الأول من نيسان رأس السنة السورية

الأول من نيسان رأس السنة السورية

 الأول من نيسان رأس السنة السورية

  • توطئة

  • يعد التقويم السوري أول تقويم مايزال مستخدماً حتى الآن وهو يصادف في هذا العام 6759
  • يرتبط التقويم السوري بعشتار الربة الأم الأولى منجبة الحياة، نجمة الصباح والمساء في آن معاً.
  • عشتار التي تلقب في الأسطورة بـ”أم الزلف”. وهي نفسها أم الزلف التي مازال الناس يغنون لها في أرياف سورية الطبيعية.
  • “عالعين يم الزلف زلفة يا موليا” . كانت احتفالات رأس السنة السورية تبدأ في الحادي والعشرين من آذار، الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير. بعدها تبدأ الاحتفالات الدينية لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان…

كلّ عام وأنتم وسورية الحبيبة بخير…

“آكيتو بريختو”

في التاريخ

  • الأكيتو هو عيد رأس السنة السورية والذي يقابل الأول من نيسان من كل عام، وفي هذا اليوم نكون قد وصلنا إلى عام 6767 في التقويم السوري
  • أكيتو (بالسومرية: “أكيتي سنونم”) هو عيد رأس السنة لدى الأكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، يبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.
  • لغوياً “اكيتو” تشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير، والآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق تكشف أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيدٍ للحصاد الزراعي، الذي كان يُنجز مرتين في السنة الواحدة، الأول في شهر نيسان، والثاني في تشرين الأول.

    احتفال السوريين القدماء بعيد الأكيتو اي رأس السنة السورية
    احتفال السوريين القدماء بعيد الأكيتو اي رأس السنة السورية
  • وتطور العيد من إحتفال زراعي نصف سنوي إلى عيد وطني سنوي للسنة الجديدة، حيث يحدث هذا العيد في تلك الفترة من السنة التي يكون الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الإعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع، وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان، وذلك وِفقاً لدورة القمر السنوية.
  • مما يلقي الضوء على الإعتقادات السائدة في ذلك الوقت والتي تعتبر مشتركة بين الأكاديين والبابيلين والآشوريين والآراميين، حيث ساد الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا “حركة دائرية مغلقة”، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة، إذ كانت المواضيع الأسطورية والدينية.
  • الأكيتو عند السومريين
  • كان الأكيتو عند السومريين، يقام لإله القمر “نانا”، و كان الاعتقاد السائد أن هذه المناسبة تحمل صفة القداسة، ما يجعلها أفضل فرصة لإقامة شعائر الزواج المقدس.
  • الأكيتو عند البابليين
  • عند البابليين، كان العيد مرتبط بمناسبة دينية هامة، وهي انتصار الإله مردوخ، الذي كان يُعتقد بأنه هو من خلق الحياة والطبيعة، على الآلهة “تيامات”، وكانت الإحتفالات تستمر لمدة اثني عشر يوماً، تخصص الأيام الأربعة الأولى منها لممارسة الطقوس الدينية، وتقديم الصلوات والذبائح وقراءة قصة الخلق البابلية “اينوما إيليش” التي تحكي كيف جرت عملية إتحاد الآلهة ليكون مردوخ رئيسهم، بعد أن قام بثورة على الآلهة “تيامات”، أما الأيام المتبقية فكانت تتضمن بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى الطقوس الدينية.

تسمية التقويم

مازال الآشوريون يؤرخون بهذا التقويم، ويسمونه التقويم الآشوري وينتقدون تسميته فقط التقويم السوري، ونحن برأينا ان تسمية التقويم السوري هي الأدق بعيداً عن “القوم” سيما وان الأقوام في بلادنا سورية والرافدين (سومرية وآشورية وبابلية وآرامية … الخ جميعها اعتمدته لذا الادق ان نبقي على التسمية الأعم التي ضمت كل هذه الأقوام المتعاقبة التي توارثت بعضها في الحكم والدويلات على الارض السوراقية.
خصوصية وفرادة التقويم السوري

يتقدم التقويم السوري بذلك على التقويم الهاشمي 5769 وبما يعني وجود نحو ألف عام بين التقويمين، كما يعني أن الحضارة السورية ضاربة في أعماق التاريخ، فيتقدم على التقويم العبري بألف عام، وكذلك يتقدم التقويم السوري على التقويم القبطي الذي يعد الآن 1725 والذي بدأ بحكم دوقليانوس سنة 288 م وحتى إذا أضفنا إليه التقويم الفرعوني (التوتية) وهي تبلغ الآن 6250 وبما يعني أن السنة السورية تزيدها 500 عام.

نرى أن يضاف التقويم السوري إلى التواريخ الصادرة في التقاويم العامة التي تذكر التواريخ الهجرية والميلادية بقسميها الشرقي والغربي.‏‏

"أكيتو" رأس السنة السورية.. أقدم عيد مسجل في تاريخ البشرية
“أكيتو” رأس السنة السورية.. أقدم عيد مسجل في تاريخ البشرية

كانت السنة السورية القديمة تبدأ في الأول من نيسان (“نيسانو” في اللغة الآرامية ولانزال نحتفظ بأسماء أشهرها إلى عصرنا الراهن في بلاد الشام ) سورية ولبنان والأردن وفلسطين، كما تستخدم في العراق على حين لجأت بقية الأقطار العربية إلى استخدام التسميات الأوروبية مع بعض التعديلات.‏ وظل هذا التقويم قائماً عند الحضارات السورية المتعاقبة، ومنها ممالك “أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق” ونقلت مع العرب فيما بعد إلى الأندلس، وبقي السوريون يبدأون سنتهم في الأول من نيسان حتى وقت قريب، وانتقل إلى التقويم الغربي بشكل نهائي في بداية القرن العشرين في عهد الانتداب الفرنسي .‏

وإذا عدنا إلى الكتب فسنجد دليلاً قوياً مدوناً يؤكد أن الأول من نيسان مطلع السنة السورية منذ ألف عام على الأقل، ففي الجزء الثاني من الموسوعة التاريخية “مروج الذهب يعدد المسعودي المتوفي في عام 956م” أسماء الأشهر السريانية المعروفة في بلاد الشام ويشير إلى عدد أيام كل شهر وصفاته من برودة وحرارة واعتدال ويبدأ الحديث بشهر نيسان.‏

كما يذكر أنهم كانوا يحتفلون أيضاً برأس السنة الميلادية، ويصف المسعودي الإحتفالات التي تقام في أول كانون الثاني، وأنهم كانوا يوقدون النيران وتظهر الأفراح والمآكل والمشارب في سائر بلاد الشام وبيت المقدس ومصر .‏‏

عيد الأكيتو‏

اوربة الملكة السورية التي سميت اوربة على اسمها
اوروبا الملكة السورية التي سميت اوربة على اسمها

ولم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث، بل لأنه البداية الحقيقية للحياة، فبعد موسم البرد والمطر يأتي الربيع، وتتفتح الأزهار وتكون أكثر نضارة في نيسان، كما يخرج الناس إلى الحقول للتمتع بدفء الربيع وعلى هذا ف”السيران الشامي” له جذور قديمة وتشمل أيضاً الاحتفالات بقدوم الربيع كل شعوب الشرق .

كانت الاحتفالات بهذا العيد، تعني الاحتفال بقدوم الربيع، وتبدأ في يوم الاعتدال الربيعي، وتستمر حتى يوم أول نيسان يوم رأس السنة السورية، وكان يسمى عند الآشوريين “عيد الأكيتو” ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار .‏

وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر، وتقدم خلالها قرابين ومواكب احتفالية كبيرة، وإقامة ألعاب رياضية، ورقصات، ويتقمص المشاركون فيها شخصيات بأقنعة تنكرية، وتبلغ ذروة الاحتفالات بين الأول والحادي عشر من الشهر، وفي منتصف هذه المدة كانت تقام الأفراح وتعقد طقوس احتفالات عقد زواج جماعي.

يقود البحث إلى أن أصل هذا العيد يعود إلى احتفالات رأس السنة البابلية – الآشورية، الشهير باسم “عيد الأكيتو”، كما اسلفنا، حيث كان التقويم السنوي لدى هذين الشعبين يبدأ في الأول من نيسان، ويستمر حتى الثاني عشر منه.

كان من طقوسه الشهيرة “يوم المجانين” فأحد أيام هذا العيد كان “يوم المجانين” الذي يصادف اليوم الخامس منه. وأقدم النصوص التي تشير إليه يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهذا العام يصادف السنة 6766 حسب التقويم البابلي- الآشوري الذي يحتفل فيه أحفاد من بقي من هذا الشعب اليوم، الذين تفرقوا في كافة بقاع العالم، بعد حملات التطهير العرقي، التي عانوا منها على مر العقود ولم يبق منهم في سورية والعراق إلا بضعة آلاف.

  • كان قد اختلف العلماء حول أصل التسمية “الآكيتو”، ولكن استقر الاعتقاد أنّ أصل الكلمة هو “يوم الآرض” لأنه في الأساس عيد زراعي ويرتبط بموسمي البذار والحصاد، فالكلمة كما نرى تتآلف من مقطعين “آكي” و”تو”، و”كي أو جي” بلفظ الجيم المصرية هي الأرض في اللغات القديمة، ومنها جيو في اللغات الأوروبية، وفي اللغة الصينية فإن “الكيا” أو “الجيا” هي الروح الكونية مانحة الحياة.

    عشتار إلهة الخصب
    عشتار إلهة الخصب
  • المدهش حقًا أن الاعتقادات الأوروبية حول “عيد المجانين” هي ذاتها الطقوس التي كانت متبعة في هذا العيد منذ نشأته قبل آلاف السنين، والغريب أن عيد رأس السنة السورية ارتبط طقوسياً بما يعرف “بكذبة نيسان” وهو أمر لم يلتفت له المهتمون، وكل التفسيرات الواردة حول كذبة نيسان خاطئة
  • ففي احتفالات رأس السنة في الأول من نيسان، كان يتم الانتقال من سنة إلى أخرى من الفوضى إلى النظام، ومع انتهاء احتفالات الآكيتو كانت الأمور تعود إلى نصابها بعد الفوضى الكونية قبل خلق العالم، ويبدأ الإله بترتيب الأرض.
  • والمثير حقًا أن “الكذبة الكونية” كانت ضمن طقوس الاحتفال، وفيها كان يتنازل الملك عن عرشه لمجرم حكم عليه بالموت، ويصبح العبد سيد البيت، ويتنكر الناس بأزياء وأقنعة تخفي حقيقتهم كما هو عليه الحال تماماً إلى اليوم، ويطلقون المزاح والنكات ويسود الهرج والمرج فيه، إلى أن يصحو الشعب من هذه الكذبة/الفوضى، فيُعدم المجرم وتعود الأمور إلى نصابها، ويعاد ترتيب ما خلفته الفوضى.
  • كان هذا اليوم الذي تنتزع فيه شارات المُلك عن المَلِّكْ، ضمن طقوس ما يعرف بإذلال الملك، كي لا يتمرد على القوى الإلهية، ويظلم الشعب الذي هو “قطيع الإله”، ومن ضمن ذلك، أن يصفع الملك ويجره من أذنه، وكلما كانت الصفعة قوية فهي تعني الخير للشعب، وحبذا لو كانت صفعة تبكيه، فالخير كله يكمن وراء دموع الملك التي تُشَّبَّهْ بالمطر.
  • يعتبر هذا اليوم كما يشير الباحثون يوم كَّفَّارةْ وتوبة الملك وله ميزة خاصة، إذ حين يكون الملك داخل المعبد وحيداً، يكون الناس في الخارج في هلع وخوف، لأنهم يعتقدون بأن الإله قد اختفى وأصبح أسيراً في عالم الأموات، كما أن الملك فقد صفة الملكية، فأصبح المجتمع بدون إله وبلا ملك، فيصبح مجتمعهم تحت رحمة قوى الطبيعة والشر، وعندما يعيد الكاهن شارات الملك إليه تعود الطمأنينة إلى الناس، ويزداد اطمئنانهم في اليوم السادس والسابع بعد تحرير الإله “مردوخ” الذي يعني عودة النظام للكون بعودة ملك البلاد.

وبهذه المناسبة يتداول الآشوريون والكلدان والسريان … الخ في هذااليوم التهنئة، وهي مستمرة منذ آلاف السنين: “آكيتو بريخو..” أي “سنة مباركة”.‏

ذقن نيسان‏

ومن المظاهر الاحتفالية التي مايزال الآشوريون وبقية الأقوام… يحتفظون بها في الأول من نيسان، ما يقومون به منذ حلول ساعات الفجر الأولى بجلب حزمة من العشب الأخضر، وتعليقها في أعلى مدخل الدار قبل نهوض الأطفال، وتسمى “دقنا نيسان”، وهي (قبضة العشب الأخضر المعلقة فوق باب مدخل الدار) وتعني “لحية نيسان ” وحينها يخرج الناس إلى المروج الخضراء للاحتفال بقدوم نيسان الخير.‏

مقارنات بين التقاويم

احتفال الاكيتو
احتفال الاكيتو

ونيسان هو الشهر الرابع من السنة الميلادية وأتى اسم هذا الشهر (إبريل) من الاسم اللاتيني (ابريلز أو ايبرير) التي تعني التفتح في إشارة كما يبدو لمظاهر الربيع التي تظهر في هذا الشهر، أو من الكلمة الأتروسكية “آيرو” التي تعني “آلهة الحب افروديت”.‏

وفي بلاد الشام يسمى “نيسان”، وهذا اسم دخل على اللغة الآرامية القديمة من اللغة الأكادية، وأصل الكلمة في السومرية ( نيسانك ) وتعني الباكورة وتتألف من كلمتين “ني” وتعني شيء و”سانك” وتعني رأس الشيء أو أوله .‏

ويسمى نيسان في التقويم القبطي “برموده” وفي المغرب العربي يسمى شهر”يبرير” حسب التقويم الزراعي إلا أن بداية شهر “يبرير” تختلف عن بداية شهر “نيسان” في التقويم الغريغوري .‏

وكان”ابريل” هو الشهر الثاني من السنة في التقويم الروماني وكان يتكون من 29 يوماً حتى قام يوليوس قيصر ببدء تقويم أطلق عليه اسمه في عام 45 ق . م وأصبح 30 يوماً وأصبح الشهر الرابع في السنة.‏

وفي التقويم الياباني يسمى “يوزوكي” وفي اللغة الفنلندية يسمى الشهر “هوهيتكو” والذي يعني شيئاً متعلقاً بالزراعة.‏

قد يغوص الإنسان في التراث الشعبي، فيسمع أو يقرأ حكاية أو حادثة تاريخية يسعى لفك رموزها، واستكشاف أنساقها الدلالية مسلحاً بفهمه للحياة، ورؤيته، لما يجب أن يجري فعله على قناعة أنه أصبح يملك من القوة والمعرفة ما يجعله يشكو حين تجب الشكوى، ويحزن حين يجب أن يحزن، ويفرح حين يجب أن يفرح بل قادر بوعيه ورجاحة عقله أن يميز الواقع عن الخيال والأسطورة والخرافة عن الفكر السوي.

كذبة اول نيسان‏

في هذه الاساءة بحق سورية ورأس السنة السورية، وقد عودونا أن يكون الأول من نيسان يوماً يباح فيه الكذب واللعب، ويغفر الناس بعضهم لبعض مثل هذه التصرفات في هذا اليوم بالتحديد، وإذا عدنا إلى الوراء إلى المعتقدات البابلية القديمة نرى أن يوم إبدال الألواح القدرية في نهاية كل عام، هو يوم فراغ وفوضى وإباحة. وكان الملك /كما اسلفنا/ في هذا اليوم يتخلى عن ملكه وسلطانه لأحد الرعاع، ثم يسترد ملكه في نهاية اليوم، وتروي الحكايات طرفة نادرة وهي أنه ذات مرة مات الملك الحقيقي في ذلك اليوم، فتوج المجرم ملكاً حقيقياً من قبل الشعب.‏

رأس السنة السورية يمثل تجديداً للطبيعة من خلال الاعتدال الربيعي
رأس السنة السورية يمثل تجديداً للطبيعة من خلال الاعتدال الربيعي

وأعراس البابليين ومن بعدهم الآشوريين تبدأ برأس السنة التي تبدأ عندهم في الأول من نيسان، وتستمر 12 يوماً، وهي في جوهرها مشاركة منهم للأرض في أفراحها وعودة الخصب إليها.‏

  • يعتقد الكثيرون أن أصل كذبة نيسان ونشأتها يعود إلى القرون الوسطى وأن مصدرها هو أوربة، ففي هذا الشهر كان وقت الشفاعة للمجانين و”المهابيل”، فكان يطلق سراحهم في الأول من هذا الشهر، ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي تلك الحقبة نشأ “عيد جميع المجانين” أسوة بالعيد الأشهر في تلك الحقبة “عيد القديسين”
  • لكن يعود أصل  كذبة نيسان إلى احتفالات رأس السنة البابلية والآشورية في بلادنا
  • ومن المعلومات التي درجت الصحافة على تداولها، وهو ما اعتمدته خطأً موسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية
  • “أن الأصل فرنسي، بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه الملك شارل التاسع عام 1564، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار، وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
  • عندما تحوّل عيد رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من نيسان، ثم انتشر على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي إسكتلندا نكتة نيسان.
  • ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد “هولي”، المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان”.
  • ترابط رأس السنة السورية مع التقويم الشرقي

    مهرجان نيبور العاصمة الدينية لبلاد الرافدين حيث يجري الاحتفال المركزي بعيد الأكيتو او رأس السنة السورية
    مهرجان نيبور العاصمة الدينية لبلاد الرافدين حيث يجري الاحتفال المركزي بعيد الأكيتو او رأس السنة السورية
  • يقع رأس السنة السورية في أول نيسان ويصادف في 14 نيسان حسب التقويم الغريغوري (الغربي)، وهذا نتيجة وجود فرق 13 يوم بين التقويم الغربي والتقويم الشرقي كما هو معروف، يصادف في الأول من نيسان ميلادي ، “نيسانو” ، وعلى هذا تكون بداية السنة السورية في 14 نيسان الميلادي، و 6768 حسب التقويم السوري، بالطبع يوجد قبله تقويمات أقدم لأنه لم ينشأ بهذا النظام والدقة من العدم.
  • الخاتمة

  • تمثل الامة السورية الوضع الرفيع في الفكر البشري، ويمثل عيد رأس السنة السورية أوعيد الأكيتو بداية للخير بقدوم فصل الربيع، ويعتمد على أسطورة قديمة ذكرناها عدة مرات، مفادها نزول الآلهة عشتار الى العالم السفلي لإنقاذ الإله تموز / أدونيس، و نجحت بذلك ليعم الخير وينشر الربيع أزهاره على الربوع، ولا يزال السوريون يحتفلون به في سورية الحالية والعراق ودول المهجر كما كان يفعل السوريون القدماء.
    وتأتي أهمية الاحتفال بهذه المناسبات نظراً لما تمثله من إرث حضاري موغل في التأريخ أسوة بدول العالم المعاصر التي تفتخر بإرثها الحضاري لتعزيز قيم السلام والتضامن وحسن الجوار بين الشعوب في عالم متوتر بسبب تضارب المصالح.
    يبدو أن هذا العيد قد سرق منا ثلاث مرات، مرة عند فرض التقويم اليولياني ومرة عند فرض التقويم القمري الهجري العربي، ومرة عند اعتماد التقويم الغريغوري، وفي هذا الأخير تم أيضاً سحب ميزة أخرى رئيسية من الكنيسة الارثوذكسية لصالح الكنيسة اللاتينية.
    و إمعاناً في الإساءة لهذا العيد السوري تسهيلاً لطمسه ومحوه، فقد أطلق عليه في الغرب منذ أن تم اعتماد التقويم الغريغوري في القرن السادس عشر، April fool أي أحمق نيسان (كانت تطلق على كل من ينسى أن رأس السنة قد تغير إلى 1 كانون ثاني، ثم عدنا فاستوردناه عيداً للكذب بكل اسف.!!)
    أيها السوريون، لا تصدقوا كل ما يقال عن سبب اعتماد كل تلك التقويمات، لأن أجدادكم هم الذين اخترعوا الحرف، والفلسفة، والرياضيات بما فيه المعادلات، وحتى النظام الستيني الذي لا يزال العالم يعمل به حتى اليوم، و دائرة الأبراج، وغيرها من علوم بما فيها الطب، هؤلاء الأجداد لا يمكن أن يكونوا قد عملوا لآلاف السنين بتقويم فيه العيوب التي يصفونها كحجة لعدم اعتماده أو اعتماد ما هو أفضل منه.
    في أول نيسان الشرقي أي 14 نيسان غربي هو عيد الأكيتو اي عيد رأس سورية، ورأس سنتها فكل عام و جميع السوريين في الوطن وعبر العالم، بخير، وعسى أن نستعيد سوريتنا الحبيبة وحضورها وتراثها الحضاري بأقرب وقت.
  • مصادر البحث

  • جورج كدر صوت الترا
  • الحقيقة
  • الباجثون السوريون
  • موقع دمشق – رأس السنة السورية
  • ويكيبيديا

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *