمصري مع زيادة النسر واعلام دول عربية أخرى بهذه الصورة أو تلك…إلخ. وهذا هو أول علم للدولة السورية المستقلة وقصيرة العمر.
3-أسقط الاحتلال الفرنسي المملكة العربية السورية وطرد ملكها فيصل. وفرض وصايته عليها. وقد اعتمد المندوب السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو علما جديدا ذا لون أزرق تتوسطه دائرة بيضاء في زاويته العليا اليسرى علم فرنسي صغير. وبقي هذا العلم معتمدا رسمياً من 24 تموز (يوليو) من عام 1920، حتى 1 أيلول (سبتمبر) من عام 1920.

4-العلم الثاني تحت الانتداب الفرنسي، تم اعتماده من قبل رئيس الوزراء جميل الألشي، الذي اقترح أن يتضمن العلم السوري المؤلف من مستطيلين أخضرين يتوسطهما مستطيل أبيض، علم فرنسا. وبقي العلم معتمداً من 22 حزيران (يونيو) من عام 1922، حتى عام 1930.
5-العلم الثالث في ظل الانتداب الفرنسي. تم اعتماده خلال فترة رئيس الوزراء تاج الدين الحسني، من عام 1930 حتى 1 كانون الثاني (يناير) من عام 1932 هو نفسه العلم الثاني في عهد الوصاية ولكن حذف منه العلم الفرنسي وأضيفت له في الوسط ثلاث نجوم حمراء التي كانت ترمز للمحافظات السورية الثلاث دمشق وحلب ودير الزور ذات الغالبية السُّنية. وفي عام 1936 ضُم سنجق اللاذقية ذو الغالبية العلوية وجبل الدروز ذو الغالبية الدرزية إلى سوريا، فتغيرت معاني النجوم الثلاث، حيث أصبحت النجمة الأولى تمثل حلب ودمشق ودير الزور، والثانية تمثل جبل الدروز، أما النجمة الثالثة تمثل سنجق اللاذقية. أما المسيحيون السوريون فقد اعتبرهم المندوب السامي الفرنسي رعايا فرنسيين يعيشون في سوريا رغم رفض غالبيتهم لذلك وكون غالبيتهم عربا من أحفاد الغساسنة ووطنيين استقلاليين سوريين.
6-العلم ذو النجمتين الخضراوين والذي استمر في عهد الأسد الأب والابن تم اعتماده من قبل الرئيس جمال عبد الناصر يوم 22 شباط (فبراير) 1958، ليكون علم الجمهورية العربية المتحدة. وتم تغييره لاحقا من قبل نظام الانفصال بقيادة الرئيس ناظم القدسي يوم 28 أيلول (سبتمبر) من عام 1961 لفصل سورية تماماً عن الجمهورية العربية المتحدة.

7-العلم ذو النجمات الخضراء الثلاث هو أول علم تم اعتماده بعد تسلم حزب البعث للسلطة في سورية، اختير من قبل مجلس قيادة الثورة يوم 8 آذار (مارس) من عام 1963، حتى 1 كانون الثاني (يناير) 1972.
8-العلم الجديد الذي تم اعتماده من قبل الرئيس حافظ الأسد في 1 كانون الثاني من عام 1972. وفيه استبدلت النجوم الخضر الثلاث بشعار النسر وبقي العلم الرسمي لسوريا خلال حرب تشرين عام 1973. وتم استبداله يوم 29 آذار (مارس) 1980 بالعلم ما قبل الأخير ذي النجمتين الخضراوين حتى آخر يوم من حكم بشار الأسد.
رحلة العلم منذ 1930 زمن الفرنسيين



أول علم تم اعتماده بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في سورية، اختاره مجلس قيادة الثورة وتم اعتماده ورفع منذ الأول من أيار عام 1963م، استناداً إلى مرسوم أصدره لؤي الأتاسي رئيس مجلس قيادة الثورة في سورية

بقي هذا العلم حتى الأول من كانون الثاني عام 1972م.


