أين هي روسيا العميقة من المسألة اليهودية؟
هل تريد روسيا إنتصار ( اسرائيل ) لمصلحتها القومية ؟؟؟ !!! …
لا يزال الانسان العربي كما هو مباشر وبسيط وطيب …
يصدق كل ما تراه عيناه …
ويؤمن بكل الأحاديث التي تنقل له …
ويأخذه الكلام المعسول الى الفخ تلو الآخر
ويخيفه الوجه العابس …
والسبابات التي تهدده …
ولذلك فإنني أشفق كثيرا” على الفلاسفة والحكماء الذين يتحدثون الى العربي لإقناعه أن ما يراه ليس الحقيقة …
وأن ما يسمعه لا يمثل إلا أكاذيب …
وأن العسل الذي يقدمه العدو كلما زادت حلاوته فإنما لكي تخفي طعم السم الكثيف فيه …
والحقيقة أن الغرب و( اسرائيل ) محظوظان جدا” بآذاننا وعيوننا …
وإذا كانا يستعملان سلاحا” فتاكا” للتدمير الشامل فإنه آذاننا وعيوننا …
ونحن للأسف نقطة ضعفنا هي عيوننا وآذاننا …
فهي نقاط عبور بلا تفتيش …
ولا جمارك … ولا شرطة …
واذا كنا نقول بأن آلة الإعلام الجهنمية للغرب متفوقة فلأنها لا تعاني ولا تجد مشقة في أن يدخل تجار المخدرات علينا من عيوننا ومن آذاننا وهم يحملون بضائعهم علنا …
وعيوننا وآذاننا ما هي إلا مهابط لأسراب الكلام الذي ينشر كأسراب الجراد التي تأكل عقولنا الخضراء الغضة …
كل يوم … كل يوم عقولنا حقول خضراء تأكلها أسراب جراد الكلمات التي ينشرها إعلاميو الغرب المتوحش …
ولذلك فان كل ما كان يقال للناس عن قتل المتظاهرين السلميين وعن الجولان الصامت وعن الحرية وعن الطوائف …
كله كان يمر كما يمر الماء في ساقية …
وأستطيع أن أزعم وأنا مطمئن أن ( الربيع العربي ) كان أكبر محطة لهبوط الخرافات والأضاليل التي كانت توسوس في آذاننا وتوهم عيوننا أن القدر قد قال كلمته في البيت الأبيض …
وأن الروس يبيعون رؤوسنا وجلودنا كما يبيعون فراء الثعالب السيبيرية …
وأننا انتقلنا الى رحمة الله أو رحمة الناتو …
الى أن جاء الروس وسلخوا معنا جلود الذئاب من دير الزور الى حلب …
وعلقوها على جدران أستانة …
اليوم يحاول نتنياهو وعملاؤه بيننا أن يستعمل عيوننا وآذاننا كما تعوّد كسلاح يعمل ضدنا …
فهو يقصفنا ثم يذهب ليستجم في موسكو وكأنه يقول لنا انني سيد في موسكو كما أنا سيد في واشنطن …
وأن حدود تحالفكم مع موسكو تسقط عند حدودي …
ومهما أحبتكم روسيا فانها تحبني أكثر …
فإياكم واللعب معي وإياكم والإعتداء عليّ لأن موسكو لا تقبل …
وإذا دافعت عنكم موسكو ضد الإرهاب فإنها ستنأى بالنفس عندما يصل الأمر للحرب معي …
وتحتشد في الفيسبوك الأسئلة التي تختلط بالأجوبة …
الحابل يضرب بالنابل …
وأشك أن مصدر كثير منها هو إعلام نتنياهو بنوعيه العبري منه والعربي النفطي …
فالاسئلة تركز عيوننا على سبب عدم تدخل موسكو في الاشتباكات مع موجة التوماهوك أو مع الغارات الاسرائيلية والتي يدعمها نتنياهو برحلاته الى موسكو …
حتى أنه صار يزور موسكو أكثر من واشنطن …
وكأن اللوبي اليهودي يعيش في موسكو وليس في نيويورك …
بل أن بعض الظرفاء اقترح منحه جنسية روسية لأنه صار يفطر في موسكو بعد أن يغير علينا …
ويتعشى في بطرسبرغ بعد ان يغير علينا …
بعد أن كان يتغدى في سوتشي مع بوتين أثناء الاغارة علينا …
يكثر اليوم الحديث عن تواطؤ روسي أو تفاهم على الأقل بين روسيا و( اسرائيل ) …
ويتذرع اصحاب هذا الرأي بأن الروس سيهمهم فقط إنقاذ مصالحهم في الشرق الأوسط ولكن لا يهمهم ما يشغلنا من تحرير الأرض والصدام مع ( اسرائيل ) لأنه يستدرجهم الى صراع لا يريدونه مع أمريكا …
وهذا فيه شيء من الواقعية …
ويزعم هؤلاء أن السلاح الروسي يعطى لضرب الإرهابيين ولكنه ممنوع في مواجهة ( اسرائيل ) …
ويستند من يحدثنا الى مسند الكرسي ويرفع رأسه بتعال لأننا لا نفهم أعماق السياسة كما يفهمها هو …
فيضع الملح في فنجان الشاي الذي نشربه ويحركه بالملعقة ثم يقدمه لنا بهدوء …
فنشرب النصر مملحا” كالأجاج بآرائه …
فيقول متباهيا” بنظرياته:
إن للروس جالية كبيرة هي ثاني الجاليات في ( اسرائيل ) …
وهؤلاء لهم تأثير كبير داخل روسيا …
ولا يمكن أن تسمح روسيا لنا بتدمير مواطنيها في ( اسرائيل ) بسلاحها …
ثم يضيف محدثنا ملعقة من الهراء المملح أو الملح المهور في كوب النصر السوري ليفسده بآرائه …
ويلفت انتباهنا الى الترحيب الحار بنتنياهو في روسيا وكأنه صهر بوتين …
فهل هذه هي الحقيقة؟؟؟ !!! …
وأين هي موسكو من هذا اللعب على العيون والآذان؟؟؟ !!! …
لأن لعبة نتنياهو النفسية هي أن يصور موسكو على أنها في النهاية دولة استعمارية مثل أمريكا …
وهي تتقاسم سورية مع الغرب و( اسرائيل ) …
وأن مصير سورية في النهاية تقرره مصالح روسيا مع الغرب ومع ( اسرائيل ) …
وعليه فإن الثقة السورية بالحليف الروسي تستدعي السخرية …
بل أن موسكو تماطل في حل الأزمة السورية لجني مزيد من الأرباح والعقود …
أي هي أمريكا ذاتها ولكن قادمة من سيبيريا !!…
وهذا التصوير والفوتوشوب لصورة روسيا وتحويلها الى شبيهة بأمريكا مقصود لجعلها في نظرنا دولة استعمارية تتلاعب بمصيرنا كما أمريكا …
ولكن إذا عرفنا كيف ينظر الروس والقادة الروس الى ( اسرائيل ) والى خطر ( اسرائيل ) على مصالح روسيا – وهذا الكلام من قلب النخب الثقافية المقربة من الكرملين –
سنفهم لعبة نتنياهو البائسة …
الروس يتقنون فن الحرب الديبلوماسية …
ويعلمون أن استقبال الزوار والضيوف لا يعني أنهم سيحرجون منهم …
ولا يعني أن الضيوف لا ياتون إلا كي تلبى طلباتهم …
وكما نذكر فإن روسيا الحليفة الموثوقة وافقت في أحلك لحظات الحرب أن تأخذنا معها الى مؤتمر جنيف الأول حيث وافقت على التعامل مع فكرة حل الأزمة على مبدأ (حكومة سورية انتقالية واسعة الصلاحيات) …
وهو ما اشترطته الولايات المتحدة وحلفاؤها لأنه نهاية الحكم الوطني السوري …
ولكن الديبلوماسية الروسية قدمت تلك الجزرة لتكسب الوقت …
لأنها كانت تحضر العصا …
فهي تريد أن تمنح الميدان استراحة لإجراء مراجعة عسكرية حثيثة …
وكان الوقت هو أثمن ما كسبته في المناورة الديبلوماسية …
حيث ذهب الجميع الى جنيف لكن العسكريين ذهبوا الى غرف العمليات وعرفوا كيف تتوزع الأدوار بين الأرض والسماء
اذ ظهرت بالمراجعة نقاط الضعف العسكرية التي اخترقتها المخابرات الغربية والتركية …
واتضح أكثر المخطط العسكري الكبير …
حيث أعطيت داعش والنصرة مهمة إسقاط الدولة لأنهما غير معنيتين بالمفاوضات …
لأنهما مصممتان كي لا تفاوضا …
فهي منظمات إرهابية لا تفاوضها أمريكا !! …
وكان المقصود تقسيم سورية بداعش والنصرة …
وكذلك فقد استقبل الروس المبعوثين السعوديين وعروضهم السخية وتهديداتهم بتدمير سعر النفط العالمي إن لم تخضع روسيا …
وقيل مئات المرات أن الروس خضعوا للابتزاز …
ثم قيل أن الروس طعنوا في أوكرانيا وقرروا أن يقايضوا اوكرانيا بسورية … وهكذا …
واليوم يعاد نفس الهراء …
نحن نملأ الكؤوس بماء النصر العذب …
فيسارع البعض الى القاء الملح في الكؤوس لإفساد مذاق النصر …
فسورية تتقاسمها روسيا مع أمريكا الى سورية الشرقية وسورية الغربية …
وادلب صارت لتركيا …
وهناك تبادل سكاني حيث تفرغ كفريا والفوعة ليحل محلها الجسم الإرهابي المدني من عائلات الذين رفضوا التسوية …
وايران سيتم إخراجها من سورية بمباركة روسية …
الحقيقة كلما قرأت هذا الكلام عرفت كم الغرب محظوظ بآذاننا وعيوننا …
لأننا منذ سبع سنوات نقرأ ونسمع الكذب ولا نزال لا نتعلم …
وموهوبون في الوقوع في الحفر …
بل اختصاصنا أن نبحث عن الحفر ونقع فيها …
والغريب أن البعض نصرخ في أذنيه …
انتبه الحفرة أمامك …
لكنه يضع قدمه اليمنى في وسط الحفرة ويلحقها باليسرى …
ويسقط في أعماق الحفرة .. ويشغلنا طوال أيام في عملية إخراجه من الحفرة …
فيشكرنا على إنقاذه ويحمد الله على أنه صحا وأفاق …
ثم يتابع المسير والضماد على جبينه ورجله اليمنى في الجبيرة …
نحو حفرة أخرى …
ونصرخ في أذنيه ثانية انتبه الحفرة أمامك …
لكنه يضع قدمه اليمنى في وسط الحفرة ويلحقها باليسرى …
ويسقط في أعماق الحفرة …
ثم يستغيث بنا …
ولا عمل لنا منذ سبع سنوات إلا اخراج هؤلاء من الحفر …
حتى أن بعضهم صار إذا لم يجد حفرة حفر حفرة لنفسه ليقع فيها ويستغيث بنا …
إنها متعة الوقوع في الحفر وندب الحظ والإستغاثة …
السؤال هو:
ما هو موقف الروس العميق من صراعنا مع ( اسرائيل ) ؟؟؟ !!!
الى أولئك الذين يبحثون عن الحفر نقول في آذانهم بأن يقرؤوا التاريخ الروسي جيدا” …
فالروس يعلمون أن ( الاسرائيليين ) ليسوا مجرد حلفاء أمريكا بل هم استطالة أمريكية ومخلب غربي وأنهم لا يؤتمنون …
والروس يدركون أن المحيط الروسي تتلاعب فيه أصابع الموساد …
واللوبي الصهيوني حتى أن الجميع يعرف أن الاصابع اليهودية …
هي التي لعبت في جورجيا وأبخازيا وأوسيتيا …
وهي التي تلعب في اوكرانيا …
وهناك شعور أن هذه المجموعة البشرية مجموعة غير صديقة لروسيا تاريخيا” …
بل أن النخب الروسية التي تحقن القيادات السياسية برؤاها صارت ترى أن اليهود لعبوا أسوأ الأدوار في أهم حدثين في روسيا …
الثورة البلشفية والبيريسترويكا …
فهؤلاء يرون أن الثورة البلشفية التي أطاحت بالعائلة القيصرية كانت ( أول ربيع ) حملت فيه الشعارات البراقة …
وحرضت الناس على الحكم القيصري رغم أن لب النظرية الشيوعية هو أن بيئة الثورة في بريطانيا وألمانيا …
ولا يوجد لها بيئة في روسيا …
ولكن أخذت النظرية الى روسيا بقدرة قادر …
ولعب اليهودي الشهير ليو تروتسكي دورا” رهيبا” فيها وهو الذي كان يلقب بالنبي …
وكانت الغاية الحقيقية من الثورة في روسيا اخراج القياصرة من الحكم بسبب معارضتهم للنفوذ اليهودي في روسيا وتضييقهم عليهم …
وكذلك من أجل اخراج روسيا من معادلة الحرب العالمية الأولى وحرمانها من حصتها في الانتصار – بعد ان قدمت ملايين الضحايا ثمنا للنصر – …
واقتسام تركتها لأن الخاسر الأكبر من الحرب العالمية الأولى كانت روسيا وألمانيا …
فقد كان التجار اليهود يمارسون نوعا” من الفساد التجاري الذي آذى المزارعين الروس والفلاحين البسطاء …
مما استدعى تدخل القياصرة من أسرة رومانوف لمنع استغلال اليهود للمواطنين الروس …
مما خلق أول صدام بين اليهود مع القيادة الروسية القيصرية التي حاولت وضع حد لسلوك اليهود التجاري والاقتصادي وصارت تنظر إليهم على أنهم لا ينتمون للمجتمع الروسي وأنهم كانوا مجموعة غريبة من المهاجرين الذين لا ينتمون ثقافيا” ووطنيا” الى المجتمع الروسي …
مما أطلق موجة من الكراهية بين اليهود ضد روسيا القيصرية وكان على رأس أولئك الحاقدين هو ليو تروتسكي أبرز قياديي الثورة البلشفية …
وقد تبين لاحقا” أن دور تروتسكي كان مثل برنار هنري ليفي أو ما زعم أنه “المفكر العربي” عزمي بشارة الذي رعاه الموساد …
وأطلقه لرعاية ( الثورات العربية الملونة الاسلامية ) …
بل هناك تشابه غريب في السيرة الذاتية – الى جانب التشابه في كبر الشاربين بين تروتسكي وبشارة – …
فكلاهما إختار منفى …
ولكنه قاد عملية إدارة الصراع الداخلي في بيئته لصالح قوى خارجية …
تروتسكي كان يهوديا” روسيا” وهو من تلامذة إحدى المدارس اليهودية المتطرفة …
ولكنه يزعم انه من المتنورين اليهود …
ولكنه قاد ثورة ضد الكنيسة الأرثوكسية التي كانت تؤازر القياصرة في حربهم ضد الغرب …
وعزمي بشارة كان مسيحيا” عربيا” – غالبا” من تيار المسيحيين الجدد – …
ويزعم أنه من المتنورين …
وكان يحمل جنسية ( اسرائيلية ) …
ورئيسا” لمركز أبحاث صهيوني لكنه وللمفارقة كان المنظر الأول ( للربيع العربي ) …
وكان وبشكل غير مفهوم موجه الحركات الإسلامية …
ودماغ الأخوان المسلمين …
وهو مفكرها الرئيسي ويدير العاصفة التي تدمر المجتمع الإسلامي والدين الإسلامي باخراجه لأول مرة للقتال الى جانب عدوه الغربي …
وكان عزمي المسيحي الصهيوني يدير العاصفة الفكرية من قطر حيث قواعد أمريكا …
وحيث تمركزت حوله القواعد الرئيسية للتيارات الإسلامية السياسية العربية وغرف عملياتهم …
التي إعتبرته نبيا” لها …
كما كان تروتسكي نبيا” لثوار روسيا …
تروتسكي كما تقول الوثائق الروسية الرسمية كان يهوديا” روسيا” …
أشعل روسيا بموهبته الخطابية بسبب كراهيته لآل رومانوف …
والقيصر نيقولاي الثاني الذي كان يتوجس من تحركات اليهود في مجتمعه …
ولا يزال توقيت ثورة 1917 في روسيا الذي تسبب في خروج روسيا من الحرب دون أن تقبض ثمنا” لما قدمته في الحرب …
سرا” من الأسرار ويثير الكثير من الشبهات لدى المؤرخين الروس …
أي كانت نتيجة الثورة البلشفية أن روسيا التي كادت تكسب الحرب …
خسرت كل مدخراتها ونقلتها الى أمريكا …
ولم تدخل في عداد المنتصرين …
ولم ترث الإمبراطورية العثمانية كما كانت تخطط …
وتنازل ثوارها عن مليون كيلو متر مربع من أراضيها لدرجة أدهشت مفاوضيهم ..
وقام تروتسكي الذي صار ما يشبه وزيرا” للدفاع بإعدام جميع النبلاء والقادة العسكريين والضباط …
الذين كانوا يدركون اللعبة الدولية …
والذين كانوا يعتبرون موالين للقيصر ( شبيحة القيصر!! ) …
– وهذا يعتبر نسخة طبق الأصل عما فعل الثوار الإسلاميون في البلدان العربية وجيوشها الوطنية – …
ثم تم حل الجيش القيصري ( كما يحدث دوما” في الثورات الملونة اليوم ) …
فعاد الضباط الروس الوطنيون الى بيوتهم رافضين الخدمة في الجيش الجديد الذي سمي الجيش الأحمر …
حيث تعامل معهم تروتسكي بقسوة …
فقام باحتجاز عائلاتهم …
وتهديدهم بقتل أسرهم ما لم يخدموا الجيش الجديد …
وتم تدمير أسطول الشمال وأسطول البحر الأسود دون مبرر …
مئات السفن أغرقت بلا داع لأنها سلاح القيصر الذي قتل الشعب !!! …
كما فعل الثوار العرب في أسلحة جيوشهم …
وكانوا يكبرون كلما دمروا قاعدة صواريخ سورية موجهة نحو ( اسرائيل ) …
وكما فعل ثوار ليبيا باسلحة الجيش الليبي ..
وتوج تروتسكي عمله الثوري بتعيين زوجته للإشراف على كنوز ومتاحف البلاد المنهوبة وكل كنوز روسيا عبر مئات السنين …
والتي جمعتها الكنيسة والنبلاء والقياصرة …
انتقلت بقدرة قادر الى متاحف أمريكا وبريطانيا …
مثلما نقل ( الثورجيون الإسلاميون ) كنوز الشرق وآثاره الى الغرب و( اسرائيل ) ودمروا الباقي …
ويذكر المؤرخون الروس أنه عندما وصل لينين الى العاصمة الروسية في قطار عام 1917 كان معظم مرافقيه في ذلك القطار من اليهود …
ولكن أخطر ماحصل عليه اليهود من الثورة هو وعد من لينين وتروتسكي ببيعهم شبه جزيرة القرم لتكون وطنا” قوميا” لهم …
وكان هذا بنظر اليهود في حال فشل مشروع بلفور في فلسطين الذي كان للمفارقة في نفس العام …
وهذا ما جعل الروس لاحقا” في عهد ستالين يعترفون بسرعة بقيام ( اسرائيل ) في فلسطين لأنها تعني أن اليهود لم يعودوا بحاجة الى شبه جزيرة القرم التي صارت وعدا” لهم مثل وعد بلفور …
وبعد إقصاء تروتسكي حاول الروس الاستقلال وتغيير إتجاه الإرهاب التروتسكي اليهودي ولاحقوه الى أمريكا الجنوبية وتم تنفيذ حكم الإعدام به …
ولكن عاد اليهود الى روسيا عبر منظمة أبناء بريت وهي منظمة يهودية ماسونية …
فالثورة الثانية هي التي سميت الثورة من فوق (البريسترويكا) …
حيث لعبت الأصابع اليهودية دورا” في تدمير إمبراطورية الروس الشيوعية …
فهي التي قامت بتدمير الإتحاد السوفييتي عبر إختراق قياداته …
وإضعاف الروح الوطنية …
وتحريض الناس على الدولة الشيوعية التي انتهى دورها منذ أن ابعد تروتسكي ورفاقه عنها وتملصت من قبضتهم …
وبعد البيريسترويكا وضعت أموال الروس من جديد تحت تصرف مجموعة أبناء بريت …
التي قامت بافراغ المجتمع الروسي من ثرواته ومن نخبه العلمية عبر ترحيل النخب والعلماء الروس نحو أمريكا و( اسرائيل ) تحديدا” بالترغيب والترهيب …
وعاد حلم اليهود للسيطرة على جزيرة القرم وبدؤوا في تفكيك أوصالها من أوكرانيا …
لأنهم يعتبرون القرم ملكا” لهم بوثيقة روسية موقعة من لينين وتروتسكي …
والتي لا تزال هدفا” ثمينا” لهم …
وقد استفزهم جدا” عودة روسيا إليها لأنها كانت الأرض الموعودة …
كما أنهم ينظرون الى جزيرة القرم على انها وطن بديل لليهود إذا ما هزموا في فلسطين …
إذا فتحت العقل الروسي الحاكم في الكرملين فستجد تحت هذه الحقائق في قاعه وستجد هذا القلق …
وهذا وحده كفيل أن يتوجس الروسي من انتصار ( اسرائيلي ) في سورية أو انكسار سوري …
وكل ما يقال عن إخراج إيران من سورية …
وعن تقسيم سورية يعني للروس شيئا”واحدا”وهو أن الخطر اليهودي سيكبر …
وستنهب ( اسرائيل ) مزيدا” من الثروات في الشرق لتصبح أقوى …
وستضخ اسلامييها المجانين الى روسيا من أجل المطالبة بشبه جزيرة القرم …
لأنها عندها ستحس بقدرتها على المطالبة بحقها في شبه جزيرة القرم الغنية والثرية والاستراتيجية التي بيعت لهم في وثيقة روسية …
وهو مطلب سيؤيده الغرب لأنه سيضعف روسيا أكثر …
فوجود ( اسرائيل ) ثانية في القرم سيفيدهم مثلما أفادتهم ( اسرائيل ) الأولى في فلسطين …
وتلعب نفس الدور القذر …
وربما يوصلنا هذا الى استنتاج أن بقاء ( اسرائيل ) الحالية سيفضي الى ( اسرائيل ) في القرم …
أما نهايتها فإنه يعني سقوط قوة مؤثرة لتحرك مسألة القرم …
والغريب أن البعض لا يرى ولا يسمع إلا ما يريد …
كما ذلك الذي نصرخ في أذنيه بأن يتجنب الحفرة لكنه يصر حتى وإن أمسكنا به من ذيله وثيابه الا أن يندفع نحو الحفرة …
ونسأله وهو في قاع الحفرة: ياحمار … هل روسيا غامرت هذه المغامرة كي تتفق مع أمريكا كي تعطيها نصف حصتها في الشرق إذا كانت كل سورية حصة كاملة لروسيا …
بالمنطق فكيف تتخلى عن نصفها ( لاسرائيل ) وأمريكا وتركيا والناتو وهي كانت قادرة على الحصول على هذا الثمن دون أن ترسل جيشها وطائراتها وتبذل معنا الدم لدحر الغزاة؟؟؟ !!!
طيب اذا كان هذا اتفاقا^مع أمريكا فإن ﻹمريكا بعد ان تتمركز في الشرق السوري ما هو الضمان أنها لن تنقلب عليه؟؟؟!!!
ارجو ألا يقول لي من سقط في الحفرة من قاع الحفرة ان امريكا تحترم التزاماتها الدولية وهي ملزمة بالقانون الدولي كما أنها ستحصل على النفط السوري جائزة لاسكاتها …
وعندها سنقول له:
يا حمار … منذ ايام انسحبت أمريكا من أقوى إتفاق دولي ومعاهدة إتفاق نووي مع ايران …
وهو اتفاق مضمون من دول العالم ومن الأمم المتحدة …
فكيف لا تنسحب من إتفاقات مع روسيا بشأن سورية؟؟ ..
هل يستطيع أي شخص غبي في روسيا أن يثق بأمريكا ويترك لها نصف سورية …
دون ان يسيل لعابها على النصف الثاني …
حيث أكبر حقول للغاز في المتوسط وفي وسط سورية؟؟
وهل يقدم اي روسي هدية ثمينة لأمريكا بأن يزيل كل الأخطار والتهديدات القريبة منها ومن ( اسرائيل ) ؟؟
يعني اخراج ايران من سورية هو اضعاف لروسيا …
فالمنطق أن روسيا تستفيد من قوة ايران وسورية وحزب الله في الضغط على امريكا …
كلما ضغطت أمريكا في محيط روسيا التي ستبقى هدفا” لأمريكا و( اسرائيل ) …
إن ايران وسورية وحزب الله صاروا في المعادلة العسكرية الروسية سلاحا” روسيا” مثلث الرؤوس …
خطرا” جدا” لن تتخلى عنه من أجل اي اتفاق …
بل إن حماية القرم كملكية روسية من مطامع يهودية يقضي بإضعاف ( اسرائيل ) جدا” …
لذلك لا بأس من ان يتفاخر نتنياهو بزياراته لروسيا …
ولا بأس من أن يتباهى أنه يقصف ارضنا وتصمت روسيا …
لكنه يعرف أنه في النهاية يواجه السلاح الروسي …
وان طائراته وصواريخه الأحدث أسقطت بسلاح روسي …
ولكن سياسة النأي بالنفس الروسية هي سياسة الجزرة من جديد …
فيما العصا توضع بيد ايران وسورية وحزب الله …
واستقبال نتنياهو لا يعني أنه شريك وأن له حصة …
لأن اليهود الروس لديه الذين يدينون بالولاء ( لاسرائيل ) لن يكونوا لروسيا …
إلا كما كان تروتسكي لروسيا …
صحيح أن روسيا ستنأى بنفسها عن المعركة الصاخبة لكنها ستكون في غاية السرور لإنتصاراتنا …
هذه المرة نخرجكم من الحفرة للمرة الألف ونحن نعرف انكم ستقعون في الحفرة التي تليها …
بل وستحفرون حفرة تناسب عقولكم وعيونكم وآذانكم الطويلة …
وقدرنا أن ننتشل الساقطين في الحفر …
ونضمد جراحهم …
وأن نردم الحفر التي وقعوا فيها …
والتي يقع فيها غيرهم من عابري السبيل …
اترك تعليقاً