لوحة رقص فرعونية

نبذة في الرقص الشرقي

 

نبذة في الرقص الشرقي

في المجتمعات العربية، يُستهجن الرقص الشرقي ويُنظر إليه على كونه شكلاً من أشكال الإثارة والشهوانية، ولكن لنعد إلى الماضي البعيد؛ فعلى مر التاريخ القديم لم يأخذ الرقص الشرقي ذلك الطابع المثير للمشاعر الحسية، ولكنه كان يسعى إلى الارتقاء بالروح والجسد إلى عالم روحاني، وهو ما يجب أن تجسده الراقصة في أدائها، وقد أصبح الرقص الشرقي مهنة متعارف عليها في القرون الوسطى، في ذلك الوقت من الزمن كانت الغجريات تعبرن إلى مصر، وهناك تعلمن الرقص الشرقي، ثم بدأن بنقله إلى بلادهن، ولكن من أين بدأت حكاية الرقص الشرقي؟

البداية من مصر الفرعونية القديمة 

تؤكد مديرة تدريب الرقص الشرقي رقية حسين قائلة “لا أحد يرقص مثل المرأة المصرية، أعتقد أنها موهبة لا مفر منها” والحقيقة إن أصل الرقص الشرقي يعود إلى الحضارة المصرية القديمة، وهو ما يظهر جليًا في الرسومات الموجودة على جدران المعابد الفرعونية، والتي تظهر نساء يرقصن رقصًا شرقيًا، ليس من أجل الترفيه، ولكن بدلاً من ذلك لطلب بركات الآلهة من أجل الخصوبة والرخاء والنماء.

الرقص الفرعوني
الرقص الفرعوني

وهناك تشابهات واضحة بين الحركة العامة للجسم، خاصة البطن والجزء السفلي من الجسم، وبين الحياة الجنسية والحمل والولادة. وبينما يبدو أن كل حضارة في شرق البحر الأبيض المتوسط، كان لها نسختها الخاصة من الرقص الشرقي، يبدو أن الإجماع هو أن النسخة المصرية هي التي أعطت هذا الفن مجده، خاصة في العصر الحديث.

السنوات الذهبية للرقص الشرقي في مصر خلال الأربعينات والخمسينات 

يوضح مؤلف كتاب “تاريخ الرقص الشرقي” الصحفي “بيجاد سلامة” إن الرقص الشرقي في مصر شهد خلال عشرينيات القرن الماضي بداية تطور أخذه مباشرة إلى سنواته الذهبية في القاهرة وخاصة في الأربعينيات والخمسينيات، وطوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، شهدت مصر، وخاصة القاهرة، عدة أنواع من فناني الرقص الشرقي، وكان هؤلاء في الأساس الغوازي والعوالم؛ هناك فروق غالبًا ما يلاحظها علماء أنثروبولوجيا الرقص بين المجموعتين، حيث يُنظر إلى المجموعة الثانية على أنها أكثر رقيًا واحترافية في حركاتها.

نبذة في الرقص الشرقي
نبذة في الرقص الشرقي

لم يكن لدى أي من المجموعتين تصميم رقصات معين للالتزام به، أو توضيح مفاهيم الحركات المعنية. لكن المجموعة الثانية، كما يقول سلامة، كانت أكثر استعداداً للرقص على إيقاعات الموسيقى، وكان إمكانها أيضاً الغناء. بينما كان الغوازي يرقصون في الأماكن العامة، خاصة في الموالد الشعبية والدينية، كان العوالم يرقصون على انفراد، غالبًا لجماهير منفصلة، ولأن مصر في ذلك الوقت كانت جزءًا من إمبراطورية أوسع فقد شهدت هجرة مجموعات عرقية عديدة، وبالتالي لم تكن جميع الراقصات مصريات، كانوا أيضًا أرمنيات ويونانيات ويهودًيات وأوروبيات ومن اوربة الشرقية والجنوبية ومن مناطق عربية اخرى.

من راقصات الرقص العربي في مصر
من راقصات الرقص العربي في مصر

بديعة مصابني والرقص الشرقي في مصر 

الراقصة بديعة مصابني
الراقصة بديعة مصابني

بديعة مصابني هي ممثلة، ومغنية وراقصة بدأت مسيرتها في بلاد الشام وفلسطين،  ثم جاءت إلى مصر في عشرينيات القرن الماضي ولم تصبح راقصة بارزة فحسب، بل أيضًا صاحبة أحد أبرز الملاهي الليلية في القاهرة بشارع عماد الدين بالقاهرة، وبحسب سحر الهلالي، مؤلفة دراسة عن التاريخ الاجتماعي للرقص الشرقي في مصر، فإن بديعة لها الفضل في إطلاق الرقص الشرقي الحديث، الذي يعتمد بشكل أكبر على الجزء العلوي من الجسم.

الرقص الشرقي يفقد مكانته في مصر 

الراقصة بديعة مصابني
الراقصة بديعة مصابني

مع مرور السنوات، وخاصة مع فترة المد الوهابي السعودي وسفر العديد من المصريين للعمل بالخليج، أصبح المجتمع المصري أكثر تحفظًا وتدينًا وكان السياح فقط وقتها يشاهدون النسخة الأكثر تشوهًا من الرقص الشرقي في شارع الهرم، والتي كانت تعتمد بالأساس على الإثارة الحسية، في ذلك الوقت أضحت احتمالات ممارسة الرقص الشرقي كمهنة أقل بكثير بالنسبة للمرأة المصرية وذلك بسبب شيطنة النساء اللاتي يغامرن بالكشف عن أذرعهن أو ارتداء فستان قصير نسبيًا. ولم تكن تلك حقبة قمع الأنوثة فحسب، بل كانت أيضًا لحظة مناهضة للنسوية، حيث تم رفض فكرة حق المرأة في السيطرة على جسدها تحت ضغوط اجتماعية قوية.

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *