عاشوراء”، و”كربلاء”، و”أهل البيت”… ماذا عن “أجدادنا الروم” في تلك الحقبة؟
يحيي الشيعة في يوم “عاشوراء” ذكرى استشهاد الحسين بن علي وأهل بيته على يد جنود يزيد بن معاوية .
ماذا تدلنا الأخبار التاريخية عن “الروم” في تلك الفترة وعلاقتهم ب”شيعة أهل البيت”؟
![عاشوراء"، و"كربلاء"، و"أهل البيت"... ماذا عن "أجدادنا الروم" في تلك الحقبة؟](http://josephzeitoun.com/wp-content/uploads/2023/10/14566419_1851337971763165_4339928108161385620_o-300x145.jpg)
يظهر من الأخبار الموثقة أن العلاقات التي سادت بين الروم و”أهل بيت الإمام علي” كان يسودها التعاطف والاحترام المتبادل.
إذ يحكى أن الإمام علي مرّ في احد معاركه على كنيسة . وراح يمعن النظر فيها ، فقال له احد جنود الجيش : كم عُصِيَ الله ها هنا !!! فرد عليه علي مؤنباً : ويحك ، بل قل ، كم عُبِدَ الله ها هنا”. (1)
ويذكر أن الفترة التي تولى فيها الإمام علي الحكم ، وهي 5 سنوات ، تميزت بالعدل في معاملة المسيحيين، إذ إنه “أمر بإعطاء المسيحيين ضمان الشيخوخة أسوة بالمسلمين” وكان يعطي فقراء المسيحيين مساعدات من بيت المال أسوة بالمسلمين ، الأمر الذي كان يثير امتعاض بعض المتعصبين.
وينقل عنه أنه مرّ برجل أعمى كبير السن يسأل الناس صدقة ، فقال : “ما هذا ؟” … فأجابوه : ” يا امير المؤمنين انه نصراني” فقال: “استعمَلتُموه ، اذا كَبُرَ وعَجِزَ مَنَعتُموه؟؟؟؟ انفقوا عليه من بيت المال.”… (2)
وينقل الرواة أن “سفير ملك الروم” ، كان متواجداً في دمشق عندما حصلت جريمة قتل الحسين في كربلاء . ويحكى أن “يزيد بن معاوية” ، كان يحتفل ب”نصره” في قصره في دمشق، عندما وصل “رأس الحسين” وسائر الرؤوس والأسرى إلى هناك … وصادف ذلك وجود “السفير الرومي” في القصر … فاشمأز من المشهد وحزن ، وقال ليزيد : “إن بين عمان والصين كنيسة ، فيها حافر الحمار الذي ركبه ربنا يسوع المسيح ، زيّنها أهلنا المسيحيون بالذهب والديباج ، ويزورونها من أقاصي الأرض للتبرك والصلاة… وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم؟ لا بارك الله بكم ولا بدينكم” … فأمر يزيد بقتله على الفور “كي لا يعود إلى بلاده ويفضحه “. (3)
هذا وإن والدة الإمام المهدي (آخر أئمة الشيعة الاثني عشر) كانت أميرة من أميرات الروم ، أسرت في إحدى الحروب ، فافتداها الإمام العسكري وتزوجها وأنجب منها الإمام المهدي ( وهو المعروف بالمهدي المنتظر لدى الشيعة ) . (4)
ويتناقل التقليد الشعبي أن أيقونة للمسيح الضابط الكل كانت موجودة في منزله.
——
1- راجع كتاب الكافي ، للشيخ الكليني ،تحقيق وتصحيح وتذييل : الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي .
2- راجع كتاب “وسائل الشيعة” (الإسلامية) ، للشيخ الحر العاملي ، تحقيق وتصحيح وتذييل : الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي
3- حديث منقول عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين ، راجع كتاب “المبسوط” ، لشمس الدين السرخسي . و كتاب اللهوف في قتلى الطفوف، السيد ابن طاووس الحسني، مطبعة مهر قم: ص 110.
4- راجع كتاب أحاديث “كمال الدين وتمام النعمة” لابن بابويه – باب : “ما روي في نرجس أم القائم”، رقم 419 و423.
نسور الروم
اترك تعليقاً