السجاد الجداري

السجاد الجداري

السجاد الجداري

أُرسل راهب لبضعة أشهر إلى دير في الجبل المقدس،

تلك الجمهورية الرهبانية في جبل آثوس الرهباني في اليونان، وكان عليه ان يحيك سجادة جدارية فخمة مع رهبان آخرين. وذات يوم نهض عن كرسيه مستاء:” كفى! لا أستطيع أن استمر هكذا، فالتعليمات التي أُعطيت غبية”.

وصرخ وقال:” أنا أعمل بخيط من الذهب. وفجأةً، وبدون مبرر، يُطلب مني أن أعقده وأقصه. ياله من تبذير!”.

فأجابه أحد الرهبان القدامى

“يابني العزيز. أنت لا ترى هذه السجادة كما يجب ان تُرى، لأنك جالس على الطرف المقلوب، وتعمل في جزء واحد. تعال معي.”

وقاده الى الطرف الآخر من السجادة في المشغل الواسع. فشهق الراهب اندهاشاً. لقد كان يعمل في حياكة عملٍ رائع يُصَّوِرْ سجود المجوس.

وكان الخيط الذهبي يشكل جزءاً من الهالة المضيئة التي تحيط برأس الطفل يسوع، فما اعتبره الشاب تبذيراً غبياً كان فقط تحفة رائعة.

اقول…

كما ان الراهب الحائك لم يلاحظ ذاك المخطط العام للسجادة، فإن العقل البشري يعجز عن استيعاب عظمة مخططات الله وروعتها”.

 


by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *