كنيسة ام الزنار

كنيسة ام الزنار في حمص كانت كنيسة للروم الارثوذكس ، فكيف سُلبت ؟ وإعطيت للسريان …

كنيسة ام الزنار في حمص كانت كنيسة للروم الارثوذكس ، فكيف سُلبت ؟ وإعطيت للسريان …

يقول المؤرخ قسطنطين ابن الخوري داود الحمصي ..

كتاب “تواريخ حمص داخلًا وخارجًا” المخطوط وهو من موجودات مطرانية حمص للروم الارثوذكس

المؤرخ قسطنطين ابن الخوري داود

ص 2 , ص 4 , ص 103 بند 83

أنه لما حضر الملك ” الظاهر بيبرس ” لهذه البلاد “سوريا” عام 1273 للميلاد وخرب كنائس المشرق فخرب من كنيسة الاربعين شهيداً “مطرانية الروم حاليا” جانب من جهة الغرب وكان عند الملك الظاهر بيبرس “كاتب سرياني” فالتمسوا الروم من الكاتب السرياني أن يستعطف خاطر الملك بابقاء ماتبقى من كنيسة الأربعين شهيد .
فأجابهم الكاتب السرياني قائلاً : ” اذا تم ذلك تجعلون موضعاً لجماعة السريان بجانب الكنيسة يصلون فيه “
وافق الروم وتوسل الكاتب السرياني للملك الظاهر بيبرس وقبل منه ذلك .
قام الروم ببناء حائط من جهة الغرب وجعلوا فيه الابواب وقد بنوا الحائط بدون اساس لانهم بنوه من دون فرمان  سلطاني حتى القرن السابع عشر ميلادي عندما دثر الحائط المذكور واجتمع الروم كبارًا وصغارًا في السر من دون علم الحكومة لتوفير تكاليف الفرمان فهدموا الحائط المذكور وأعادوا بناؤه في خلال ثلاثة ليال ووضعوا له أساسات .
ويكمل المؤرخ قائلاً ” ثم ان السريان كانوا يصلون بجانب شاغورة العماد في كنيسة الأربعين شهيداً فقد عملوا لهم حيطان من دف ونظراً لصلاتهم ذات الغوغة والغير منظمة والضوضاء التي كانوا يفتعلونها اثناء صلاة الروم متقصدين لازعاج ومحاولة طرد الروم من كنيستهم ….
فلم يستطيع الروم احتمال ذلك الامر فهم اصحاب طقوس رومية ذات ترتيب ولحن موسيقي رومي منظم ، فلذلك اخرجوا السريان من الكنيسة وأعطوهم كنيسة صغيرة قديمة على اسم السيدة ام الزنار والدة الاله …. والاربعة هياكل في كنيسة الاربعين شهيداً شاهدة على ذلك ” .
انتهى الاقتباس من المخطوط اعلاه.

نوضح بدورنا

١- في القرن الخامس المسيحي نشأت الهرطقة  اليعقوبية وفي اوئل القرن السادس المسيحي بعد انشقاقهم عن كنيسة انطا تأسست كنيسة السريان اليعاقبة من هرطقة بعيدة كُلَ البعد عن الأرثوذكسية والطريق المستقيم الذي وضعهُ الاباء الاوائل ، ومؤسس كنيسة السريان هو يعقوب البرادعي بدعم من زعيم القبائل العربية “الحارث” .
٢- اخذ الانشقاق الكنسي للسريان اصحاب الهرطقة اليعقوبية “الطبيعة الواحدة” منحى قومي وسياسي .
٣- في القرن السادس المسيحي تحالف السريان مع العرب وساعدوهم على فتح سورية والمشرق على أمل انشاء دولة للسريان بدعم عربي، وللتهرب من دفع الجزية فناصروهم في فتح دمشق الباب الشرقي بيد خالد بن الوليد بخيانة الراهب السرياني يونان خادم الرعية السريانية ونكاية بمساعي سرجون الوجيه الدمشقي مع ابي عبيدة لتسليم دمشق صلحاً ودفع الجزية وبقاء الكنائس في حين ان القسم الشرقي من دمشق المفتوح حربا استشهاد 40 الف مسيحي دمشقي رومي وتحويل كل الكنائس الى مساجدوان اوفى خالد بوعده للراهب بحماية رعيته السريانية وبقائها سالمة وعددها 70 فردا فقط، كما ناصروهم في معركة اليرموك بانحياز البطريق الرومي الغساني السرياني المذهب جبلة بن الايهم  الى جانب المسلمين وانتصر خالد في معركة اليرموك.
٤- قاوم الروم الغزوات العربية بينما نال السريان الهراطقة ارتياحًا كبيرًا، في الوقت الذي لم تنفع به صرخات نساء الروم وأطفالهم الذين تعرضوا للقتل والسبي في دمشق واللاذقية وطرابلس وباقي مدن المشرق بعد مقتل الكثير من رجال الروم على يد العرب والسريان، وكان المسلمون قد كافأوا السريان بانتزاع كاتدرائية دمشق الرومية كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان من ايدي الروم وسلموها مؤقتاً بدليل ان بطريرك السريان عاقب الشاعر الاخطل السرياني بسجنه في الكاتدرائية ثم حولها الوليد السنة 705 م الى الجامع الاموي .

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *