قانون الاسفار المقدسة…

قانون الاسفار المقدسة…

الكتاب المقدس
قانون الاسفار المقدسة…

قانون الاسفار المقدسة…

تمهيد

الكتاب المقدس هو المرجع الاساس لكل مسيحي في عقيدته وكل حياته، ويجب على كل فرد من ابناء الكنيسة ان يتخذه اقدس ذخيرة له ويطالعه دوما وبعمق (وليس بسطحية وتقليب صفحات) ليكتسب منه الفوائد الروحية والادبية.

ومن الجدير ذكره اننا لانقدر ان نجتني الثمار المطلوبة من مطالعة كتاب الله وبشراه الا باستقراءبضضعة مسائل تاريخية وعلمية تبحث عن كيفية تنسيق هذه المجموعة المقدسة كلها، وانتخاب كل سفر منها على حدة. وعن زمن تأليفه وشؤونه وكل مايتعلق بمؤلفه وما اشبه ذلك من المواضيع التي تسهل علينا فهم معانية مع اتخاذ قائد امين يرشدنا الى المعاني الحقيقية فيه لذلك اردنا في تدوينتنا هذه عن قانون مجموعة الاسفار المقدسة ومنزلتها في الكنيسة الارثوذكسية التي حافظت على هذه الوديعة التي تسلمتها من الرسل القديسين دون ان يطرأ عليها شيء.

الكنيسة نشرتها بين المؤمنين وتسعى بأن تستخرج لهم منها الكنوز التي “تحكمهم للخلاص الذي في المسيح يسوع” وتأتيهم بالمنافع اللازمة “في التعليم والتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكونوا كاملين ومتأهبين لكل عمل صالح”(1)

تتألف مجموعة الكتاب المقدس من اسفار متعددة والكنيسة المقدسة تميز هذه الاسفار بعضها عن بعض وتدعو بعضها كتباً قانونية والباقي منها تدعوه كتباً غير داخلة في القانون او كتباً كنسية او كتب التلاوة…

فالكتب القانونية هي التي نظمتها الكنيسة في قانون الاسفار المقدسة بحسب تعليم الرسل الالهيين والآباء الطاهرين والمجامع المقدسة وتعتبرها قانوناً للحقيقة لايتغير كما سماها القديس ايسيدوروس الفرمي.

او كما قال القديس اثناسيوس الكبير:” اننا نقبل الكتب التي دخلت في القانون ونعتبرها الهية لأنها مصدر الخلاص وهي وحدها تكرز بتعليم حُسْنْ العبادة. ولايزيدن احد عليها شيئاً ولايحذفن منها شيئاً”(2)

واما الكتب التي لم تدخل في القانون فعلى شهادة هذا المعلم القديس هي الاسفار التي فرض الآباء قراءتها على المسيحيين ولاسيما على معتنقي المسيحية الحديثين لذلك دعيت ايضا كتب التلاوة. وبما انها كانت تتلى في الكنائس لتعليم الموعوظين والمؤمنين سموها كتباً كنسية كما ذكرنا.

قال القديس يوحنا الدمشقي:” ان هذه الكتب تدعى مفيدة ومعزية ولكنها لم تحص مع الكتب الاولى”(3)

ثم ان لفظة قانون هي معربة عن اليونانية وتدل على معانٍ كثيرة:

اولاً: تدل في اليونانية عموماً على المسطرة او الجدول وعلى القاعدة في الكتابة وفي الصرف والنحو كما تدل على قضيب القبان وعلى لائحة اشخاص او كتب.

ثانياً:  تدل خاصة في اللغة الكنسية

1- على الكرازة الانجيلية

2- على القرار الذي يقرره المجمع اوعلى مادة من النظامات التي يحددها المجمع.

3- على مجموعة الرهبان والاكليروس

4- على نشيد كنسي مرتب على التسابيح التي في الكتاب المقدس

5-واخيراً يراد بها غرامة او جزاء يفرض على الخطأة لاصلاحهم.

والمراد بكلمة قانون في كلامنا هذا جدول او مجموعة الكتب المقدسة التي قررت الكنيسة انها موحى بها من الله واتخذتها قانوناً للحقيقة واعلنتها بين المؤمنين بهذه الصفة. اذ قد تحدد بها مايجب ان يؤمن به المسيحي وما يجب ان يعمله ليرث الحياة الابدية. ولذا يدعى هذا القانون في مؤلفات الآباء: قانون الحقيقة او قانون الايمان او قانون الكنيسة. وبما ان القديس اثناسيوس ميز بين الاسفار وسمى بعضها قانونية وبعضها كتب التلاوة وقال انه من الواجب ان نطالع الفئتين وان ننبذ النوع الآخر من الكتب المدعو ابوكريفا اعني الكتب المنسوبة الى رجال قديسين ونسبتها اليهم غير صحيحة او التي افسدها الهراطقة مع انها كانت حقيقةً شريفة ونسبتها الى رجال قديسين وهي صحيحة. فلذلك نقسم هذا الموضوع الى ثلاثة فصول.

الأول في الكتب القانونية. والثاني في كتب التلاوة. والثالث في كتب الابوكريفا

الكتاب المقدس
الكتاب المقدس

الفصل الاول

في الكتب المقدسة القانونية

اولا: في كتب العهد القديم القانونية

ان القانون الذي تعتبره الكنيسة الارثوذكسية جدولاً لأسفار العهد القديم يتضمن الأسفار الآتية:

1) كتاب التكوين 2)كتاب الخروج 3) كتاب اللاويين 4) كتاب العدد 5) تثنية الاشتراع 6) كتاب يشوع بن نون 7) كتب القضاة وسفر راعوث كذيل له 8) كتابا الملوك الأول والثاني كقسمين لكتاب واحد 9) كتابا الملوك الثالث والرابع 10) كتابا الأيام الأول والثاني 11) كتابا عزرا الأول والثاني وهذا دعاه اليونان كتاب نحميا 12) كتاب استير 13) ايوب 14) المزامير 15) امثال سليمان 16) الجامعة له 17) نشيد الانشاد له ايضاً 18) اشعيا النبي 19)ارميا 20)حزقيال 21) دانيال 22) الأنبياء الاثنا عشر الصغار(4).

وكنيسة العهد القديم “التي اؤتمنت على اقوال الله(5)” حافظت على هذا القانون الى مجيء المسيح واعتبرته أجلّ اعتبار كما نتحقق ذلك مما يأتي:

1) من شهادة يوسيفوس فلابيوس المؤرخ اليهودي الذي يذكر ان الكتب الالهية هي اثنان وعشرون كتاباً. ويقول ان خمسة منها كتبها موسى النبي، وثلاثة عشر كتبها الانبياء الذين نبغوا بعد موسى الى زمن ارتحشستا ملك الفرس، واربعة تتضمن تسابيح لله ونصائح حكمية مفيدة جداً وهي قاعدة لسيرة الانسان(6).

2) من شهادة معلمي الكنيسة المسيحيين القدماء مثل ميليتون اسقف ساردس واوريجانس وايرونيموس وهؤلاء اجتهدوا خصوصاً بأن يقفوا على عدد كتب القانون الذي كان معتبراً عند اليهود وهم جميعهم يحققون انه كان مؤلفاً من الاثنين وعشرين كتاباً التي ذكرناها وسنذكر شهاداتهم في مايأتي.

3) من التقليد غير المنقطع المحفوظ عند اليهود(7)

4) واخيراً من طريقة عدّ هذه الكتب التي حافظت عليها الكنيسة الارثوذكسية فتعتبرها اثنين وعشرين كتاباً كما احصاها اليهود القدماء مطبقين اياها على عدد احرف الهجاء العبرانية فانها تضم كتابين او ثلاثة تحت كتاب واحد مع ان كتب العهد القديم التي تعتبرها الكنيسة الارثوذكسية تبلغ تسعة وثلاثين كتاباً بأفرادها.

وقد حافظت الكنيسة المسيحية قديماً على هذا القانون لأنها اتخذته من كنيسة العهد القديم ولنا على صحة ذلك الشهادات التالية:

1) ان ميليتون اسقف ساردس المتوفي نحو سنة 180 مسيحية الذي طاف بلاد المشرق بغيرة حارة قّصْدَ ان يقف على قانون العهد القديم الحقيقي الذي كان يعتبره الجميع حتى وجد ضالته المنشودة. قد رتب اقدم جدول لأسفار العهد القديم كما يذكر الكتبة المسيحيون وقد ذكرناه آنفاً. ولما رجع الى وطنه اختار من كتب الناموس والانبياء ما امكنه من الآيات المنتخبة التي يتوطد عليها اساس المعتقد المسيحي بشأن المخلص والايمان عموماً، وقسم هذه المنتخبات الى ستة كتب لم تبق لنا الايام منها الا رسالة اشبه بمقدمة ارسلها الى شخص يدعى الاخ اونيسموس ذكرها اوسابيوس في الفصل السادس والعشرين من الكتاب الرابع من تاريخه الكنسي وعدَّدَ في هذه الرسالة اسفار العهد القديم كما ذكرناها آنفاً وصرح بأن اليهود كانوا يعتبرون هذه الكتب فقط.

2) ان اوريجانس الذي ولد في الاسكندرية السنة 185مسيحية وتوفي نحو سنة 254مسيحية وكان من اعظم معلمي الكنيسة القدماء ولاسيما في البحث عن الكتاب المقدس  ومن المتضلعين كثيراً باللغة العبرية ومن التدقيق بمتون النسخ القديمة قد ذكر جدول الأسفار في مؤلفاته كما اوردناه آنفاً وافتتح كلامه في هذا الموضوع هكذا:”يجب ان تعرف ان كتب العهد القديم هي اثنان وعشرون كتاباً كما تسلمناها من اليهود”(8)

3) ان كيرلس الاورشليمي الذي وجد في القرن الرابع يعَّلِم في عظاته قائلاً:”اقرأ الاثنين وعشرين كتاباً ولاتمس كتب الابوكريفا”(9)

4) معاصره اوسابيوس القيصري يذكر جدول ميليتون ويقول انه يتضمن جميع الكتب المتفق عليها عند العموم(10)

5) معاصرهما القديس اثناسيوس الكبير يعدد  22 كتاباً فقط ويميزها عن الكتب التي لم تدخل في القانون وسمى هذه كتب التلاوة وذلك في ملخص الكتاب المقدس المدعو سينوبس وفي رسالته في الاعياد(11)

6)معاصرهم القديس غريغوريوس اللاهوتي او النزينزي الذي يُعد من اعظم الشعراء المسيحيين  وقد نظم باليونانية قصائد عقائدية وادبية وتاريخية عدّدَ في واحدة منها الاسفار المقدسة القانونية مصرحاً انها 22كتاباً.(12)

7) معاصرهم امفيلوخيوس عدَّدَ 22 كتاباً فقط للعهد القديم، واما الكتب الباقية فلم يذكرها البتة في عداد الاسفار المقدسة.(13)

8) المجمع اللاذقي  الملتئم السنة 364مسيحية  الذي بعد ان قال في القانون 59:” انه لايسوغ ان نقرأ نشائد خصوصية في الكنيسة ولا كتباً غير قانونية بل يجب ان نقتصر على قراءة كتب العهد القديم والعهد الجديد القانونية” قال في القانون 60:”ان الكتب التي يجب ان تقرأ هي اسفار العهد القديم… وعددهااثنان وعشرون كتاباً”(14)

9) القديس ابيفانيوس اسقف سلاميس احدى مدن قبرص في اواخر القرن4م  قد ذكر في مؤلفاته اسفار العهد القديم القانونية ثلاث مرات وكان يعدها دائماً 22 كتاباً واما الكتب الأخرى فقال عنها:” انها ولئن كانت مفيدة وتعليمية فهي غير معدودة من الكتب المقدسة.(15)

10)ايرونيموس المغبوط من اهل القرن4 م ايضاً قد ترجم من اللغة العبرية الى اللاتينية الكتب التي وُجدت في قانون اليهود وقال ان الكتب الاخرى غير موجودة في القانون وانها يجب ان تحصى بين كتب الابوكريفا. ويريد هنا بهذه الكلمة الابوكريفا الكتب المنبوذة وكتب التلاوة ايضاً.(16)

11) معاصرهم ايلاريوس اسقف بكتافون(بَواتيه) عدَّ كذلك الكتب القانونية 22 كتاباً واضاف الى قوله : “ان بعضاً أحصوا معها كتاب طوبيا ويهوديت ليجعلوا الكتب اربعاً وعشرين كتاباً بحسب عدد حروف الهجاء اليونانية(17)

12) معاصرهم روفينوس يميز بصراحة ال 22 كتاباً القانونية عن الكتب التي لم تدخل في قانون العهد القديم مسمياً اياها كتباً كنسية(18)

ويندمج في السلك التاريخي للشهادات الآنفة الذكرالوثيقة التي هي عبارة عن شهادات القرون التي أعقبتها فمنها:

13) في القرن السادس شهادة لاونديوس البيزنطي الفقيه الذي ارتدى الوشاح الرهباني.

14) في القرن الثامن شهادة القديس يوحنا الدمشقي فإنه نص في كتابه شروح الايمان الأرثوذكسي ان عدد أسفار العهد القديم القانونية هو 22 كتاباً حسب عدد حروف الهجاء العبرانية، وقال ان الكتب الأخرى( اي كتب التلاوة) هي مفيدة وذات جودة الا انها لم تُنسق في هذا القانون ولا كانت تُضَّمُ معه الى جانبي تابوت العهد.(18)

15) في القرن التاسع شهادة القديس نيكيفوروس بطريرك القسطنطينية(19)

16) في القرن السابع عشر شهادة متروفانس كريتوبولس بطريرك الاسكندرية(20)

هؤلاء الثقات احصوا جميعاً كتب العهد القديم القانونية 22 كتاباً واجماعهم في ذلك حجة قاطعة تعلن ان الكنيسة الارثوذكسية كانت ومازالت معتصمة بقول واحد لم تقُل بسواه ولم يعرض عليه تغير…

ومن الواجب ذكره الى ان القانون الخامس والثمانين من قوانين الرسل يدرج في تعداده كتب العهد القديم كتباً اخرى لم تنتظم في القانون الأصلي وهي كتب المكابيين الثلاثة وحكمة يشوع بن سيراخ…

على ان النص الواضح في ذلك القانون يُعلن ان هذا التعداد جاء لتعيين مايجدر بالاكليروس والشعب اعتباره ولم يجيء لسرد تأصيل قانونية تلك الكتب فهو ينص عن شرف وجوده كتب المكابيين الثلاثة وكتاب يشوع بن سيراخ وان الخليق بالمسيحيين ان يتصفحوها علاوة على الكتب القانونية.

لذلك نجد في ذلك القانون احصاء رسائل اقليمس اسقف رومية الى أهل كورنثوس واحصاء الاوامر المعطاة بواسطته. وهذه الرسائل كان المسيحيون قديماً يضيفون اليها احياناً رسالة هرماس الراعي ويؤلفون من ذلك كله مجموعة الكتاب المقدس

ومن الثابت تاريخياً ان بعض الكتب الخارجة عن الكتب 22 كتاباً ورد ذكرها في مؤلفات بعض علماء الكنيسة ومعلميها الغربيين القدماء كالمغبوط اوغسطينوس والبابا اينو كنديوس والبابا جلاسيوس وكلهم في القرن 5م وفي مجمع قرطاجنة المعقود سنة 397م وقد وردت لهم بصراحة تسمية تلك الكتب قانونية.

على ان اوغسطينوس سمى اسفار المكابيين قانونية في كلامه عنها من جهة افادتها المعتبرة في الكنيسة اذا اقبل المسيحيون  عليها بانتباه وتمعن وان تكن غير معتبرة عند اليهود ولاهي بمنزلة كتب الناموس والانبياء والمزامير والبحث عن الفائدة والاعتبار غير البحث عن التأصل.

وقد مشى مجمع قرطاج على الوجهة التي انتقاها اوغسطينوس كما يتضح جلياً لمن تصفح القانون32 من قوانينه فان النص فيه يعلن ان البيان منصرف الى تعداد الكتب المفيدة للمطالعة والتلاوة في الكنيسة وقد اجتزأ بذكر ثلاثة كتب فقط هي حكمة سليمان وطوبيا ويهوديت دون ان يلم بسواها.

وقد تحدى هذا المنهج معلمو الغرب القليلون الآخرون اي البابوان ابنوكنديوس وجلاسيوس اللذان لو فُرض انهما انزلا هذه الكتب والكتب القانونية سواءٌ فلا يعمل بقولهما ازاء شهادات الجمهور الكبير من الآباء والمعلمين الذين استشهدنا بهم.

ولا عبرة فان كتب التلاوة تضاف الى الاسفار القانونية في بعض الترجمات القديمة اللاتينية الايطالية (نسبة الى ايطاليا) فان الكنيسة الارثوذكسية هي حتى الآن تضمها الى الأسفار القانونية في مجموعة واحدة جرياً على ماتلقته من المسيحيين القدماء الذين كانوا يضمون اليها كتباً مفيدة اخرى كرسائل اقليمس ورسالة هرماس وكانوا يتلون من فصولها في الصلوات والاجتماعات. والميزة بين القانونية والمتلوّة هي ان الاولى بوحي الله على محض التنزيل، واما الثانية فهي مفيدة وجديرة بكل اكرام واحترام وقد قبلتها لتهذيب اخلاق المسيحيين بآدابها النقية المملؤة حكماً تنطبق على كلام الله والناموس الالهي.

في كيفية جمع قانون العهد القديم

توطئة لهذا البحث

لم يكن تقرير ان الوحي الالهي اتى بسفر من هذه السفار فيحصى في القانون الرسمي في كنيسة اليهود من الحقوق المبتذلة لكل واحد بدليل ان يوسيفوس المؤرخ العبراني واوسابيوس البمفيلي ابا التاريخ الكنسي يذكران ان هذا التقرير كان منوطاً بالرعاة وليس بهم جميعاً بل بعدد قليل منهم اي اولئك الذين كان روح الله ينطق بأفواههم.

وعلى ذلك فلنا ان نقول ان اصل القانون العبراني مشى منذ بدء ظهور الكتب التي اوحى بها الله فان موسى النبي كتب اسفاره بالهام الله ثم نشرها بين اليهود وامر ان تحفظ في قدس الاقداسعلى جانبي تابوت العهد وان تتلى حينا بعد حين امام الشعب اليهودي وقد اقتدى يشوع بن نون الذي ورد نص الكتاب انه كتب هذه الاقوال في ناموس الله اي انه اضافة الى الاسفار الخمسة وعلى منوالهما نجد صموئيل فإنه كتب سنن الملك في سفر ووضعه امام الرب وسائر الكتبة الأطهار كانوا ولا ريب ملتزمون هذه الخطة وان لم تكن في مؤلفاتهم شهادة على ذلك.

وقد انتهى جمع قانون اسفار العهد القديم للمرة الاخيرة بالترتيب والتنقيح في زمن عزرا الكاتب، وهذا اعلن انها كتب الهية ولعل نحميا وبعض الانبياء معاصريه تضافروا معه في عمله ويؤيد ذلك التقليد اليهودي المحفوظ في كتب التلمود وشهادة المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلابيوس وقد رجح المشاهير من اباء الكنيسة ومعلميها هذا الرأي. وبعدئذ انقطع من الشعب اليهودي الانبياء الذين لهم ان يقرروا الكتب بين الاسفار القانونية.

في كتب العهد الجديد القانونية

ان الكنيسة الارثوذكسية المقدسة تقبل 27 كتاباً قانونياً في العهد الجديد وهي هذه:

اولاً الاناجيل الأربعة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا

ثانياً اعمال الرسل

ثالثاً الرسائل السبع الجامعة واحدة ليعقوب واثنتان لبطرس وثلاث ليوحنا وواحدة ليهوذا.

رابعاً رسائل بولس الرسول الاربعة عشرة، واحدة لرومية واثنتان لكورنثوس وواحدة لغلاطية وواحدة لأفسس وواحدة لفيليبي وواحدة لكولوسي واثنتان لتسالونيكي واثنتان لتيموثاوس وواحدة لتيطس وواحدة لفيليمون وواحدة للعبرانيين.

اجمع علماء الكنيسة ومعلموها في الشرق والغرب على قانونية هذه الكتب.

في الشرق

1)اوريجانس في مقالته السابعة على كتاب يشوع بن نون فقد ذكر الأناجيل الاربعة ناسباً اياها الى البشيرين الاربعة، ثم ذكر كتاب اعمال الرسل ناسباً اياه الى لوقا ورسالة يعقوب الرسول ويهوذا ورسالتي بطرس ورسائل يوحنا بغير تعيين عددها و14 رسالة معزوة الى بولس ورؤيا يوحنا، ولكنه في مؤلفاته الاخرى يصرح بأنه ممن يعدون بين الكتب القانونية رسالة بطرس الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة والرسالة الى العبرانيين رغم ان البعض لايسلم بها ورغم الخلاف الناشب وقتئذ في هذا الصدد.

2) اوسابيوس يسرد اسماء كتب العهد الجديد جميعا الا انه يجري في منهج اوريجانس فيشطرها الى قسمين قسم معترف به بينالجميع وقسم لايزال موضع نظر

في القسم الثاني يحصي رسالة يعقوب ورسالة يهوذا ورسالة بطرس الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة على انه جاهر بأن كثيرين من رجال الكنيسة يعترفون بصحة هذه الكتب ويعلن انها منتشرة في كنائس كثيرة وبين ايدي كثيرين.

3) القديس اثناسيوس الكبير فانه يعد كتب العهد الجديد جميعا ولايرى بينها فارقاً في صحة النسبة ويروي بعبارة جلية في رسالته في الاعياد وفي كتابه السينوبسس هكذا: هاك عدد واسماء كتب العهد الجديد القانونية التي هي قاعدة ايماننا وعموده ومرساه وقد كتبها رسل المخلص ونشروها بعدما خاطبوه وتعلموا منه.

4) القديس كيرلس الاورشليمي فانه يدُّ كتب العهد الجديد كلها ولا يشير الى ان الكنيسة في عهده كانت تميز بعضها عن بعض ويحرض سامعيه على مطالعتها(21).

5)القديس امفيلو خيوس فانه يذكر الاختلافات في بعض الرسائل باسلوب تاريخي ثم يعد كتب العهد الجديد جميعاً ويختم كلامه قائلاً هذا هو قانون الاسفار التي اوحى الله بها.

6) لاونديوس البيزنطي فانه يعد اسفار العهد الجديد كلها.(22)

7) القديس يوحنا الدمشقي فانه يعد هذه الاسفار في كتابه:” شرح الايمان الارثوذكسي”(23)

في الغرب

1) آباء المجمع القرطاجني المعقود سنة 318م فانهم اعلنوا في القانون 33 عدد كتب العهد الجديد جميعا.

2) روفينوس واوغسطينوس والبابوان اينو كنديوس وجيلاسيوس والعلامة كاسيودورس من نوابغ القرن 6

وحدث ان بعض اسفار لم تذكر في جدولين او ثلاثة من الجداول القديمة فسفر الرؤيا اهمل ذكره مجمع اللاذقية (ق60) وجدول غريغوريوس اللاهوتي. وكذلك رسالة يعقوب ورسالتا بطرس واحدى رسائل يوحنا خلا منها جدول موراتوريوس(24) وهذا ناجم ولا ريب ان هذه الكتب كانت وقتئذ قيد البحث بين معلمي الكنيسة وهذا البحث كان ضرورياً لجلاء كل شبهة عنها وتأكيد صحتها ومن الطبيعي انه استمر وقتاً طويلاً.

مما لاغنى عن ذكره ان اسفار الرسل كانت موجهة بحسب وضعها الى اشخاص معلومين او الى كنائس مذكورة باسمها او الى الكنيسة جمعاء لم يكن نشرها قاطبة دفعة واحدة في كل مكان من الممكنات فلذلك لم يكن في الامكان وقوف المؤمنين جميعاً عليها فبعضها انتشر بسرعة في الكنيسة باسرها كالأناجيل الاربعة وبعضها تسلمته بعض الكنائس وبعد التأكد من صحته انتشر كما هو شأن الكتب التي وضعت تحت قيد النظر. وبعض الكتب وصل الى كنائس خلوا من البراهين الكافية لاثبات صحته فأُمهل  التسليم به مؤقتاً حتى انجلى الريب وثبتت الصحة.

