ليلة سقوط عاصمة الروم “القسطنطينية ” وكنيسة “ايا صوفيا” ..
يروي المؤرخ ” ليوناردو دي خيوس Leonard of Chios “
وهو عاصر أحداث سقوط “القسطنطينية” من جزيرة خيوس اليونانية ….
وكتب عن ليلة سقوط “القسطنطينية” “29 ايار 1453م” قائلا : ما كادت الشمس تنهي نصف مسيرتها حتى كان الوثنيون “الأتراك المسلمين” قد احتلوا المدينة وبعد ان اخذوا الكثير من الغنائم واغتصبت النساء وفضت بكارة الفتيات الصغيرات وانتهكت حرمة الصبيان الصغار باللواط المخزي ودُنست الراهبات وخادماتهن بالدعارة .. لقد طُرحت ايقونات أبن الله ووالدته وقديسيهِ أرضاً وفوقها عربدوا وقاموا بأعمال الدعارة …
ويكمل قائلا : ثم اخذوا الرب المصلوب ونقلوه وجازوا به الى مخيمهم تسبقهم الطبول استهزاء به وصلبوه مجددا خلال التطواف بأن بصقوا عليه وجدفوا وألبسوه قبعتهم التركية المشهورة المسماة : زركولا وهم يصرخون ساخرين : “هذا هو اله المسيحيين ” …
فتش الأتراك على جثة الإمبراطور فلم يجدوها وبعضهم ادعى بانه قُتل وعرفوه من رمزه الإمبراطوري وافتخروا بأنهم قتلوه ثم جاؤوا برأسه الذي قطعوه ورفعوه بأمر السلطان على عمود اوغسطينوس الى المساء ودُفنت الجثة باحترام ، لكن الحقيقة هي ان لا احد وجد الجثة حتى اليوم ..
وهنا بدأت القصة
قصة “الإمبراطور المتمرمر” اي الذي حول الى مرمر μαρμαρωμενος βασιλιάς
تقول القصة
بان الإمبراطور “قسطنطين الحادي عشر باليولوغوس” لم يمت بل تحول الى مرمر , اذ اخذه ملاك الرب واخفاه في كهف قرب البوابة الذهبية “على مثال فتية افسس السبعة الذين ناموا في الكهف..ثم أقامهم ملاك الرب بعد عدة مئات من السنين” وهو ينتظر اليوم الذي سيوقظه الملاك فيه ليقوم ويطرد الأتراك ويرجعهم الى موطنهم الأصلي : Η κόκκινη μίλια اي شجرة التفاح الحمراء I kokkini milia في آسية الوسطى ..
والقديس كوزما الايتولي يقول في نبؤته: “ان الشجرة الحمراء هي في الشرق اي ربما تركستان وربما تكون كما قال أيضاً : المسجد ذو القبة الحمراء وهو موجود في مكة ” …
السلب كان ما زال مستمرا بعد احتلال المدينة “القسطنطينية” والشوارع خالية، وامر السلطان بإقامة وليمة بالقرب من القصر الإمبراطوري في هذه الأثناء .. و قد فر كثير من علماء الروم الى الغرب على ظهر السفن التركية الخالية منهم فهم منشغلون فقط بالنهب والسلب والاغتصاب ….
هؤلاء العلماء الفارين ساهموا في الحضارة الغربية فترة طويلة من الزمن ، وهم أنهوا عصور الغرب الوسطى المظلمة وخلفوا عصراً جديدا عُرف: بعصر النهضة الأوروبية في الغرب …
شهيدة كلمة الحق … القسطنطينية يوم 29 أيار 1453 مدينة تعاني
عويل الأمهات … صراخ الأطفال … جثث الرجال … تملأ المدينة…
كنائس مدمرة … أيقونات محروقة… رؤوس مقطعة.. أشلاء متناثرة… أنهار من الدماء تسيل في شوارعها …
أسرى من الروم يرسمون إشارة الصليب وهم مساقون إلى الذبح يحرسهم جنود مسلحون … أطفال يهربون من حي إلى حي، وجنود يطاردونهم بالسيوف…
وهناك… امرأة متشحة بالسواد تجهش بالبكاء …على زوج خر صريعاً في ميدان الشرف …
وفي تلك الزاوية طفل يبكي على أم ذبحت، وهي بين يديه … أو أخ أُسِر ولا يعرف أين قاده الجلاد….
وفي الشارع الآخر، على أطلال الكنيسة المحروقة، كاهن يبكي على مقدسات وذخائر وصلبان تدوسها خيول الجيش التركي …
راية الروم سقطت عن مملكة الممالك … وارتفعت مكانها راية المحتل …
القسطنطينية في هذا اليوم: مدينة تبكي تراثها العظيم … وتخر صريعة …
قال احد المؤرخين الغربيين المعاصرين بعد زيارته للمدينة: “اليوم أصبحت العنكبوت حارسة قصر الاباطرة ولقد نسجت خيوطها على بابه ” …
وأيضاً مقولة يونانية “رومية” تقول : “قسطنطين الأول بناها … قسطنطين الحادي عشر خسرها … و قسطنطين اخر “؟؟؟” سوف يستردها ….
المصدر نسور الروم
اترك تعليقاً