لوزان واتفاقية تبادل السكان بين اليونان وتركيا العام 1923
اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركيا 1923
هي الاتفاقية الموقعة في لوزان / سويسرا، في 30 كانون الثاني عام 1923، من قبل حكومتي اليونان وتركيا. شملت ما لا يقل عن 1.6 مليون شخصًا (1,221,489 أرثوذكسيًا يونانيًا من آسيا الصغرى (الأناضول)، وتراقيا الشرقية، وجبال بونتيك، والقوقازيقابلهم بين 355,000-400,000 تركيا مسلماً من سكان اليونان)،
هذا التبادل لسكان معظمهم أُجبروا على اللجوء قسريًا ونزعت جنسيات أوطانهم عنهم بحكم القانون.
جاء الطلب الأولي لتبادل السكان من رئيس الوزراء اليوناني الففيثيريوس فينزيلوس، وهي خطة فكر بها في وقت سابق، حتى قبل الحرب العالمية الأولى، لحل الخلافات بين البلدين. في رسالة قدمها إلى عصبة الأمم في 16 أكتوبر عام 1922، اقترح فينيزيلوس «التبادل الإلزامي للسكان اليونانيين والأتراك»، وطلب من فريتيوف نانسين اتخاذ الترتيبات اللازمة. رأت الدولة الجديدة في تركيا أيضًا التبادل السكاني وسيلةً لإضفاء الطابع الرسمي على هروب الشعوب الأرثوذكسية اليونانية الأصلية وجعله نهائيًا بعد الابادة الجماعية التي ارتكبوها ضدهم (1914-1922)، في أثناء البدء بهجرة جماعية جديدة لعدد أقل (400,000) من المسلمين من اليونان كطريقة لتزويد قرى تركيا الأرثوذكسية اليونانية التي أصبحت خاوية بمستوطنين جدد؛ في الوقت نفسه، اعتبرت اليونان أنها وسيلة لتعطي اللاجئين الأرثوذكس اليونانيين من تركيا الذين لا ممتلكات لهم أراضي المسلمين مطرح المبادلة.
وعلى الجهة الأخرى شمل معظم المسلمين الأصليين في اليونان،بمافيهم الناطقين باليونانية، مثل أتراك كريت. كانوا جميعهم مواطنين في بلدانهم، ومعظمهم من الشعوب الأصلية للدولة التي تسعى إلى طردهم، ولم يكن لأي منهم تمثيل في الدولة التي تدعي التحدث باسمهم في اتفاقية التبادل.

كما يبدو ساخرًا ، فإن الاتفاقية تقدم أيضًا مزايا إستراتيجية ، خاصة لليونان المنكوبة
جزيرة قبرص المتوسطية ليست مدرجة في قرار الفصل بين السكان
معاهدة 1923 في لوزان وتبادل السكان بين اليونان وتركيا

الابادة والارقام
بحلول نهاية عام 1922، كانت الغالبية العظمى من سكان آسيا الصغرى اليونانيين قد فرّوا من الدولة التركية الجديدة بسبب الإبادة الجماعية اليونانية (1914-1922) التي تعرضوا لها، بالإضافة إلى الهزيمة اللاحقة للجيش اليوناني في الحرب اليونانية التركية (1919-1922). التي فيها ابيد الجيش اليوناني برمته بعد انسحاب الايطاليين والانكليز و تسليم القوات الايطالية مدفعيتها وسلاحها الثقيل للجيش التركي فلم يقو الجيش اليوناني وحده على الصمود وابيد كله والبالغ عديده مائة الف جندي لتركه وحيدا…بعد ان كان مدفوعا منهم للدخول بالمعارك وموعودا بالجنود والعدد…
وفقًا لبعض الحسابات، وصل نحو 900,000 يوناني إلى اليونان خلال خريف عام 1922. وفقًا لفريتيوف نانسين، وقبل المرحلة النهائية، كان ثلث اللاجئين اليونانيين في عام 1922 البالغ عددهم 900,000 قادمين من تراقيا الشرقية، بينما كان الثلثان الآخران من آسيا الصغرى.
ذكر الإحصاء الرسمي العثماني للسكان لعام 1914 أن هناك 13.4 مليون مسلم، و 1.2 مليون أرمني، و 1.8 مليون يوناني (دون إحصاء 600,000 مسيحي آشوري، نصفهم في تركيا الحالية)، وسجلوا بعدد أقل من 1,200,000 مسيحي (2.1 مليون يوناني، و 1.9 مليون أرمني، و 0.4 مليون أشوري)، ليكون العدد الكلي 4.4 مليون. كان التقييم العثماني لعدد السكان المسيحيين البالغ 3 ملايين نسمة ضمن الحدود الحالية لتركيا.
في الواقع كان هناك 4.4 مليون مسيحي من إجمالي 17.5 مليون. إذ كان تعداد المسيحين في الواقع يبلغ نحو 25% من السكان في عام 1912، لا 18.9% وفقًا للإحصاء. كان تعداد السكان في بلدان المشرق والعراق الناطقة بالعربية الخاضعة للحكم العثماني نحو 7.5 مليون شخصًا، منهم 1.6 مليون مسيحي، ما جعل العدد الإجمالي للمسيحيين في الإمبراطورية أقل بقليل من 6 ملايين أو أقل بقليل من 24%.
