كنيسة القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في ازرع سورية

كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في ..ازرع ..سورية…

كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في ..ازرع ..سورية…

كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في ..ازرع ..سورية…

 مدخل

يطلق عليها “ألف باء الفن المعماري، تعتد بها مراجع الهندسة المعمارية في العالم، “استشهد” فيها القديس جاورجيوس “” Saint George سنة 303 م وبقي جثمانه فيها حتى سنة 1187، ولا تزال تحتضن بعضا من ذخائره، تبرّع بقبتها “الحالية” القيصر الروسي نيكولاي الثاني عام 1911.

كنيسة القديس جاورجيوس “الخضر” في مدينة إزرع جنوبي سورية، واحدة من أقدم كنائس العالم، وبحسب نقش على أحد حجارتها فقد بناها يوحنا بن ذيوموس أحد وجهاء إزرع سنة 515 ميلادية، وذلك مكان هيكل وثني كان مكرساً للآلهة “ثياندريت”، يعود تاريخ إنشائه إلى ما قبل الميلاد.

كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع

إزرع احتضنت تلامذة المسيح

إزرع مدينة كنعانية شهيرة ورد ذكرها في رسائل (تل العمارنة) وفي النقوش اليونانية، ومنذ القرن الأول المسيحي انتشرت فيها  المسيحية فبنى المسيحيون فيها عدداً من الكنائس التي لا يزال بعضها قائما حتى اليوم.

تقع مدينة إزرع شمال شرق مدينة درعا بمسافة 31 كم وهي مركز منطقة وفيها أسواق تجارية ومحطة قطار للسكك الحديدية الحجازية وهي بوابة اللجاة ومفتاحها، و فيها الكثير من الأوابد الأثرية القائمة كالقصور والمساكن والمساجد والكنائس.

كانت إزرع ذات شأن عظيم عبر التاريخ، فكانت عاصمة مملكة باشان (حوران) على زمن الملك عوج بن نون 870 قبل الميلاد، وكانت مدينة مسورة بسور عظيم ويتبع لها ستون بلدة ومزرعة وهذا ماذكر في التوراة بسفر التثنية واحد واثنين وثلاثة.

غزا هيرودس إزرع عام 14 قبل الميلاد ودمر أجزاء منها وارتكب مجازر وحشية بحق سكانها.

لإزرع أهمية دينية كبيرة فقد زارها وبشر فيها بالمسيحية “الأولى” إثنان من تلامذة السيد المسيح السبعين وهما (القديس يعقوب والقديس برثلماوس) وهذا مذكور في كتاب التذكار الجامع للقديسين الرسل السبعين.

كنيسة القديس جاورجيوس الخضر بمدينة إزرع جنوب سوريا - سبوتنيك عربي
كنيسة القديس جاورجيوس “الخضر” بمدينة إزرع جنوب سورية

وبحسب مراجع تاريخية فقد لجأ اليها القديس بولس الرسول بعد هروبه من دمشق وتسقف (ايفوردينوس) على إزرع وهو أحد رفقاء بولس الرسول وقد ازدهرت البلدة في العهد الروماني بعد ان أصبحت المسيحية دينا رسميا للدولة الرومانية، وأقيمت فيها الكنائس والأديرة مثل دير مار يوحنا وكنيسة سيرجيوس وكنيسة الناقوس ودير مار سمعان وكنيسة القديس جورجيوس النادرة وكنيسة مار الياس وغيرها، كما أن اسقف إزرع نونوس ترأس مجمع خلقدونية 451 ميلادية.

تعرضت البلدة للكثير من الحروب والغزوات حيث هاجمها ريتشارد قلب الأسد 1187 وسبقه الإمبراطور بالدوين 1142 وكذالك دخلها المغول بقيادة كيتا ومن ثم زارها الضاهر بيبرس ودخلها المماليك والعثمانيون وتعرضت البلدة للتخريب 1840 أيام إبراهيم باشا الذي قصفها بالمدفعية ومن ثم أصبحت مركزا للفرنسيين زمن الاستعمار الفرنسي، وجرت فيها معركة كبيرة بين الإنكليز والفرنسيين الموالين لحكومة فيشي 1941.

صورة نادرة للبطريرك غريغورس الرابع حداد ومعه ممثل الكنيسة الروسية وممثل القيصر نيقولا الثاني داخل الهيكل في كنيسة القديس جوارجيوس في إزرع عام 1911، يوم تدشين القبة والترميم وهذة الصورة اخذها المصور والمؤرخ الفرنسي بونفيس © Photo / The Basilica of St. George in Izra
صورة نادرة للبطريرك غريغورس الرابع حداد ومعه ممثل الكنيسة الروسية وممثل القيصر نيقولا الثاني داخل الهيكل في كنيسة القديس جوارجيوس في إزرع عام 1911، يوم تدشين القبة والترميم وهذة الصورة اخذها المصور والمؤرخ الفرنسي بونفيس
© Photo / The Basilica of St. George in Izra

تكتسب كنيسة القديس جاورجيوس أهمية أثرية كبيرة لكونها بقيت على وضعها الذي بنيت عليه حتى يومنا هذا، خلال حملة ابراهيم باشا عام 1840 وقصفه لبلدة إزرع بالمدفعية تضررت القبة الحجرية جزئياً، وفي عام 1893 ضرب المنطقة زلزال عنيف، فتهدمت القبة الأصلية القديمة، وظلت كذلك حتى تم ترميمها مطلع القرن الماضي، وقد تبرع القيصر الروسي نيكولاي الثاني بقبتها الخشبية الجديدة وذلك في عهد البطريرك غريغوريوس حداد الذي دشنها بنفسه سنة 1911، بحضور ممثل عن الكنيسة الروسية وممثل عن قيصر روسيا وممثلين عن السلطنة العثمانية وبحضور رجال دين وحشود كبيرة من أهالي حوران، وقد حافظت الكنيسة على رونقها حتى اليوم، ولا تزال القداديس والاحتفالات الدينية تقام فيها، وهي تحظى بمكانة خاصة عند كل طوائف الديانتين المسيحية والإسلامية في سورية، نظرا لمكانة القديس جوارجيوس “الخضر” عند هذه الطوائف.

كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع
كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع
كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع
كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع

كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في ..ازرع ..سورية…

ومعجزة حدثت عام 1973 م ..

وقد أنشئت في موقع معبد وثني قديم، وكان بناؤها وفقاً لتقويم بصرى في أواخر عام 515 وبداية عام 165 م، وقد عاصرت مجموعة من أشهر الكنائس في ذلك الوقت ككنيسة سرجيوس وباخوس في بصرى (512م)، وكنيسة سانت ڤيتال في إيطاليا (547م) وكنيسة آجيا  صوفيا في إلقسطنطينية (532- 537م).
يوجد ثلاث بوابات للكنيسة حيث تتطابق البوابتان الجنوبية والشمالية في الشكل والمضمون، أما الغربية فهي البوابة الرئيسية والأفخـم؛ لأنها تتألـف من باب كبير يعلـوه سـاكف حجري جميل يحمل كتابة يونانية مسيحية تقول:
“إن ملتقى الأبالسة أصبح الآن منزلاً للرب السيد، إن نور الخلاص يملأ هذا المكان الذي كانت تغطيه من قبل الظلمات، فاحتفالات الكنيسة حلت محل الطقوس الوثنية، والمكان الذي كان مركزاً لخلاعة الآلهة تصدح منه اليوم تسابيح الرب. إن رجلاً محباً للمسيح الشريف جان بن ديوميدس هو الذي بنى من ماله الخاص هذه الكنيسة الجميلة، ووضع فيها ذخيرة الشهيد جورجيوس، بعد أن ظهر له القديس المذكور، ليس في المنام؛ بل في اليقظة عام 410م بحسب تقويم بصرى”….
وتحتوي الكنيسة كتابات ، منها: كتابة يونانية مسيحية على مذبح صغير تقول: صنعه كاسيانوس، وكتابة أخرى على حجر في رواق خارجي يحيط بالقبة. كما أنه تم العثور على قطعة أثرية من البرونز في إحدى آبار كنيسة القديس جورجيوس عام 1903م كانت تستخدم لختم القرابين، ويشبه الطرف الأعلى منها قرن الكبش، وفي طرفها الأسفل يوجد نقش ذو شكل مستطيل فيه كتابة يونانية تقول: “إله واحد”.
احتلت الكنيسة في العصر  الرومي كرسياً أسقفياً مهماً، ومن أشهر أسـاقفتها:
نونوس المكافئ، فاروس ثيودوروس.
وللكنيسة أهمية دينية كبيرة لدى سكان حوران على مر العصور، ان القديس جاورجيوس هو راعي المدينة وكنيستها وحاميها من الكوارث الطبيعية والبشرية؛ فلا زلازل ولا أمطار ولا حروب تؤثر فيها بوجوده، وهو السبب الرئيسي في بقائها سليمة إلى هذا اليوم على الرغم من مرور أكثر من ألف وخمسمئة سنة على بنائها.
وقدروى لنا الكثير من أهالي المدينة أن هذا المكان مقدس لوجود كنيسة  القديس جاورجيوس منها: حادثة الطيار السوري، ففي العام 1973 وأثناء خوض بلدنا الحبيب لحرب التحرير في تشرين الأول فقد أصيبت طائرة أحد طيارينا الحربية وكاد يحترق بها لكنه تمكن من القفز ورأى للحظات هيئة ملائكية تحمله بهدوء وتنزله للكنيسة وتبعد الطائرة عن هذا المكان شمالاً حيث يتجمع عدد كبير من الإخوة المواطنين حول الكنيسة ولو أن الطائرة سقطت على الكنيسة لكانت مجزرة مروعة قد حصلت لا قدر الله.

وانفجرت الطائرة شمال الكنيسة بحوالي 500 متر بينما سقط الطيار بسلام وهذه إحدى الحوادث الموثوقة التي يتداولها أهالي المدينة حول الصفات العجائبية لكنيسة القديس جاورجيوس .

كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع
كنيسة القديس جاورجيوس في ازرع

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *