سبارتكوس محرر العبيد

سبارتكوس محرر العبيد

سبارتكوس محرر العبيد

كان «سبارتاكوس» أشهر شخصية ارتباطا بالحرية والثورة ضد الاستبداد والظلم في العالم القديم وأحد أكثر الأسماء بروزا في التاريخ الأوروبي.كان  عبداً من عبيد الإمبراطورية الرومانية، ومن ثم ثار وأصبح قائداً من قادة ثورة العبيد.
كانت روما في القرن الثاني قبل الميلاد قد بدأت تتحول إلى القوة العظمى في أوربه، حيث سيطرت تماما على البحر الأبيض المتوسط بعد أن سحقت جميع منافسيها، خاصة قرطاجة، وبذلك استطاعت روما امتلاك أعداد هائلة من العبيد وصلت إلى عدة ملايين واستخدمتهم لخدمة المتطلبات الاقتصادية المتعددة، خاصة الزراعية، ولذلك ازداد الإنتاج الاقتصادي بشكل كبير، وأصبح العبيد لا يقومون بالأعمال الشاقة اللاإنسانية فقط، بل الأعمال المكتبية أيضا، وأصبحوا معلمين وأطباء وحدادين وأصحاب مهن أخرى. وبسبب بقاء ذلك النظام القاسي لفترة طويلة، فإن أجيالا عديدة من عائلة العبيد تبقى سجينة هذا النظام، ولكن هذا النظام اعتمد بشكل أساسي على قابلية الدولة الرومانية على فرضه بالقوة الغاشمة، ولذلك ما أن ضعفت الدولة بعض الشيء بسبب الصراعات الداخلية، حتى بدأت بوادر الاضطرابات بالظهور، فأصبحت القرصنة أكثر انتشارا في البحر الأبيض المتوسط، إلى درجة أنها شكلت خطرا حقيقيا على النشاط التجاري الروماني في البحر الأبيض المتوسط، وأخذ العبيد يتمردون على أسيادهم بشكل فردي ومجموعات، سرعان ما تطور إلى ثورات.
وكانت أول ثورة للعبيد قد حدثت عام 135 ق.م. وأخمدت بالقوة وتبعتها أخريان ولكن الأخطر كانت الأخيرة التي قادها عبد بلغاري تحول إلى أسطورة في التاريخ الغربي، وهو «سبارتاكوس»

تمثال حجري لسبارتكوس
تمثال حجري لسبارتكوس

السيرة الذاتية

سبارتكوس التراقي هو مصارع وقائد عسكري شهير، وهو من قادة انتفاضة العبيد ضد الجمهورية الرومانية، حيث قاتلوا من أجل حريتهم ضد الأوليغارشية المالكة للعبيد، لا تعرف تفاصيل دقيقة عن سبارتكوس حيث يوجد روايات كثيرة ومتناقضة، لا يذكر المحللين التاريخين أن الهدف من ثورته إنهاء العبودية في الجمهورية الرومانية.  تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن سبارتاكوس.

سبارتاكوس Spartacus العبد الذي خاض الثورة ضد  الرومان التي سميتثورة العبيد الثالثة، في عام 71ق.م.، حيث أُسر وبيع كعبد لأحد الرومان الذي كانت لدية مدرسة لتدريب العبيد لاستخدامهم كممبارزين ومصارعين في حلبات خاصة تقام لاجل المتعة. ثار هو والعبيد الاخرين الذين كانوا معه. والحقو هزائم عديدة  بالجيش الروماني إلى ان قتل في اخر معركة وبموته انتهت الثورة وصلب العبيد الاخرون في الساحات العامة.

تمثال حجري يصور القائد إسبارتكوس

سقوط سبارتاكوس

أنشأ  لنتوليس باتياتيس lentulus Batiates في   كنوا مدرسة للمصارعين ، رجالها من الأرقاء أو المجرمين المحكوم عليهم ، ودربهم على صراع الحيوانات أو صراع بعضهم بعضاً ، في حلبة الصراع العامة أو في البيوت الخاصة. ولم يكن ينتهي الصراع حتى يقتل المصارع. وحاول مائتان من هؤلاء المصارعين أن يفروا ، ونجح منهم ثمانية وسبعون ، وتسلحوا وإحتلوا أحد سفوح بركان فيزوف ، وأخذوا يغيرون على المدن المجاورة طلباً للطعام. وإختاروا لهم قائداً من أهل تراقية يدعى سبارتاكوس Spartacns الذي ولد في 109 قبل الميلاد وتوفي في 71 قبل الميلاد. ويقول فيه افلوطرخس إنه “لم يكن رجلاً شهماً وشجاعاً وحسب ، بل كان إلى ذلك يفوق الوضع الذي كان فيه ذكاء في العقل ودماثة الأخلاق”. وأصدر هذا القائد نداء إلى الأرقاء في إيطاليا يدعوهم إلى الثورة ، وسرعان ما إلتف حوله سبعون ألفاً ، ليس منهم إلا من هو متعطش للحرية وللإنتقام. وعملهم أن يصنعوا أسلحتهم ، وأن يقاتلوا في نظام أمكنهم به أن يتغلبوا على كل قوة سيرت عليهم إخضاعهم. وقذفت انتصاراته الرعب في قلوب أثرياء الرومان، وملأت قلوب الأرقاء أملاً، فهرعوا إليه يريدون الإنضواء تحت لوائه ، وبلغوا من الكثرة حداً اضطر معه أن يرفض قبول متطوعين جدد بعد أن بلغ عدد رجاله مائة وعشرين ألفاً لأنه لم يكن يسهل عليه أن يعنى بأمرهم. وصار بجيوشه صوب جبال الألب. وغرضه من هذا “أن يعود كل رجل إلى بيته بعد أن يجتاز هذه الجبال”. ولكن أتباعه لم يكونوا متشعبين مثله بهذه العواطف الرقيقة السليمة ، فتمردوا على قائدهم ، وأخذوا ينهبون مدن إيطاليا الشمالية ، ويعيثون فيها فساداً. وأرسل مجلس الشيوخ قوات كبيرة بقيادة القنصلين لتأديب العصاة. وإلتقى أحد الجيشين بقوة منهم كانت قد إنشقت على إسبارتكوس وأفنتها عن آخرها. وهوجم الجيش الثاني قوة العصاة الرئيسية فهزمته وبددت شمله. ثم سار إسبارتكوس بعدئذ صوب جبال الألب وإلتقى في أثناء سيره بجيش ثالث يقوده كاسيوس فهزمه شر هزيمة، ولكنه وجد جيوشا رومانية أخرى تقف في وجهه وتسد عليه المسالك فولى وجهه شطر الجنوب وزحف على روما. وكان نصف الأرقاء في  ايطاليا متأهبين للثورة ، ولم يكن في وسع أحد في العاصمة نفسها أن يتنبأ متى تنشب هذه الثورة في بيته، وكانت تلك الطائفة الموسرة المترفة التي تتمتع بكل ما في وسع الرق أن يمتعها به ، كانت تلك الطائفة كلها ترتعد فرائصها فرقاً حين تفكر في أنها ستخسر كل شيء- السيادة والملك والحياة نفسها. ونادى الشيوخ وذوو الثراء يطالبون بقائد قدير، ولكن أحداً لم يتقدم للإضطلاع بهذه القيادة ، فقد كان القواد كلهم يخافون هذا العدو الجديد العجيب، ثم تقدم كراسيس crassus آخر الأمر وتولى القيادة، وكان تحت إمرته أربعون ألفاً من الجنود، وتطوع كثير من الأشراف في جيشه لأنهم لم ينسوا كلهم تقاليد الطبقة التي ينتمون إليها ولم يكن يخفي على اسبارتكوس أنه يقاتل إمبراطورية بأكملها، وأن رجاله لا يستطيعون أن يصرفوا شؤون العاصمة بله الإمبراطورية نفسها إذا إستولوا عليها. فلم يعرج في زحفه على روما وواصل السير حتى بلغ ثورباي Thurii مخترقاً إيطاليا كلها من شمالها إلى جنوبها ، لعله يستطيع نقل رجاله إلى صقلية أو إلى إفريقيا. وظل سنة ثالثة يصد الهجمات التي يشنها عليه الرومان ، ولكن جنوده نفذ صبرهم وسئموا القتال ، فخرجوا عليه وعصوا أوامره ، وأخذوا يعيثون فساداً في المدن المجاورة. والتقى كراسس بجماعة من أولئك النهابين وفتك بهم ، وكانوا أثنى عشر ألفاً وثلاثمائة ظلوا يقاتلون إلى آخر رجل فيهم. وفي هذه الأثناء كان جنود بمني قد عادوا من أسبانيا فأرسلوا لتقوية جيوش كراسس ، وأيقن سبارتكوس أن لا أمل له في الإنتصار على هذه الجيوش ، فإنقض على جيش كراسس وألقى بنفسه في وسطه مرحباً بالموت في وسط المعمعة ، وقتل بيديه ضابطين من ضباط المئين ، ولما أصابته طعنة ألقته على الأرض وأعجزته عن النهوض ظل يقاتل وهو راكع على ركبته إلى أن مات وتمزق جسمه لم يكن من المستطاع أن يتعرف عليه. وهلك معه معظم أتباعه. وفر بعضهم إلى الغابات ، وظل الرومان يطاردونهم فيها ، وصلب ستة آلاف من الأسرى في الطريق الأبياوي الممتد من كبوا إلى روما. وتركت أجسامهم المتعفنة على هذه الحال عدة شهور تطميناً لجميع السادة وإرهاباً لجميع العبيد.

انتفاضة العبيد بقيادة سبارتكوس
انتفاضة العبيد بقيادة سبارتكوس

بدايات

يقول الكاتب اليوناني بلوتارخ أن سبارتكوس هو تراقي من أصل بدوي من قبيلة مايدي، ويقول آبيان أنه خدم كجندي مع الرومان، حيث هرب وأصبح سجيناً ومن ثم بيع كمصارع، ويصفه الشاعر الروماني فلوروس بأنه من المرتزقة التراقيين وأصبح جندي فيما بعد، قبل أن يهرب ومن ثم يستعبد.

وفي مصادر أخرى يقال أن سباتاكوس أسير حرب، تدريب سبارتكوس في مدرسة لودوس بالقرب من كابوا التابعة لنتولوس باتياتوس، وكان من مصارعي الوزن الثقيل.

الحياة الشخصية

كان سبارتاكوس متزوجاً من كاهنة قبيلة مايدي وقد استعبدت معه وارتبطا بعلاقة حب جارفة.

حقائق

حسب المؤرخين الكلاسيكيين أن تمرد سبارتاكوس لم يكن هدفه إصلاح المجتمع الروماني أو إلغاء العبودية.
أطلق على توسان لوفرتور قائد ثورة العبيد التي أدت إلى استقلال هايتي اسم سبارتاكوس الأسود 1796-1804م.
غالباً ما أشار آدم فايشوبت مؤسس المتنورين البافاريين، إلى سبارتاكوس في المراسلات المكتوبة.

مصرع سبارتكوس
مصرع سبارتكوس

وفاته

بحسب كل من بلوتارخ وآبيان وفلوروس، إن سبارتاكوس قد قتل في 71 قبل الميلاد أثناء معركته الأخيرة في إقليم سنتركيا الحالي، لكن آبيان يؤكد أنه لم يتم العثور على جثته.

إنجازات

سباتاكوس هو من بين المصارعين العبيد الذين صمموا على الهروب، وكانت مجموعة العبيد مؤلفة من 70 عبد خططوا للهروب، حيث سيطروا على أدوات المطبخ وصادروا العديد من أسلحة والدروع، وهزموا الجنود الذين أرسلوا لإيقافهم، وجندوا معهم العديد من العبيد الآخرين، ونهبوا المنطقة المحيطة بكابوا، واتخذوا موقع أكثر حصانة في جبل فيزوف.

ومن ثم اختاره العبيد إلى جانب كريكسوس وبونوماوس واثنين آخرين من بلاد الغال كقادة لهم، وفي رواية أخرى تقول أن مجموعة العبيد كانوا مجموعة متجانسة اختاروا سبارتاكوس كزعيم لها.

أرسلت روما قوات عسكرية بقيادة غايوس كلاوديوس غلابر، الذي قام بمحاصرة سبارتكوس في معسكره في جبل فيزوف، متوقعاً أن يجبر الحصار سبارتاكوس على الاستسلام، ولكن الأخير استطاع أن يهاجم المعسكر الروماني، وأن يبيد أغلب القوة المهاجمة،

فيما بعد أرسلت روما حملة أخرى لقمع التمرد، لكنها هزمت من قبل سبارتاكوس ومجموعة العبيد الذين معه، وأسر قائد الحملة وقتل أغلب الجنود، وتم الاستيلاء على أغلب الأسلحة الرومانية .

وبسبب هذه النجاحات توافد إلى قوات سبارتاكوس الكثير من العبيد والرعاة في المنطقة، حيث زاد عدد رجاله عن السبعين ألف، أثبتت المعارك التي خاضها سبارتاكوس أنه صاحب تكتيك في قيادة المعارك، مما يشير أن لديه خبرة عسكرية سابقة، على الرغم من افتقار رجاله للتدريب العسكري والمعدات العسكرية.

الجيش الروماني
الجيش الروماني

بين عام 73-72 قبل الميلاد، أمضوا هذه الفترة بالتدريب وتسليح المجندين الجدد، كما استولوا على البلدات التالية نوسيرا إنفيريوري ونولا وثوري وميتابونتو، في ربيع عام 72، أرسلت روما قوات عسكرية تحت قيادة كل من القائدين لوسيوس جيليوس بوبليكولا وغنايوس كورنيليوس لينتولوس كلوديانوس.

في البداية تمكنت القوات الرومانية من هزيمة قوات المتمردين التي كانت بقيادة كريكسوس، ولكن فيما بعد انتصر عليها سبارتاكوس وذلك حسب الكاتبين آبيان وبلوتارخ.

فيما بعد كلف مجلس الشيوخ ماركوس لوسينيوس كراسوس وهو أغنى رجل في روما، فقد تطوع لإنهاء التمرد وتم تزويده بثمانية فرق، تضم حوالي 40ألف جندي روماني مدربين،

وفي أوائل 71 قبل الميلاد، نشر كراسوس ستة فرق على حدود المنطقة التي انسحب إليها سبارتاكوس وأتباعه وهي في جنوب إيطاليا، كان بالإضافة إلى كراسوس كان هناك الضابط الأعلى موميوس حيث تسرع بمهاجمة قوات المتمردين ولكنه هزم.

على الرغم من ذلك فيما بعد، حققت قوات كراسوس العديد من الانتصارات على قوات سبارتاكوس، مما اضطر الأخير إلى الانسحاب لأقصى الجنوب إلى منطقة ريجيوم (ريجيو كالابريا) وذلك عبر منطقة لوكانيا.

فيما بعد عقد سبارتاكوس صفقة مع القراصنة لنقل حوالي 2000 من رجاله إلى صقلية، وذلك حسب ما أورده الكاتب بلوتارخ، لكنه تعرض للخيانة من قبل القراصنة الذين أخذوا المال وتخلو عنه، تقول بعض المصادر أن المتمردون حاولوا بناء السفن للعبور إلى صقلية، ولكنهم لم ينجحوا.

فيما بعد تراجعت قوات سبارتاكوس نحو ريجيوم وعلى الرغم من الهجمات التي شنّها المتمردون على قوات كراسوس، تمكن الأخير من فرض الحصار عليهم وقطع الامدادات عنهم، وفي هذه الأثناء حاول سبارتاكوس التوصل لاتفاق مع كراسوس، لكن الأخير رفض ذلك مما أدى إلى فرار جزء من قوات سبارتاكوس نحو الجبال الواقعة غرب بيتيليا في بروتيوم.

انتفاضة العبيد بيقيادة سبارتكوس والصلب
انتفاضة العبيد بيقيادة سبارتكوس والصلب

حيث قامت بعض فرق الجيش الروماني باللحاق بهم، والقبض على مجموعة المتمردين الذين انفصلوا عن قوات سبارتاكوس الرئيسية، في عام 71 قبل الميلاد، وفي إقليم سينتركيا الحالي وهي منطقة تقع على الضفة اليمنى لنهر سيلي، هذه المنطقة شهدت هزيمة سبارتاكوس في معركته الأخيرة، حيث تم القضاء على معظم قواته، وتم صلب حوالي ستة آلاف من المتمردين الذين نجوا من المعركة، حيث وضعوا على الطريق بين روما وكابوا.

من المصادر

  • المعرفة
  • القدس العربي
  • ويكيبيديا
  • اراجيك
  • تاريخ روما