قد يصل تقدير اليونانيين الذين عاشوا في الحدود الحالية لتركيا في عام 1914 إلى 2.130 مليون، وهو رقم أعلى من 1.8 مليون يوناني في الإحصاء العثماني لعام 1910 الذي شمل تراقيا الغربية، ومقدونيا، وإيبروس، بناءً على عدد اليونانيين الذين غادروا إلى اليونان قبيل الحرب العالمية الأولى، والذي كان 1.3 مليون شخصًا وصلوا عبر التبادل السكاني عام 1923، وقُتل ما يقدر بـ300-900,000. يشير العدد المنقح إلى 620,000 في تراقيا الشرقية بما في ذلك القسطنطينية (260,000، ما يعادل 30% من سكان المدينة)، و 550,000 من يونان البنطس، و 900,000 من يونان الأناضول، و 60,000 من يونان كبادوكيا. وبلغ عدد الوافدين إلى اليونان من التبادل 1,310,000: 260,000 من تراقيا الشرقية (100,000 غادروا بالفعل بين 1912-1914 بعد حروب البلقان)، و 20,000 من الشاطئ الجنوبي لبحر مرمرة، و 650,000 من الأناضول، و 60,000 من كبادوكيا، و 280,000 من يونان البنطس، و 40,000 غادروا القسطنطينية (سُمح لليونانيين هناك بالبقاء، ولكن الذين فروا خلال الحرب لم يُسمح لهم بالعودة).
بالإضافة إلى 50,000 يوناني جاؤوا من القوقاز، و 50,000 من بلغاريا، و 12,000 من القرم، أي ما يقرب من 1,42 مليون من جميع المناطق. بقي 340,000 يوناني فقط في تركيا، 220,000 منهم كانوا في إسطنبول في عام 1924.
إن الرقم الأكثر شيوعًا لليونانيين العثمانيين الذين قتلوا منذ عام 1914 وحتى عام 1923 يتراوح بين 300,000 و 900,000. طيلة الفترة ما بين 1914 و 1922 ولكل أنحاء الأناضول، تتراوح التقديرات الأكاديمية لعدد القتلى بين 289,000 و 750,000. اقترح العالم السياسي آدم جونز الرقم 750,000 قتيل.
جمع الباحث رودولف روميل أرقامًا مختلفة من عدة دراسات لتقدير الحدود الدنيا والعليا لعدد القتلى بين عامي 1914 و 1923. تُقدر إبادة 384,000 يوناني منذ عام 1914 وحتى عام 1918، و 264,000 منذ عام 1920 وحتى عام 1922ليصل العدد الإجمالي إلى 648,000.
روميل آر. جاي. «إحصائيات الإبادة الجماعية في تركيا، تقديرات وحسابات ومصادر». جامعة هاواي. أعيد البحث 15 نيسان 2015. الجدول 5.1 ب. هينتون، ألكسندر لابان؛ بوانت، توماس لا؛ إرفين إريكسون، دوغلاس (2013). الإبادة الجماعية الخفية: السلطة والمعرفة والذاكرة. مطبعة جامعة روتجرز. ص. 180. رقم الكتاب المعياري الدولي 9780813561646. «قدّر الخبير الأول في إحصاءات الإبادة الجماعية، رودولف روميل، أنه في الفترة بين عامي 1914 و1918، أباد العثمانيون ما يصل إلى 384,000 من اليونانيين، بينما في الفترة بين عامي 1920 و 1922، قُتل 264,000 يوناني على يد القوميين».
كتب المؤرخ قسطنطين جي هاتزيديميتريو أن «فقدان الأرواح بين اليونانيين من الأناضول خلال فترة الحرب العالمية الأولى وحصيلتها بلغ تقريبًا 735,370 ». ربما كان عدد سكان اليونانيين قبل الحرب أقرب إلى 2.4 مليون. تتراوح أعداد الأرمن الذين قُتلوا بين 300,000 و 1.5 مليون شخص. أشارت الإحصائيات العثمانية الرسمية التي جمعت للفترة ما بين 1915 و 1917-1918 إلى 800,000 قتيل. قُدّر عدد السريان والآشوريين بـ275-300,000.
بحلول عام 1924، انخفض عدد السكان المسيحيين في تركيا من 4.4 مليون في عام 1912 إلى 700,000 (قُتل 50% من المسيحيين الموجودين قبل الحرب)، و 350,000 أرمني، و 50,000 من السريان والأشوريين، والباقي من اليونانيين، 70% منهم في القسطنطينية؛ بحلول عام 1927، انخفض عدد المسيحيين إلى 350,000، معظمهم في اسطنبول.
في العصر الحديث، انخفضت نسبة المسيحيين في تركيا من 20-25% في عام 1914 إلى 3-5.5% في عام 1927، ثم إلى 0.3-0.4% اليوم. كان هذا بسبب الأحداث التي أثرت بشكل كبير في بنية المجتمع الديمغرافية، مثل الحرب العالمية الأولى، والإبادة الجماعية للسريان، والآشوريين، واليونانيين، والأرمن، والكلدان، واتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركيا عام 1923.
حاليا وفق ااحصاء رسمي للدولة التركية تم في عام 2015 يتراوح ما بين 0.6%-0.9% من اجمالي عدد سكان تركيا.

ملاحظة خاصة بأبناء الكرسي الانطاكي في آسيا الصغرى
لم يكن هذا التبادل السكاني الإلزامي الكبير، أو الطرد المتبادل المتفق عليه، قائمًا على اللغة أو الإثنية، بل على الهوية الدينية، وشمل تقريبًا جميع المواطنين المسيحيين الأرثوذكس الأصليين في تركيا التابعين في ثلاث ابرشيات للكرسي الانطاكي المقدس (الملة الأنطاكية الرومية الارثوذكسية المتجذرة)، وكان منهم المواطنون الأرثوذكس العقيدة الناطقون بالتركية وجنسيتهم اتراكاً كما الناطقون بالعربية في كيليكيا ولواء الاسكندرون وتحديدا في مرسين وطرسوس و… من التابعين لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس الذين تعرضوا للمضايقات الهائلة ليرحلوا ويتركوا بيوتهم واملاكهم الزراعية والصناعية والتدريسية والتجارية واستنجدوا مرارا (وفق الوثائق البطريركية المحفوظة في بطريركية انطاكية بدمشق) بالبطريرك غريغوريوس حداد بعرائضهم المتكررة راجينه السعي لدى الحلفاء وبالتحديد لدى حكام البلاد الفرنسيين للبقاء في اراضيهم وممتلكاتهم كونهم ليسوا يوناناً بل سوريين ارثوذكسيين غير خاضعين لصفقة المبادلة لغتهم العربية اضافة الى التركية ابناء المنطقة ولهم ارزاقهم المسجلة لدى الدوائر المختصة من امد طويل، ومايجمعهم باليونانيين مطرح المبادلة هو وحدة العقيدة الارثوذكسية ولغة الكنيسة. وكم وجه غبطته رحمه الله كتبا الى المفوضية الفرنسية وتابع القضية موفدون رسميون لدى المفوض السامي الفرنسي اضافة الى متابعات مستمرة من مطرانية بيروت وفي مقدمهم اسقف بيروت ايليا الصليبي لاستثناء رعية انطاكية وكان منهم على سبيل المثال اعيان مرسين من ال سرسق… والعديد من العائلات الدمشقية واللاذقية واللبنانية،
وكانت النتيجة المتكررة هي التسويف والمماطلة والوعود وعدم الايجاب من الجانب التركي بالرغم من عدم النص في الاتفاقية على ان هؤلاء كاليونانيين وفي النهاية تم الابعاد وبقيت قلة تحمل اساسا الجنسية التركية في بلداتها وصودرت املاكهم وبالرغم من كثافة المناشدات والعرائض لعصبة الامم لم تعوض تركيا الكمالية عليهم عن املاكهم وارزاقهم المصادرة، وزادت السلطات التركية بعدم منح رجال الاكليروس الانطاكي المرسلين من دار البطريركية بدمشق لخدمتهم روحيا باقامات دائمة للخدمة هناك، وعلى البطريركية استبدالهم في المدد المحددة وكم بقيت الرعايا هناك بدون كهنة حيث بالأساس كان كهنتهم الاصل قد توفوا او ابعدوا مع رعاياهم…! هكذا كان الواقع على صعيد بطريركية انطاكية وابرشياتها الشهيدة كيليكيا وديار بكر وارضروم طيلة العقود اللاحقة لعام 1923 وليكون الوطن البديل للمبعدين هو دمشق وبيروت واللاذقية وحلب والمانيا ودول الاغتراب الاميركي ، لتلحق بهم قضية لواء الاسكندرون عامي 1838 و1839 وليطبق عليهم ايضا ماطبق على ابناء الابرشيات الانطاكية الثلاث الشهيدة كيليكيا وديار بكر وارضروم.
وغني عن الذكر ماقام به بعض الوافدين الاتراك الذين احّلّتّهم سلطاتهم في عقارات اليونانيين والانطاكيين المبعدين كما حصل مثلاً في مقبرة مرسين الارثوذكسية التابعة لكنيسة رؤساء الملائكة الانطاكية الارثوذكسية التي وضع اليد عليها احد الوافدين من جزيرة كريت اليونانية واضطر مجلس الكنيسة صاغرا ابقاءه في ارض المقبرة وبيت الناطور ليكون ناطورااً للمقبرة فقام بفك شواهد القبور الحجرية وبيعها وبتجريف تربة المقبرة وزراعتها… ولم تستجب ولاية مرسين لمناشدات مجلس الرعية بوقف الضرر على هذا الوقف…!

مصادر البحث