مطران حلب غريغوريوس بن فضيل 1540-1582

مطران حلب غريغوريوس بن فضيل 1540-1582

مطران حلب غريغوريوس بن فضيل 1540-1582

مطران حلب غريغوريوس بن فضيل 1540-1582

مدخل

يبدو من الثابت تاريخيا والمتفق عليه بين ارباب تاريخ بطريركية انطاكية وسائر المشرق الملكية الارثوذكسية  منذ دخول الاتراك العثمانيين الى سورية الكبرى  السنة ١٥١٦مسيحية كان مطران ابرشية  حلب  هو   غريغوريوس بن فضيل. بشهادة اهم مؤرخ لتاريخ كرسينا الانطاكي في ذاك العصر البطريرك العظيم الذي سبق عصره وهو البطريرك مكاريوس بن الزعيم (1) فقد جاء في مخطوطه  “مجموع لطيف” الذي وضعه البطريرك الانطاكي وسائر المشرق مكاريوس الحلبي ابن الزعيم، في معرض حديثه عن مطارنة حلب الروم الارثوذكسيين الانطاكيين،/ وهو بالأساس كان مطراناً لهذه الابرشية/ ما نصّه:
“وأخيراً، بعد زمن طويل، لمّا خلت باطن حلب من النصارى، ثمّ عادت وعمرت ورجع إليها أهلها المؤمنون  صار عليها أسقف حلب اسمه غريغوريوس بن فضيل، ومات في حماة، ودفن هناك”(2) هذا وإنّ البطريرك مكاريوس الحلبي، واضع هذه المجموعة، هو أعلم الناس بمن سبقه من الأساقفة الارثوذكس الروم الانطاكيين الملكيّين على  ابرشية  حلب الانطاكية  في العصر الحديث، إذ أنّه شغل هذا الكرسيّ بدوره سنة ١٦٣٦مسيحية ،أي بعد فترة غير طويلة من وفاة سلفه الغير مذكور. فلو كان  قد سبق  المطران غريغوريوس بن فضيل هذا مطران آخر على سدة ابرشية حلب الانطاكية الارثوذكسية في ذاك العصر، لكان ابن الزعيم ذكره في مجموعه “مجموع لطيف”.

وممّا يثبت ذلك أيضاً بطريقة سلبيّة عدم ذكر أي مطران آخر لحلب  قبل غريغوريوس بن فضيل في وثائق دورة المجمع الانطاكي المقدس وحضرها مطارنة ابرشيات الكرسي الانطاكي المقدس ومنهم بلا شك مطران حلب وهي الابرشية الاهم بعد دمشق،  منها جلسات المجمع الانطاكي  الذي انعقد في دمشق يوم الثلاثاء الموافق في ١٤ أيلول سنة ١٤٥١م لانتخاب مرقس أسقف صيد نايا بطريركاً لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس باسم مخائيل الثالث (١٤٥١-١٤٩٧مسيحية).
حضر هذا المجمع واشترك في الرسامة  البطريركية كل من  يواكيم متروبوليت بصرى، وكيرلس متروبوليت بيروت، ومرقس متروبوليت الحصن، ويوحنّا متروبوليت افخائيطية، وأفرام متروبوليت حماه، وميخائيل
أسقف الزبداني، ويواكيم أسقف يبرود، ومكاريوس أسقف قاره، وأرسانيوس اسقف عكا (3) ومن الغريب أنه لم يذكر بينهم أسقف حلب، لو صحّ أنّه كان  لحلب متروبوليت في ذاك الوقت.
وكذلك لم يأت ذكر لمتروبوليت لحلب في المجمع الذي عقده في قاره سنة ١٥٣٩م البطريرك ميخائيل الخامس ابن الماوردي (١٥٢٢-١٥٤٠مسيحية) لحلّ الخلاف حول تاريخ عيد الفصح في تلك السنة، وقد حضره يوحنّا أسقف يبرود، ويوحنّا أسقف صيد نايا، وأسقف بعلبك، وأسقف الزبداني(4).

شعار بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس
شعار بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس

في أصله ونشأته
هو عفيف بن فضيل بن توما بن موسا آل نجّار، من قرية كفر بهم القريبة من حماه (وهي بلدة مكاريوس بن الزعيم  ومسقط رأسه ذاتها)،  وعفيف هذا هو المعروف بالمطران غريغوريوس بن فضيل.
أمّا كون اسمه الأصليّ عفيف فيتّضح لنا ذلك من الحاشية التي ذيّل بها أحد كراريسه الطقسيّة، وقد نسخه ثمّ ضمّه إلى غيره من الكراريس في المجموعة المتنوّعة التي تضمها المخطوطة الفتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ ،حيث جاء في الصفحة ٧٩ب منها ما يلي: “وكان الفراغ من نساخة هذه الكراسة المباركة نهار الثلاثاء الثامن عشر من أيلول المبارك، سنة سبعة آلاف وتسعة وأربعين لأبينا آدم عليه السلامٍ [١٥٤٠م] في مدينة حمص، وذلك بحضور الأب السيّد البطريرك ظروثاوس أدام الربّ الإله رئاسته(5) وذلك على يد العبد الأثيم الخاطىء آخر البشر وأخطأهم وأقلّهم وأذنبهم، الملتجىء إلى رحمة ربّ العبا، عفيف باسم شمّاس فضيل، من مدينة حلب”…
وإنّ الاكسرخوس يوسف نصر الله في كتابه الفرنسيّ عن “تواريخ بطاركة انطاكية الملكيين من سنة 155الى سنة 1634 مسيحية يفيدنا دون ذكر المصادر(6)، بأنّ عفيفًا بن فضيل هذا ارتسم شمّاساً إنجيلياً في صيد نايا يوم ٨ أيلول سنة ١٥٣٩مسيحية.
أمّا عن أسرته وبلده الأصيل فيخبرنا غريغوريوس بن فضيل نفسه في الحاشية التي ذيّل بها كتاب السواعي الذي نسخه سنة ١٥٦١مسيحية ، وهو أسقف على مدينة حلب، والممثّل حاليا في المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٥٠ ص
٢١١آ، حيث يقول حرفيا ما يلي: “وكان الفراغ من نساخة هذا السواعي المبارك نهار الأربعاء في ثالث يوم من شهر أيلول المبارك سنة سبعة آلاف وسبعين لأبينا آدم عليه أفضل السلام [١٥٦١م]، وذلك على يد أحقر العباد ومأوى الجرائم والآثام الحقير في رؤساء الكهنة غريغوريوس خادم كرسي حلب والقصر والسويديّة، ابن المرحوم فضيل ابن المرحوم موسى ابن تجّار من قرية كفربهم، قاطن يوم إذن بمحروسة حلب”…
وفي المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٤٧ ص ١٠ آ، ذكْرٌ اكمل لنسبه إذ كتب بخطّ يده:“هذا القنداق المبارك برسم الأخ القسّيس عبد المسيح ابن المرحوم فضيل ابن المرحوم توما ابن المرحوم موسى ابن تجّار من معمورة كفربهم، وهو ساكن يومئذٍ (أي سنة ١٥٨٣م)، بمحروسة حلب”.
إنّ هذه الحواشي تشير إلى والده واسمه فضيل، وجدّه واسمه توما، وجدّ أبيه واسمه موسى. أمّا كنيته فلم نستطع قراءتها بوجه التأكيد(7). فالنقاط الثلاث الموضوعة على الحرف الأوّل منها تشير إلى حرف الثاء، والحرف الأخير قد بدا لنا وكأنه الدال، أو يكون الرّاء.
على أنّ الاسم الحاصل، أي “ثجاد”، غير معروف. فلا بدّ لنا والحال هذه من اعتبار حصول خطأ خفيف في النسخ، وتثبيت الكنية باسم “نجّار” أو”تُجّار”. والقراءة الأخيرة تبدو أصح من الأولى. وفي دير عطيّة إلى يومنا هذا عائلة  معروفة ببيت التجّار، ومن أشهر البيوتات الإسلاميّة هناك.
وإنّ صاحب الترجمة نفسه قد حفظ لنا تاريخ وفاة والده، إذ كتب في الصفحة ٥٠آ من مجموعته المتنوّعة المحفوظة في المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ ما يلي:
” كان نياح الوالد إلى رحمة االله تعالى سنة سبعة آلاف وخمسة وستّين لأبينا آدم عليه أفضل السلام، أوّل السنة الروميّة، في عيد الأب باسيليوس” أي في الأوّل من كانون الثاني سنة ١٥٥٧ .وإنّ حواشي المخطوطات تشير إليه باسم “الشيخ فضيل”، ممّا يدلّ على مقامه الاجتماعي المرموق وشرف أسرته.
أمّا جدّه توما، وجدّ أبيه موسى، فلا نعلم عنهما شيئًا. لكنّ الطريف في الأمرهو أن يكون أوّل أسقف روميّ ملكيّ لحلب حمويا من قرية كفربهم. على أنّ الاستغراب يزول إذا ذكرنا أنّ معظم الوافدين إلى حلب من أبناء طائفة الروم الارثوذكس في أوائل العصر الحديث إنّما جاؤوها من حمص وحماة، كالمطران
ملاتيوس كرمة مثلاً( البطريرك افتيموس كرمة السنة 1635م)، وآل الصائغ وآل لبّاد، وجميع الذين يكنون إلى اليوم في.حلب بآل الحمصيّ وآل الحمويّ، وإذا ذكرنا أيضًا أنّ كفربهم ومحردة كانتا آهلتين بالمؤمنين الروم الارثوذكس،كما في الوقت الحاضر فهي خزان للمسيحيين الارثوذكس، وأنّهما كانتا دعامة الكرسيّ الأنطاكي من الوجهة الماليّة على الأخص. وقد ثبت أنّ طائفة الروم الملكيّين الارثوذكس بحلب قد اقتبلت في غضون القرن السادس عشر عددًا مرموقًا من العائلات الحمويّة من مدينة حماة ومن الابرشية من محردة وكفربهم والسقيلبية ، أمّت الشهباء بدافع التجارة والاستقرار والازدهارالاقتصادي الذي نعمت به إذ ذاك عاصمة الشمال السوريّ.

افتتاح كنيسة رقاد السيدة العذراء ومطرانية الروم الأرثوذكس بعد إعادة ترميمهما
افتتاح كنيسة رقاد السيدة العذراء ومطرانية الروم الأرثوذكس بعد إعادة ترميمهما

ويخبرنا البطريرك مكاريوس زعيم الحلبيّ، في “المجموع الطيف” انه  كان لصاحب الترجمة أربعة إخوة في حلب. وقد استدللنا على اسم واحد منهم، وهو الخوري عبد المسيح بن فضيل، الذي اقتنى نفس المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٤٧ ،وهي تتضمّن نصّ الليتورجيّات الثلاث، أي “كتاب القنداق”، كما كان  يقول القدماء. ففي الصفحة ٩آ منها نقرأ الحاشية التالية بخط البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ (١٥٧٧-١٥٨٠ ،والمتوفّى في ٢٥كانون الأوّل ١٥٩٢):”هذا القنداق المبارك برسم الإشبين العزيز والركن الحريز
الخوري عبد المسيح، أخي الأخ المكرّم والجوهر المتمّم كير غريغوريوس مطران مدينة حلب وطرابلس المحروستين… سطّر بتاريخ شهر شباط سنة ٧٠٩٠ لآدم، سادس سنة من بطريركية الحقير” [أي سنة ١٥٨٢م]. والكتاب المذكور قد نسخه البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ نفسه في مدينة حماه، وذيّله بهذه الحاشية الموضوعة بخطّه في الصفحة ٨آ:

“وكان الفراغ من هذا القنداق المبارك نهار الأربعاء من جمعة الجبن (اي اسبوع مرفع الجبن) الحادي عشر من شهر شباط سنة ٧٠٩٠ للعالم [أي سنة ١٥٨٢م]. وقد علّقه بيده الفانية الفقير إليه تعالى ميخائيل برحمة االله تعالى البطريرك الأنطاكي، ابن المرحوم وهبه ابن المعلّم عيسى الصبّاغ بمدينة حماه المحروسة… والكتاب المذكور برسم الأخ الخوري عبد المسيح ابن المرحوم الشيخ فضيل والد الأخ المكرّمكير غريغوريوس مطران مدينة حلب وطرابلس”…
ويبدو أن الخوري عبد المسيح هذا ارتسم بدوره مطراناً على أبرشيّة …، واتّخذ له كذلك في رسامته الأسقفيّة اسم غريغوريوس. ثمّ توفّي قبل أخيه غريغوريوس مطران حلب، فانتقل كتاب  القنداق الآنف الذكر إلى أخيه غريغوريوس مطران حلب. ثمّ توفّي هذا الأخير أيضاً، فانتقل الكتاب إلى نجله القسّ منصور، إذ نجد في الصفحة٧آ من المخطوطة الفاتيكانيّة عينها بقلم البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ نفسه هذه الحاشية:

“انتقل هذا الكتاب المبارك، الثلاثة قناديق، من ملكيّة المرحوم المتنيح إلى رحمة االله تعالى الإشبين العزيز المطران غريغوريوس أخي المتنيح كير غريغوريوس ضابط كرسي مدينة حلب المحروسة، إلى
ملكيّة النجل السعيد والذهب والابريز القسّ منصور نجل المرحوم المطران المذكور بطريق الوراثة الأهليّة”…
هذا من الثابت أنّ صاحب الترجمة غريغوريوس بن فضيل كان متزوّجًا وله أولاد. ولا شكّ أنّه ترمّل قبل رسامته الكهنوتيّة. ومن أولاده الذين بلغت إلينا أسماؤهم “القسّيس منصور ابن المرحوم غريغوريوس بن فضيل”. فقد جاء في حاشية بخطّه في الصفحة ٢٩٥آ من المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ ما يلي:

“لمّا كان تاريخ عيد الفصح المجيد سنة سبعة آلاف وخمس وتسعين للهجرة [ويعني للميلاد أي سنة ١٥٨٧م]، قطع الحقير في الكهنة قسّيس منصور ابن المرحوم آير غريغوريوس ابن المرحوم فضيل الزفر، على زمان البطرك كير يواكيم. وكان العيد في تلك السنة في ١٦ من نيسان”.
في هذه الحاشية نرى أنّ المطران غريغوروس بن فضيل كان قد توفّي قبل التاريخ المذكور (١٦ نيسان ١٥٨٧ ،(وأنّه كان له ولد يدعى القسّيس منصور، وإنّ هذا الأخير صام ثمّ “قطع الزفر” بتاريخ عيد الفصح من تلك السنة. ونعلم من الصفحة ٨٣ من المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٥٤ أنّ القسّيس منصور
هذا قد نسخ صلاةً بتاريخ ١١ أيّار سنة ١٥٩٣ والقس منصور هذا هو الذي، كما رأينا، انتقلت إليه ملكيّة كتاب القناديق الثلاثة (المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٤٧” ،(بطريق الوراثة الأهليّة”، من والده غريغوريوس مطران حلب، الذي كان ورثه بدوره من أخيه غريغوريوس الآخر الذي لا نعلم حتّى الآن على أيّ أبرشيّة كان أسقفًا.
وكان للمطران غريغوريوس بن فضيل أسقف حلب ولد آخر باسم قسطنطين، تزوّج من أخت ميلانوس مطران حماه، الذي اشترك سنة ١٦٤٧ في انتخاب ورسامة البطريرك مكاريوس بن الزعيم، وأنجب ولدًا عرف باسم الشمّاس جبرائيل بن قسطنطين الصائغ أو الحموي. ومن هذه الأسرة انحدر الخوري نقولا الصائغ، ابن نعمة االله بن موسى الحموي، وابن عمّه الشمّاس عبد االله الزاخر.(8)

 البطريرك الأنطاكي مكاريوس الحلبي ابن الزعيم
البطريرك الأنطاكي مكاريوس الحلبي ابن الزعيم

تعيينه أسقفًا على حلب
إذا كنا نعلم أنّ عفيف بن فضيل رسم شمّاسا إنجيليا في صيد نايا يوم ٨ أيلول سنة ١٥٣٩، فإنّنا نجهل إلى الآن في أيّ تاريخ رُسمَ كاهناً.
أمّا رسامته الأسقفيّة وتسلّمه كرسي أبرشيّة حلب فتاريخهما ثابت لدينا بفضل حاشية كتبها المطران غريغوريوس نفسه في الصفحة ٢٠٥ ب من المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤، وقد جاء فيها ما حرفه: “لمّا كان بتاريخ سنة٩٧٤ هجريّة مات السلطان سليمان، لمّا جرد على بلاد البيج، وتولّى السلطنة بعد موته ابنه السلطان سليم، نصر االله، وفي التاريخ المعيّن أعلاه الموافق لسنة ٧٠٧٥ لأبينا آدم عليه أفضل التحيّة والإكرام، وفي تاريخ تلك السنة المعيّنة أعلاه كان مضى للحقير في الأسقفيّة ستّة وعشرون سنة في كرسيّ حلب. وهو يسأل الربّ الإله أن يغفر له ولوالديه ولمن ترحّم عليه”.

يلي ذلك توقيع المطران غريغوريوس باليونانيّة.
إنّ سنة ٩٧٤ هـ تمتدّ من ١٩ تمّوز ١٥٦٦ إلى ٩ حزيران ١٥٦٧ .أمّا سنة ٧٠٧٥ للعالم فتوافق سنة ١٥٦٦/١٥٦٧م. على أنّ السلطان سليمان قد توفّي في ٥ أيلول سنة ١٥٦٦،وتولّى الخلافة ابنه السلطان سليم مباشرةً. وبذلك التاريخ، أ ي في شهر أيلول سنة ١٥٦٦ ،كان قد مضى على تسلّم المطران غريغوريوس زمام أبرشيّة حلب ستّة وعشرون عاما. يعني هذا أنّه رسم أسقفاً وتبوّأ كرسي أبرشيّة حلب سنة ١٥٤٠ على أقرب وجه أو ١٥٤١ على أبعد وجه.  فإذا ذكرنا أنّه رُسمَ شمّاساً إنجيلياً في ٨ أيلول سنة ١٥٣٩، وأنّه كان لا
يزال شمّاساً بتاريخ ١٨ أيلول ١٥٤٠،لابدّ من الإقرار بأنّه تدرّج بسرعة غيرعاديّة في درجات الكهنوت، بحيث رُسمَ أسقفاً سنة ١٥٤٠ أو ١٥٤١.
وفي السيامة الأسقفيّة اتّخذ عفيف له اسم غريغوريوس جرياً على العادة القديمة. ولعلّه في اختياره اسم غريغوريوس دون سواه قد راعى عادة أخرى تقضي بأن يبدأ الاسم الرهبانيّ أو الحبريّ الجديد بنفس الحرف الذي كان يبدأ به الاسم العلمانيّ القديم، أو بالحرف الذي هو أقرب ما يكون إليه باللغةاليونانيّة. ولمّا لم يكن حرف العين معروفًا باليونانيّة، فقد اتّخذ له اسمًا يبدأ بأقرب حرف يونانيّ إلى العين العربيّة، وهوغريغوريوس.
بعض حوادث أسقفيّته
خدم غريغوريوس بن فضيل أسقفًا للروم الملكيّين الارثوذكس بحلب اثنتين وأربعين سنة، من سنة ١٥٤٠ إلى سنة ١٥٨٢ .وفي هذه الفترة الطويلة من الزمن، حفلت أسقفيّته بالنشاطات المتنوّعة، أهمّها التأليف والترجمة والنسخ، أمّا سائر فعاليات ونشاطات وحوادث فترة مطرانيته فهي غير معروفة وممكن الاستناج وفق مايلي
١ -أنّ غريغوريوس، كغيره من الأساقفة، لاقى في أبرشيّته معارضات وصعوبات. وقد تفاقم الخلاف يوماً بينه وبين الرعيّة إلى حدّ أنّ الناس “أبطلوا ذكره وحصّته من الكنيسة في حلب”. هذا ما جاء في حاشية وضعها في
الصفحة ١٠٥ب من المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ ،حيث نقرأ ما يلي: “لمّا كان بتاريخ تاسع وعشرين من شهر آب سنة سبعة آلاف وواحد وسبعين [أي ١٥٦٣م] أبطلوا ذكر الحقير وحصّته من الكنيسة في حلب”. هذا كل ما أورده غريغوريوس عن هذا الاضطراب المؤسف في أبرشيّة حلب والخلاف الذي قام بينه وبين الرعيّة. ويبدو أنّ غريغوريوس لم يستفض في الشرح، إمّا لكونه لا يريد أن يعرّض أبناء رعيّته للملامة، وإمّا لأنّ الخلاف سوّي بسرعة، ولم يبقى عنه أيّ أثر سوى هذه الأسطر الثلاثة التي دوّنها المطران بيراعة كمن يريد أن يذكره وينساه في الوقت عينه. على كل فمن الأرجح أن يكون المطران غريغوريوس، على إثر هذه الخلافات، قد ابتعد عن مقرّ كرسيه بحلب، إذ نراه ينسخ بعض فصول مخطوطاته في قرى أبرشيته، كقرية قرصبلو أو قرية اليعقوبيّة. ثمّ يوجّه إلى أبناء أبرشيّته رسالة رعويّة يحضّهم فيها على الوحدة، حفظتها لنا المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤،ص ١٨٠ آ-١٩٥ ب، عاد على إثرها إلى كرسيه بحلب.
٢ -ثمّ إنّه عند وفاة البطريرك الأنطاكي يواكيم الرابع ابن جمعة في أوائل سنة ١٥٧٦، ترشّح غريغوريوس بن فضيل إلى البطريركية ، لكنّه أعرض عنها تلقائياً، تجنّباً لمشاكل المنصب البطريركي، ورغبةً منه في البقاء في حلب ينعم بالسلام وراحة البال بالقرب من إخوته الأربعة وذويه. فإنّ البطريرك مكاريوس الحلبيّ ابن الزعيم يقول في كتابه المذكور “مجموع لطيف”:
اجتمع بعد ذلك كل رؤساء كهنة النوريّة بدمشق، وانتخبوا منهم ٧ ثلاثة رؤساء كهنة، وهم غريغوريوس (فضيل) اسقف حلب، وميخائيل صباغ مطران أوخائيطا، ويواكيم ضو مطران طرابلس(9)، وقالوا لهم: ادخلوا ثلاثتكم الى قلاية، واتّفقوا على واحد منكم حتّى نعمله بطركاً.
وإنّ أسقف حلب، لمّا كان إخوته الأربعة في حلب وأهله، لم يشأ أن يفارقهم. فأخذ الورقة وكتب هكذا: “يقول كاتبه غريغوريوس اسقف حلب بأنّي رضيت ميخائيل بأن يكون عليّ بطرك. فلمّا نظريواكيم مطران طرابلس  ومطران أوخائيطا(10) ذلك كتب أيضاً نظيره… وحينئذٍ رسموا ميخائيل بطرك. وكان ذلك في سنة ٧٠٨٥ للعالم” (أي سنة ١٥٧٧م).
٣ -لكنّ البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ هذا (١٥٧٧-١٥٨٠ (ما لبث أن عانى الأمرّين من مقاومة فئة من الدمشقيّين له، يساندهم حسن باشا والي دمشق. فقد بلغت بهم الجسارة إلى حدّ أنّهم رشّوا اكليريكياً من حاشية
البطريرك، مثل أمام القاضي وشهد زوراً بأنّ البطريرك كان يقترف المعاصي الأخلاقيّة خلسة. فحطّ البطريرك عن رتبته. ولمّا كان تقياً باراً لم يرد أن يقاوم الشرّ، بل اعتزل منصبه بكلّ تواضع، وانسحب إلى حماه مسقط رأسه. إلاّ أنّ غريغوريوس بن فضيل مطران حلب، إذ كان عالما ببراءته، جاءه إلى حماه،
وعنّفه على تخاذله أمام طغمة من الأشرار، وعاتبه لكونه لم يرفع أمره إلى السينودس المقدّس لكي يحكم فيه. ووعده بأن يكون معه ويعاضده على أخصامه الدمشقيّين، الذين اغتنموا فرصة ابتعاده عن الكرسيّ البطريركي لكي ينصّبوا عليه ذوروثاوس ضو مطران طرابلس باسم يواكيم الخامس ضو. فتشجّع البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ، وجمع إليه بعض الأساقفة، وأقام قدّاسًا حافلاً في حماه، وحرم الدمشقيّين، ثم لجأ إلى حلب، في حمى صديقه المطران غريغوريوس بن فضيل، وبقي فيها إلى ما بعد وفاة صديقه سنة١٥٨٢.
إذ ذاك انشقّت الطائفة إلى فئتين متنازعتين: فئة سورية الشماليّة (حلب، حماه، اللاذقيّة) وقد سارت وراء البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ، وفئة سورية الجنوبيّة (منطقة دمشق وطرابلس) التي سارت وراء البطريرك يواكيم الخامس ضو. وكانت  كل  فئة تحرم الأخرى. ويقول البطريرك مكاريوس ابن الزعيم في  “مجموع لطيف” عن البطريرك يواكيم الخامس ضو أنّه:
“كان كل نهار أحد يقدّس ويحرم البطريرك ميخائيل وحزبه. وصارت بينهم شرور كثيرة، وخسارات أموال لا عدد لها. وصارت الرعيّة فرقتين، لأنّه من حماه وحلب واللاذقيّة وما يليها إلى أدنه، كانوا ميخائيليّين.وأهل دمشق وطرابلس وما يليها كانوايواكيميية. وذهب البطريرك ميخائيل إلى القسطنطينية دفعتين (مرتين) في هذا الخصوص، وعاد إلى حلب وحماه. وقُتل من الرعيّة كثيرون بهذا (لهذا) السبب، ومن جملتهم بركات معلّم السلطان بحماه، أرشوا (رشوا) عليه، وقتله البستانجي باشا طرابلس. وأقام الخوري وهبة الحموي كل حياته
ما وضع في رقبته بطرشيلاً لأنّه هو الذي كان السبب في قتله. وأيضًا خرج كثيرون من النصارى عن أديانهم(دينهم)  لهذا الامر، ومن جملتهم الشمّاس ميخائيل الحدّاد ابن نعمة ابن أم سرور الحلبي، الذي في زقاق الشمالي وغيره. وأخيراً ذهب البطريرك ميخائيل إلى بلاد الروم، وتنيح في جزيرة رودس وبها دفن”
(وذلك بتاريخ ٢٥كانون الأوّل سنة ١٥٩٢أي عشر سنوات بعد وفاة صديقه المطران غريغوريوس بن فضيل.) ويقول البطريرك مكاريوس الحلبي إن البطريرك ابن الزعيم في موضع آخر من كتابه “المجموع اللطيف”
ميخائيل السابع الصبّاغ، أثناء لجوئه إلى حلب وإقامته فيها، بين سنتي ١٥٨٠ و١٥٨٢” ،عمل أسقف حلب وكيله على سائر البلاد الخاضعة له، وألبسه وقتئذٍ صاكو (أي الحلّة الحبريّة)، لأن هذه العادة لم تكن (دارجة) سابقًا بأنّ رئيس كهنة حلب يلبس صاكو”، بل كان يرتدي الحلّة الكهنوتيّة العاديّة.
إنّ موقف غريغوريوس بن فضيل مطران حلب من بطريركه الشرعيّ ميخائيل السابع الصبّاغ، ودفاعه عن براءته، ومعاضدته إيّاه على خصومه، وقبوله إيّاه في حلب، كل هذا أنشأ في قلب البطريرك المُضطَهد عرفاناً
بالجميل لا يوصف، وأطلق لسانه بالشكر لمحسنه وعضده الأكبر، فنعته في مؤلّفاته بأجمل النعوت، وسمّاه: “الأخ المكرّم والجوهر المكرّم”، بل أضاف إلى ذلك اكراماً غير عادي، فقلّده “الصاكو” أي الحلّة الحبريّة. ومن المعلوم أنّ “الصاكو” كان في الأصل اللباس الخاص بالأمبراطور البيزنطيّ.
وكان الامبراطور بصفته حامي الايمان الارثوذكسي يكون في هيكل الكنيسة ويرتدي الحلة الحبرية وكأنه البطريرك وعند انتهاء الإمبراطوريّة البيزنطيّة باحتلال القسطنطينيّة سنة ١٤٥٣من قبل العثمانيّين، لبس البطاركة “الصاكو”، في محاولة لخلف الأباطرة في سلطتهم على رعاياهم المسيحيّين. لاسيما والسلطان محمد الفاتح عندما اقام جناديوس بطريركا اعطاه لقب”بطريرك ملة باشي” اي رئيس الملة المسيحية أمّا الأساقفة فما زالوا يرتدون الحلّة الكهنوتيّة العاديّة، حتّى جاء البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ، بين سنة ١٥٨٠ و١٥٨٢ فأنعم بالصاكو على صديقه ومناصره غريغوريوس بن فضيل. وهكذا كان مطران حلب أوّل من ارتدى الصاكو بين مطارنة الكرسي الانطاكي.
٤ -ولمّا وقف غريغوريوس بن فضيل أسقف حلب المشرّف إلى جانب البطريرك ميخائيل السابع صبّاغ ضد مطران طرابلس منافسه، الذي نصّبه الدمشقيّون بطريركاً باسم يواكيم الخامس ضو، فقد اعتبر ولا شك أنّ كرسيّ طرابلس قد شغر بعصيان صاحبه على بطريركه الشرعيّ، أو بترقيته غيرالشرعيّة إلى السدّة البطريركية، فضمّ كرسي طرابلس إلى كرسيه الحلبيّ، ودعا نفسه، اعتباراً من سنة ١٥٨٠”، مطران حلب وطرابلس” معاً، وقد كتب في إحدى حواشي المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٤٧ ،ص٩/آ، وهذا
نصّها: “هذا القنداق المبارك (أي كتاب القدّاس الالهي) برسم الإشبين العزيز والركن
الحريز الخوري عبد المسيح أخي الأخ المكرّم والجوهر المتمّم كيرغريغوريوس (بن فضيل) مطران مدينة حلب وطرابلس المحروستين… سُطّر بتاريخ شهر شباط سنة ٧٠٩٠ لآدم” (أي سنة ١٥٨٢م).
٥ -كان المطران غريغوريوس بن فضيل في حلب دار أسقفيّة يدعوها في كتبه “القلاّية” ( القلاية هي صومعة الراهب ولاتزال هذه التسمية معتمدة في الكرسي الانطاكي المقدس). ولسنا ندري هل بناها، أم وجدها مبنيّة ووسّعها. ففي الصفحة ٣٠٣ب من المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ ،يقول أنّه وجد نسخة عن طريقة صنع الحبر الأسود “مع الولد الشمّاس داوود من مرمنيثا (أي مرمريتا) في قلاّية الحقير في محروسة حلب”.
٦ -بل إنّ غريغوريوس بن فضيل بدأ يجمع خزانة للكتب في قلاّيته المذكورة بحلب. فقد ذيّل كتاب الإفخولوجي المحفوظ في المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٥٤ بهذه الحاشية: “نقل هذا الكتاب المبارك من ملك القسّ موسى (ابن المرحوم خيار) إلى خزانة الحقير في رؤساء الكهنة غريغوريوس خادم كرسيّ حلب والقصر والسويديه (بلدة السويدية المجاورة لمدينة انطاكية في لواء الاسكندرون وهي مصب العاصي على البحر المتوسط وكل سكانها روم ارثوذكس)، لمّا جاء القسّ المذكور من (بلاد) الروم (اليونان)، وخلصت نفقته، فأخذ حقّه من الحقير بالزائل (أي بالمال الزائل) من الدراهم. وقد نقرّر برسم القلاّية الأسقفيّة. جعله االله تعالى مباركاً”.
٧ -في عهد غريغوريوس بن فضيل بدأت بين بعض افراد كنيسته الارثوذكسية الحلبية  بوادرالكثلكة والالتصاق برومة نتيجة الاستلابات التي قام بها الرهبان الفرنسيسكان. ففي سنة ١٥٧١ تحرّك بعض الرهبان الفرنسيسكان من ديرهم في بيروت، ورافقوا قافلة من التجّار البنادقة (من مدينة البندقية الايطالية) إلى حلب، حيث بدأوا اتّصالاتهم بالمسيحيّين من أبنائها. لكنّنا /كما يقول مطران حلب للروم الكاثوليك ناوفيطوس ادلبي/ لم
نعثر حتّى الآن على أيّة إشارة إلى وجود علاقة أو رابطة مباشرة بينهم وبين المطران غريغوريوس. وعندما جاء موفد البابا غريغوريوس الثالث عشر، ليوناردو هابل مطران صيدا الفخري، والمرسل اليسوعي اليانو، إلى حلب سنة ١٥٨٥ للتّحدّث مع البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ عن إعادة الشركة
بين البطريركية الانطاكية والكرسيّ الرسوليّ الرومانيّ، كان المطران غريغوريوس ابن فضيل قد توفّي. لكنّ المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٢٤ص ٤٠ (حفظت لنا رسالة وجّهها احد كهنة أبرشيّة حلب، القسّ مانويل، بالإتّفاق مع كاهن حلبيّ آخر، إلى الكاردينال رئيس مجمّع انتشار الإيمان الكاثوليكي في رومة
يعرض فيها وضع المسيحيّين الحلبيّين والمظالم التي يتعرّضون لها. وأنّ ليوناردو هابل، موفد البابا غريغوريوس الثالث عشر، بعد أن واجه البطريرك ميخائيل الصبّاغ في حلب سنة ١٥٨٥، اقتنى في حلب ما وجد فيها من مخطوطات المطران غريغوريوس بن فضيل (وكان قد توفّي إذ ذاك)، وجاء بها إلى رومة، ووضعها في المكتبة الفاتيكانيّة، حيث تحفظ إلى اليوم تحت الارقام ١٧٤ ،١٤٧ ،٥٤ ،٥٣ ،٥٠.) (11)
امتداد ولايته
منذ أن لجأ البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ إلى حلب سنة ١٥٨٠ ،كما سبق ورأينا، اتّخذ المطران غريغوريوس بن فضيل لنفسه لقب “مطران طرابلس”، وضمّ هذ الأبرشيّة إلى أبرشيّته الحلبيّة، وذلك إمّا لأنّ أبرشيّة طرابلس شغرت بانتخاب راعيها ذوروثاوس ضو إلى الكرسيّ البطريركي باسم يواكيم الخامس ضو، وإمّا لأنّ البطريرك الشرعيّ ميخائيل السابع الصبّاغ أقامه وكيلاً على جميع الأبرشيّات التابعة له ضدّ منافسه يواكيم الخامس. على أن رئاسة غريغوريوس بن فضيل لأبرشيّة طرابلس لم تكن سوى إجراء مؤقّت، لأنّ البطريركية انقسمت إذ ذاك على نفسها، فحاول كل من البطريركين أن يوسّع رقعة نفوذه قدر الإمكان، وقد عيّن البطريرك يواكيم الخامس ضو مطرانًا آخر يخلفه على كرسي طرابلس، فنتج عن ذلك أنّه كان لطرابلس في الوقت عينه أسقفان، واحد من طرف البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ، وهو غريغوريوس بن فضيل “مطران حلب وطرابلس”، وآخر من طرف البطريرك يواكيم الخامس ضو، هو انسطاسيوس مجلّي،
المعروف بمقاومته لكلّ اتّصال بين البطريركية الأنطاكية والفاتيكان.
على أنّ ولاية غريغوريوس بن فضيل الأصليّة كانت لمدينة “حلب والقصر والسويديّة”، كما وقّع في جميع مخطوطاته، فكتب هكذا: “الحقير في رؤساء الكهنة غريغوريوس خادم كرسي حلب والقصر والسويديّة” أو “غريغوريوس أسقف حلب وأعمالها وبلاد القصر والسويديّة”، أو باختصار “الحقير في رؤساء الكهنة غريغوريوس”.
أمّا حلب فهي مركز كرسيه الأصليّ. وأمّا سلوقية فهي الاسم القديم لمدينة السويديّة، مرفأ أنطاكية على البحر، وهي لا تزال إلى اليوم إحدى المدن الرئيسية في ألقاب مطران الروم الارثوذكس بحلب. وأمّا “القصر”، فإنّنا نعتقد أنّ هذه الكلمة إنّما هي تحريف لمدينة “القيصر” وقلعتها القديمة الواقعة على نحوعشرين كيلومتراً جنوبيّ أنطاكية، والتي بناها الصليبيّون في قلب منطقة “جبل القيصر”، وجعلوا منها غالبًا مركز البطريرك اللاتيني . ثمّ احتلّها السلطان بيبرس سنة ١٢٧٥م ،وضمّها إلى ولاية حلب. أمّا سبب تحريف الكلمة في مخطوطات المطران غريغوريوس بن فضيل فلعلّه متأتٍ من كون الكاتب قد اعتمد اللفظ الدارج للكلمة، فكتبها بضمّ القاف وكسر الصاد: قُصِر، بدلاً من قُصير.
على أنّه من الثابت أنّ ولاية غريغوريوس بن فضيل كانت تمتدّ إلى الجزء الأكبر من سورية الشماليّة. فإنّنا نراه ينهي أحد كراريسه “في قرية قرصبلوا في تاريخ الثلاثين من شهر تشرين الأوّل سنة ٧٠٦٥ لكون العالم، وللهجرة سنة ٩٦٣، وكان قسّ ضو حاضراً” (أي سنة ١٥٥٦م) (المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤،ص ٢١٥ب).
وإنّه ينهي كراساً آخر “في قرية اليعقوبيّة بتاريخ السادس من شهر تشرين الآخر سنة ٧٠٧١ “للعالم (أي سنة ١٥٦٢م)، ويوقّعه “الحقير في رؤساء الكهنة غريغوريوس”
وبتاريخ ٧ تمّوز سنة ٧٠٨٤ للعالم [١٥٧٦م] يوقّع مخطوطة بطريركية الروم الأرثوذكس بدمشق رقم ١٧٨١ بهذه العبارة: “غريغوريوس رئيس أساقفة حلب وحنّاك” أو “خادم كرسي حلب وأوخاييطا” (أي حنّاك)…
وقد حفظت الصفحة ٩٩آ من المخطوطة الفاتيكانية العربيّة رقم ٤٧) وهي تتضمّن نصّ الليتورجيّات الثلاث، باليونانيّة والعربيّة، منسوخة بيد البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ سنة ١٥٨٢ (نص “الذبتيخا” التي كانت
تنشد للمطران غريغوريوس ابن فضيل في القداديس الحبريّة، لكنّها باللغة اليونانيّة مكتوبة بأحرف عربيّة،  يستبين منها ان صاحب الترجمة كان يعتبر أنّ ولايته تمتدّ لا على حلب فحسب، بل على طرابلس
وبمفيليا وأرمينيا وأوخايطا وتوابعها، ممّا جعل هذا المطران يعتبر، بعد البطريرك، أوّل زعيم للروم الارثوذكس  وكبير أساقفتها بلا منازع، لا سيّما وأنّه قد بقي مطراناً لحلب حوالي 42سنة ، وتقدم في السن السن، فأصبح بلا ريب عميد المطارنة في البطريركية الانطاكية.
نشاطه الأدبيّ
إنّ غريغوريوس بن فضيل كان ناسخاً اكثر منه مؤلّفًا. وخطّه غير جميل، وكتابته محشوّة بالأخطاء الإملائيّة، كما أنّ لغته أقرب إلى العلميّة، ممّا يستدل معه على أنّه كان رجل عمل وإدارة اكثر ممّا كان رجل قلم وأدب.
(فمن كتبه مجموعة من المقالات والقصص والصلوات والأحكام والأشعار، حفظتها لنا المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ ،وقد بدأ بكتابتها وهو شمّاس باسم عفيف بن فضيل سنة ١٥٤٠، وما زال يكتب فيها وينقل
وينسخ حتّى وافته المنون وهو أسقف سنة  1582. اهم فصول هذه المجموعة
– قصّة دانيال الحبيس القدّيس (صلاة استقسام ضدّ الشياطين)
– صلاة لأجل السمّ وغيره
– تعويذة للطاعة والقبول
– قصة الملك الأبجر
– صلاة سيّدتنا مريم العذراء لمّا خرجت هاربة إلى مصر
– صلاة وحجاب لوجع القلب
– قصّة القدّيس ساسين وأخيه
– صلاة لمن وقع في الفنداسيا
– قصّة القدّيس العظيم مار كلس، وهي حرز للأولاد من التوابع
– ترتيب قراءة الإنجيل والرسائل
– منافع المزامير
– ماذا يجب أن يفعله الكاهن الذي يريد أن ينزل عن كهنوته
– أمثال ومعاني لقمان الحكيم
– عظة ليحنّا الذهبيّ الفم
– بدء قدّاس يوحنّا الذهبيّ الفم بالعربي
– شرح عن المحبّة وعن حفظ الأحد وعن الأربعاء وعن الاعتراف الذي يغفر الذنوب وعن خوف االله
– عظات وصلوات لحالات مختلفة
– أبجديّة الأمثال الحلبيّة السائدة بين الناس (ص ٢٦٨ب)
– حساب استخراج العيد الكبير
– مجموعة من الأشعار العلميّة (ص ٢٩٦آ حتّى ص ٣٠١.)
2) في سنة ١٥٦٢ نسخ كتاب السواعي (المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم٥٠) ولهذه النسخة أهميّتها، لأنّها سابقة للترجمة المصحّحة التي قام بها خلفه على كرسي أبرشيّة حبل المطران ميلاتوس كرمة.
3) كل ما يمكن أن ينسب إلى المطران غريغوريوس بن فضيل من تأليف شخصي هو قانون “الأمانة المستقيمة” الذي كتبه بخط يده في المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٤٧ ،وذيّله بهذه العبارة (ص ٨ب): “تمّت الأمانة المستقيمة نهار الخميس ثامن شهر آذار المبارك سنة ٧٠٧٩(١٥٧٠م) في الصوم المقدّس، على يد الحقير الخاطئ غريغوريوس خادم كرسي حلب وأعمالها”. وإنّ هذه “الأمانة المستقيمة” تضمّنتها أيضاً المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٣٢ ،المنسوخة سنة ١٥٨٤ ،أي بعد وفاة صاحب الترجمة. وإنّ ناسخها قدّم لها بالملاحظة التالية (ص ٥١آ): “هذه بيستيس (أي الأمانة) عن المطران غريغوريوس في معاني الاعتقاد الأرثوذوكسية في الأمانة المقدّسة”.وهناك قانونان آخران للإيمان تضمّنتها المخطوطة المذكورة، دون
ذكر نسبتها صراحة للمطران غريغوريوس، فالأوّل منهما (ص ٥١آ) يبدأ بهذه العبارة: “نقول نحن معشر النصارى الأرثوذكسية…”. وثانيهما (ص٥٧آ) يبدأ بالعبارة التالية: “هذه الأمانة المستقيمة الأرثوذكسية…”. أمّا
بقيّة المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٤٧ فهي مجرّد نقل لبعض مؤلّفات بولس الأنطاكي أسقف صيدا بخط غريغوريوس بن فضيل.
4) يضاف إلى ذلك مجموعة صلوات طقسيّة وقوانين كنسية وبعض المواعظ، نسخها في مخطوطة مكتبة بطريرآيّة الروم الارثوذكس بدمشق تحت رقم ١٧٨١ ،وقد كتبت سنة ١٥٧٦ وسنة ١٥٧٩.
كان نشاطه الادبي قليلا وبسيطا ومع ذلك فالمطران غريغوريوس بن فضيل هو المؤلّف الانطاكي الروم الارثوذكس الوحيد في القرن السادس عشر…
وفاته
في شهر شباط سنة ١٥٨٢ كان غريغوريوس بن فضيل لا يزال على قيد الحياة. إذ أنّه بتاريخ ١١ شباط سنة ١٥٨٢ فرغ البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ من نسخ كتاب “القناديق الثلاثة” المحفوظ في المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٤٧ وذيّله بهذه الحاشية ومهره بتوقيعه باليونانيّة فقال (ص ٨آ):
“وكان الفراغ من هذا القنداق المبارك نهار الأربعاء من جمعة الجبن حادي عشر من شهر شباط سنة ٧٠٩٠ للعالم (أي ١٥٨٢م). وقد علّقه بيده الفانية الفقير إليه تعالى ميخائيل برحمة االله تعالى البطريرك الأنطاكي ابن المرحوم وهبه ابن المعلّم عيسى الصبّاغ بمدينة حماه المحروسة.. والكتاب المذكور برسم الأخ الخوري عبد المسيح بن المرحوم الشيخ فضيل والد الأخ المكرّم كير غريغوريوس مطران مدينة حلب وطرابلس”. وأضاف البطريرك ميخائيل المذكور في الصفحة ٩آ من المخطوطة عينها: “هذا القنداق المبارك برسم الاشبين العزيز والركن الحريز الخوري عبد المسيح أخي الأخ المكرّم والجوهر المتمّم كير غريغوريوس مطران مدينة حلب وطرابلس المحروستين… سطّر بتاريخ شهر شباط سنة ٧٠٩٠ لآدم، سادس سنة من بطريركية الحقير”. وفي الصفحة ١٠آ من المخطوطة عينها كتب المطران غريغوريوس خادم كرسي حلب وأعمالها. هذا القنداق المبارك برسم الأخ القسّيس عبد المسيح ابن المرحوم فضيل ابن المرحوم توما ابن المرحوم
موسى ابن تُجّار من معمورة كفر بهم، وهو ساكن يومئذٍ بمحروسة حلب”. يلي ذلك توقيع المطران غريغوريوس بالأحرف اليونانيّة، ممّا يدلّ على أنّه بتاريخ شهر شباط سنة ١٥٨٢ كان لا يزال على قيد الحياة.
على أنّه في حاشية أخرى (ص ٧آ) من المخطوطة المذكورة عينها، يقول البطريرك ميخائيل السابع الصبّاغ أنّ “كتاب القناديق” هذا قد انتقل “بطريق الوراثة الأهليّة” إلى القسّ منصور نجل المطران غريغوريوس بن فضيل، خادم كرسيّ حلب، ويسمّيه “المرحوم”. ولكنّه فاته أنّ يؤرّخ هذه الحاشية، بينما لم يفته أن يوقّعها. مع ذلك فنحن نعلم أنّ البطريرك ميخائيل الصبّاغ قد غادر حلب إلى القسطنطينيّة بين سنتيّ ١٥٨٢ و١٥٨٤ لكي يدافع عن نفسه أمام بطريركها المسكونيّ، فيتوجّب علينا إذًا أن نضع وفاة المطران غريغوريوس بن فضيل بين شهر شباط ١٥٨٢ وأواخر سنة ١٥٨٤.
وإنّنا نستطيع آذلك أن نحصر وفاته بين شهر شباط ١٥٨٢ وشهر نيسان ١٥٨٧ إذًا أنّنا نتبيّن من الحاشية التي كتبها ابنه القسّيس منصور في ذيل الصفحة ٢٩٥آ من المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة رقم ١٧٤ إنّ والده المطران غريغوريوس كان قد توفّي قبل ذلك التاريخ، إذ يقول أنّه بتاريخ عيد الفصح المجيد سنة ٧٠٩٠ للعالم (١٦ نيسان ١٥٨٧)”قطع الحقير في الكهنة القدّيس منصور ابن المرحوم كير غريغوريوس ابن المرحوم فضيل الزفر..”.
وإنّنا نقترح اعتماد سنة ١٥٨٢ كتاريخ لوفاته لأنّه التاريخ الذي يتلاءم وتواريخ تنصيب خلفائه على كرسيّ حلب
أمّا أين توفّي وأين دفن، فيقول البطريرك مكاريوس الحلبيّ ابن الزعيم في المجموع اللطيف
إنّه “مات في حماه ودُفن هناك”.
هذا هو غريغوريوس بن فضيل، أوّل أساقفة حلب على الروم الارثوذكس في العصر الحديث: أسقف همام، زعيم قويّ، راعٍ حريص، لاهوتيّ عادي، كاتب وناسخ بسيط، لكنّه لعب دورًا كبيراً في تاريخ الكنيسة الانطاكية  في النصف الثاني من القرن السادس عشر المسيحيحواشي البحث

1) سيرة البطريرك مكاريوس بن الزعيم هنا في موقعنا باب اعلام كنسيون

2) “المجموع اللطيف” الذي وضع البطريرك مكاريوس الحلبي ابن الزعيم أبان رحلته الأولى إلى روسيّا بين سنتي١٦٥٢ و١٦٥٩ لم يبلغ إلينا إلاّ في مخطوطة واحدة، نقلت عن الأصل سنة ١٦٧٠ ،وهي مخطوطة مكتبة دير الشيرالتي تحمل الرقم الجديد ٦٠٠ .راجع فيها من ٢٤٨ (على شهادة ناوفيطوس ادلبي مطران حلب للروم الكاثوليك.)

3) راجع كتاب البطريرك مكاريوس زعيم، “تاريخ جداول الأربعة بطريركيات”، في المخطوطة الفاتيكانيّة العربيّة ٢ رقم ٦٨٩ ،ص١٢٧آ.وكذلك كتاب الارشيدياكون بولس زعيم، “سفرة البطريرك مكاريوس الحلبيّ”، في مجموعة الآباء الشرقيّين، المجلّد ٢٢ ،الكراس الاوّل، ٣٣.

4) راجع مقدّمة مخطوطة اقتناها الأب لويس شيخو في حمص سنة ١٩٠٢ ،وحفوظة اليوم في المكتبة الشرقيّة بيروت، ٣ وهي تتضمّن “القواعد الشمسيّة وحساب الكيكلوس القمري لأجل عيد الفصح المجيد”.والمخطوطة المذكورة نُسخت سنة ١٧٠٩م عن الأصل المكتوب سنة ١٥٧٣م .

5) هو البطريرك  الأنطاكي  ذوروثاوس الثالث، الذي كان إذًا بطريركاً قبل التاريخ المذكور (١٨ أيلول ١٥٤٠) ،وحطّ ٤ على كرسيه في أواخر سنة ١٥٤٣.
6)  الحاشية رقم ١

7) المطران ناوفيطوس ادلبي “أساقفة الروم الملكيّين بحلب في العصر الحديث ” وقد اعتمد نصر الله على مخطوطات بطريركية الروم الارثوذكس بدمشق حيث كان ينفرد في فترة البطريرك اغناطيوس الرابع  وباذنه حيث كان صديقه وسمح له ارتياد المكتبة للاطلاع  والعمل على مخطوطاتها ومثله كان الاب فايز فريجات المخلصي المختص بترتيب المخطوطات…(ولم يكن للمكتبة وقتئذ امين او قيم) وذلك لترتيب المخطوطات البطريركية بعد ان كان الاخير قد وضع كراساً بالموجودات من المخطوطات عام 1967، ولماد جاء السيد الياس جبارة عام 1987 لتوصيف المخطوطات ونحن بعده بسنة وتزاملنا انا لتكشيف الوثائق والياس لتوصيف المخطوطات وقد تم طبع كراس المخطوطات الذي اعده المذكور في عام 1988 في البلمند وكنا معاً قد اكتشفنا فقداً للمخطوطات التي تحكي عن البطريرك ابن الزعيم وعن سفرتيه الى روسيا وعن نشوء الروم الكاثوليك واعتمد عليها المطران ادلبي بارقامها الاساس ورفعنا بها تقريرا ومحضرا بالمفقودات الى غبطته رحمه الله مستندين على الكراس العائد للعام 1967 الذي اعده فريجات  وارقام المخطوطات التي عمل عليها نصر الله وكانت بجردنا غير موجودة …!!! وقد سمعنا  من احد ابناء كرسينا(…) الذين كانوا يعدون الدكتوراة في تاريخ انطاكية وهو مقيم في فرنسا وبجامعة كان، ان ورثة المونسنيور نصرالله الذي كان يقيم في فرنسا كانوا يقومون  ببيع المخطوطات التي كانت ضمن تركته والمذكورشاهدها بام العين ومنها عدة مخطوطات تحمل ختم المكتبة البطريركية للروم الارثوذكس والارقام المفقودة ومنها المخطوطة 1781 العائدة لمكتبة بطريركية الروم الارثوذكس!!!وهي التي اعتمد عليها هو في كتاباته وكذلك المطران ادلبي في بحثه عن المطران غريغوريوس بن فضيل،  وهذا اعلمنا به غبطته…وقتئذ!!!

8) الشماس عبد الله زاخر رائد الكثلكة والذي نقل معه المطبعة التي احضرها ابن الدباس من رومانيا الى حلب ثم الى البلمند، وقام الشماس زاخر (المترهب وقتها في البلمند) الذي كان يعمل عليها في حلب مع معلمه البطريرك الدباس قبل انتقاله الى دمشق لما استلم الكرسي البطريركي، قام بنقلها معه ومع الرهبان الحلبيين الذين تركوا البلمند وذهبوا الى دير الشير وجعلوها مطبعة دير الشير( انظرها هنا في موقعنا بسيرة البطريرك الدباس).

9) اسمه الحقيقيّ ذوروثاوس ضو مطران طرابلس. ولم يتّخذ له اسم ميخائيل إلاّ عند تنصيبه بطريركاً.

10)كانت أوخاييطا من أهمّ أبرشيّات الكرسيّ الأنطاكي في العصر الوسيط. ويقال لها أيضا حناك. وفيها نشأ الشاعر الروميّ الارثوذكسي الملكيّ اابراهيم الحناكي، والناسخ ميخائيل بن شحادة الحناكي. وإنّ أهم قرية داخلة في ولايتها كانت قرية محردة، التي لا تزال معقل الروم الارثوذكس في ابرشية حماة.

11) وهذا هو السبب في وجود مخطوطات مطرانية حلب الرومية بعد اختلاسها من قبل الفاتيكان وايداعها في المكتبة الفاتيكانية ومنها مخطوطات المطران غريغوريوس المحكي عنه.  وكذلك الروم الكاثوليك حيث وضعوا اليد على الكنائس والمخطوطات والايقونات… وعدم وجودها في مطرانية حلب الارثوذكسية حيث كانت كل الرعية ارثوذكسية قبل الانشقاق الفعلي في عام 1724 والرسمي باعتراف الدولة العثمانية بهم كنيسة مستقلة في عام 1835. وعدم وجود هذه المخطوطات عن تاريخ حلب الارثوذكسية وهي الابرشية الأهم بعد ابرشية المقر البطريركي دمشق، واحيانا كثيرو كان الكثير من البطاركة الانطاكيين مطارنة لحلب قبل وبعد انشقاق الروم الكاثوليك.

مصادر البحث

– د.اسد رستم كتاب تاريخ مدينة الله انطاكية العظمى
– مخطوطات بطريركية الروم الارثوذكس بدمشق
– المخطوطات الفاتيكانيّة العربيّة رقم ٣٢ ،٤٧ ،١٤٧ ،٥٤ ،١٧٤،٧٤،٥٠ وهي كلها مختلسة من مطرانية الروم الارثوذكس…وخاصة بعدما طغت موجة الكثلكة بين صفوف الروم الارثوذكس بمساعي الرهبنات الغربية اللاتينية…
– “المجموع اللطيف” للبطريرك مكاريوس الحلبيّ ابن الزعيم في
٦٠٠ رقم الشير دير مكتبة مخطوطة – J, NASRALLAH, Chronologie des patriarches melchites d,Antioche
de 1500 a 1634 Jerusalem 1956-1957, p. 38, note 1.
– G. GRAF, Geschichte der christlischen arabischen literature, t. III, p.
90 وهي من المخطوطات الارثوذكسية الحلبية من مطرانية حلب ونقلها رهبان دير الشير الى ديرهم
– مجلّة النعمة، السنة الثالثة، ص ١٤
– مجلّة المشرق، السنة الحادية عشرة، ص ٥٤٠ ،وسنة ١٩٣٨ ص ٤٦٧
– الخزانة الشرقيّة لحبيب الزيّات، السنة الثالثة، ص ١٦ و١

 

 


by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *