هل أيقونة “العائلة المقدسة”أيقونة هرطوقية؟

هل أيقونة “العائلة المقدسة”أيقونة هرطوقية؟

هل أيقونة “العائلة المقدسة”أيقونة هرطوقية؟

هل أيقونة “العائلة المقدسة” أيقونة هرطوقية؟

الجواب على هذا السؤال نقول نعم لكن لم؟

نقول نعم لأن كل الأيقونات التي يظهر فيها البار يوسف، كما لو كان يحتضن العذراء مريم والطفل يسوع، هي أيقونات مخالفة للعقيدة الارثوذكسية المستقيمة الرأي، بالتالي هي هرطوقية لا يجب على المؤمن وغير المؤمن شراءها أواقتناءها ولا توقيرها، لأن من وراء نشرها قصد المهرطقون الاساءة للعذراء الطاهرة والدائمة البتولية، وليوسف العفيف قريبها وخطيبها وحارس بتوليتها ومربي الطفل يسوع … وللطفل الالهي يسوع له المجد…

توطئة ومدخل

انتشرت في الآونة الأخيرة في الشرق الأرثوذكسي أيقونة بها هرطقة وخطأ لاهوتياً فادحاً… ومسيئة لأقدس رموز إيماننا الارثوذكسي القويم…
الأيقونة الهرطوقية هذه يسمونها خطأً ب“أيقونة العائلة المقدسة”
تظهر هذه الهرطقة والبدعة المرئية يوسف قريب الفتاة مريم الذي صار خطيبا لها بعدما كانت منذورة منذ طفوليتها لخدمة هيكل الرب، ولأن شريعة الهيكل تمنع بقاء البنات المنذورات لخدمته طالما صرن في سن الرشد… ولما لم يكن لهذه الابنة اللطيمة ( يتيمة الابوين) اي قريب الا هذا القريب المترمل والطاعن في السن والأب لعدد من الاولاد، فقد اختير بتسمية خطيب لها ( الزواج بدون الدخول كما في الاسلام) وبذلك يصبح راعياً لها وضامناً لحياتها، طالما هو على قيد الحياة، وبالتالي حارساً شرعياً لبتولية هذه الابنة اللطيمة المقطوعة من شجرة…

هذه الايقونة البدعة الهرطوقية تبينه، وهو المسن، كرجل شاب، وكأنه يحتضن الطاهرة مريم العذراء وهي الدائمة البتولية كما في الايقونات الحقيقية التي تظهر النجوم الثلاث على رأسها وكتفيها ( النجوم الثلاث رمز البتولية قبل الحبل بيسوع وبعد الحبل به وبعد ولادتها له)

تظهر يوسف ومريم كما لو أنهما زوجين طبيعيين ويحملان الطفل الالهي يسوع بينهما كما لو أنه هو ثمرة هذه العلاقة الحميمية البادية بين يوسف مع مريم العذراء.

فكيف بيوسف الورع الذي شك عندما علم بحبل العذراء كما يخبرنا الانجيل الشريف فقرر تخليتها سراً، فحضر اليه جبرائيل ملاك الرب ليخبره انها حبلى من الروح القدس وان المحبول به والذي ستلده هو المخلص ابن الله، كيف به وقد صار على علم من الملاك جبرائيل سفير الله، بأن العذراء تحمل بواسطة الروح القدس بابن الله، وان دوره بالتالي ان يقوم بتربيته بالتبني مع امه بالجسد، ومعروف عن يوسف شدة ايمانه وورعه وخوفه من مخالفة الله.

في الايقونة الهرطوقية، شاء المبتدعون الرسامون الهراطقة اظهار الشبه الكبيربين وجه المسيح كبيرا، وبين وجه يوسف الشاب ( في هذه الايقونة) التي تشي بالعلاقة الحميمة الأثيمة … كما لو ان هناك تشكيكاً في ايمان الكنيسة قاطبة بأن المسيح هو ابن الله…

هل أيقونة “العائلة المقدسة”أيقونة هرطوقية؟
هل أيقونة “العائلة المقدسة”أيقونة هرطوقية؟

دور الايقونة في المسيحية

الايقونة في تعليمنا، هي انجيل مفتوح، مشاهد ومقروء بدون أية أبجدية أو كتابة ، وهي موجهة لتعليم الناس البسطاء المؤمنين عبر كل مراحل المسيحية وادوار التاريخ المسيحي.

الأيقونة هي اداة تعليمية تمثل الحادثة الانجيلية واحياناً اكثر من حادثة وبعضها يختصر حياة الرب يسوع على ارضنا كما نرى في الايقونات الجماعية وخاصة منها التي تعود الى فن الايقونة السورية منذ القرن 16، إضافة الى كونها اداة توقير لمن تمثل من السيد له المجد ووالدة الاله والقديسين… فاذا دور الأيقونة هو غاية في الأهمية فإذا اسيء لهذا الدور كما في هذه الايقونة الهرطوقية أُسيء للتعليم المسيحي برمته، وانقلب ضده.

وهو السبب الرئيس الذي دفع بكتَّاب الايقونات الى اعتماد التقليد في تصوير الأيقونات الأرثوذكسية بدلاً من الإبتكار لجهة منع المفاهيم الهرطوقية من دخول الكنيسة، إذ أن البدعة يمكن تصويرها في اﻷيقونة بنفس القدر، كما كتابتها في الكتب، أو إعلانها من عن المنبرفي الكنيسة…
وأحد هذه الابتكارات في رسم الايقونات كانت هذه البدعة الهرطوقية ايقونة العائلة المقدسة، وقد بدأت في أميركا، (وهي الموطن الحالي كل البدع الهرطوقية والمتصهينة بسبب الأغلبية البروتستانتية بطوائفها التي فاقت عن 700 دكان اسموها كنيسة) ثم انتشرت في الشرق، هو تصوير ما يسمى “العائلة المقدسة”، حيث تبيّن هذه الهرطقة المرئية المسيح إما في أحضان القديس يوسف ومريم العذراء معاً، أو في حضن القديس يوسف وحده كما لو كانا ابويه كما في كل الصور الضوئية العائلية.

تنزيل المصلوب بيدي يوسف الرامي ونيقوديموس وحاملات الطيب
تنزيل المصلوب بيدي يوسف الرامي ونيقوديموس وحاملات الطيب

وفيما قد تبدو هذه الرسوم بريئة، فإنها في الواقع تظهِر إنعدام اهتمام بالمسائل الأساسية للعقيدة الأرثوذكسية.

الدور البروتستانتي في هذه الأيقونة الهرطوقية

ان ظهور مثل هذه الايقونة الهرطوقية في أميركا ذات الأغلبية البروتستانتية يوضح مدى تأثير الفكر البروتستانتي على العقيدة والمحرف للتقليد الارثوذكسي ودوره الحافظ للايمان، حيث يعتقد البروتستانت بأنه بعد ميلاد المسيح كانت علاقة مريم ويوسف البار علاقة زوجين حقيقيين نتج عنها أطفال أسموهم “أخوة يسوع” ولذلك فهم لا يعترفون بدوام بتولية العذراء، وباتوا يطلقون على مريم ويوسف والطفل يسوع لقب “العائلة المقدسة”.

الدور البابوي في هذه الأيقونة الهرطوقية

تستند رسوم ما يسمي “العائلة المقدسة” هذه على بدعة بابوية، حيث أن البابوية أسست في العصر الحديث عيداً للعائلة المقدسة. وقد لاحظ أحد الباحثين الكاثوليك، في مقارنة بين عيد العائلة المقدسة البابوي والأعياد المسيحية في العصور القديمة، انه نتاج عصرنا الحديث، العصر الذي نحن ننتمي إليه.

البعد الارثوذكسي الحافظ للإيمان

يصَّور البعد الارثوذكسي في الأيقونات الأرثوذكسية التقليدية، يصوَّر المسيح الطفل بشكل صحيح، ليس وحده مع يوسف الخطيب، وإنما وحده مع والدته، وبالتالي يشدد على كونه عقيدة أنه هو “الإبن من غير أب، الذي كان مولوداً من الآب دون أمّ قبل الدهور” بينما دور يوسف خطيب مريم هو حراسة الطفل وتربيته بالتعاون مع “أمه بالجسد”.

في الواقع، لحماية المؤمنين من الفهم غير السليم لدور يوسف الأبوي وعلاقته بوالدة الإله، فإن حجمه في الأيقونات الأرثوذكسية التقليدية يكون صغيراً (بدون أن يقلّل هذا من قيمة شخصِه بطبيعة الحال)، كما أن آباء الكنيسة أيضاً يقتضبون عند الحديث عنه. على سبيل المثال، في أيقونة ميلاد المسيح، لا يظهريوسف في الجزء المركزي للأيقونة، كما يظهر الطفل يسوع ووالدة الإله، فيظهر يوسف هناك بعيداً في زاوية، بهدف تأكيد الحقيقة الانجيلية وتعليم الكنيسة ب”أن المسيح ولد من عذراء”.

مصورا الايقونات الروسيان الشهيران، ليونيد أوزبنسكي وفلاديمير لوسكي، في عملهما المحوري حول تصوير اﻷيقونات، يقدمان ملاحظة مماثلة وتفصيل آخر يؤكد:” أنّ في ميلاد المسيح يُغلَبُ ترتيب الطبيعة، اما بالنسبة ليوسف، فهو ليس جزءاً من المجموعة المركزية، التي تضمّ الطفل وأمه. فهو ليس الوالد لذا يتمّ إبعاده بشكل قاطع من هذه المجموعة”.

وعلى المنوال نفسه، في أيقونات اخرى ذات موضوعات مماثلة، كدخول السيد الى الهيكل، أو الرحلة إلى مصر، فالفن الايقونوغرافي الارثوذكسي لا يُفهم الناظر الى القديس يوسف أنه كرئيس لنوع من ما يسمي “العائلة المقدسة”. بدلاً من ذلك، يُنظَر إليه على أنه حارس لوالدة الإله وطفلها الإلهي وراعٍ لهما، وقد تمّ اختياره تدبيريا.ً
إن قبوله المتواضع بهذا الدور، وإنجازه الفاضل له، هما بالتحديد أساس توقيره في الكنيسة الأرثوذكسية.
إلى هذا يلاحظ القديس أغسطينوس بقوله: “يوسف… يمكن أن يسمّى والد المسيح، على أساس كونه بمعنى ما زوج والدة المسيح…” فيما يصرّ أوغسطين ذاته على أنه في هذه العلاقة الزوجية “لم يكن هناك أي اتصال جسدي” ويتوسّع في مكان آخر في هذه النقطة فيقول: “وبسبب هذا الإخلاص الزوجي،أي التبتّل المتبادل بينهما، فكلاهما جديران بأن يسميا والدي المسيح (ليس فقط هي كوالدته، بل هو أيضاً كوالده، لكونه زوجها)، فكلاهما كانا كذلك في الفكر والغرض، ولكن ليس في الجسد. ولكن في حين كان الواحد والده في الغرض فقط، فاﻷخرى والدته في الجسد أيضاً. فلهذه اﻷسباب كلّها، كانا والدَيه ولتواضعه سموّه والده (انظر 2كورنثوس 13: 4). وعليه، في تصوير الثلاثة معاً في الأيقونة يجب أن يظهَروا كمتممين للقصد الإلهي، لا كأسرة واحدة بحسب الجسد كما يظهر من هذه المسماة ايقونة فهي كصور العائلات التذكارية…

القديس أمبروسيوس أسقف ميلان، حرصاً منه على التعليم المسيحي التقليدي حول القديس يوسف، ودوره كزوج لمريم العذراء، يحذّرنا من سوء فهم الآية الكتابية بقوله: “فإن ثعبان الكفر، إذ يخرج من أماكن الفساد التي يختبئ فيها، يرفع رأسه ويتقيأ الأذى من قلوب شيطانية”. إحدى المجموعات من الناس التي قد يشوشها وصف “العائلة المقدسة” بشكل خاص هي المتحولين من الأنكليكانية الى الارثوذكسية. فالإنكليكان يعتقدون بالوﻻدة من بتول، ولكنهم بغالبيتهم يرفضون العذرية الدائمة لمريم العذراء، ما يعني أنهم لا يقبلون عقيدة الميلاد من عذراء إلا جزئياً.!!!

جزء من هذا له علاقة مع حقيقة أن الإنجيليين ينظرون إلى اﻹلفة الزوجية على أنها المثل الأعلى للحياة المسيحية، في تناقض حاد مع الكتاب المقدس والآباء الذين يعلّمون أن أسمى حالات الحياة المسيحية هي البتولية، لأنها تساعد على تركيز المسيحي على تحقيق وحدته مع الله. على مثال الهراطقة المشهورين كالإبيونيّين، هلفيديوس ويوفينيان، يتمسّك اﻷنكليكان بوجهة النظر الأكثر تدنيساً وهي أن اتصالاً جسدياً تمّ بين يوسف ومريم بعد ولادة المسيح، ما يعني إنجاب أوﻻد آخرين. ما يدعو القديس يوحنا الدمشقي بأن يسمي أولئك الذين يحملون مثل هذه النظرة :”أعداء مريم”. وهكذا عندما يتحوّل الأنكليكان إلى اﻷرثوذكسية ويرون مثل هذه اﻷيقونات المسمّاة “العائلة المقدسة”، لن يكون مفاجئاً أن صورة كهذه تشوّشهم وتبرر الإبقاء على اعتقادات هرطقتهم السابقة.

سوع بين يوسف الذي يبدو شاباً مقارباً في العمر لمريم ومريم والطفل بينهما وكأنه ولدهما
سوع بين يوسف الذي يبدو شاباً مقارباً في العمر لمريم ومريم والطفل بينهما وكأنه ولدهما
ي

إن عذرية والدة الإله وبتوليتها الدائمة هي فرضية أساس لقبول حقيقي لعقيدة التجسد. في هذا يكتب القديس غريغوريوس بالاماس

“تكرّم الله بقبول طبيعتنا منّا، واﻻتّحاد أقنومياً معها بطريقة رائعة. ولكن كان من المستحيل اتّحاد الطبيعة اﻷسمى، التي نقاؤها غير مفهوم للعقل البشري، بطبيعة خاطئة قبل أن تتم تنقيتها. لذلك، فالحمل بمُعطى الطهارة وولادته، يتطلبان عذراء نقية تماماً وفائقة الطهارة”.

يسمّي القديس باسيليوس الكبير الأيقونات “كتب الأميين”. ويقول

“أي برهان لدينا أفضل من أن اﻷيقونات هي كتب الأميين، والمذيعة الدائمة التحدّث عن إكرام القديسين، ومعلّمة الذين يحدقون بها من دون كلام ومقدِّسة للرؤيا. مَن ليس عنده العديد من الكتب ولا الوقت للدراسة، يذهب إلى الكنيسة التي هي الملجأ المشترك للنفوس، وعقله منهك من الأفكار المتضاربة، يرى أمامه صورة جميلة فينعشه المنظر، ويدفعه إلى تمجيد الله.”

اليوم، إذا دخل شخص أمّي الكنيسة الأرثوذكسية ورأى صورة “العائلة المقدسة”، كيف يُفترض به أن يقرأها بشكل صحيح من دون تفسير مطوّل؟ بدلاً من ذلك، إذا كانت الصورة تعكس الباطل أو البدعة بشكل واضح وفوري، يجب رفضها كي لا تؤدّي إلى ضلال الأبرياء والبسطاء، إذ من الواجب الروحي أن يكون هناك تناغم كامل بين العقائد المكتوبة والايقونات التي تزيّن كنائسنا.

في كنيستنا الأرثوذكسية، لدينا العديد من العائلات المقدسة، كمثل يواكيم وحنة مع والدة الإله، زكريا واليصابات ويوحنا السابق، عائلة القديس باسيليوس الكبير، عائلة القديس غريغوريوس بالاماس…. كل هذه وغيرها الكثير من العائلات، هي عائلات مقدسة حقاً، ينبغي لنا أن نكرّمها ونصوّرها في كنائسنا، لأنها كانت أسَراً حقيقية بحسب الجسد.ولكن من ناحية أخرى،فإن هذه اي أسرة القديس يوسف الخطيب ومريم العذراء مع المسيح، لم تكن أسرة مكوّنة بالجسد، ولكن كما كتب القديس أوغسطين هي عائلة “الفكر والغرض”، وقد جمعتها العناية الإلهية للتأكد من إنجاز المسيح لعمله الخلاصي لافتداء الجنس البشري.

الخاتمة

ماتسمى ايقونة قلب يسوع وقلب مريم من ايقوات البدع التي تقول بعبادة قلبي سوع وعبادة قلب مريم
ماتسمى ايقونة قلب يسوع وقلب مريم من ايقوات البدع التي تقول بعبادة قلبي سوع وعبادة قلب مريم

ليس كل مايكون منشوراً من تعاليم وتراتيل وعظات وأيقونات هي سليمة وتحافظ على العقيدة المستقيمة الرأي التي تسلمناها من الكنيسة الأولى الرسولية وتعاليم الآباء والمجامع المقدسة المسكونية والمكانية…التالية…

في هذه الآونة وخاصة بعد هذه الثورة الهائلة في تكنولوجيا الاتصالات والتواصل الاجتماعي، زاد الخطر عما كان عليه منذ انتشار الطباعة مطلع القرن 15 بموجب المنشورات والمطبوعات التقليدية من أناجيل لايُركن اليها وكتب تبشيرية بخلفيتها الصهيونية.

أنا أذكر أنه عندما كان المبشرون البروتستانت أو الجماعات الرهبانية الوافدة بكثافة الى الساحة الدمشقية، تطرح في المجتمعات المسيحية، والدمشقية خاصة في منتصف القرن19 منشوراتها لجذب المؤمنين البسطاء مع الزيارات التبشيرية الاستلابية لبيوت هذه العائلات المؤمنة، وقد استطاعوا اقتناص الكثيرين وجيروهم أعداء الداء لكنيستهم الأم، وكان رائد المقاومة الأرثوذكسية الدمشقية وفي منطقتها كبلودان وعين الشعراء في جبل الشيخ، وحاصبيا وراشيا كان الخوري المتميز يوسف مهنا الحداد الدمشقي (المعلن قديساً بإسم الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي) ووفق الوثائق البطريركية، كان هذا المناضل الأرثوذكسي وبجهد فردي جبار يتجند ليدور على الرعية ومعه بقية الآباء لتحصين هذه الرعايا وإرجاع ما استُلب منها، وبالتالي كان يتم جمع هذه الكتب التي وزعها المبشرون اللاتين و البروتستانت وحرقها في ساحات الحارات المسيحية الارثوذكسية الدمشقية كساحة الدوامنة مثلاً حفظاً للايمان القويم وتحصينا للرعية…

فهذه المنشورات كانت ولاتزال مع دعوات الجذب وخاصة مع أيقونات هرطوقية كأيقونة “العائلة المقدسة” الهرطوقية وايقونات بدع مرفوضة كنسياً كأيقونة “قلب يسوع”، وشهر “عبادة قلب يسوع”، وأيقونة “قلب العذراء” وشهر “التعبد لقلب العذراء” غاية في الهرطقة وكانت نتاج تفرد كنيسة روما وخاصة بعد الانشقاق الكبير فظهرت هذه البدع المخالفة تحوي ما خدع قبلاً ويخدع المؤمنين البسطاء بمعسول الكلام والمعجون سمه بدسمه… وبكل اسف انتشرت في بعض البيوت الارثوذكسية المحافظة على الايمان القويم وصارت الكثير من سيداتنا تمارسنها كعبادة في الكنائس الغربية وكأنها من ثوابتنا والكل يدافع بالقول:” ان لاشيء يمنع طالما انها لاتسيء للايمان بصاحبها…” وهنا الموضوع محل نظر ونقد وحتى نقض جذري…

اليوم علينا أن ننتبه فمهما كان السعي المضاد لهذه الهرطقات قوياً يبقى قاصراً أمام جيوش المبشرين المدعمين بالعلم والمال وتزييف الحقائق الانجيلية والمنشورة بشكل دعائي ومشوق بوسائل الاعلام المسموعة والمقرؤة، والافلام والايقونات، ومايترافق معها من تبشير في البيوت لقطعان الذئاب الضارية التي نبهنا منها السيد التي تأتينا في ثياب الحملان فتختطف اولادنا بأسلحتها ومغرياتها… وفي كنائس هذه الجماعات المستذئبة التي تنهش برعايانا المؤمنة والقليلة الايمان التي تُشترى بالدرهم الرنان ومعسول الوعظ السام لضرب المسيحية الارثوذكسية والأنطاكية خاصة في مشرقنا الحبيب.

إن هذا التبشير ومنها أيقونة العائلة المقدسة الهرطوقية هي كمثل القبور المجصصة من الخارج وفي داخلها مملوء نتانة…

الموضوع يحتاج الى سهر رعائي من الرئاسات الروحية والآباء وتيقظ ذاتي من الرعية والتثقف روحياً وارتياد الكنيسة ليس لمجرد كونها عادة ( وحتى هذه العادة أصبحت قليلة عند أجيالنا الصاعدة التي سرقتها التكنولوجيا بمشوقاتها الواصلة للفجور) بل للتحصين الروحي والإنتماء إلى الأخويات الكنسية والمنظمات الشبابية العاملة في حقل الكنيسة كمدارس الأحد وفرق التعليم الديني والكشافة…

ولنثق أن الله في وسط كنيسته الأرثوذكسية التي تتعرض لكل أنواع الهجوم والخطف والاستلاب منذ الألفين المنصرمتين، ولولا هذه الرعاية لما بقيت كنيستنا صامدة، ولما ازدهرت بالرغم من نَبْوَة سيفها وكبوة جوادها في بعض الاحيان بسبب شراسة الأعتداء…

نعم أيقونة العائلة المقدسة وايقونة قلب يسوع وايقونة قلب العذراء…وغيرها… هي هرطوقية بالمطلق…فاحذروا منها… واجتنبوها…

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *