وهل ثمة اعظم من الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت…

وهل ثمة اعظم من الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت…

وهل ثمة اعظم من الرب يسوع الذي أطاع حتى الموت…

تكمن عظمة الرب يسوع في تواضعه
الرب يسوع له المجد أخلى ذاته، آخذاً صورة عبد صائراً في شبه البشر…
“فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ” (فيليبي 2: 5- 8) هذا ماقاله بولس الرسول في رسالته الى اهل فيليبي عن الرب يسوع بأنه اخلى ذاته من قدرته الالهية…
لم يستخدم قوته على صنع المعجزات إلا في الضرورة القصوى…

لم يستخدم قوته من أجل ذاته، ولا من أجل منفعة خاصة لم يستخدم لاهوته ليمنع عن نفسه الجوع أو العطش أو التعب أو الألم. رفض أن يحول الحجارة إلى خبز لسد جوعه الشخصي واسترضاء لابليس، بينما بارك الخمس خبزات من أجل إشفاقه على الناس…

لم يستخدم قوته ليهبر الناس بالمعجزات، ولا من أجل الإيمان. وعندما كانوا يطلبون منه معجزة لأجل (الفرجة) لم يكن يقبل. بل كان يبكتهم قائلًا: “جيل فاسق وشرير يطلب آية ولا تعطي له…” (متى12: 39). لم يبهر الناس بالمعجزات مثلما فعل سيميون الساحر، ومثلما فعلت عرافة فيلبي، ومثلما سيحدث في الأزمنة الأخيرة من المسيح الدجال والوحش والتنين…

رفض أن يلقي نفسه من على جناح الهيكل، لتحمله الملائكة…

ويري الناس المنظر فينذهلون ويؤمنون معجبين بعظمته…! رفض ذلك، لأنه أخلى ذاته من إعجاب الناس.

إن معلمنا الراعي الصالح لم يحط نفسه بالمجد، لأنه أراد أن يلتف الناس حول التواضع وليس حول المجد.

ومعجزة كحادثة التجلي التي كان يمكن أن تبهر الجماهير، لم يشأ أن يراها كل الشعب، ولا حتى كل تلاميذه الاثني عشر، بل رآها ثلاثة فقط، وأوصاهم ألا يظهروها…

كان زاهدًا في كل هذه الأمور التي يبحث عنها من يريدون أن يظهروا ذواتهم… بل أكثر من هذا أنه بعد كل معجزة تبهر البصر كان يخفي تلك المعجزة بعمل من أعمال الضعف البشري أو بكلام عن آلامه… أو يطلب ممن حدثت معه أن يخفيها…

وحتى من أجل الإيمان لم يشأ أن يبهر الناس بالمعجزات. أراد أن يكون إيمانهم بدافع من الحب والاقتناع وليس بسبب المعجزات.

ما الدليل على هذا؟

دليلنا أنه كان يطلب الإيمان قبل المعجزة، وليس كنتيجة لها. وكثيرًا ما كان يسأل الذي يجري معه المعجزة “أتؤمن؟”، أو يقول له: “ليكن لك حسب إيمانك”.

وإن كان يؤمن قبلًا تحدث معه المعجزة… ولذلك قيل عنه إنه في وطنه: “لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم” (مت13: 58). كان الإيمان يسبق المعجزة. وكانت المعجزة نتيجة للإيمان وليست سببباً

وكثير من معجزات السيد الرب له المجد كانت أعمال رحمة وحب، وكانت لها أهداف روحية… تتبعوا عنصر الحب والحنان في معجزات الرب يظهر لكم واضحاً وجلياً… وهكذا نرى في إقامته العازر بعد اربعة ايام على موته أنه بكي قبل أن يقيمه.

إن الحب الذي كان يعتصر قلبه، ظهر أولًا في عينيه الدامعتين، قبل أن تظهر قوته في عبارة: ” يالعازرهلم خارجًا”.

الكثير من معجزات الشفاء كانت تسبقها عبارة: “فتحنن يسوع” أو “أشفق” أو ما شابه ذلك…

ولم يستخدم معجزاته في الدفاع عن نفسه، أو في الانتقام من مضطهديه وشاتميه. أهانوه بكل أنواع الإهانة، وأشبعوه شتماً وتعييراً. وكان يستطيع أن يجعل الأرض تفتح فاها وتبتلعهم، أو تنزل نار من السماء وتفنيهم. ولكنه لم يفعل. كان قد أخلي ذاته من استخدام هذه القوة التي فيه

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *