الآراميون
واحدة من القبائل التي تحدثت لغة سامية شمالية (الآرامية)، أقام الآراميون ممالك عديدة بين القرن الحادي عشر والقرن الثامن قبل الميلاد في سورية، كما توسعوا في نفس الوقت في مساحات واسعة من بلاد ما بين النهرين.

الممالك الآرامية
مملكة آرام صوبا في سهل البقاع.
مملكة آرام النهرين بين الفرات والخابور.
مملكة بيت بخياني عاصمتها غوازانا (تل حلف حاليا) في حوض الخابور.
مملكة بيت عديني وعاصمتها تل بارسيب (تل أحمر حاليا) في شمال الجزيرة.
مملكة بيت آجوشي وعاصمتها أرباد (تل رفعت حاليا) وتشمل منطقة حلب.
مملكة شمأل عند سفوح جبال الأمانوس.
مملكة حماة
مملكة بيت رحوب عند مجرى الليطاني.
مملكة آرام معكا في الجولان.
مملكة جشور بين دمشق ونهر اليرموك.
مملكة آرام دمشق، وهي من أقوى الممالك.
بعض أعلام الآراميين
1. حزائيل ملك آرام دمشق
• جمع كلمة الممالك السورية في مواجهة آشور كلما رأى ضرورة لذلك.
• جمع جيوش الكثيرة في وجه الملك الآشوري شلمنصر الثالث.
• عمل على التأكد من عدم انحياز أية مملكة في غربي الفرات إلى الجانب الآشوري أو وقوفها على الحياد في الصراع القائم مع آشور.
• رسم سياسة جديدة تسمح له بالتدخل ضد أية دولة تميل إلى مهادنة آشور ودفع الجزية لها في مناطق غربي الفرات.
• سمع بعودة شلمنصر الثالث إلى المنطقة فحصن دمشق وانطلق لملاقاته عند أسفل جبل الحرمون حيث تحصن لقطع طريق الحملة الآشورية.
• انسحب حزائيل الى دمشق وتحصن بها وقاوم شملنصر الثالث ثم استطاع فك الحصار عن دمشق فقطع شلمنصر الثالث اشجار الغوطة وهدم مدن وقرى حوران انتقاما.
2. بنهدد بن حزائيل ملك آرام دمشق
• استلم عرش دمشق بعد والده وكان ذلك عام 800 قبل الميلاد.
• بسط نفوذه على كامل مناطق الشمال السوري إضافة إلى مناطق وسط وجنوب سوريا وفلسطين.
• استطاع تعبئة كامل مناطق غربي الفرات في جبهة واحدة استعدادا للوقوف في وجه الملك الآشوري ”ادد نبراري الثالث“.
• صعد على رأس حلف سوري يضم سبعة ممالك معروفة بعدائها الشديد لآشور وخصوصا مملكة بيت آجوشي وقاتل ملك حماة المدعو ”زاكير“ وذلك لسلوك مملكة حماة الآرامية في عهده نهجا مواليا لآشور.
أما نتيجة الحصار كانت: اما ان الحلفاء فكوا حصارهم عن المدينة وتراجعوا عنها بعد ان وصلتهم اخبار عن عبور ملك آشور ”ادد نبراري الثالث“ نهر الفرات، أو انهم قد توصلوا الى اتفاق يضمن حياد ملك حماة ”زاكير“ في المعركة المقبلة.
• اما ملك آشور ”ادد نبراري الثالث“ فقد استطاع الاستيلاء على دمشق وحبس ملكها ”بنهدد بن حزائيل“، واجباره على دفع جزية كان مقدارها 2300 وزنة من الفضة و20 من الذهب و5000 من الحديد.
اللغة الآرامية
لغة سامية شمالية مركزية أو شمالية غربية كان يتحدثها في الاصل سكان شرق أوسطيون يعرفون بالآراميين، تتألف الأبجدية الآرامية من 22 حرفا وتكتب من اليمين إلى اليسار كمعظم اللغات السامية. يعتقد ان اول ظهور للآرامية، كان بين الآراميين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.


بحلول القرن الثامن قبل الميلاد اصبحت اللغة الآرامية مقبولة من قبل الآشوريين كلغة ثانية. ساعدت عمليات الترحيل الجماعي للشعب من قبل الآشوريين واستخدام اللغة الآرامية كلغة مشتركة بين التجار البابليين على الحفاظ على اللغة وزيادة انتشارها. أصبحت بعد ذلك اللغة الرسمية للسلاسة الفارسية الاخمينية (559-330 قبل الميلاد).
وبعد فتوحات الاسكندر الكبير أزاحتها اليونانية كلغة رسمية، شملت جميع انحاء الامبراطورية الفارسية السابقة.
كتبت بعض الأجزاء من العهد القديم على سبيل المثال سفر عزرا وسفر دانيال باللغة الآرامية، كما ان السيد المسيح وتلاميذه قد تحدثوا الآرامية الفلسطينية التي كان استعمالها دارجا في القسم الغربي من بلاد الشام بمافيها فلسطين.
استمرت الآرامية في مساحات واسعة حتى ازيحت عام 650م وحلت محلها اللغة العربية ندريجيا ولاتزال بعض المناطق تتحدث بها كلغة شعبية كما في معلولا والقرى المجاورة في القلمون الشرقي السوري، وصارت منها السريانية كلغة لايزال بعض سريان الجزيرة السورية يتحدثون بها، وهي لغة طقسية كلغة عبادة في الكنيسة السريانية وشقيقتها المارونية.

في العصور المبكرة بعد الميلاد انقسمت اللغة الآرامية الى صنفين شرقي و غربي، لهجات الصنف الغربي تتضمن مثلا اللهجتين النبطية والتدمرية، يتم التحدث باللهجة الآرامية الغربية حتى الآن في بعض القرى الصغيرة في لبنان و3 قرى في دمشق هم (جبعدين وبخعة ومعلولا)، أما الآرامية الشرقية تتضمن لهجات مثل السيريانية القديمة (الفصحى) والمندائية والاشورية الحديثة، ويتم التحدث بها من قبل بعض الجماعات من الصابئة المندائيين والمسيحيين في الشرق الأوسط.
الميثولوجيا الآرامية

هيمن على الميثولوجية الآرامية عبادة إله العواصف والطقس والخصوبة ”هدد“، ويقابله من ميثولوجيا آشور بلاد ما بين النهرين الإله ”أدد“، أزيح في بعض الأوقات من قبل الإله الكنعاني ”بعل“، أو دمج معه كـ ”بعل-هدد“، أو في بعض الأوقات كـ ”البعل“ أو ”السيد“ ولاحقا ارتبط مع الإله الإغريقي زيوس والروماني جيوبتر.
نهاية المملكة الآرامية
احتل الملك الآشوري ”تغلث فلاسر الثالث“ أرفاد (تل رفعت حاليا)، مركز المقاومة الآرامية في شمال سوريا عام 740 قبل الميلاد، وأطاح ايضا بمملكة السامرة عام 734 قبل الميلاد ومملكة دمشق عام 732، ثم جاء ابنه ”سرجون الثاني“ ودمر مملكة حماة الآرامية مما ادى الى نهاية الممالك الآرامية في الغرب.

ختاما نقول بايجاز
الآراميون: مجموعات ساميّة شمالية او غربية ظهرت في بلاد الشام والجزيرة السورية منذ الألف الأول قبل الميلاد. انتشرت لغتهم (الآرامية) حتى صارت لغة تواصلٍ عام في الشرق الأدنى، بما في ذلك بلاد الرافدين، وهناك تعلمها اليهود في سبيهم الى بابل ( السبي البابلي) ونقلوها معهم الى فلسطين بعدانهاء السبي وتكلموا بها شعبيا وكلغة عبادة ودعيت بالآرامية الفلسطينية لقرون طويلة وصارت لغة الإدارة، تجارة، دين).
السريان- الموارنة: في الاستعمال التاريخي-الكنسي يعني أساسًا المسيحيين الناطقين بالآرامية (لغة “السريانية” هي طورٌ أدبي-كَنسي من الآرامية). إذًا “السرياني والماروني والى حد ما الآشوري والكلداني” تسمية دينية ثقافية/لغوية أكثر منها قومية إثنية صِرفة.
كثير من سكان الشام القديم تعرّبوا أو تَأرامَنوا لغويًا عبر القرون؛ اللغة تغيّرت بشكل أسرع من الأنساب.
هل كان الآراميون وحدهم “سكان سورية الأصليين”؟
بلاد الشام او سورية كانت دائمًا فسيفساء عرقية ودينية: كنعانيون/فينيقيون، أموريون، حِثّيون، حوريون/ميتاني، آشوريون، كلدان، آراميون، يهود، أنباط، إغريق، رومان، رومان شرقيون او روم، عرب قبل الإسلام وبعده، ثم لاحقًا أرمن وكُرد وشركس وغيرهم.
الآرامية صارت لغة الغالبية لفترة طويلة، لكن هذا لا يعني حصر السكان إثنيًا بالآراميين وحدهم. مثلما أنّ انتشار اللاتينية قديمًا في أوربة لا يعني أنّ الأوروبيين “رومان” إثنيًا اليوم.
القول إن “اللغة الآرامية/السريانية هي الأصل في سورية كما يشيع السريان اليوم وبكثافة وعلى صفحات كثيرة، بأن سورية للسريان، وكل متفوق يفاخرون بأنه سرياني حتى لو كان من الطوائف المسيحية الأخرى! بفرضية شمولية سريانية كل سكان سورية بما فيهم المسلمون والعلويون و… بسبب من ان اللغة الآرامية/ السريانية كانت هي لغة سورية الأم” وان السريان ورثة الاراميين لا يصح تاريخيًا. لو طبقناه عالميًا للزم إعادة توزيع قارّات!
كما ان اللغات تأتي وتذهب: الآرامية، اليونانية، اللاتينية، ثم العربية… لكل مرحلة ظروفها السياسية والاقتصادية والدينية التي جعلت لغةً ما “فوق” غيرها.
من المصادر
حتي – فيليب /تاريخ سورية ولبنان وفلسطين
موقع اكتشف سورية
السواح – فراس ارام دمشق واسرائيل فى التاريخ والتاريخ التوراتى