الحركة الكشفية وابداعات ناشطيها والنتائج المرجوة…
تحية كشفية
ثمة من البشر من يكون فكره ناشطاً ولكنه خامل في ترجمتها الى واقع مفيد له ولمحيطه…وآخر يكون قليل الخبرة الا انه دائم الحركة يشحذ تفكيره ليصل الى مرحلة الابتكار والعطاء…
يقال ان في الحركة بركة… وهذا القول هو حقيقة مطلقة
والحركة الكشفية من كون اسمها “حركة” فهي طريقة للحياة بكل معطياتها، فعكس الحركة السكون والسكون صفة الجماد، وهو نقيض حياتنا الكشفية التي عشناها ونعيش فهي تعود الفتية، بعد توفير المناخ الابداعي، على النبوغ والتفوق والإبداع والبحث والاستقراء والاستنباط المعرفي والمهارين وكل ذلك من خلال برامج مشوقة ومثيرة ومتدرجة تمارس في حياة الخلاء.
هذه هي الغاية المثلى من الحركة الكشفية، من أجل أن يصبح فتى اليوم رجلاً صالحاً في المستقبل القريب، والصلاح الذي نعنيه، يجب ألا يكون قاصراً في مفهومه على المعايير الأخلاقية والسلوكية فقط، بل يجب أن يكون مفهوم هذا الصلاح مرتبطاً أيضاً بالقدر الذي يؤثر فيه هذا الصلاح مرتبطاً ايضاً بالقدر الذي يؤثر فيه هذا الشخص في حركة المجتمع من حيث تطوره ورقيه، وإلا لأصبحت الحركة الكشفية نوعاً من العبث تحت ستار من القيم والمثل العليا.
ابنائي القادة
كثير من القادة الكشفيين يفاخرون بكثرة ما ينظمونه من أنشطة للفتية، لكنهم للأسف عندما يتم تقييم ماقاموا به من إنجازات نجدهم أغفلوا تحقيق الأهداف التربوية لكل نشاط نفذوه، فعلى سبيل المثال، يمكن لفريق كشفي أن يقوم برحلة الى منطقة ما، وتقوم جماعة أخرى سواء كانت مدرسة او مجموعة من الفتية والشباب بالنشاط ذاته اي الرحلة الى المنطقة ذاتها.
فالسؤال الذي يطرح ذاته هو، ما الذي يميز بين الرحلتين؟
المفروض ان الفريق الكشفي يسعى الى الموقع سيراً على الأقدام، وخلال الرحلة وعلى الأغلب سيطبق المهارات في دراسة البيئة والمناخ والتضاريس والنباتات والحيوانات، ومواقع الخدمات والمرافق، وقياس المسافات، وربما المبيت في الخلاء لدراسة الطبوغرافيا والسير على البوصلة والخريطة ربما، ودراسة النجوم واتجاه الرياح ومدارج القمر وتعلم الاعتماد على النفس، وبين هذا وذاك يقوم قائد الفرقة بدوره في توجيه السلوك وتقوية النوازع الاجتماعية بين الافراد، حتى يجعل منهم نسيجاً جميلاً من اسرة واحدة… الخ.
أما جماعة الرحلات فلا يعنيها ربما سوى التمتع بالمكان ومعرفة بعض المعلومات عنه، وهذا هو الفارق.
لذا وجب على القادة أن يدركوا أن النشاط الذي ينظمونه لفتيانهم ليس هو الغاية في حد ذاته، إنما هو وسيلة لتحقيق الأغراض التربوية التي تستهدفها الحركة الكشفية.
لنا أن نفتخر أن عدداً كبيراً من رواد الفضاء كانوا كشافين في صغرهم، وقد صرح العديد منهم انه كان للكشفية دوراً في بنائهم الشخصي كأناس يسعون للتفوق، كما ان بناة الأوطان من السياسيين والعسكريين الناجحين في مهامهم من الذين نعرفهم وعايشناهم كانوا كذلك من ابناء الحركة الكشفية، ومنهم من كانوا تحت قيادتنا وتراهم يفخرون بأن الكشفية شوقتهم نحو النبوغ وتفتيح المواهب بتأثيرقادتهم الكشفيين
فصاروا ناجحين ومتفوقين بهكذا مسؤوليات، حتى المجند في جيش الوطن الذي كان كشافاً في صغره يتميز في تحمل الصعوبات وتفتح المواهب واليقظة والعيش الواحد مع الآخروهذا ماعشناه وخاصة في الحروب، لجهة الجرأة وحب الوطن والاستماته في سبيله ، وهذه التي نطمح كقادة ان تكون عليها الأجيال الكشفية اليوم والمفيدة لمستقبلها والمجتمع والوطن في المستقبل المنشود الذي نريده ان يكون واعداً.
نحن اليوم في سورية الأُوَلْ وبعد مضي 114 سنة على الحركة الكشفية السورية بتأسيسها عام 1911 في بيروت وكانت بيروت مدينة سورية في سورية الطبيعية الكبرى، /لأن لبنان الكيان1921-1923 لم يكن موجوداً كلبنان الكبير فالجمهورية اللبنانية 1928/، لذا ابنائي القادة يتوجب عليكم ان تكونوا فاعلين ومتفاعلين، ديناميين محفزين اولادنا الكشفيين في مراحلهم العمرية الطفولة والراشدين… ومشوقينهم نحو النبوغ، وعلينا التمسك بروح الوداعة والتواضع والحزم فالولد هو عجينة تتشكل بسهولة بتأثير اصابيع القائد الكشفي…
وكونوا امام هذا الكشاف في الصورة التي يحبكم ان تكونوا عليها كمثل أعلى، ابعدوا عن التعالي، والانتهازية، وتمتعوا بروح المحبة والوداعة والاتضاع وعدم التعالي ومراعاة احاسيس الكشاف وعدم اهانة مشاعره…
ووضع البرامج التدريبية المشوقة والهادفة وتنفيذها وتقييمها واصلاح الخلل وحتى امام الأولاد ليتعلموا من الخطأ ليكون درساً لايمكنهم نسيانه…
وهذا ما يدفع الحركة الكشفية فالمجتمع والوطن الى الأمام…
الكشفية تبدأ بلعبة صغيرة وتنتهي بالمواطن الصالح….
قائد تدريب د. جوزيف زيتون
اترك تعليقاً