الشعريات” في الكنائس والأستخدام الأصلي لها
تتميز بها خاصة بعض كنائس أبرشية حمص الأرثوذكسية، مثل كاتدرائية الأربعين شهيداً في حي بستان الديوان وكنيسة مار مطانس في حي باب السباع وكنيسة القديس يوحنا المعمدان في مدينة قطينة، التي شيدت في عهد المتروبوليت أثناسيوس، وكنيسة البشارة في حي المحطة المشيّدة في عهد المطران ألكسندروس جحا، وكنيسة مار إيليان في حي الورشة المشيدة عام 1845، والتي قام بتجديدها المطران أليكسي عبد الكريم
تقع هذه الشرفة في الجانب الغربي، في آخر الكنيسة من جهة الغرب، وفوق مدخلها، حيث تم بناء هذا الرواق، الذي قد يكون أحياناً على شكل حرف U ، محتلاً أيضاً الشرفتين اليسرى واليمنى.
ويُذكر أنها قد سميت بهذا الاسم “شعرية” بسبب الحاجز الخشبي المفرّغ باتجاه الكنيسة بارتفاع سبعين أو ثمانين سم، الذي كان في القديم مصنوعاً من ألواح خشبية رقيقة، تسمح للنساء داخل “الشعرية” برؤية لما هو خارجها وليس العكس، لأن الحاجز الخشبي كان يحجب الرؤية الواضحة. وكان يُصعد إليها بسلالم داخلية.
تنتشر الشعريات في بعض الكنائس التاريخية في ابرشية دمشق كالكاتدرائية المريمية وكنيسة القديس يوحنا الدمشقي في دمشق القديمة وكنيسة القديس حنانيا الرسول في حي الميدان الدمشقي…
في الكنائس الغربيّة يسمونها بالإنكليزية بلكونة جوقة الترتيل. لكن المكان المخصص بالأصل للجوقة، مع الأورغ وسواه من الآلات الموسيقية المُستخدمة في العبادة، ليس هو في هذا القسم الغربي، بل في القسم الجنوبي من الكنيسة، حيث يقف المرتلون وبعض الإكليروس والذي يدعونه (chance). وفي الواقع، لا يُعقل أن يكون هذا الرواق العلوي مصمماً للكورال.
في تقليدنا الشرقي هناك مكانان للجوقة: الأول حول قرّاية اليمين جنوبي الكنيسة والثاني حول قرّاية اليسار في الشمال.
” الشعريّة” هي للنساء فقط، بمعزل عن الرجال. ولهذا السبب دعاها اليونانيون (γυναικωνίτης). لكن منذ القديم كان للنساء مكان مخصص لهن، هو الجانب الأيسر من صحن الكنيسة. ولتبيان الإستخدام الأصلي في الكنائس الأرثوذكسيّة لما ندعوه (الشعرية)، يجدر بنا ذكر أن الكنائس في القرون المسيحيّة الأولى كانت تفتقر للشعريات. أول كنيسة تمّ تشييدها مع الشعرية، كانت كنيسة آجيا صوفيا (الحكمة المقدسة)، التي تم تدشينها في 27 كانون أول 537 في عاصمة الامبراطورية البيزنطية أنذاك القسطنطينية.
أسس الكنيسة الامبراطور جوستينيانوس، الذي حكم من 527 حتى 565، بحيث تتسع لعدد كبير من المصلّين (23 ألف). وقد وجّه للمهندسين بأن يجدوا للامبراطورة ثيوذورا في الكنيسة مكاناً مناسباً، يسمح لها مع حاشيتها من النساء بمتابعة كل ما يجري في الاحتفالات الدينية، فتمّ إيجاد فكرة الشعرية وتنفيذها عمرانياً، ثم أخذت في الانتشار شرقاً وغرباً.
اترك تعليقاً