لوحة المخلوق المخنث هيرمافروديتوس والفلسفة الأفلاطونية

لوحة المخلوق المخنث هيرمافروديتوس والفلسفة الأفلاطونية

لوحة المخلوق المخنث هيرمافروديتوس والفلسفة الأفلاطونية

لوحة المخلوق المخنث هيرمافروديتوس والفلسفة الأفلاطونية

هذه الوحة من فسيفساء أفاميا المفقودة،

وأفاميا كما هو معروف كانت عاصمة الافلاطونية المحدثة في القرنين الثالث والرابع الميلاديين.
وهي لوحة تمثل أسطورة إنجاب إلهة الجمال أفروديت التي تبدو في يسار اللوحة ملكة متوجة من زوجها هيرمس، لهذا الكائن الخنثى الذي/ التي يقف/ تقف عارياً/ عارية في يمين اللوحة فهو ابن الالهين المسمى هيرمافروديتوس (Hermaphroditus). وبحسب الميثولوجيا اليونانية وفقا لأوفيد، فقد كان ابن أفروديت وهيرميس فتى غاية في الوسامة فأحبته إحدى الحوريات وتوسلت للآلهة بأن يتحد معها للأبد، فاستجاب الاله زيوس لتوسلاتها ودمج بينهما فكان هذا الكائن الذي يجمع في جسده صفات الانوثة والذكورة في آن معاً، وأخذ اسمه من والديه معاً أفروديت وهيرميس.
ويعد هذا الموضوع تجسيد حي يوضح فهم أفلاطون للحب والذكورة والأنوثة، والذي عرضه في كتابه الوليمة.
فقد كان أفلاطون يقول إن طبيعة الإنسان قديمأ لم تكن كما هي عليه اليوم، ففي البدء كان هناك ثلاثة أجناس وليس جنسين: ذكر وأنثى وجنس ثالث مكون من الاثنين معاً. وليس لهذا الجنس الثالث أثر الآن غير اسمه: (Hermaphroditus) أي خنثى .
وكانت تلك الكائنات قوية فاعتراها الغرور وحاولت أن تنافس الآلهة. فغضب زيوس وتفكر طويلاً وقرر أن ينقذ الجنس البشري من الفناء، وفي الوقت ذاته، يضع حداً لهذه الكائنات، فشطر زيوس كل مخلوق إلى شطرين متساويين، وأمر أبولو بأن يدير الوجه ونصف الرقبة إلى ناحية الجانب الأخر المشطور حتى ترى الضحية علامات الشطر ماثلة أمامها فتخضع للآلهة ولا تعود إلى سيرتها القديمة. كما أمر أبولو بمعالجة الجروح، وإزالة جميع آثار الفصل، وترك بعض التجاعيد على البطن حتى يتذكر لإنسان ما كان عليه وما حدث له فيتعظ . وبعد أن تم ذلك، أخذ كل شطر يبحث عن شطره الآخر، فإذا التقيا تعانقا وكأنهما يريدان أن يعودا كائناً واحداً، ويبقيا متعانقين حتى الموت.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *