الجغرافيا التاريخية

الجغرافيا التاريخية

 الجغرافيا التاريخية

عرف البعض الجغرافيا التاريخية بأنها تأثير الحوادث التاريخية على البيئة الجغرافية. وعرف العالم كلارك الجغرافيا التاريخية بأنها التغير الجغرافي لأي ظاهرة حضارية أو طبيعية أو بيولوجية في أي فترة زمنية.

والجغرافيا هي علم دراسة الأرض والمكان، والتاريخ هو علم دراسة علاقة الإنسان مع الزمن الماضي. وعرف علماء الجغرافيا، الجغرافيا التاريخية بأنها دراسة جغرافية مكان معين في فترة من فترات التاريخ، أو هي تطور العلاقة بالإنسان والبيئة خلال فترة من الزمن، واتفق العلماء على أن الشيء الوحيد الذي يميز الجغرافيا التاريخية عن علم آخر هو عنصر الزمن. والجغرافيا التاريخية هي جزء من الجغرافيا البشرية.

والجغرافيا التاريخية تدرس  الظواهر الطبيعية أو البشرية التي ظهرت في التاريخ وتطورت. وتركز على دراسة تطور البيئة الجغرافية، والتغيرات في الغلاف الجوي، والتغيرات في توزيع اليابسة والماء، والنتائج المترتبة عليها. وركز الباحثون على دراسة أساسيات معينة لتوضيح وفهم الجغرافيا التاريخية منها، دراسة تاريخ علم الجغرافيا، ودراسة تغير الحدود الفاصلة بين الدول، ودراسة تأثير البيئة على الحوادث التاريخية، ودراسة طبيعة الأقاليم في الماضي.

ترتبط الجغرافيا التاريخية بفروع الجغرافيا الأخرى مثل علم الجيمورفولوجيا وعلم الجغرافيا المناخية والجغرافيا الحيوية والجغرافيا البشرية بفروعها،  وعلم الايثربولوجيا، وعلم اللغويات.

مفهوم الجغرافيا التاريخية

تعرّف الجغرافيا التاريخية بأنها دراسة العصور السابقة التي مرت على كوكب الارض، مع العلم بأن الجغرافيا التاريخية تعطي مجموعة من الأدلة التي تساعد في التوصل إلى الاكتشافات الجغرافيا في العصور الفائتة، بالإضافة إلى تحليل جميع الأدلة للتوصل إلى مجموعة من النتائج التي تفيد دارسي الجغرافيا التاريخية.

يوجد علاقة وثيقة بين  التاريخ والجغرافيا، فالجغرافيا هو علم يدرس الأرض والظواهر البشرية والطبيعية، والتاريخ يدرس علاقة الإنسان بالزمن الماضي على وجه الخصوص، وبذلك يشترك التاريخ والجغرافيا بدراسة المكان والإنسان، فتوصف الجغرافيا المكان، ويوصف التاريخ الزمان، من خلال تتبع جميع التفاصيل التي يمر بها الإنسان في حياته.

مناهج الجغرافيا التاريخية

هناك 3 مناهج لدراسة الجغرافيا على النحو الآتي:

  • المنهج الموضوعي

وهو المنهج الذي يهتم بدراسة أي حدث جغرافي خلال فترة زمنية معينة، أو فترات متعاقبة. ويوضح هذا المنهج التغير الذي حدث على العناصر الجغرافية على مر الزمن، مثل عملية الترسيب التي تنتج من خلال نقل الطين والأتربة من مكان لآخر عن طريق مياه الأنهار.

  • المنهج الإقليمي

وهو المنهج الذي يهتم بدراسة الأحداث الجغرافية في إقليم محدد خلال فترة زمنية معينة، أو فترات متعاقبة ، مثل تطور المناخ أو تطور العمران.

  • المنهج السلوكي

يقوم هذا المنهج على توضيح الظواهر الجغرافية من خلال سلوكيات الأفراد.

الطرق والوسائل المتبعة لدراسة الجغرافيا التاريخية

وهذه الطرق على النحو الآتي:

  • طريقة التحليل الراديومي.
  • طريقة الكربون 14.
  • طريقة تحليل صفائح الطمي الجليدي.
  • طريقة حلقات جذوع الأشجار.
  • طريقة التقويم الفلكي.
  • طريقة الطبقات.
  • طريقة التأريخ المتتابع.
  • طريقة الدراسة المقارنة.

وآخيراً ، تكمن أهمية الجغرافيا التاريخية بأنها تساهم في تفسير النشاطات البشرية التي حدثت في الماضي ومن خلالها يتم معرفة خصائص البلدان في تلك الفترة ، وتوصف الجغرافيا التاريخية الخصائص الطبيعية في الماضي وتأثير العامل البشري فيها، ودراسة الحوادث التاريخية لمكان معين وتأثيرها على الأنسان في الوقت الحاضر، ودراسة الحركات السكانية وانتماء السكان واصولهم والجماعات البشرية التي تعاملوا معها في منطقة محددة.

خاتمة الجغرافيا التاريخية

بعد التمعن في مفهوم الجغرافيا و الجغرافيا التاريخية، ومجالات كلاً منهما يتضح مقدار الأهمية التي يحملها علم الجغرافيا التاريخية، ويتبين أنه علم من العلوم التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ وذلك لأنه يُعتبر العلم الذي من خلاله يمكن للإنسان دراسة وفهم جميع الظواهر الطبيعة على الكرة الأرضية منذ العصور القديم حتى يومنا هذا.

وكل ذلك يتم بما يوافق المنطق، ولا يُخالف العقل؛ وذلك لأن علم الجغرافيا التاريخة مبنيٌ على الحقائق والآثار التي بقيت من العصور القديمة، والتي استثمرها العلماء حتى يتمكنوا من معرفة طبيعية الأرض والظواهر الطبيعية؛ التي كانت تحدث عليها قديماً.

الجغرافيا_التاريخية
الجغرافيا_التاريخية

الجغرافيا

تُعرف الجغرافيا بأنها كلمة إغريقية الأصل؛ يُقابلها باللغة العربية “وصف الأرض”، هذا من الناحية اللغوية؛ أما من الناحية العلمية تِعرف الجغرافيا بأنها علم يختص بدراسة كل ما يتعلق بالكرة الأرضية وتكوينها، وما يحدث على سطحها من ظواهر طبيعية.

وتُعتبر الجغرافيا ذات أهمية كبيرة؛ لأنها تعمل على وصف الظواهر الطبيعية وصفاً علمياً دقيقاً، كما أنها تعتمد على تحليل الأرض بشكل مُفصل ودقيق، بالإضافة إلى أنها علم له القدرة على محاكاة مختلف أنواع العلوم، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في استثمار الموارد الطبيعية.

كما أن علم الجغرافيا ينحدر منه الكثير من الفروع؛ مثل الجغرافيا الطبيعية التي تهتم بدراسة ما يحدث على سطح الأرض من ظواهر طبيعية، وعلم الجغرافيا البشرية، وهو علم يختص بدراسة كل ما يدور حول الإنسان وطريقة تعامله مع البيئة، كما يعتبر علم الخرائط من فروع الجغرافيا؛ وهو علم يختص برسم ودراسة خرائط العالم.

الجغرافيا التاريخية

تُعرف الجغرافيا التاريخية بأنها إجراء دراسات عن العصور السابقة التي سكنت على الكرة الأرض، وتهدف هذه الدراسة لمعرفة ما قدمه كل عصر من هذه العصور للمجتمعات، ويختص علماء الجغرافيا التاريخية بدراسة وشرح مثل هذه الأمور.

كما أن الجغرافيا التاريخية لا تُعتبر إثباتاً على وجود العصور السابقة، لكنها تُعطي مجموعة من الدلائل التي تدل على الاكتشافات الجغرافية القديمة، ومن ثم يتم عمل بعض الفحوصات والتحليل عليها؛ حتى يتسنى لعُلماء الجغرافيا التاريخية اكتشافها.

مجالات الجغرافيا التاريخية

تقنسم الجغرافيا التاريخية إلى مجالين رئيسيين؛ وهما  الجغرافيا البشرية، والجغرافيا الطبيعية، حيثُ أنهما يبحثان في العصور القديمة التي مر بها الإنسان وتطورها، بالإضافة إلى التطورات البيئية التي وصلت بالأرض لما هي عليه الآن.

كما أن الجغرافيا التاريخية تقوم بإجراء تحليل للإنجازات التي تظهر بشكل يومي؛ حتى تتمكن من استخلاص الحقائق وراء ما بذله الإنسان من مجهود، حتى يتمكن من الوصول إلى هذا التغيير، كما يعمل على تفسير جميع الظواهر البيئية التي تحدث بشكل مستمر؛ نتيجة ما حدث في السابق من تغيرات، ولا يمكن لأي أحد أن يتمكن من استنتاج مثل هذه الأمور؛ دون الاستعانة بالجغرافيا التاريخية.

تاريخ الجغرافيا

تاريخ جغرافية الأرض

مرت جغرافية الأرض عبر ملايين السنين بالكثير من التغيرات، وتطورت أساليب دراسة الجغرافيا بأشكال وأنماط مختلفة باختلاف الحضارات، فعلى سبيل المثال كان أداء البابليين أفضل من أداء المصريين القدماء في وصف الأرض.

تاريخ جغرافية الأرض قبل الميلاد

مر تاريخ جغرافية الأرض قبل الميلاد بعدد من المحطات المهمة، منها:

  • قبل 250 – 200 مليون سنة

كانت الكتل الصخرية المكونة للقارات الحالية كتلة واحدة تعرف باسم بانجيا، وقبل حوالي 200 مليون سنة انقسمت بانجيا إلى قسمين، شمالي وجنوبي يفصل بينهما الماء (بحر تيثيس).

  • قبل 200 – 20 مليون سنة

انقسمت الكتلة الصخرية بانجيا إلى ست قارات، وهي؛ إفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الجنوبية، أمريكا الشمالية، القارة القطبية الجنوبية، كما تشكل المحيط الأطلسي،  ورتبت القارات كما هي معروفة حالياً.

  • القرن السادس قبل الميلاد

قام عالم الجغرافيا أناكسيماندر برسم خريطة العالم في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، كما قام عالم الجغرافيا هيكاتيوس بكتابة كتاب يصف الأرض بأنها دائرة مسطحة مع محيط مستمر يشكل الحافة.

  • قبل 310 سنة قبل الميلاد

قام المستكشف بايثياس اليوناني بالسفر باكتشاف ساحل شمال غرب أوروبا، وأطلق على تلك المنطقة اسم ثول والمعروفة حاليًا باسم النرويج.

  • قبل 220 سنة قبل الميلاد

قام إراتوستينس أمين مكتبة المتحف في الإسكندرية بحساب محيط الأرض، وقدرها بحوالي 46000 كم.

  • القرن الثاني قبل الميلاد

توقع عالم الفلك هيبارخوس متطلبات الخريطة الحديثة، واقترح شبكة بزاوية 360 درجة لخط العرض وخط الطول تساعد في رسم الخرائط.

تاريخ جغرافية الأرض بعد الميلاد

من أهم التطورات المتعلقة بجغرافية الأرض بعد الميلاد ما يأتي:

  • القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر ميلادي

مع زيادة التجارة وانتشار الإسلام تعرف الناس على المزيد من المناطق الجغرافية في العالم باستثناء بعض مناطق شمال آسيا وجنوب إفريقيا.

  • القرن الخامس عشر ميلادي

طبعت خرائط بطليموس التي تصف جغرافية العالم على نطاق واسع وذلك عندما اكتشفت الطباعة.

  • عام 1492 ميلادي.

تمكن المبتكر مارتن بهيم من صنع نموذج ثلاثي الأبعاد يصف من خلاله سطح الكرة الأرضية، كما اقترح كولومبوس أن بإمكانه الإبحار غربًا للوصول إلى الهند والصين بسهولة بدلًا من الإبحار شرقًا حول إفريقيا باتجاه الهند والصين.

  • 1492 – 1519 ميلادي

بدأ العلماء بتحديد شكل وحدود المحيط الأطلسي، خاصةً بعدما اكتشف كولومبوس منطقة البحر الكاريبي، واكتشف ألونسو دي أوجيدا ساحل فنزويلا، كما اكتشف المحيط الهادئ.

  • 1518 ميلادي

اكتشف فردينان ماجيلان طرق جديدة تصل إلى جزر التوابل بسهولة من إسبانيا والبرتغال، وذلك من خلال الإبحار غربًا من خط تورديسيلاس.

  • 1522 ميلادي

تمكن خوان سيباستيان ديل كانو من السفر حول العالم بسفينة واحدة بعد أن خرج هو وماجلان بخمس سفن.

  • القرن السادس عشر ميلادي

زاد الطلب على الخرائط بشكل كبير، ولكن كان رسامو الخرائط يواجهون مشكلات في الإسقاط.

  • 1569 – 1595 ميلادي

تمكن مركاتور من إيجاد طريقة مناسبة لإسقاط المناطق الجغرافية على الخرائط، والتي عرفت باسم إسقاط مركاتور.

الجغرافيا_التاريخية
الجغرافيا_التاريخية

تاريخ علم الجغرافيا

تطور علم الجغرافيا عبر العصور والحضارات المختلفة خلال مدة زمنية طويلة، وفيما يأتي أبرز محطات تاريخ علم الجغرافيا

  • رسم أول خريطة للعالم قبل 500 سنة قبل الميلاد.
  • حساب محيط الأرض قبل 240 سنة قبل الميلاد.
  • اختراع البوصلة ما بين 200 إلى 300 سنة قبل الميلاد.
  • نشر مجلدات إراتوستينس الثلاث الجغرافية، كما كان هو أول من استخدم كلمة جغرافيا قبل 245 سنة قبل الميلاد.
  • وصف  بطليموس جغرافية العالم عام 150 م.
  • رسم أول خريطة للأمريكيتين عام 1507 م.
  • نشر أول كتاب جغرافيا باللغة الإنجليزية عام 1625 م.
  • وضع العالم برنهاردوس فارينيوس المبادئ الرئيسية للجغرافيا على أساس علمي واسع عام 1650 م.
  • رسم أول خريطة تظهر المناطق ذات درجات الحرارة المتشابهة عام 1817 م.
  • تأسيس الرابطة الجغرافية في المملكة المتحدة عام 1830 م.
  • تأسيس الجمعية الجغرافية الملكية في لندن عام 1830 م.
  • إنشاء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية عام 1879 م.
  • اختيار خط غرينتش كمعيار دولي لخط الطول بدرجة الصفر عام 1884 م.
  • تأسيس الجمعية الجغرافية الوطنية عام 1888 م.
  • تأسيس رابطة الجغرافيين الأمريكيين عام 1904 م.
  • إنشاء المجلس الوطني للتعليم الجغرافي عام 1915 م.
  • إنشاء جرد الأراضي الكندية عام 1962 م.
  • تطوير القانون الأول للجغرافيا من قبل والدو توبلر في عام 1970 م.
  • تطوير الموضوعات الخمسة للجغرافيا بين عامي 1984 – 1994 م.
  • إدخال الجغرافيا في المناهج الوطنية للمملكة المتحدة عام 1991 م.
  • وضع معايير الجغرافيا الوطنية عام 1994.
  • (موضوع)