في توبة أهل نينوى للقديس يوحنا الذهبي الفم

في توبة أهل نينوى للقديس يوحنا الذهبي الفم

في توبة أهل نينوى للقديس يوحنا الذهبي الفم

في توبة أهل نينوى للقديس يوحنا الذهبي الفم

هلموا إذاً لنجذب قاربَنا في بحر توبة أهل نينوى…

لنرَ من شابهوا الوحوش يدركون رتبة الملائكة.

لنر الذين دمروا المدينة بأعمالهم يعيدون بناءها بطريقة فلسفتهم (حياتهم).

النبي يونان
النبي يونان

لنر أعداء الله يصيرون اصدقاءه، والذين كان السيد متهما لهم قبلاً، يقتنونه فيما بعد محامياً عنهم.

لنر المحكومَ عليهم يسعون لدى القاضي بعد صدور القرار، فيُسقطون الحكم.

لنر الله كاذباً لأجل محبته للبشر.

سمعنا قبلاً كيف أنه حالما نادى النبي اضطربت المدينة. وكما يضطرب البحر من ريح عاتية، وهكذا كان وقع سقوط صوت يونان، فسبب لشعب نينوى جزعاً ورعدة.

سمعنا أن المدينة لدى استقبالها النبأ لم تسقط في اليأس، بل نشطت الى التوبة، وبينما لم يكن لها دالة للخلاص شرعت في عبادة الله ومصالحته. يا ترى ماذا فعلت من أجل المصالحة؟

قد قيلت في ذلك شذرات، أما انا فعليَّ ان أعطيكم القول كله: ” لأنهم نادوا بالصيام، ولبسوا المُسحَ من صغيرهم الى كبيرهم.”

ياللعجب الغريب، المخيف للانسان، والذي تتوق اليه الملائكة!

تأمَّلْ، لخاطري، هذه الربوات الكثيرة من اولئك الرجال مع النساء والأولاد يلبسون المسوح حاديَن لأجل الشيء نفسه. كل المهن تتعطل وكل عمل بشري، لا أحد في اي مكان يقوم بعمل ولو بعمل واحد. حزنُ الجميع مع ضجيج وصراخ يرتفع الى السماء.

يونان النبي يدعو اهل نينوى للتوبة والصوم
يونان النبي يدعو اهل نينوى للتوبة والصوم

يونان النبي يدعو اهل نينوى للتوبة والصوم

تأمَّلْ زوال التمايز بين الأسياد والعبيد، بين الرؤساء والمرؤوسين. هوذا الملك حاضر في وسط الجموع بمظهر مماثل لها يرتب الخدمة العبادية لله وكأنها تنظيم عسكري.

يقول الكتاب:”وصل الكلام للملك فنهض عن عرشه، خلع بزته، التحف المسوح، وجلسَ على الرماد.” ياللملك الحكيم. الملك بنفسه أول من أعلن التوبة، وذلك ليجعل مدينته بحالة أفضل. لأنه من ذا الذي يرى الملك نفسه مجاهداً لأجل الخلاص ويتراخى من بعدُ؟

جراحات التاج تشفيها المسوح، خطايا العرش يمسحها بجلوسه على الرماد، مرض الكبرياء يعالجه بتذلل المظهر، وبالصيام يداوي جراحات التنعم.

ولدى سلوكه في ذلك عملياً كان ينهض الجميع بندائه، فيسلكوا النهج ذاته. لأن الكتاب يقول:” ونودي من الملك: الناس والبهائم والبقر والغنم لا تذوقن شيئاً، لا ترعى، ولاتشرب ماء.”

هذا تشريع فريد لملك. يوصي المرضى بالصيام كما لو كان طبيباً. لا بل إن المشرع الذي قضى حياته بالمتع يقلد التعاليم الرسولية حول الصيام الموقر، ويأمر أن تشارك الناس في هذا الصيام الحيوانات العجم، حتى، بواسطة الطبيعة عادمة الخطيئة، يميل الله الى مراحم عظمى.

يقول الكتاب:” ولبسوا المسوح، البشر والبهائم”. يا للترتيب السماوي! ياله من طابور مرعب للشياطين! كان الشيطان يقف منتحباً لدى رؤيته كامل جيشه يتحول نحو الله ويحارب الشياطين. في هذه المعركة أولادً ونساءً ورضعً مع الرجال يحاربون، حتى طبيعة البهائم صارت مشاركة في صفوف الحرب. فرأى الشيطان منظراً جديداً. فالحيوانات الأهلية تدفع عن الناس ضريبة البر، وتصوم من اجل خلاص مالكيها” الناس والبهائم والبقر والغنم لاتذوقن شيئاً ولا ترعى”. نحى الملك شارات السلطة جانباً، وأخذ دور الكهنة فانتصب متكلماً متلفلسفاً، ومؤدباً أهل نينوى…

وبينما التهديد والخوف مهيمنان، لم يكن يحتمل (الملك) أن يفقد الرجاء الحسن، لأنه يقول:” فمن يعرف. العل الله يندم ويرجع عن سخط غضبه، فلا نهلك.

 

  • Beta

Beta feature


Posted

in

,

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *