شق اديبنا الاستاذ عيسى فتوح طريقه الأدبي منذ شبابه فكتب عن المرأة إنصافا لها، وهو من أنصار الكتاب الورقي وبرأيه لا شيء يصنع الكاتب غير القراءة. عرض باكورة أشعاره عندما كان شاباً على الأديبة السيدة “كوليت خوري” فنصحته بنشره، واعطته شهادة يعتز بها إلى الآن؛ حين قالت له: «كتاباتك جاءت مفعمة بالشعور الصادق والصراحة والرومانسية المحببة إلى النفس، زمنها مضى وانقضى وأوانها قد فات لكنها تظل على كل حال تعبر عن مرحلة مشرقة غابت من العمر»، أما المهندسة “رنا عيسى فتوح” تحدثت عن والدها بالقول: «علمنا والدي حب العلم والكتاب وأن الحياة كفاح، زرع فينا حب العمل».

يعتبر الأديب “فتوح” نفسه نصيراً للمرأة، وهذا السبب دفعه للكتابة عنها؛ وكانت هي جل كتاباته، “eSyria” زار الأديب “عيسى فتوح” في منزله الواقع في “حي القصور”، حيث بدأ حديثه بالقول: «بدأت الكتابة منذ فجر شبابي بعد حصولي على الشهادة الثانوية عام /1956/ ومازلت دون انقطاع رغم إني بلغت السادسة والسبعين من العمر فالكتابة جزء لا يتجزأ من حياتي لذلك لا استطيع التخلي عنها ولا تستطيع أن تتخلى عني.

عمل في عدة مجالات أدبية وصحفية وتفرغ للكتابة كليا بعد إحالتي للتقاعد عام /1996/ ولم يعد عندي وظيفة تشغلني عنها ، أيضاً لي ولع خاص بدراسة أعلام الأدب في القرنين التاسع عشر والعشرين وأعلام الأديبات».

من اقواله في مقابلة معه

كان آخر ما أصدرت الجزء الخامس من أديبات عربيات في حزيران 2011 أما الجزء الأول صدر عام 1994 كان بمعونة من الندوة الثقافية النسائية، ودعم الأديبة المرحومة “ألفة الإدلبي” التي كانت وراء دعم هذا المشروع ثم تابعت السيدة الأديبة” كوليت خوري” التي ساعدتني أدبياً.

كتبت للآن عن حياة “180” أديبة من مختلف الأقطار العربية ولا أظن أنني سأبدأ بجزء سادسا لأن الكتابة عن المرأة متعبة جداً وبعض الأديبات كتبت عنهن ولم أتلقى منهن ولا حتى كلمة شكرمن مؤلفاته

غايتي إنصاف المرأة العربية وإعطاءها حقها والدور الذي تؤديه لاسيما أن هناك أديبات مجهولات غير مشهورات، عملي هذا موسوعي لا يقوم به فرد بل تقوم به مؤسسة متفرغة أنا أطبع على نفقتي الخاصة ومع ذلك أنا راض عما قمت به وأتمنى أن تذكرني الأجيال القادمة بأنني قمت بدور كبير وهو دراسة أعلام الأدب والأديبات.

طريقتي تقوم على دراسة سيرة الأديبة وذكر تاريخ ميلادها وجدت في بعض الأحيان أن هناك أديبات تنزعجن من هذا؛ لكني أصر عليه بعدها أقوم بذكر مؤلفات الأديبة ثم أجري دراسة أدبية نقدية لها وأذكر أسماء المراجع في حال استخدامها، هنا أود القول أن تعاملي مع الأديبات السوريات كان أسهل كوني لا أتعامل مع الانترنت وأعاني من صعوبة الحصول على المعلومات لاسيما أن بعض الأديبات لا تتجاوبن عندما اطلب سيرة حياتهن.

الشعر يحتاج لتفرغ وإلى أن أعيش حياة الشعر والشعراء الآن أعيش الواقع بعيدا عن الأحلام كما أنني ركزت على الدراسات لأنني أميل للنقد والدراسات أكثر من الشعر والقصة والرواية .

صدر لي حتى الآن /32/ من المؤلفات في الدراسات والنقد والترجمة منها “سيرة أديبات عربيات” بأجزائه الخمسة، “مختارات من الشعر العالمي”، “أدباء في الذاكرة الصالونات النسائية الأدبية في العصر الحديث”، “حصاد السنين”، “بوح الذكريات”.

بدأت عام /1975/ بترجمة أدب الأطفال من الإنكليزية للعربية بلغ مجموع ما أصدرته للأطفال /12/ كتاباً أصدرت ثلاث كتب عن وزارة الثقافة بعنوان “الأرنب البري وأصدقاءه، وقوس قزح”، وما يزال لي آخر كتاب قيد الطبع .

أود القول أنا من جيل ما قبل الانترنت، لقد تربيت على البحث في الكتب والوثائق الورقية والمراجع التي اعتبرها أفضل، صحيح أنها قد لا تكون واسعة الانتشار ولكن يمكن أن نعود إليها ليلاً ونهاراً وفي أي وقت نريده، أنا من أنصار الكتاب الورقي ولست من أنصار الكتاب الإلكتروني.

كتب في مجلة النشرة البطريركية لسان حال بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس  في عهد  مثلث الرحمات اغناطيوس الرابع البطريرك السابق، ومن ذاك الوقت نمت صداقتنا معا وكنا نتبادل النقاش حول الكثير من الوثائق البطريركية تصديقاً لرأيه في الكتاب الورقي والوثيقة والمرجع الوثائقي…

حول علاقته بالقراءة قال

بصراحة اليوم لم تعد عيوني تساعدني ولكن بالإجمال أيام الشباب كنت قارئ نهم وأقول من يتربى على عادة القراءة وهو صغير تستمر معه هذه الهواية حتى آخر يوم من حياته، لدي مكتبة غنية تحتوي على أكثر من /6000/ كتابا، فيها مراجع وموسوعات أدبية عن أعلام العرب تعينني على البحث.

حكمته في الحياة

لابد للإنسان أن يعتمد على نفسه وأن لا يكون اتكالي أنا إنسان عصامي أنشأت نفسي بنفسي ولم اعتمد على أحد.

 وعن نشأته الاجتماعية

” أفتخر أنني شققت طريقي بنفسي توفي والدي وعمري عشر سنوات تركنا ستة صبيان وبنتان، ربتنا والدتي وهي أمية درست المرحلة الابتدائية وحتى الأول الثانوي “بمشتى الحلو” مسقط رأسي ثم انتقلنا إلى دمشق، تابعت المرحلة الثانوية في مدرسة الآسية بعدها تقدمت بمسابقة للمعهد العالي للمعلمين لدراسة اللغة العربية.

أثناء دراستي مارست تدريس اللغة العربية في المدرسة “البطريركية” ثم مدرسة “الآباء العازريين، والمعونة”، كنت أنجح كل عام حصلت عام /1960/ على إجازة في اللغة العربية وعلى دبلوم التربية /1961/ بعدها خرجت للتعليم عينت في عدد من المحافظات وعدت عام /1969/ لدمشق ودرست بثانويتي “جودت الهاشمي ويوسف العظمة”.

ندبت للمكتب التنفيذي لنقابة المعلمين عام /1982/ كلفت برئاسة تحرير مجلة “صوت المعلمين” ثم أمينا لتحرير “بناة الأجيال” حتى إحالتي للتقاعد /1996/، انتسبت لاتحاد الكتاب العرب عام /1970/ بمخطوط كتاب عنوانه “أديب اسحق باعث النهضة القومية”.”

شارك في العديد من النشاطات الأدبية داخل وخارج سورية نال ميدالية الشاعر “نيقولاي فابتزاروف” الذهبية من بلغاريا والميدالية الفنية للصداقة بين الشعوب من ألمانيا.

قدمت له العديد من شهادات التقدير من “وزارة الثقافة السورية واتحاد الكتاب العرب، نقابة المعلمين، منظمة طلائع البعث” قدم له درع “معجم البابطين ودرع إتحاد الكتاب العرب”.