وفضلاً عن كل ذلك لم يكن في امكان علماء الكنيسة ومعلميها ان يسرعوا على بسيط الحال بل اعملوا نظر التأمل وحققوا تلك الكتب المنسوبة الى الرسل وهذا الامر فرض يوجبه قداسة الموضوع الذي تجردوا لخدمته فان البحث كلما كان ذا تأثير عظيم احتاج الى تمعن وتدقيق بالغ لتنتفي كل شائبة اعتراض بجد برهان قاطع.

ما اوجب ايضا كل هذا التدقيق والتحقيق هو ظهور كتب مدسوسة منسوبة الى الرسل تزويرا لغايات في نفوس ملفقيها فكانت الحالة ماسة بعد التسرع من قبل الكنيسة في قبول الكتب الا بعد التأكيد على نقائها كما حصل من آباء الكنيسة العظام.

في كتب التلاوة التي لم تنظم في قانون الكتاب المقدس

مما سبق يتضح ان كل اسفار العهد الجديد قانونية فليس بينها سفر يعد من كتب التلاوة غير الداخلة في القانون وينجم عن ذلك ان كتب التلاوة محصورة في العهد القديم وهي:

كتاب طوبيت، كتاب يهوديت، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ، سفر عزريا الثاني والثالث، اسفار المكابيين الثلاثة.

ويجب ان يُضاف الى منزلة هذه الكتب نُبَّذٌ تتبع الكتب القانونية عادة منها وهي:

صلاة منسى وهي ذيل لكتاب الايام الثاني، نُبّذ من سفر استير، تسبحة الفتية الثلاثة تضم الى الفصل الثالث تضم الى الفصل الثالث من نبؤة دانيال، وتاريخ سوسنة العنيفة ورد في الفصل 13 من تلك النبؤة. وقصة بعل والتنين تأتي في الفصل 14 من تلك النبؤة ايضاً

هذه الكتب كانت منزلتها جليلة لدى اليهود والمسيحيين القدماء ولكنها لم تكن بمنزلة الكتب القانونية ولتأييد هذا نقول:

ان اليهود كانوا قبل زمن التجسد الالهي وجيء الرب يسوع له المجد قد امسوا فريقين اولهما يهود فلسطين وقطب رحاهم اورشليم وكانوا يتكلمون بلغتهم الوطنية ويتصفحون العهد القديم بلغته الاصلية اي العبرانية، وثانيهما اليهود الاسكندريون وكانوا يتكلمون اليونانية ويتصفحون الكتاب المقدس بالترجمة السبعينية. والفريقان يحترمان كتب التلاوة احتراماً جزيلاً ولكنه لايبلغ منزلة احترام الكتب القانونية ودليلنا:

اولاً يهود فلسطين، هذا الفريق منه المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس فلابيوس احد كهنة اورشليم المورد في تاريخه ان نشر الكتب الدينية حق خاص بأنبياء الله دون سواهم فهم جديرون بكل اعتبار وهم بالتالي موضع ثقة الشعب ويمتد زمنهم من موسى النبي الى ارتحشستا ملك الفرس، وهؤلاء دونوا تاريخ الشعب الاسرائيلي في 22 سفراً، ثم اضاف الى هذا النص قولهُ” ومن عهد ارتحشستا الى ايامنا تدوَّن كل شيء في كتب تستحق الثقة والاهتمام الا انها ليست بمنزلة الاسفار التي سبقتها لأن سلسلة الأنبياء كانت في عهدها مقطوعة”(25)

وهذا الفريق اعلن اكرامه لهذه الكتب بدليل آخر وهو ان ربانييهِ وحكماءهُ كانوا يقتبسون منها اقوالاً جمة وأحلوا بعضها في عداد الكتب المقدسة كسفر حكمة يشوع ابن سيراخ وعزوا بعضها بصراحة الى كتبة ملهمين كسفر حكمة سليمان.

ثم نجد اوريجانس الشهير يصرح عن كتابي طوبيت ويهوديت ان اليهود لم يحصوهما في عداد الكتب القانونية ولكنهم لم يدمجوهما في سلك كتب الابوكريفا.(26)

ثانياً اليهود الاسكندريون، كانوا يقرأون كتب التلاوة في منازلهم ومجامعهم مع الاسفار القانونية اقراراً بأنها مفيدة وتعليمية وتقويَّة ولكنها ليست بمنزلة القانونية فهي في اعتبارهم اسمى من الكتب البشرية الوضع ولكنها ادنى منزلة من الموضوعة بالالهام الالهي بوجه خاص.

والكنيسة المسيحية منذ البدء احترمت هذه الاسفار كما يتبين مما يأتي:

1) انها لبثت محافظة على ماتسلمته وهو ضم هذه الكتب الى الكتب القانونية في مجموعة واحدة، وفرض قراءتها على المؤمنين والموعوظين في البيوت والكنائس ولتلاوتها في الكنائس دعيت كنسية واحصتها احياناً في عداد الكتب القانونية.(27) وبهذا الوجه أُوردت في بعض مؤلفات معلمي الكنيسة وفي بعض كتب التعليم المسيحي في عداد الأسفار القانونية.

2) شهادة الآباء القدماء بفضلها. فالقديس اثناسيوسيقول:” هذه الاسفار ترتبت مطالعتها للمنضمين الى البيعة المقدسة والذين يودون ان يتلقنوا اقوال العبادة الحسنة” والقديس ابيفانيوس يصفها بأنها “كتب مفيدة ونافعة” والقديس يوحنا الدمشقي يقول انها ” كتب تعليمية جيدة ومعزية”.

3)ان اشهر معلمي الكنيسة قد اعتمدوها، ويشيرون الى ذلك اما بعبارة قال الكتاب او بعبارة قال الكتاب المقدس. فاقليمس الاسكندري وكبريانوس واريجانس وامبروسيوس واوغسطينوس اقتبسوا اقوالا عديدة من سفر طوبيت واقليمس اسقف رومية وترتوليانوس وايرونيموس واوغسطينوس وغيرهم اقتبسوا من سفر يهوديت وايريناوس واقليمس …اقتبسوا من حكمة سليمان

والكنيسة الارثوذكسية مع جزيل احترامها لهذه الكتب التي لم تنظم في القانون لم تمنحها مرتبة الكتب القانونية لوضعها بينهما فرقاً ان الكتب القانونية ملهمة من الروح القدس بالتأكيد واما هذه الاسفار فهي كذيل لها وهي جيدة ومفيدة وشريفة.

قال العلامة متروفانيس كريتوبولس بطريرك الاسكندرية في القرن 17″هذه الكتب ليس لنا ان نعدها مما يجب نبذه وذلك لأنها تتضمن اموراً ادبية جديرة بكل ثناء ولكن لم يكن لها في كنيسة المسيح منزلة كتب قانونية ورسمية البتة كما يشهد الكثيرون ولاسيما القديس غريغوريوس اللاهوتي والقديس امفيلوخيوس والقديس يوحنا الدمشقي ملخص الآباء الأقدمين فلذلك لاتؤسس عقائدنا عليها فأساس العقائد انما هو الكتب القانونية الرسمية التي نعتبرها موحى بها من الله وكتباً مقدسة.(28)

وعلى هذا التعليم جرى الفريق الاشهر والأعظم من علماء الكنيسة الروسية ولاسيما العلامة فيلاريطوس مطران موسكو وخليفته العلامة مكاريوس، والارشمندريت انطونيوس رئيس اكاديمية كييف، ومن القائلين بذلك في الكنيسة اليونانية افجانيوس البلغاري والعلامة قسطنطين كوندغونيس وغيرهم من العلماء المتأخرين الذين قالوا ان في كتب العهد القديم كتباً قانونية اولية وهي الكتب الاثنان والعشرون وكتباً قانونية ثانوية وهي كتب التلاوة.

وقد انعقد في سنة 1672 مجمع مكاني في القسطنطينية قرر أن كتب التلاوة التي لم تنتظم في قانون عزرا هي كتب حسنة وجليلة. وان في بعض كتب التعليم الارثوذكسي عندما يرد في جدول واحد الكتب القانونية وكتب التلاوة انما هو موجه الى ان الكنيسة اعلنت ان الفائدة من مطالعة هذه الاسفار كلها جديرة بالمسيحيين ولم تنبذ كتب التلاوة كما نبذت كتب الابوكريفا.

الكتب المزورة  (الابوكريفا)

تُطلق سمة “الابوكريفا” على تلك الكتب التي ظهرت على الغالب في القرن2م

بعد رقاد الرسل وهذه الكتب نُسبت زوراً الى الرسل القديسين او الى تلاميذهم ولم تحص في قانون الكتاب المقدس ولا كانت بمثابة كتب التلاوة بل ان الكنيسة اعلنت انها في عداد الكتب المزورة ونبذتها وامرت المسيحيين ان لايطالعوها.

تتعدد مواضيع واشكال هذه الكتب فمنها ماله شكل الانجيل ومنها ماله هيئة اعمال رسولية ومنها بصورة رسائل اة كرازات او رؤى…

اما الباقي فقد كتبه مسيحيون  وضمنوه تعاليم تنطبق على مبادىء وتعاليم الكتب القانونية الواردة في العهد الجديد ولذلك اوردوا في مصنفاتهم عبارات وآيات من الهد الجديد بدون تحريف ولا تلاعب.والغرض من وضع هذه الكتب تكميل سيرة المخلص مجاراة لرغبة العامة في الوقوف على احوال وشؤون من حياة المخلص لم ترد في البشائر الاربع البتة او وردت موجزة كانحدار المخلص الى الجحيم مثلاً.

لابل جاء بعضها للبنيان الروحي كانجيل يوسف الذي تصدى لبيان علاقة يسوع المسيح بأبويه فأتى بصورة بديعة لصفات الحنو الوالدي ولاتمام واجبات طاعة الابن لأبويه لكن في تضاعيف هذا السفر سرد خرافات عديدة اوجبت نبذه.

ومما يجب معرفته انه كان للوثنيين واليهود قبل بزوغ نور المسيحية ميل شديد الى تصنيف كتب تنسب الى فلاسفة قدماء او الى كتاب مفوهين او الى مصادر الهية لتأييد بعض التعاليم الفلسفية او لنشر الحوادث التاريخية او لتحقيق النبوات.وقد انتشر بين اليهود القدماء كتب كثيرة من هذا النمط لم يبق منها الا القليل ذكر الآباء منها كتاب اخنوخ وكتاب التكوين الخفيف او الصغير وكتاب صعود موسى وكتاب عزرا الرابع وكتاب تاريخ اسنات ابنة فوطيفارع كاهن اون امرأة يوسف(تك45:41) وكتاب الدار وميداد(عدد11: 24-29)…على مثال هذه الكتب انتشرت الكتب الابوكريفا بين مسيحي القرن الثاني منسوبة في الغالب الى الرسل ومعظم هذه الكتب من صنع فرقتي المبتدعين الابيونية والغنوسطية. واما ماكتبه منها ابناء الايمان الصحيح فموضوعة لتأييد المسيحية وتمجيدها بشك نبوات او مؤلفات مختلفة.

وقد سهَّل انتشار هذه الكتب المختلفة عدم تقرر قانون العهد الجديد رسمياً وبانتشارها ازداد تحديد قانون الاسفار الصحيحة غموضاً فأوجب على علماء البيعة المقدسة ومعلميها شدة التدقيق في ابراز الحكم البات لتقريرها.

والاناجيل المزورة او الابو كريفا المعدودة  من وضع غير قويمي الايمان هي انجيل العبرانيين وانجيل بطرس وكرازة بطرس وانجيل المصريين وانجيل برثولماوس وانجيل متثيا وانجيل يهوذا الاسخريوطي وانجيل فيليبس وانجيل الكمال وانجيل حوا وانجيل الحقيقة وانجيل مرقيون وانجيل برنابا(29)

واشهر الاناجيل المعدودة هي من صنع مسيحيين صحيحي الايمان انشأوها اكمالاً لسيرة المخلص ونسبوها الى رجال ملهمين هي انجيل يعقوب اخي الرب وتاريخ يوسف النجار وانجيل طفولية او حداثة يسوع وانجيل توما وهذه كلها متضمنة حوادث المخلص في بدء حياته. واما الاناجيل المتضمنة احاديث عن اواخر حياته على الارض فمنها انجيل نيقوديموس ورسالتان ارسلهما بيلاطس الى طيباريوس وكتاب موت بيلاطوس ورسالة تعزى الى حاكم يدعى لندولوس ساس اليهودية قبل بيلاطس.

اما الكتب المزورة الواردة عن اعمال الرسل فهي الكتاب المدعو اعمال بولس وتقلا والكتب المدعوة اعمال اندراوس الرسول واعمال برنابا واعمال توما واعمال بطرس وبولس وما اشبهها.

والكنيسة المقدسة حتمت بنبذ الاناجيل الابوكريفا التي اوردناها والحقت بها اسفار الاعمال الابوكريفا الاخرى على رغم احتوائها حوادث كثيرة واخبارا مهمة تثق الكنيسة بها في تقليدها وطقوسها كالاخبار عن طفولية المخلص وعن انحداره الى الجحيم فعلينا ان ننزل هذه الحوادث بمثابة دررتاريخية حقيقية في بحر انباء خرافية موجودة في هذه الاسفار المنبوذة.

الخاتمة

من المعلوم ان الكنيسة المقدسة هي عمود الحق وقاعدته وجسد المسيح المملوء نعمة وحقاً حددت لنا الكتب القانونية ونبذت سواها  لأنها وجدتها غير متضمنة ماينطبق على مقصد الكتاب المقدس والاعلان الالهي انطباقاً محكماً فليس لنا الا القبول بتحديدها فان سلطانها الهي اخذته من المخلص الذي وعدها ان يرسل لها الروح القدس معزياً ومرشداً اياها الى كل حق فضلاً عن وعده لها بأنه معها الى انقضاء الدهر لصيانتها من الضلال والغواية في نعليم كلمة الحق والهداية الى مروج الخلاص وهذا السلطان يعادل سلطان الكتاب المقدس الذي امر قائلاً قل للكنيسة ومن لايسمع من الكنيسة فليكن عندك كوثني وعشار…

 

 

 


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *