مسن في دار المسنين

إصنع جميلاً…

قصة وعبرة…

إصنع جميلاً…

كان ثمة رجل عجوزنزيل في مستشفى لرعاية المسنين بسبب امراض الشيخوخة
وكان احد الشباب قد اعتاد أن يزوره يوميا،
فيجالسه لأكثر من ساعة يومياً، ويساعده بكل احتياجاته وبالذات
يساعده على أكل طعامه واﻹغتسال، ويصطحبه في جولة بحديقة المستشفى، واخيراً يرجعه الى غرفته فيساعده في الاستلقاء على سريره، ويغطيه بكل حنان متفقداً أدويته وكوب الماء ويطمئن عليه ثم يودعه ويغادر.

ذات يوم دخلت عليه الممرضة لتعطيه دواءه وتتفقد احواله، ولاحظت الترتيب الذي كان عليه (مظهراً ودواءً وخزانته الصغيرة…)

فأبدت إعجابها بذلك بقولها للعجوز:
“ماشاء اللہ…على هذا الترتيب ياعمو، الله يخليلك ابنك، يوميا يزورك ويهتم بك…”

نظر إليہا العجوز، ولم ينبس ببنت شفة، بل أغمض عينيه…
وأخيراً أجابها بقوله:
” كم تمنيت ياعمو أن يكون أحد أبنائي فعلاً، فهذا الشاب هو منذ صغره يتيم الاب كان يسكن في الحي الذي كنا نسكن فيه قديماً، فرأيته يبكي حينما كان طفلاً عند باب بيته بعدما توفي والده، فهدأته وقبلته واشتريت له حلوى وانصرفت، ومن وقتها لم أحدثه، وعندما علم بوحدتي أنا وزوجتي، أصبح يزورني كل يوم ليتفقد أحوالنا
حتى ضَعُفَ جسدي وأُصبت بالمرض، فأخذ زوجتي إلى منزله ليرعاها،
وجاء بي إلى المستشفى للعلاج، وعندما كنت أسأله:” لماذا ياولدي تتكبد كل هذا العناء معنا، تبسم وقال:” لايزال طعم الحلوى في فمي…

عبرة للجميع

أزرع جميلا ولو في غير موضعه…….. فلن يضيع جميلا أينما زرعا
إن الجميل وإن طال الزمان به………… فليس يحصده إﻻ الذي زرعا

 


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *