سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية

سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية

لكي لا يندثر تاريخ سورية الكبرى
سرجون الأكادي
حاكم الإمبراطورية الأكادية

توطئة

تمثال نصفي لحاكم الإمبراطورية الأكادية، عُثر عليه في نينوى، يعود تاريخه إلى فترة القرنين الثاني والعشرين، أو الثالث والعشرين قبل الميلاد. قد يعود التمثال لسرجون. وقد يعود هذا التمثال لنارام سين حفيد سرجون.
الفترة في حدود 2270 قبل الميلاد – 2215 قبل الميلاد
الاسم الكامل الاسم عند الولادة: غير معروف
الاسم عند التتويج: سرجون (ويعني الملك الحقيقي أو الملك الشرعي)
ألقاب ملك كيش ولجش وأما والوركاء والحاكم الأعلى لسومر وعيلام زماري، ويارموتي
الخلف ريموش
قرين لـ تاشلولتوم
العائلة الملكية عائلة سرجون
سلالة سلالة أكادية
الأب لائيبم (الوالد)
أكي (المربي)
الأولاد إنهيدوانا وريموش ومانيشتوشو وإباروم وأبيش تاكال

نارام سين ملك اكاد
نارام سين ملك اكاد

سرجون الأول (بالأكادية: “شارّو كِن”، بمعنى الملك الاسد) هو مؤسس السلالة الأكادية. امتدت إمبراطوريته الواسعة من عيلام إلى البحر المتوسط، واشتمل ذلك بلاد ما بين النهرين والأناضول. حكم منذ عام 2334 حتى 2279 ق.م.، من عاصمة جديدة وهي أكاد، التي تقع في الضفة اليسرى لنهر الفرات بالقرب من كيش. ولم يكن سرجون هذا من أبناء الملوك، ولكن الأساطير السومرية إصطنعت له سيرة روتها على لسانه، فهو يقول: “وحملت بي أمي الوضيعة الشأن، وأخرجتني إلى العالم سراً ووضعتني في قارب من السل كالسلة وأغلقت علىَّ الباب بالقار”. ونجاه أحد العمال، وأصبح فيما بعد ساقي الملك، فقربه إليه، وزاد نفوذه وسلطانه. ثم خرج على سيده وخلعه وجلس على عرش أكاد، وسمى نفسه “الملك صاحب السلطان العالي” وإن لم يكن يحكم إلا قسماً صغيراً من أرض الجزيرة. ويسميه المؤرخون سرجون “الأعظم” لأنه غزا مدناً كثيرة، وغنم مغانم عظيمة، وأهلك عدداً كبيراً من الخلائق. وكان من بين ضحاياه لوجال- زجيزي نفسه الذي نهب لكش وانتهك حرمة إلهتها، فقد هزمه سرجون وساقه مقيداً بالأغلال إلى نبور. وأخذ هذا الجندي الباسل يخضع البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، فاستولى على عيلام وغسل أسلحته في مياه الخليج العربي العظيم رمزاً لانتصاراته الباهرة، ثم اجتاز غرب آسية ووصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وظل يحكمها خمساً وخمسين سنةً، وتجمعت حوله الأساطير فهيأت عقول الأجيال التالية لأن تجعل منه إلهاً. وانتهى حكمه ونار الثورة مشتعلة في جميع أنحاء دولته.

اصله ونشأته

ولد سرجون سنة 2300 ق م وسرجون الاكادي هو ملك من اصول سامية قصة ولادته تشبه قصة ولادة موسى وثم انتشله ساقي ملك كيش اور زبابا الذي اسمه اكي(ساقي) تقول النصوص السومرية ان هناك حربا اندلعت بين سلالتي اوروك و كيش انتصر بها ملك اوروك لوغال زاغيزي سي وتمكن من السيطرة على مدينة كيش وقام لوغال زاغيزي سي بأسر اور زبابا واسره إلى اوروك وقتله هناك.

سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية
سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية

بعد فترة قصيرة قرر سرجون الثأر لما حصل لمدينة كيش ولما حصل لملكها اورزبابا فجمع تأييد سكان مدينة كيش وحشد جيشاً لمهاجمة لوغال زاغيزي سي في مدينته اوروك فتمكن من هزيمته وأسره من هناك وجلبه امام تمثال الالهة إنانا وتمكن بذلك من توحيد الدويلات السومرية .

بعد ذلك قام سرجون ببناء مدينة أكاد التي موقعها حتى الان غير معروف وسمي بسرجون الاكادي نسية إلى مدينة أكاد التي بناها وجعلها عاصمة لامبراطوريته. لكن يقال بأن اينشاكوشانا ملك أوروك هو الذي بنى مدينة أكاد، وان سرجون الاكادي اعتمدها كعاصمة له، بسبب وجود معبد الالهة إنانا فيها، والذي يعتقد بان اينشاكوشانا هو جد سرجون، وهناك من يقول ان اينشاكوشانا هو الملك نمرود الذي ذكر في التوراة، والذي يقول النص التوراتي بان نمرود كان ابتداء مملكته في بابل، وثم بنى أكاد وأوروك وكلنة وكذلك هناك من ينسبون، بأن سرجون الاكادي هو الذي بنى مدينة بابل مقابل مدينة كيش، وكذلك فان اخذ من تراب مدينة بابل ونقله إلى أكاد عاصمته اذ كان يظن بان بابل هي مدينة مقدسة.

انشاء مملكة سرجون

بعد ان تمكن سرجون من السيطرة على مملكة كيش، تمكن من السيطرة أيضا على مملكة أوروك، وثم تمكن من السيطرة على مدينة اوما، وبعد ذلك تمكن من الاستيلاء على نيبور، وبعد ذلك تمكن من الاستيلاء على اور وثم اتجه شرقا نحو لكش، ووحدها ضمن مملكته. وبعد ذلك اتجه إلى جنوب شرق بمحاذاة الخليج العربي وبهذا تمكن من توحيد جميع المدن السومرية.

بعد ذلك برز خصم اخر لسرجون الاكادي، وهو كاشتوبليا ملك مدينة كازالا التي تقع قرب مدينة ماري الشوباري، لكن سرجون الاكادي تمكن من هزيمته وضم مملكته اليه. بعد ذلك قام سرجون بتأسيس جيش قوي من السومريين والأكديين الساميين وهذا مما ساعد الساميين الذين كانوا في بلاد ما بين النهرين ان يستولوا على مقاليد الحكم، واصبحت اللغة الأكدية هي اللغة الرسمية في بلاد الرافدين، كما تطورت التجارة بين الساميين في بلاد الرافدين، وبين المدن والمستعمرات السامية في الخليج العربي مثل مجان وميلوحا ودلمون، اصبحت الالهة السامية هي الالهة الرسمية في امبراطورية سرجون لكن الساميين احترموا الالهة السومرية وتركوا حرية العبادة للسومريين، فبرزت الهة سامية مثل الاله انو والآلهة إنليل، وبعد ذلك اتجه سرجون لفتح البحر الأبيض المتوسط وبذلك اصبح سرجون اول امبراطور في التاريخ القديم، واول من وحد اراضي العراق اليوم.

حروب سرجون في الشمال والشرق

بعد ان وحد سرجون المدن السومرية والسامية، قرر توجيه فتوحاته إلى الشمال، وتمكن من السيطرة على مدن ماري ويارموتي وإبلا وثم اتجه نحو غابات الارز في لبنان، والى الجبال الفضية (جبال طوروس) وتمكن الأكاديون من الاستيلاء على الطرق التجارية المهمة، التي كانت تنقل الخشب والمعادن التي كانت بمحاذاة نهر الفرات، وبعد ذلك توجه سرجون نحو الشرق، وتمكن من الاستيلاء على المدن العيلامية، وتمكن من ضم مدينة اوان وثم استولى على مدينة سوسة (إيران) وبارهاشي وكافة المناطق المجاورة لهذه المدن اصبحت تحت السيطرة الاكادية .

فترته الاخيرة

كشفت احدى الملاحم في تل العمارنة المكتوبة بااللغة الأكادية، عن ان سرجون هاجم القبائل الحثية والحورية في قلب الأناضول، وحارب ملك مدينة بوروشاندا وتمكن من ضم تلك المدينة أيضاً، وكان هذا انجازاً كبيراً يحسب لسرجون اذ الذي فعله كان في القرن 23 قبل الميلاد، واكدت الحفريات في آسيا الصغرى (تركيا الحالية) عن وجود الجيش الاكادي في الاناضول، ونفس الملحمة اكدت بأن الملك سرجون قام بالسيطرة على السواحل الغربية للبحر الأبيض المتوسط، وكذلك بأنه تمكن من انشاء اسطول في البحر الأبيض المتوسط واتجه نحو جزيرة قبرص (التي كان اسمها في ذلك الوقت كريت) وقام بمحارية كيفتيو التي كانت احدى المواقع في قبرص، توفي سرجون في سنة 2279 ق م واستمر حكمه لمدة 56 سنة وحكم من بعده ابنه ريموش.

إرث سرجون

سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية
سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية

حسب بعض المدونات القديمة فأن سرجون توفي سنة 2215 ق م لكن ابنه الأكبر ريموش هو من كان يقوم بادارة الامبراطورية وقمع الثورات ضد سرجون وثم تبعه اخوه مانيشوتشو (الذي حكم لمدة 15 سنة) , سرجون بعد وفاته ترك ارثاً كبيرا عند حكام بلاد الرافدين من بعده، وخاصة الملوك البابليين والآشوريين. وحاول ملوك بلاد الرافدين تشبيه انفسهم بسرجون وحاولوا ضم المناطق التي احتلها سرجون، الملك البابلي الكلداني نبو نيد (556-539 ق م) والذي يعتبر اخر ملك وطني حكم بلاد الرافدين قبل ان يأتي كورش  الفارسي الكبير الاخميني واحتلها ابدى اهتماما كبيرا بسرجون الاكادي وقام بزيارة المواقع التي كان يتواجد بها سرجون والكثيرون من المؤرخين الان يرغبون بمعرفة سرجون اكثر .

عائلة سرجون

تزوج سرجون من تاشلولتوم، وانجب منها ابناء، وانجب كذلك اينهيدوانا ابنته الصغرى، والتي ادعت انها الالهة إنانا، واصبحت تحكم في اور. كما انه انجب منها ابنه ريموش. وبعد وفاة ريموش تولى اخوه مانيشوتشو السلطة، وكذلك انجب شو انليل ( ايباروم )ويبايس تكال (ابياش تكال)

أقاويل حول سرجون

سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية
سرجون الأكادي حاكم الإمبراطورية الأكادية

يقول المؤرخ الكلداني بيروسوس في كتابه (ملوك الكلدان بعد الطوفان) بأن سرجون كان كلدانياً ولقب نفسه بملك الكلدان العظيم وبما ان سرجون كان من الساميين، فالكثير من المؤرخين يعتقد بوجود الساميين في جنوب ما بين النهرين منذ فجر التاريخ ولقبوا بالفراتيين الاوائل، وهم الذين بنوا مدينة إريدو وكيش وأوروك قبل وصول السومريين اليها، وبأن تسمية الساميين اصبحت اكاديين نسبة إلى مدينة اكاد التي اتخذها الملك سرجون عاصمة له، وبأن عرق سرجون هو كلدي، وكذلك قال المؤرخ العراقي حسن النجفي بان سرجون كان اكادي الموطن وكلدي العرق .

ومن الاقاويل الاخرى بأن سرجون ضم مصر إلى امبراطوريته وكان يسمي مصر بمزر، وان احد ابنائه كان اسمه منس، والذي اصبح بعد ذلك فرعونا لمصر.

ويقال بان الاكاديين وبواسطة سرجون هم من ادخلوا الجزر البريطانية  إلى العصر البرونزي، اذ كشفت بعد النصوص الاثرية، بأن بريطانيا دخلت إلى العصر البرونزي في اثناء فنرة حكم سرجون الاكادي، وان امبراطورية سرجون بلغت اكثر من ضعفي امبراطورية الاسكندر الأكبر اذ امتدت امبراطوريته من الهند شرقاً إلى مصر غرباً ومن أوربة شمالاً إلى إثيوبيا جنوباً، وان لهذه الأسباب تجاهل المؤرخين سرجون، اذ كانوا يهابونه ويهابون ما فعله، لكن ذلك يحتاج إلى ادلة دامغة، اذ كان من الصعب أو المستحيل بذلك الوقت، ان تؤسس امبراطورية بهذه السعة وكان من المستحيل عبور جيوش في كل تلك الاراضي لكن شخصية سرجون تيقى تدور حولها الألغاز وعن مافعله في ذلك العصر من انجازات .

ورد في الموسوعة البريطانية ما يلي: إن مصادر معرفتنا بحياة سرجون نستقيها باكملها من الاساطير والحكايات التي جاءت بعد شهرته خلال الفين عام من التاريخ الرافدي الذي سجل بالكتابة المسمارية، وليس من وثائق كتبت في زمنه…

 

 

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *