الادب المسيحي باللغة العربية

الأدب المسيحي باللغة العربية

الأدب المسيحي باللغة العربية

تمهيد

منذ العصر الرسولي والمسيحية تعبر عن الايمان المتجسد في مكان وزمان معينين وبلغة العصر، لغة الأدب ولغة الشعب ضمن مجتمع معين، وإزاء المشكلات اللاهوتية والحياتية التي تواجه الكنيسة.

في القرون الأولى انتشرت المسيحية في العالم اليهودي- الهليني، ثم ضمن الأمبراطورية الرومانية وعلى تخومها، فأتت الكتابات المسيحية باللغة اليونانية في دمشق وعواصم المنطقة وحواضرها ومدنها الكبرى الساحلية كأنطاكية واللاذقية وبيروت وجبيل والاسكندرية وغزة…وفي كل منطقة غرب الفرات في سورية الكبرى، كونها اللغة العالمية، ولغة الاناجيل المقدسة، والترجمة السبعينية، ولغة التبشير، ولغة الثقافة حتى في “المسكونة” التي تتأطر بها الامبراطورية الرومانية الضخمة، لذا تدعى في الادبيات المسيحية، والتاريخ المسيحي ” المسكونة”. وبعد براءة ميلان 313م تحولت الامبراطورية الرومانية بعاصمتها روما الى الامبراطورية الرومانية الشرقية بعاصمتها القسطنطينية ( الامبراطورية الرومية او الامبراطورية الرومانية الشرقية) وماتم عقده من مجامع مسكونية دعى اليها الاباطرة الروم القسطنطينيين بحضور  بابا رومة بصفة كنيسة رومية الاولى في الترتيب الكنسي ولغتها اللاتينية وشعوبها بلغاتها وعقائدها وهرطقات بعضها …وكانت لغة هذه المجامع والمقررات الصادرة باليونانية هي باجماع الجميع، وهذا ليس استعمارا  سياسياً ولغوياً كما يحلو للبعض الادعاء به، فهي الامبراطورية المسكونية الاولى بطابعها الرومي وفيه اليونانية ولغات الشعوب والعادات والتقاليد عندهم، وليس استعماراً من الكنيسة الرومية كما يحلو لنفس المدعين بسعيهم للتحرر من استعمارها لهم، والتي ادت الى نشوء كنائس قومية بلغاتها الاصل، وبعقائد مختلفة عن العقيدة الجامعة سواء للقسطنطينية ولروما الفاتيكان!!!

كما اتت الكتابات باللغة الآرامية، وابنتها اللغة السريانبة في مدن الداخل، وبالتحديد الجزيرة السورية العليا وشرقي الفرات والجزيرة السورية، والرافدين، واللغة الديموطيقية القبطية في مصر، والحبشية، والارمنية في ارمينيا والقفقاس وآسية الصغرى قبل وبعد الانشقاقين المؤلمين في بيت الرب يسوع الواحد، وكنيسته الواحدة بعد مجمع افسس، ومجمع خلقيدونية. فأتت الكتابات تعبر عن الواقع الكنسي المتباعد بكل اسف.

اما اللغة العربية فكانت لغة المسيحيين في جنوب سورية في ماعرف بمنطقة العربية، حيث عاشت بعض العشائر العربية في مضارب الخيام في منطقة ” العربية” التي اعتنقت  شعوبها المسيحية منهم الغساسنة والمناذرة، وقد اشترك أساقفة المضارب وأساقفة الخيام في المجامع المسكونية.

وكذلك كانت اللغة العربية لغة المسيحيين في جنوب الجزيرة العربية واليمن وعمان…من حيث انطلقت المسيحية الى بلاد الحبشة وحتى قلب الجزيرة العربية مع نجد ومكة والمدينة وسواحل الخليج العربي. ولا نغالي ان نسبة كبيرة من المعلقات في مكة كانت لشعراء مسيحيين وفيها افتخار بمسيحيتهم وعقائدهم.

مكتبة دير القديسة كاترينا في سيناء
مكتبة دير القديسة كاترينا في سيناء

مع  الاسلام

انتشرت اللغة العربية في بلادنا  سورية الكبرى منذ دخول العرب المسلمين اليها 635م ومابعد في العراق ومصر وليبيا والقيروان وقرطاج. ومع الوقت والحاجة الى البشارة  والتعليم والتعبير عن العقيدة والدفاع عن الايمان المسيحي، ظهرت كتابات مسيحية عديدة باللغة العربية، وترجمات عديدة عن اليونانية والسريانية، وصار الأدب المسيحي باللغة العربية واقعاً ابتداءً من القرن الثامن المسيحي. ومن المعروف أن الادب  العربي عامة، والترجمة خاصة، عاشت عصراً ذهبياً بين القرنين الثامن والثاني عشر المسيحيين.

نرى الأدباء المسيحيون من اساقفة وكهنة ورهبان وعلمانيين، يؤلفون باللغة العربية ويترجمون بغزارة، ونجد المخطوطات بعدد كبير في الأديرة، وفي الكنائس الرعائية، وفي بيوت المؤمنين والكنائس المنزلية في كل هذه الرقعة التي نصطلح اليوم على تسميتها ” العالم العربي” حيث السيادة للغة العربية.

بعد نكبة القسطنطينية

بعد القرن 15 واجتياح القسطنطينية السنة 1453م تتغير نوعية الكتابات شيئاً ما، خاصة العقائدية منها، إذ تفرضها المخاطر، التي تحف بالايمان، والأطر السياسية الاجتماعية التي يعيش فيها المؤمنون والتأثيرات الخارجية. تتغير الكتابات ويبقى نشرها صعباً حتى بعد الطباعة، طبعت الكتب في البندقية والقدس أولاً  في القرن 17، ثم في حلب مع البطريرك الانطاكي العلامة اثناسيوس بن الدباس السنة 1700، و البلمند بذات مطبعة حلب الدباسية هذه، بعدما نقلها من حلب الى البلمند لما انتقل بطريركا الى دمشق 1720، ثم بعد استلابها ونقلها بيد زاخر  واصحابه من الرهبنة الحلبية التي اعتنقت الكثلكة، الى دير الشير مع الادعاء بأنه صنعها، علما انه هو  تلميذ  معلمه البطريرك الدباس وشماسه، وتعلم على يديه وعمل على هذه المطبعة (التي اهداها لكرسينا الانطاكي امير رومانيا لمنفعة ارثوذكس المشرق الانطاكيين والذي قد هاله بقوله للبطريرك اثناسيوس في بوخارست “عدم وجود كتب مطبوعة لليتورجيا باللغة العربية) باشراف معلمه ثم انتقل مع نقل المطبعة الى البلمند!!! انظر سيرة البطريرك ابن الدباس والطباعة هنا في موقعنا.

وفي القرن 19 ظهرت مطبعة القديس جاورجيوس الارثوذكسية لصاحبها شقيق البطريرك ملاتيوس الدوماني في بيروت، وقبلها مطبعة القبر المقدس في القدس بادارة الخوري اسييريدون صروف الدمشقي وابنه… وفي القاهرة مع الصحفي الحلبي  عبد المسيح الانطاكي، والاهرام مع الاخوين تقلا اللبنانيين، والهلال مع جرجي زيدان اللبناني، ودمشق في المطبعة البطريركية الارثوذكسية الدمشقيةالتي احدثها مع مجلة النعمة البطريركية البطريرك العلامة غريغوريوس حداد.

مع الربع الأخير القرن 19 وتنامي النهضة الادبية وخاصة في الثلث الأخير منه، ومع دعوات التحرر من الربقة العثمانية من قبل (المتنورين الشوام) في دمشق وحمص وبيروت وجبل لبنان وفلسطين… وهؤلاء حملوا اسم المتنورين الشوام، وكان مناظراً لهم في مصر (المتنورون المصريون)، ولاسيما ومعظم أدباء ومفكري عصر التنوير الشامي هربوا الى مصر، واتصلوا بأدباء ومفكري عصر التنوير المصري، وكانوا من المسيحيين من كل الكنائس في بلاد الشام المنادين بالتحرر عن العثمانيين، وهم من اطلقوا تسمية القومية العربية، وحتى نادوا في اضعف الاحوال باللامركزية عن العثمانيين، حتى في مصر  كانوا من الأقباط، ومن اليونانيين التابعين لبطريركية الاسكندرية الارثوذكسية، ومن نظرائهم السوريين اللاجئين قبلاً المستقرين في مصر، ومنهم كهنة…وصحافيين وفيهم البارزين في الصحافة وفي الادب … ونؤكد ان الكنيسة في بلاد الشام  نشطت في التأليف والطباعة وتميز اليسوعيون والموارنة والارثوذكس البيارتة، واصدرت الجمعيات الأرثوذكسية العاملة في مجال التعليم الديني الكتب والمجلات برعاية مطران بيروت غفرئيل شاتيلا وخليفته جراسيموس مسرة، وفي جبل لبنان مع المطران العلامة بولس ابو عضل…

في العقد الثاني من القرن 20، فقد توقف النشاط مع الحرب العالمية الأولى ومجاعة سفر برلك المتزامنة معها، ومانتج عنهما من مآسي مروعة ضربت مشرقنا وشعبنا المسيحي خاصة…! وموت عشرات الالوف منهم جوعا وفي حروب قناة السويس، ثم بدأت تظهر بوادر نهضة علمية في التأليف والنشر مع تحرير الشام من قبل الثورة العربية الكبرى بقيادة الامير فيصل، نرى نتاجها في الكتب المطبوعة خلال هذا القرن وقرننا الحالي 21، وفي معارض الكتب العامة والمسيحية… ومع كل الجهود العلمية المبذولة منذ اوائل القرن 20 لاحصاء هذه الكتابات بمخطوطات تمهيداً لدراستها بدقة ونشرها، ولاتزال حتى الآن أعداد منها غير معروفة.

ويجب إظهارها لإظهار أعلامها لمجهودهم البشاري من خلال  الكتب والدوريات التي توقفت حالياً بكل اسف بنتيجة الإعلام الحالي بشكله الالكتروني والانترنيت لحمل كلمة الله الى العالم…

من مكتبات الاديرة
من مكتبات الاديرة

بعض من أعلام الادباء المسيحيين الارثوذكسيين

ثيودورس ابو قره

من القرن المسيحي الثامن 720-820م، وهو اول أديب مسيحي باللغة العربية، ترك كتابات مسيحية ذات قيمة، ولد في مدينة الرها السورية، وترهب في دير القديس سابا الارثوذكسي بالقرب من اورشليم، حيث تعرف هناك بالقديس يوحنا الدمشقي، ثم صار مطران حران الارثوذكسي. أكثر كتاباته يشكل مقالة قصيرة، ذكرها قسطنطين باشا ، والمستشرق جورج غراف.

من كتاباته

1- عن سلطان الشريعة الموسوية والانجيل والايمان الارثوذكسي.

القسم الأول من الكتاب ضد اليهود، والقسم الثاني عن كتابات وتاريخ الهرطقات حيث يبيَّن قوة التعليم الأرثوذكسي الذي ظهر خاصة في قرارات المجامع المسكونية.

هناك مخطوطة معروفة عن هذا المؤلف في طرابلس عنوانها

“كتابات ثيودور ابو قره العربية”، ومخطوطة أخرى في دير سيناء ومخطوطة في دير الشير.

2- برهان صحة الانجيل مخطوطة عنها في  مطرانية بيروت الارثوذكسية.

3- مؤلف عن الثالوث ووحدانية الله.

4- عن طريقة معرفة الله، ووجود ابنه الوحيد. مخطوطة عنها في مطرانية بيروت الارثوذكسية.

5- عن آلام المسيح.

6- عن تجسد ابن الله.

7- عن الله الآب.

8- عن موت المسيح، وهي مقالة ضد النساطرة واليعاقبة.

9-عن التجسد، يظهر بشرية الرب يسوع وهي ضد المانويين، وعن حرية المصير.

10- عن وجود الله الخالق وعن الدين الحق، وهو عبارة عن وجود الله، للنقاش مع المسلمين.

الادب المسيحي باللغة العربية
الادب المسيحي باللغة العربية

افتيخيوس سعيد بن البطريق

بطريرك الاسكندرية الارثوذكسي

ولد في الفسطاط (القاهرة) سنة 877-940م

من كتاباته

– نظم الجوهر

-من نقاش بين المسيحيين والهراطقة

-كتاب البرهان عن حقيقة الايمان

عُرِفَ أفتيخيوس كمؤرخ مرجعي ثَبْتْ في تدوين أحداث التاريخ.

الشاعر سليمان الغزي/ القرن العاشر

يُدعى سليمان بن الحسن الغزي، واسمه على بعض المخطوطات من مؤلفاته النثرية (سليمان بن بصيلة)، او (باسيل الغزي)، وهو من مصر، ترهب في طور سيناء، وربما كان رئيساً للدير أيام الحاكم الفاطمي الحاكم بأمر الله، عندما امر هذا الحاكم الجائر بمصادرة مقتنيات الكنائس والأديرة وتدميرها في دائرة حكمه في مصر والشام، ويقول عنه يحي بن سعيد الانطاكي” كان في طور سيناء رجل كاتب ترهب فيه وسكنه عن قريب مسيحي صلمون (أي سليمان) بن ابراهيم من وجوه أهل مصر ذو حكمة وتمثل وسياسة”.

استبعد الشاعر المسيحي المواضيع الشعرية التقليدية ماعدا الزهدية منها والدهرية، وانكب على التغني بمسيحيته من مدح وفخر ودفاع وحوار وشرح وتفسير، لايهمه من مشاغل الدنيا سوى الله والمسيح والعذراء مريم، والرسل القديسين، وسر الثالوث الأقدس والتجسد والفداء وأعياد الكنيسة والاخلاقية المسيحية، والعيشة الرهبانية بحيث يحق أن يدعى اول شاعر ديني صِرفْ في المجتمع المسيحي المستعرب.”

دينه المسيحية أصلاً ومن (المذهب الملكي) اي الرومي الخلقيدوني الأرثوذكسي، لكنه لايسمي نفسه ابدأ رومياً بل ملكياً أو ارثوذكسياً، ويدافع عن ايمانه الأرثوذكسي ضد الهراطقة.

هذي مذاهب أقوام لكفرهم …………………………………………..ضلّوا الهدى عن طريق، شبه عميان

فالفضل للأرثوذكسيين انهم……………………………………………تمذهبوا  مذهباً  في  الله  حقاني

ويبدو ان أصل عائلته من غزة، وقد وُلِدَ في عائلة مفككة، فكانت والدته قد طلقتْ اباه. وفي حداثته ترهب في احد الأديرة في اورشليم، مع انه عاد الى حياة العالم فلم يزل مفتّناً ومغرماً بالعيشة الرهبانية كما يظهر من ديوانه الشعري:

هيا اشهدوا، على نفسي وفي عنقي……………………………..من قبل ان ادرج في الأكفان اسكيما

تزوج وانجب أولاداً، وهجا زوجته بقصيدة، والسبب في الهجاء هو إما لأن الشعراء  في عادتهم وقتها كانوا يهجون زوجاتهم، او لأنه فعلاً كان يختلف معها احياناً.

في حياته في العالم، حافظ على التقوى والنسك والاهتمام بأمور الفقراء والمساكين، اذ يظهر عطفه على المسكين في ديوانه، وحرصه على حفظ كرامة المحتاج:

الا فاحفظوا المسكين حفظ كرامة………………………………… فالكرامة  فعل  الى الله صائر

ولاتكنزوا  في  الارض كنزاً  لصونه………………………………… فإن فساد الأرض للكنز كاسر

وان تكنزوا للمساكين في السما ……………………………….. فما نال مانلتم من الربع تاجر

تضاعف  من  جزء   ثلاثون   منه  ………………………………..  وستون  ابضاً  والكثير  بكاثر

ومن يمنع المسكين بخلاً بما له …………………………………عليه، ليبقى ماله، فهو خاسر

خلال الاضطهاد الذي حل بالمسيحيين في الدولة الفاطمية، اعتبر الشاعر أن واجبه الأول هو توطيد عزم اخوته المسيحيين المضطهدين. والعبارة التي ترد أكثر على لسانه هي: ” احملوا صلبانكم” طبعا لها معنى مجازي، فالصلبان هي مصائب الحياة،  وهي رمز لها. اما وان ترد عشرات المرات في ظروف استثنائية فلابد انها تشير الى الصلبان الخشبية الثقيلة  التي فرض الحاكم بأمر الله الفاطمي على المسيحيين حملها في اعناقهم لإذلالهم.

لعل الشاعر عمل كاتباً في الدولة الفاطمية. ويشير الى أنه حصَّلَ ثروة وتنَّعمَ بغنى، ويشير ايضاً في ديوانه الى رتبته الأسقفية دون ان يذكر المدينة التي كان أسقفاً عليها.

يابيعة   الله   الكريمة    فاسمعي ……………………………………… مما يقوله في الكتاب الأسقفُ

فهو  المخاطب عن  مسيح  الله ……………………………………….. في ناموسه وهو الأعز الأشرفُ

لا  تغفلي  عما   يقوله   تكبرا   ……………………………………….فذوو  الفساد  من  الإجابة تأّنفُ

ذكر الشماس عبد الله بن الفضل الأنطاكي المطران في كتاب المصابيح (حوالي 1050) أبياتاً من موشحه لسليمان الغزي:

يارب   انت      رجائي……………………………….ومستجيب دعائي

فاغفر جميع اخطائي………………………………. فقد جرمت جروماً

فقد جسرت عظيماً ……………………………….  وقد  فعلت  تذمماً

ولم  أسر  مستقيماً………………………………  كن   لي    رحيماً

الادب المسيحي باللغة العربية
الادب المسيحي باللغة العربية

الشماس ابو الفتح عبد الله بن الفضل الأنطاكي المطران/ القرن الحادي عشر

هو دون شك أكثر الأدباء غزارة. كان شماساً أصله من مدينة أنطاكية، وجده الأرمل كان مطراناً لذا حملت كنيته كلمة المطران. عاش في القرن الحادي عشر المسيحي. المعلومات  عن المخطوطات من ايامه قليلة وغير دقيقة، الا أن بعض مؤلفاته مؤَرَخة بشكل اكيد من اواسط القرن الحادي عشر فكتاب “بهجة المؤمن” وترجَمة “شرح ايام الخليقة الستة” للقديس باسيليوس الكبير مؤرخة من سنة 6560 لتاريخ العالم اي سنة 1052م(1)

الترجمات(2)

1- ترجمة المزامير من السبعينية مع مقدمة لها، ولاتزال تُقرأ حتى اليوم.

2- ترجمة الأناجيل والرسائل من اليونانية.

3- ترجمة 67 عظة للقديس يوحنا الذهبي الفم عن الخليقة في المخطوطات بعنوان: “شرح الخليقة في ستة ايام” منها مخطوطات في باريس ( المكتبة الوطنية) والقاهرة من القرن 14 والقرن 18، ومخطوطات مذكورة في فهرس الأب بولس سباط، لاتحتوي كل مخطوطة على كل العظات، بل بعضها جمعها ورقمها دارسوا المخطوطات وأوردوها في اللوائح المعروفة. هناك مخطوطة تحتوي على القسم الثاني من هذه العظات ( من رقم 31 الى 67) في دير سيدة البلمند البطريركي، يعود تاريخها الى سنة 1641 وأخرى في دير المخلص ذكرت في مجلة المشرق سنة 1906، ومخطوطة في مركز مخطوطات بطرسبرج (ليننغراد سابقاً) من سنة 1579 تحتوي على القسم الأول من العظات ( رقم 1 الى 30) من مجموعة البطريرك غريغوريوس الرابع (3) رقم 13 وهذا يعني ان البطريرك غريغوريوس اهدى نصف العظات الى قيصر روسيا، وترك النصف الثاني في مكتبة دير البلمند.

4- ترجمة 90 عظة  للقديس يوحنا الذهبي الفم في شرح انجيل متى، مخطوطة منها في الكنيسة اليقوبية في اورشليم (نسخة عن نسخة من الأصل) ذكرت في فهرس الأب بولس سباط. وفي مخطوطة حلبية جمعت هذه العظات مع عظات الذهبي الفم في شرح انجيل يوحنا. في البلمند مخطوطات تحتوي على اقسام منها وفي حلب والمتحف البريطاني وغيرها.

نشرت هذه الترجمة في القاهرة سنة 1884 – 1885 في جزئين بعنوان: “تفسير بشارة الفضيل متى رسول يسوع المسيح”.

5- ترجمة 88 عظة للقديس يوحنا الذهبي الفم في شرح انجيل يوحنا، مخطوطة كاملة منها في مجموعة دير البلمند. نشرت بعنوان: “تفسير بشارة القديس يوحنا الانجيلي الثاولوغس”.

6- ترجمة 34 عظة للقديس يوحنا الذهبي الفم في مواضيع مختلفة، منها مخطوطات في باريس (المكتبة الوطنية)، والفاتيكان وبطرسبرج ومصر وغيرها.

7- “شرح ايام  الخليقة الستة (ستة ايام الخليقة)” وهي ترجمة بتصرف جمع فيها الشماس ابن الفضل العظات التسع للقديس باسيليوس الكبير  في هذا الموضوع مع شرح القديس غريغوريوس النيصصي عن الخليقة بالاضافة الى تعليقات المترجم.

منها مخطوطات في بيروت ذُكرتْ في المشرق سنة 1904 مع تعليق عن النجوم والكواكب السيارة. وفي دير الشير مخطوطة من القرن 18 ونسخ أخرى في الفاتيكان وباريس والقاهرة وحلب.

8- ترجمة مناقشة القديس مكسيموس المعترف مع بيروس.

منها مخطوطة في الفاتيكان  من القرن الثامن عشر، ومخطوطات في بيروت من القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر، واخرى في بيروت دون ذكر المترجم، ونسخة في ليننغراد (بطرسبرج) في مجموعة  البطريرك غريغوريوس الرابع.

9- كتاب عقائدي دفاعي عنوانه بالعربية: “كتاب البرهان في تثبيت الايمان” يذكر الكتاب” ابينا القديس صفرونيوس المدعو قمر المسيح خريستو لوغس” ذكر  أيضاً المؤلف أحياناً على أنه صفرونيوس بطريرك اورشليم.

يحتوي الكتاب علاوة على التعليم عن الثالوث والتجسد وتاريخ المجامع، عدة تحديدات وتفسيرات لتعابير لاهوتية هامة وتبيان خطأ الهرطقات.

عنها مخطوطات في بطرسبرج من مجموعة البطريرك غريغوريوس الرابع، وفي بيروت والقدس.

10- كتاب القديس اندراوس الدمشقي ( الاقريطشي) عن القديس نيقولاوس اسقف ميرا. مخطوطة عنه في مطرانية بيروت الارثوذكسية واخرى في دير الشرفة.

11- كتاب القديس يوحنا الدمشقي “دستور الأمانة المستقيمة” منه مخطوطات في الفاتيكان، ودير القديسة كاترينا في سيناء، وايضا في مطرانية بيروت الارثوذكسية من القرن الثامن عشر.

12- “الأمانة المختصرة” مخطوط في الفاتيكان، دون ذكر اسم المؤلف مع اسم المترجم عبد الله بن الفضل، ومخطوطة في دير سيناء.

13- 35 فصلاً عن حياة الراهب الناسك القديس اسحق السرياني، مخطوطات في دير سيناء والقدس وحلب والفاتيكان…

المؤلفات  كثيرة جدا نذكر منها هنا:

– المدخل الى المزامير، مخطوطات عنه في الفاتيكان، وفي المتحف البريطاني من القرن 17، وفي دير المخلص مخطوطة ذُكرت في مجلة المشرق سنة 1906.

– كتاب “المنفعة الكبير” وهو مؤلف من 75 فصلاً في “بيان خطأ كل اعتراض على وجود الله وكيانه وطبيعته وعمله في العالم…”

الادب المسيحي باللغة العربية
الادب المسيحي باللغة العربية

الشماس الياس فخر الطرابلسي / القرن 18

ولد في طرابلس، ألف وترجم بين 1697و1751، اتقن العربية واليونانية والانكليزية على الأقل، وعمل ترجماناً لقنصل بريطانيا في حلب. تتناول كتاباته بالعربية وترجماته اليها المواضيع اللاهوتية والرعائية المطروحة في أيامه، واهمها: الروح القدس، الاستحالة، والأسرار.

كل اعماله مخطوطة، في بيروت ودمشق، وطرابلس ، وحلب ، والفاتيكان، وبطرسبرج…

من كتاباته

1-مناقشة عامة في اللاذقية بحضور مطرانها نيقوديموس عن “تعليم الروح القدس وعلاقته بسر الثالوث بين يوناني مدافع عن التعليم الكاثوليكي، والياس فخر مدافع عن الارثوذكس، مخطوطة ذكرت في مجموعة  الاب بولس سباط 291.

2- “رسالة في باب انبثاق الروح القدس المجيد” في بطرسبرج مجموعة البطريرك غريغوريوس الرابع المهداة الى قيصر روسيا رقم 22.

3- ” المناظرة الجليلة في دعوة الروح القدس” وهو رد على عبد الله زاخر الكاثوليكي في ثمانية فصول عن استدعاء الروح القدس على القرابين، وكان الياس فخر قد ترجم كتاباً عن هذا الموضوع من اليونانية، ورد عليه عبد الله زاخر بكتابه ” المحاورات الجدلية” عن الكلام الجوهري، فرد عليه الشماس الياس فخر بهذا الكتاب.

في بطرسبرج مجموعة غريغوريوس الرابع رقم 21.

في طرابلس ذكر في لائحة منجانا (برمنجهام)،  في بيروت في مدرسة الأقمار الثلاثة لائحة الأب لويس شيخو.

4- ” شرح وجيز” كتاب عن نفس الموضوع موجه للكهنة الذين يعتقدون خطأ ان الاستحالة تتم في سر الشكر بمجرد قول الكلام الجوهري على القرابين المقدسة دون صلاة الكاهن، واستدعاء الروح القدس. مجموعة البطريرك غريغوريوس الرابع في بطرسبرج 23.

5- كشف الأسرار في تقديس الأسرار”. ثلاثة عشر فصلاً عن فعل كلمات الاستحالة.

6- ” مقالة في باب الاسرار المقدسة” عن الاسرار المقدسة استنادا الى تعليم الكتاب المقدس/ بطرسبرج مجموعة البطريرك غريغوريوس الرابع.

7- مخطوط يحتوي على كتابات منها:

” تحفة اليد ونخبة الرد على من تعدى على الدستور والحد.”

“مقالة في باب اختلاف الفعل الالهي”

” عقد العلم في نقد الهذيان.

من ترجماته

1- “الفرائد اللطاف” لأغابيوس كاندوس سنة 1697/ مخطوطة في حلب حسب لائحة الاب ليوس شيخو

2- ” ثلاث مقالات” من اليونانية العامية لنيوفيطوس القبرصي المتوفي بين 1655 و1659

آ- ” الذمة في علم الفقه المسيحي” في الاعتراف وعن معرفة حقوق المسيحيين”. فهرس سباط بذكر 3 مخطوطات. لائحة الأب لويس شيخو تذكر مخطوطتين في المكتبة الشرقية في بيروت.

ب- ” الجواهر النفيسة في لوازم الكنيسة” وهو مؤَلَفْ لاهوتي عن الاسرار، الكهنوت، الخطيئة، التوبة، الكنيسة وواجبات الإكليروس. ترجم سنة 1710، فهرس سباط يذكر مخطوطة في بيروت، مخطوطة في الفاتيكان لائحة بورجيا عربي 269 (1800) مخطوطات اخرى في البطريركية الانطاكية الارثوذكسية بدمشق، وفي مجموعة خاصة في حلب حسب لائحة الأب لويس شيخو، وفي دير المخلص حسب المسرة عدد9 سنة 1923.

3- ” بيان التفاوت بين الكنائس المشرقية واللاتينية في قضية بابا روميه” وهو ترجمة شرح مطران فيلادلفيا جبرائيل.

مخطوطة في الفاتيكان 653 من القرن الثامن عشر دون ذكر اسم المترجم، وفي فهرس سباط حيث الكتاب باسم المترجم الياس فخر دون اسم المؤلف.

4-خلاصة كتاب سباستيوس كيمينتس (توفي سنة 1907) عن الاستحالة في القداس الالهي بعنوان: “برهان الأسرار في تقديس الأسرار”، وهو الكتاب الذي رد عليه عبد الله زاخر. فهرس سباط 274( من القرن الثامن عشر)

5- عظة عن عيد الميلاد، للراهب كرياكوس ترجمت سنة 1828 مخطوطة في حلب عند الموارنة حسب لائحة الاب لويس  شيخو.

مخطوطات مسيحية في البطريركية الارثوذكسية
مخطوطات مسيحية في البطريركية الارثوذكسية

6- ” عقد الاتحاد في شرح تفاسير الخمس المواد التي تخلف بين اليونان واللاتين” مخطوطة في بيروت من القرن 17 واخرى في حلب،  ذُكرتا في لائحة الاب لويس شيخو ولائحة الأب بولس سباط.

7- “مجموعة قوانين”، قدم لها البطريرك الانطاكي سلفسترس القبرصي، مخطوطة في القدس من القرن 19 واخرى في بيروت.

8- “تاريخ أخبار الروس”، ترجمة الياس ابن فخر وانطون طحان والارشمندريت نيكيفوروس، مخطوطة في حلب حسب مجلة النعمة رقم 1 سنة 1910.

الخوري اسبيردون صروف الدمشقي/ القرن 19

من رفاق القديس يوسف الدمشقي في خدمته الرعوية في ابرشية دمشق الأرثوذكسية، زكان احد كهنة المريمية بدمشق، اصل العائلة من حماه، اتصف بالنشاط في حياة الكنيسة  وفي اوساط الأدب العربي والكنسي، راجع النصوص الليتورجية الارثوذكسية ونشرها، ووضع كتباً للتعليم الديني الارثوذكسي ومجموعة عظات وكتابات دفاعية، كتب الشعر أيضاً. توفي سنة 1858 في اورشليم وكان تولى ادارة مطبعة الكتاب المقدس ومدرسة المصلبة الارثوذكسية المقدسية، بديلا عن زميله الخوري يوسف مهنا الحداد ( القديس يوسف الدمشقي)، عندما دعاه البطريرك الاورشليمي كيرلس الثاني 1851 لينتقل من دمشق الى اورشليم بصفة واعظ الكرسي الاورشليمي ومديرا لمدرسة المصلبة ومطبعة القبر المقدس في دير الروم بالقدس، فاعتذر القديس يوسف لحاجة رعية دمشق اليه، وارسل بدلا عنه زميله في الكهنوت الدمشقي الخوري اسبريدون صروف الذي كان على مقدار المهمة، توفي مبكرا سنة 1858، وتولى ابنه هبة الله خط ابيه في ادارة المصلبة ومطلعة القبر المقدس وفي الانتاج الثقافي والروحي.

بعد وفاة الخوري اسبيريدون نشرت بعض مؤلفاته بعد وفاته بيد ابنه هبة الله، وبقي بعضها بشكل مخطوطات ذكرها الاب لويس شيخو اليسوعي.

دير المصلبة في القدس
دير المصلبة في القدس

اولاً الكتب الطقسية

آ- الأفخولوجي مع مقدمة لبطريرك اورشليم كيرلس الثاني، نشر سنة 1858.

ب- كتاب المعّزي سنة 1858

ج-مختصر في خدمة المساء والسحر” وهو كتاب للكهنة عن صلاتي السحر والغروب سنة 1855.

ثانياً “التعليم المسيحي” / القدس 1860 “مختصر التعليم المسيحي”، بيروت، مطبعة القديس جاورجيوس سنة 1894

ثالثاً “ناريخ كنائسي شريف” وهو فعلاً تاريخ من الكتاب المقدس من بدئ تاريخ البشرية الى ايام الرسل. طُيع في القدس سنة 1855. ذُكر في المشرق عدد 12/1909

رابعاً مجموعة عظات ابن المؤلف (هبة الله) تحت عنوان ” الروض الداني القطوف في مواعظ الخوري اسبريدون صروف. القسم الاول من الكتاب نشر في الاسكندرية يحتوي على 45 عظة عن الحياة المسيحية والاسرار والصوم والصلاة، طبع سنة 1901.

خامساً كتابات دفاعية نشر منها: “تنوير المشتاق لمحبة الانبثاق” القدس سنة 1859، ويحتوي على ست مقالات من اجل تنوير الأرثوذكس الذين قبلوا المعتقدات الغربية.

المطران جراسيموس يارد
المطران جراسيموس يارد

المطران جراسيموس يارد

ولد في راشيا 1840، كان معلماً في المدرسة الارثوذكسية في حماه، ثم صار المعتمد الانطاكي في موسكو، والمسؤول عن الامطوش الأنطاكي فيها.

صار لاحقاً مطراناً لصيدنايا ومعلولا وزحلة والبقاع بين سنتي 1889- 1899 حتى وفاته.

اتقن الروسية، والف بها تاريخاً للبطريرك القديس فوتيوس له قيمة علمية وتاريخية كبيرة. أعاد النظر في بعض الترجمات الطقسية. ترجم كتاب ” الخلاص من الخطيئة” لأغابيوس كاندوس.

كتب قصة “اعتراف بيلاطس”، ذُكرت في مجلة المشرق عدد12 سنة 1909 وفي كتاب تاريخ صيدنايا لحبيب الزيات.

كتب أيضاً” المنهاج في واجبات الزواج”، القدس 1864، خمس مقالات عن الأهل والتربية والأولاد. ترجم من الروسية الى اليونانية بقلم الشماس غريغوريوس غوغاس، الاستاذ في معهد اللاهوت في خالكي. ترجمه الى العربية، وعلى الترجمة في الصفحة الأولى اسم المترجم جراسيموس سبيريدونوس.

كتب أيضاً” الدليل الصريح على ملك المسيح”، القدس 1866 وهو ترجمة من الروسية لكتاب المطران اينو كانديوس المسكوني ( 1797-1870) ذُكر في مجلة المشرق عدد5 سنة 1902.

حواشي

1- تاريخ العالم، او التاريخ بحسب آدم= 5508

2- ملاحظتان هنا – المخطوطات تحوي عدة ترجمات لمترجم واحد وبعضها لايحمل اسم المترجم، – هناك قول أن الشماس ابن الفضل وهو مؤكد انه قام بتعريب كل الكتاب المقدس كما نشرته ” المشرق”سنة 1906 وكما ورد في مراجع اخرى الا ان الأسس العلمية لهكذا افتراض لاتبدو مرتكزة على اسس متينة.

3- التي اهداها البطريرك غريغوريوس الرابع الى قيصر روسيا عام 1913 وعددها مائة مخطوطة بطريركية من البطريركية بدمشق ومن دير  البلمند البطريركي، لما دعاه الاخير الى روسيا ليرأس احتفالات روسيا بمرور 300 سنة على تملك آل رومانوف العرش الروسي.

ملاحظة واجبة تدوينتنا هنا وكل موجودات موقعنا حق لنا تحت طائلة المساءلة القانونية يمنع منعا باتا الاقتباس كلا او بعضا بدون ذكرنا كمصدر